رواية سليم 29
الشمس في إشراقها
- هيجرالك حاجة لو قولتي سليم..سولي مش قادر ابلعه بيجبلي حموضه.
عقدت حاجبيها بضجر وهي تواجه وجهه مباشرة
- مضايق من ياء الملكية بتاعتي!
- ياء الملكية بتتقال بردوا في حبيبي وقلبي وروحي.
هزت رأسها بإيجاب وهي تتركه وتجلس فوق الأريكة تستند بظهرها عليها تشير بيدها إلى جانبها فامتثل لأمرها ولم تتركه كثيرا على حالة الاستفهام التي غزت عينيه
لانت ملامحه وتحرك نحوها أكثر يميل برأسه ناحيتها كي يضع رأسه كعادته فوق صدرها يجني من حنانها قدر ما يمكنه أن يواصل به أيامه القادمة سعيدا منه نفسه أنه تخلى عن نقطة الخجل التي كانت تعيقه أثناء إعلانه لحاجته لها.
راقب ابتعادها المفاجئ عنه وقالت بخبث وغنج
- نعم!
جذبته نحوها تحتضنه كما تحتضن الأم ابنها وانطلقت تطلب منه برفق
- ممكن تنزل لزيدان تطمن عليه وتقعد معاه شوية.
حمد لله كان هادئا ولم يثور
- مين طلب منك تقوليلي كده!
دثرت أصابعها في خصلات شعره الكثيفة والتي أصبحت تعشقها فوضوية
- محدش بس بيني وبينك كده ومتقولش لحد بحسها من عنيه.
رفع وجهه لها يقابل عينيها بنظراته الشرسة الممزوجة بنيران الغيرة
احتدت ملامحها وهي تجيبه ولم تبتعد عنه
- وانت سايب الموضوع المهم وبتركز في إيه...
صمت لبرهة حينما لمحت اعتراضه الڼاري وقالت بنبرة أهدأ
-أنا أسفة مبصتش في عينه أنا لمحتها...سوري يا سولي خاني التعبير.
حتى تلك اللمحة يرفضها وهي قرأت ذلك فاغتاظت منه قائلة بعتاب لذاتها
- خلاص أنا غلطانه اصلا إن بتكلم في حاجة متخصنيش.
- ايوه بالظبط من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.
ابتعدت عنه وشهقت پصدمة
- انت بتقولي أنا الكلام ده بس مش هزعل على فكرة... أنا عارفة انك بتحاول تهرب من النقطة دي.
ضاقت عيناها في أواخر حديثها فانزعج منها مردفا
- بهرب مرة واحدة كبرتي اوي الموضوع يا شمس.
- اقصد يا حبيبتي.
كان الاشمئزاز يندثر بين حروفه فقالت باعتراض واضح
- ومالك بتقولها من غير نفس ليه لا لا خلاص مش عايزه اسمعها.
مط شفتيه بضيق وهو يتابع استياءها وكي يتخلص من حالة الغيظ والنقاش التي ستدخل بها الآن ابتعد عنها بعد قليل قائلا بصوت حاول إخراجه ثابتا بعدما شعر بفقدانه لوقاره في منتصف الصالة فبدا كالمراهق تماما معها
ضحكت بخفة وفتحت ذراعيها قائلة
- طيب شيلني.
حملها بين يديه وهو يقبلها بوجهها مردفا بهمس
- على أساس إن بطلت اعمل كده.
وضعت رأسها فوق صدره وعلى وجهها علامة الانتصار لكل شيء انتصار استحقته لسبرها أغواره دون خوف وايضا لتأكدها انه حين ينتهي من وصلة العشق التي يحتاج إليها سيذهب لأخيه يطمئن عليه سنوات زواجهما لم تضيع هباءا ولا فترة ابتعادهما لم تمر مرور الكرام بل اكتسبت منها ثقة وقوة تضاف إليها كي تستطيع الصمود أمامه.
أغلقت الباب خلف فاطمة التي قررت أن تقابل طليقها العائد كي تسوى أمورها معه حيث طلب العودة لها وبعد تفكير منها ومساندة من ليال ساعدتها في وضع بعض الشروط كي تنقذ ابنتها من هلاك معتم لحياة غير مستقرة تنتظرها ومن أهم شروطها هو أن تسافر معه هي وابنتها وتنهي بذلك رحلة عڈابها من والدته الحرباء.
لن تنكر الألفة التي شعرت بها مؤخرا بسبب عودة