الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية اسر كاملة

انت في الصفحة 12 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

بينما خرج بطلة فائقة الهيبة وجوانح معطفه الطويل تهتز على كتفيه وقد ارتدي نظارة شمسية سوداء لأشعة الشمس المباغتة بضوئها الأعين...تحدث السائق مع وجيه بلغة اجنبية وأجاب عليه وجيه بمزيج من الأنجليزية والفرنسية.. استعد الفتيات صباحا فوقفت حميدة أمامهن قائلة _ قدامنا نص ساعة على ما نوصل..يلا بينا قالت سما بضحكة بكرة هوصلكم بعربيتي.. قالت جميلة بسخرية أنتي قررتي كمان انك هتجيبي عربية!! اجابت سما بابتسامة عريضة دي عربية آسر خطيبي..عربيتي برضو هتفت حميدة صبرني يارب هبط الفتيات على السلم ثم للطريق...توجه الرباعي ذو النظارات السميكة بالشارع حتى لمحهم مصيلحي وهو يقف على عتبة ورشته وقال _ حتى لو اعمى وبتحسس على الحيطان عاجبني يا مغلبني. كتمت سما ضحكتها وقالت بهمس _شوفتوا الحب يا اغبية اهو شايفها ابو حفيظة ولسه شاري. رضوى بضحكة خافته فكري يا جميلة غلبتي الواد قالت حميدة بابتسامة هو أقرع بس بيحبك سومت جميلة نظرة غيظ لحميدة وقالت حتى أنتي يا حميدة ! قالت سما ولم تستطع كتم ضحكتها يابت ده
دايب دوب ده شعره وقع وهو مستنيكي ههههههه... اسرعت جميلة في خطواتها وسبقتهم حتى موقف السيارات بينما تشارك الثلاث فتيات الضحكات الخافته.. بالمكتب.... انتهى الشباب من تناول الأفطار بإستثناء يوسف فتساءل رعد بتعجب سبحان

الله..يوسف مش جعان !! نظر يوسف للطعام بعذاب وقال بضيق بفطر مع حميدو اتعودت على كده بتفتح نفسي مش زيكوا ! جاسر بسخرية وهو يرتشف من كوب القهوة بتفتح نفسك عشان بتشجعك تاكل وتبقى مفجوع اكتر...البؤساء آسر بجدية خلصوا عشان البنات زمانهم جايين وعايزين نبدأ شغل كتم رعد ضحكته ونظر لجاسر الذي ابتسم بمكر فقال رعد بسخرية بنات !! تقصد كتيبة الأعدام اللي اشتغلوا معانا أنت نظرك ضعف ولا مابقتش تشوف بنات ولا ايه حكايتك ! تنهد جاسر قائلا انتوا كلااااب كان زمان كاريمان دلوقتي قاعدة معايا وسلطان زماني لكن ليييه لازم نشتغل ونتحدي عموووو رد رعد بذات السخرية _ لأ وانا اللي مكنش عاجبني ولا واحدة من الموديل اللي اشتغلوا معايا!! وبغبائي كنت بتغر عليهم ولا بعبرهم...اشتموني يا جماعة أنا حمااااار دلف الفتيات للمكتب فجأة بينما ضحكت رضوى بملء على كلمة رعد الأخيرة وقالت لحميدة مش أنا قلتلك كده ارتشف جاسر قهوته وبالكاد استطاع أن يكتم ضحكته ابتسم آسر بخفاء ثم مضى الى مكتبه سريعا فذهبت خلفه سما مباشرة... نظر يوسف لرعد واڼفجر من الضحك وهو يأخذ احد السندوتشات وقال _ ههههههههههه معلش رمق رعد رضوى الضاحكة بغيظ شديد وتوعد لها برد الضړبة....تجاهلت جميلة النظر الى جاسر بينما خطڤ نظرة ماكرة سريعة اليها ونهض وهو يرتشف من فنجان القهوة ببطء ويرمقها بذات البطء وقال تعالي ورايا زفرت بمقت فها قد بدأ سخافته مجددا ولا عزاء لأعصابها... فتح مكتبه لتشهق جميلة من حالة الفوضى الذي الحقت بالمكتب...راقبها متلذذا بصډمتها وقال رتبي المكتب ولا هنقعد فيه كده! استدارت له بدهشة وهتفت هو أنا الشغالة! عقد ساعديه أمام صدره وقال أنتي السكرتيرة لو سمحتي رتبي المكتب مش هنقعد في الژبالة دي...بكلمك بهدوء اهو !! ضيقت عيناها پغضب فهي على يقين أن هذا عن قصد...قالت متسائلة هنروح موقع النهاردة قال بتأكيد هتسبقيني على هناك بعد ما تخلصي هقولك تعملي ايه هناك... رمقها بتسلية ثم خرج من المكتب وتظاهر بإجراء مكالمة هاتفية... بمكتب رعد.... كانت تكتم ضحكاتها كلما نظرت له...تصمت لظقيقة ثم تعود ضاحكة فنهض من مقعده بعصبية وهتف _ ما تبطلي ضحك بقى !! هزت رأسها بموافقة ثم ما لبث لعدة ثوان وعادت ضاحكة...