السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول من 41-50

انت في الصفحة 41 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


على الخبر ده .. أنا كنت منتظرة الوقت المناسب إني افتتحه وأبدأ شغل في التصاميم من تاني وأعتقد إن خلاص الفرصة جات ولما كلمت ماما وقولتلها فرحت أوي وشجعت الفكرة .. بس أنا مش هقدر اعمل كدا وحدي يعني محتاجة مساعدتك ليا
تلاشت الدهشة من فوق معالمه وبدأت الابتسامة الحانية تظهر بوضوح فوق ثغره وعيناه كذلك .. واستمر يمعن النظر بها ثم قال بدفء وعاطفة جياشة 

_ أنا بقى مبسوط أوي إني شايف زينة القديمة تاني قدامي
ابتسمت وقالت بخفوت ونظرات مليئة بالثقة والمشاكسة 
_ تؤتؤ دي زينة الجديدة .. القديمة خلاص انتهت 
هشام بهيام 
_ القديمة والجديدة أجمل من بعض 
ضحكت بخجل ونكزته في كتفه بمداعبة ثم قالت بحماس من جديد وسعادة 
_ اعتبر ده موافقة خلاص إنك هتساعدني 
_ إنتي عندك شك إن ممكن يكون في احتمال لرفضي مثلا !! 
قفزت فرحا ثم قبضت على ذراعه وجذبته معها للداخل هاتفة بتشويق 
_ تعال هوريك قسم التصميم جوا وهوريك كل حاجة
سار معها دون أي مقاومة يتركها تسيره خلفها وهو يتأملها بعشق .. وقف معها يتابعها وهي تتحرك يمينا ويسارا كالفراشة بحماس تشرح له كل شيء ومخططاتها عن الذي ستفعله بالضبط .. سيعترف أنه لم يسمع تقريبا نصف كلامها بسبب شروده وتأمله بها .
بعد دقائق طويلة نسبيا من شرحها توقفت وسألته باهتمام وبسمة عريضة 
_ هاا إيه رأيك بقى في اللي قولته ! 
هدر بنظرات ثابتة عليها ونبرة ذائبة 
_ جميلة 
زينة بتعجب 
_ هي إيه دي اللي جميلة !!! 
تنحنح مسرعا يصحح كلمته 
_ جميل اقصد اللي قولتيه يعني عظيم 
هزت رأسها بتفهم باسمة ثم عادت تتحدث من جديد ولكنه لم يسمع أي شيء هذه المرة وعقله كأنه مغيب تماما عن العالم الواقع وشعر بأن قلبه هو من يتحكم به الآن وليس عقله .. لسانه يأكله ليتحدث فلم يعد يتحمل الكتمان أكثر من ذلك ! .
اقترب منها دون أن يشعر ووقف خلفها تماما ليهمس بنبرة جديدة ومختلفة 
_ زينة 
التفتت له بجسدها فورا بعد همسته باسمه وطالعته بسكون وريبة من نظراته والتصاقه بها بهذا الشكل .. ولم تلبث لثانية أخرى حتى سمعته يكمل بصوت دافيء 
_ زينة .. أنا .......
بتر بقية عبارته الحاسمة والمنتظرة عندما صدح صوت رنين هاتفها فالتفتت هي برأسها للخلف مسرعة والتقطته لتجيب على أمها وبعد دقيقة كاملة أنهت المكالمة وعادت تحدق به من جديد وتهتف بفضول واستغراب 
_ كنت عايز تقول إيه ياهشام ! 
ابتسم وأخذ نفسا عميقا قبل أن يتمتم بعينان تهيمنان عشقا وغراما 
_ عايز اقول إني .......
انفرجت شفتيه وكان على وشك أن يلفظها ولكن يبدو أن اليوم ليس يوم حظه على الإطلاق حيث ما قاطعه هذه المرة هو رنين هاتفه .. فرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة متأففا بخنق وعصبية ثم أخرج الهاتف من جيبه وتطلع بشاشته يقرأ اسم المتصل فوجده أحد أصدقائه .. شتمه بلفظ دنيء في همس منخفض جدا لم تسمعه هي لكنها غضنت حاجبيها من تحوله وغضبه المفاجيء بعد وداعته ونظراته الحانية التي اربكتها واخجلتها وللحقيقة أنها للوهلة الأولى تشعر بالخجل منه ! .
رأته يشير لها بأن سيغادر للخارج حتى

يجيب على الهاتف فأماءت له بالموافقة وبقت متسمرة مكانها حتى بعد رحيله وتعلق نظرها على أثره بحيرة وتحاول تخمين ما الذي كان يرغب بقوله لها .. لكن حين تذكرت نظراته خجلت مرة أخرى فنفرت صورته عن عقله وقررت عدم التركيز عليه ونسيان الأمر تماما حتى أنها لن تسأله ماذا كان سيقول عندما يعود حتى لا ترى نظراته لها مرة أخرى ! .
في تمام الساعة العاشرة مساءا .......
وقف بشرفة الغرفة بعدما بحث عنها ولم يجدها بالمنزل كله فوجدها تقف بالحديقة أمام حوض السباحة وتلف فوق كتفيها وذراعيها شالا طويلا وتنظر للماء بسكون .. فدخل للداخل وغادر الغرفة منها للدرج ثم لباب المنزل لكي يذهب لها .
تحرك خلفها بخطوات هادئة لكنها سمعت صوته فأغمضت عيناها تأخذ نفسا عميقا ببؤس حتى اتاها صوته الرجولي من خلفها يهتف 
_ جلنار ! 
التفتت بجسدها له وهي تحتضن الشال بذراعيها وترمقه مطولا في صمت فتابع هو باهتمام حقيقي 
_ ادخلي جوا بدل ما تبردي 
حين التقت عيناه بخاصتها ورأى دموعها المتجمعة بهم فتقدم منها خطوة بسرعة في قلق وقال بلطف 
_ بټعيطي ليه ! 
لم ترغب باقترابه منها في هذه اللحظة تحديدا وقد نست أنها تقف على حافة الحوض فتهقهرت للخلف بتلقائية ولم تشعر بنفسها سوى عندما انزلقت قدميها وسقطت بالمياه رآها ستسقط وحاول التقاطها قبل أن تقع لكنه تأخر واختل توازنه .

_ وقعتي عشان مش عايزاني اقرب منك ودلوقتي إنتي اللي متشعلقة فيا 
_ اڠرق يعني !!! 
اقترب بوجهه منها وهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ لا يمكن يحصل وأنا موجود 
تقابلت نظراتهم في حديث غرامي وحزين بين العيون فقط 
_ اعملك إيه ياجلنار عشان
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 52 صفحات