رواية خالد 15
واحدة..فقد زرعها فهد أو خالد كما إتضح أن هذا إسمه..زرعها قبل سفره بفترة قصيرة..وكانت هي معه لحظة بلحظة تشاركه العمل وهي تستمع إليه وهو يحكى بشغف عن قرائته لفوائد تلك الشجرة العطرية والتى ذكرت فى القرآن لما لها من مميزات..لتصبح مهمتها الإعتناء بها فقط لإنها تذكرها به..حتى بعد سفره ..لمستها برقة ثم وقفت على أطراف أصابعها لتقطف ورقة منها..قربتها من أنفها وهي تغمض عينيها تستنشق عبيرها الرائع..لتفتح عينيها وهي تنظر إلى تلك الشجرة بإستحسان ..تشعر بالإمتنان لخالتها جليلة التى إعتنت بتلك الشجرة بعد إهمالها لها ورحيلها ..بل نسيانها أمرها كلية..فلقد إبتعدت عن كل ما يذكرها به..ولكنها عادت مجددا لتعود معها كل الذكريات..حية كما لو كانت حدثت فقط بالأمس.
إيه رأيك فيها
إلتفتت إليها جورية قائلة بإبتسامة رقيقة ممتنة
تجنن ياخالتى جليلة..أنا مش عارفة أشكرك إزاي على إنك أخدتى بالك منها فى غيابى..كنت هزعل أوى لو جرالها حاجة.
تقدمت جليلة لتقف بجوار جورية تنظر إلى الشجرة قائلة
تشكرينى على إيه بسما إنتى عارفة إن النبات ده عشقى..لو كان بإيدى كنت مليت الدنيا كلها ورود.
من غير ما تقولى..فاكرة طبعا..ومش ممكن أنسى كل مناسبة كانت تمر علينا ..كان البيت بيتحول لمشتل مليان بالورود..أصحى ألاقى على سريرى ورد وفى الدولاب بين الهدوم..وفى الحمام وعلى السلم..لغاية ما أوصل لليفنج..ساعتها بقى بكون ماشية فى بستان ورود بجد.
قالت جليلة بإبتسامة
متبالغيش أوى كدة..ده بيحصل فى عيد ميلادك بس.
وعيد ميلاد جدى..نسيتيهده عيد ميلاده ده بيبقى الورد كله لون واحد..أحمر..وياريته بيفهم.
قالت جليلة تنهرها
بس يابنت ..إختشى.
نظرت جورية إليها قائلة بمزاح
وأنا قلت إيه بسمش الحقيقة..حبيبة قلبى جليلة بتحب جدى..وجدى لسة مش حاسس بيها..ده تقريبا كل الدنيا عرفت وهو لسة..بيبقى نفسى أقولهاله..فوق ياجدى وشوف حب خالتى قبل ما تيأس منك وتروح من إيدك.
وهروح فين بس ياجورىما أنا قاعدة معاكم أهو.
نفضت جورية مزاحها وهي تقول بجدية
لحد إمتى ياخالتىانا شايفة إن كفاية أوى سكوت لحد كدة..لازم تصارحيه..لازم يحس بيكى..ولو متكلمتيش هتكلم أنا.
قالت جليلة بجزع
لأ ياجورى..أوعى.
قالت جورية بحيرة
يعنى هتفضلى تحبيه وراضية تعيشى جنبه وهو مش حاسس بيكى ولا شايفك أساسا.
الحب مش بالڠصب ياجورى..ومادام مشافنيش ولا شاف اللى فى قلبى ليه لحد النهاردة..يبقى مش مكتوبلنا نكون مع بعض كحبيب وحبيبة ..وأدينا أهو مع بعض عايشين..مونسنى ومونساه..هعوز إيه أكتر من كدة
قالت جورية فى شرود حزين
كتير..كتير ياخالتى..إزاي بس يبقى أدامك طول الوقت وهو مش حاسس بيكى ولا شايف حبك..إزاي يبقى قصادك وناسى كل حاجة تخصك..ڠصب عنك هتتعذبى ..لإنك هتعوزى نظرة منه تحسسك إنك نبض قلبه اللى عايش بيه زي ما هو نبضك..هتعوزى كلمة تطمنك إنك مش لوحدك وإنك وقت ما تحتاجيه هتلاقيه..محتاجة همسة حب تحنن عليكى قسۏة أيامك..وتبدل حزنك بفرح..محتاجة حضنه ېضمك جواه..ويضم كل مشاعرك اللى بتناديله فى كل ثانية..محتاجاه هو ياخالتى..هو وبس ..يعترف إنك روحه زي ما هو روحك بالظبط.
إحنا لسة بنتكلم عنى أنا وجدك ياجورى ولا بقينا بنتكلم عنك إنتى وفهد .
قالت جورية فى مرارة
خالد.
عقدت جليلة حاجبيها لتستطرد جورية فى سخرية مريرة قائلة
أصل نسيت أقولك إن إسمه مطلعش فهد..طلع خالد..خالد نصار..من أغنى أغنياء القاهرة..ومتجوز كمان.
لتتسع عينا جليلة فى ....صدمة
كانت شاهيناز تجوب غرفة مكتبها جيئة وذهابا فى عصبية..تتساءل عن مكان لين الآنوهل حقا ذهبت مع مؤيد أو إختطفها كما تظن أم أن إختفائها هذا عاديا..وكل مايدور فى مخيلتها لا أساس له