توجه لمقعدها غاضبا ووقف أمامها هاتفا قومي اوقفي! نهضت رضوى ترتعش من كتم ضحكة أخرى وقالت بالكاد _ عايز ايه! جز على اسنانه بحدة ثم قال أنا عارف أنك بتضحكي عليا لو ما بطلتيش ضحك ها... اطلقت رضوى ضحكة لم تستطع كتمانها وقالت معتذرة _ معلش بس أنت كنت راضي عن نفسك أوووووي وأنت بتقول حمار هههههههههه اقنعتني تابعت سيل ضحكاتها وظهرت غمازتيها فنظر اليها لبرهة وجذبه ابتسامتها الجميلة...ربما رأها كذلك لأنه ابتسم بالفعل تباعا لضحكاتها فقال مبتسما _ طب كفاية عشان نبدأ شغل يا ډم خفيف استطاعت بالكاد لجم تلك النوبة من الضحك وعادت رويدا لإتزانها... بمكتب آسر.... نظر آسر لطاولة التصميمات وأشار لسما بجدية قائلا _ خلصتهم امبارح بعد ما مشيتي تعرفي أنا كنت هقفل التصميم ده وتريقتك بتاعت امبارح خلتني اعيد نظرة عليه تاني وفعلا لقيت فيه غلطة... دق الباب فهتف آسر بصوت رجولي بالدخول فابتسمت سما بخجل لأنه لا يستعمل هذه الحدة معها...دلف رجل في الستين من عمره وبيده صينية عليها كوب من العصير وفنجان قهوة فامره آسر قائلا _ شكرا يا عم مرزوق...سيبهم على المكتب فعل الرجل ذلك وخرج سريعا فقال آسر _ طلبتلك عصير فريش...وانا قهوة هيبقى روتين كل يوم الصبح اما بقية اليوم زي ما تحبي.. ابتسمت سما بخجل وتساءلت _ اشمعنى أنا عصير وأنت قهوة رمقها بنظرة بها لافته من المرح وأجاب وهو ينظر للتصميم _ عشان ما تتعبيش ويغمى عليكي نظرت سما بخبث وتمتمت ده أنت عيون القلب اشتغلت وسهرتك يا روحي بقى اشطة عليكي يا سمكة.. صمم يوسف بتناول الأفطار قبل أي شيء فقالت حميدة بتعجب _ أنت مش لسه فاطر مع ولاد عمك! هز رأسه نفيا وهو يأكل قطعة من السندوتش بيده وقال _ لأ ما فطرتش معاهم استنيتك عشان افطر معاك يا صاحبي..مش بعرف اكل ولا بعرف اشتغل غير معاك اقسم بالله...انتيمي أوي اجفلت حميدة من كلماته لأول مرة تبتسم وتشعر بالسعادة من حديثه تأملته بمحبة ثم وضعت طعامها أمامه وقالت _ افطر لحد ما تشبع وانا هستناك لحد ما تخلص قال بتذمر كلي معايا اومال انا استنيتك ليه !! أخذت حميدة سندوتش وبدأت تأكله بشهية وبوادر أمل لأول مرة تتسلل بقلبها
ايمكن أن ينتهي انتظارها الى مرحلة أخرى تتمناها انتهت جميلة من تنظيف المكتب وهي تتمتم بالشتائم حتى دلف جاسر للمكتب بابتسامة شامته وقال _ تمام..اسبقيني بقى على الموقع بتاع امبارح واقفي مع العمال وقفت جميلة

وهي تجفف حبيبات العرق من جبينها بمنديل ورقي وقالت بحدة _ اقف مع العمال اهبب ايه! ابتسم ابتسامة عريضة من ڠضبها وقال _ عايز تفاصيل عن كل اللي هيوصل للموقع من مواد بنا والعدد طبعا ماتنسيش حتى شكاير الأسمنت عديهملي.. نظرت له نظرة مطولة ولاحظت أنه راقه ڠضبها وعصبيتها فقالت _ ياريت تفضل هنا وخليني هناك هعرف اتعامل معاهم احسن منك.. قال ليستفزها أكثر ما عشان أنك لا تنتسبي للنساء بصلة ببعتك وأنا مرتاح يلا بلاش تأخير أخذت جميلة نفسا عميقا حتى لا تطيع ڠضبها وتطيح به فأخذت حقيبتها وخرجت من المكتب دون أن تنظر له... رمقها بنظرة مستهزئه وقال _ ولسه... دق هاتفه فأخذه من جيبه مجيبا وحشتيني قالت توتو بغنج عبر الهاتف وأنت اكتر يا بيبي معلش هتأخر شوية زفر جاسر بغيظ وقال براحتك اطلقت توتو ضحكة مدللة وقالت لما أرجع هعوضك أنت عارف أني بعرف انسيك الزعل.. ابتسم بمكر وأجاب حاولي تيجي بأسرع وقت محتاجلك أوي.. أجابت بتعجب أول مرة تقولي أنك محتاجلي!! اومال كلمت كاريمان ليه يا خاېن!! قالت ذلك بعصبية فاجاب عليها بضحكة لا دي تسالي بس لحد ما ترجعي...أنت الأصل... قالت توتو بغرور خلاص سامحتك اسيبك بقى تيك كير اغلق جاسر الهاتف مبتسما وقال _ مكالمة كحتت الجفاف بتاع بسيوني اللي بيشتغل معايا..أنثى البطيخ... 
الفصل_السابع صل على النبي ٣مرات استغفروا الله ٣مرات ذهبت جميلة للموقع وببادئ الأمر كانت غاضبة ولكن هدأت أعصابها أثناء الطريق..خرجت من الميكروباص الشعبي بالقرب من مكان المبنى المراد معاينته نظرت له جيدا لتجد أن الهدوء يحيط بالمكان بعكس الأمس!! لا يبدو أنه يوجد أحدا هنا ولكن لا تستطيع الذهاب قبل أن تتأكد فربما أخذ العمال استراحة قصيرة بأحد الطوابق وسيعودون للعمل مرة أخرى..عاينت بنظرة سريعة المكان حولها وتذكرت أنه اعلمها بذكر كل ما يخص مواد البناء فقررت أن تلقي نظرة على الطوابق العلوية...مضت خطواتها للدرج الخرساني حتى صعدت درجة بعد الأخرى...الهدوء حولها يبدو مقلق بعض الشيء ولكنها لم تضع اهتمام كبير لهذا الأمر.. وقفت عند الطابق الأول علوي وتفحصت بنظرة شاملة كل الزوايا أدوات صغيرة خاصة بالبناء مترامية هنا وهناك وبرميل من البلاستيك الثقيل ممتلئ بالماء المعكر بأحد الزوايا وبعض شكائر الأسمنت الفارغة التي يظهر أن العمال استخدموها للجلوس بينما اعقاب السچائر المحترقة تعبأ الأرض...لا يوجد غير ذلك !! رفعت جميلة حاجبيها بتعجب ثم توجهت للطابق الثاني من المبنى القائم على خمس طوابق..لم يتغير الطابق الثاني عن الأول وظلت تصعد طابق بعد الآخر حتى وقفت بالطابق الآخير بالأعلى...هناك بعض الأختلاف بالأمر فيوجد اكداس من الشكائر المعبأة بأشياء غريبة وصناديق خشبية...لم تعرف لما أخذها الفضول لرؤية ما بهذه الشكائر فاقتربت خطوات اليها حتى صاح صوت أحد العمال بخشونة وعصبية أنتي مين وبتعملي ايه هنا! استدارت پذعر فقد سبب صوته صدى بالمكان الخالي حولها مما جعل الرهبة تشمل سمعها..ابتلعت ريقها واخبرته بهويتها فرمقها الرجل بتمعن للحظات ثم قال في إجازة النهاردة استاذ جاسر عارف كده من امبارح يبقى أزاي بعتك ! قطبت جميلة حاجبيها بدهشة فإذا كان على علم إذن ٱرسالها الى هنا بقصد إثارة ڠضبها عندما تعلم !! أضاف الرجل بحدة اللي بيشتغلوا هنا رجالة وانتي مش مهندسة عشان يخافوا منك لما تيجي تاني ابقي اتصلي بالريس بتاعنا الأول عشان حد فينا يكون موجود.. اغضبها حدة الرجل معها فقالت بذات الحدة سواء مهندسة أو سكرتيرة فالنتيجة واحدة !! ده شغلي وبنفذه وانا مش بشتغل عندك عشان تديني تعليمات احضر امتى واستأذن !! المكتب واخد الموقع ده وهيسلمه بعد ما يخلص وكل حاجة تخص الشغل هنا انا مسؤولة عنها لأني بسلم التقارير لاستاذ جاسر اجي امتى بقى دي بتاعتي انا.. شعرت بشيء غامض خلف حديث هذا الرجل فأرادت أن تسن أنيابها حتى يخشاها أن كان هناك ما يخفيه...فطن الرجل لمدار فكرها فقال بهدوء لمؤخذة يا استاذة...بس شكلك بنت بلد وعارفة أصول ولاد البلد ما تأخذنيش لو زعلتي أنتي زي أختي الصغيرة... قالت جميلة وقد هدأت بعض الشيء حصل خير..انتوا أجازتكم امتى أجاب الرجل اتنين وجمعة اومات جميلة برأسها ثم تركت الطابق دون مزايدة في الحديث زفر الرجل
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 27 صفحات