رواية دعاء عبده الجزء الاخير
سيتقيأ ما فى معدته من فرط التقزز الذى يشعر به تجاهمها وتجاه ما يقولون دفعها أمين الشرطة تجاه مكتب وكيل النيابة لتدخل اليه تستكمل التحقيقات بينما ألتفت إليها فارس وناداها قائلا
دنيا
ألتفتت إليه بنظرات متسائله وعيون باكيه فقال بهدوء
أنتى طالق
وأستدار بجسده إلى حسن الذى كان ينظر إليها بشماته فأمسك بتلابيبه ودفعه بالاتجاه الاخر وهو يصيح به
نظر الدكتور حمدى إليه متسائلا وهو يقول
ايه علاقة حسن باللى بيحصل يا فارس
أطرق فارس برأسه وهو يحركها يمينا ويسارا قائلا بأسف
معلش يا دكتور أنا تعبان ومحتاج أروح دلوقتى
وضع حمدى يده على كتف فارس وقال متفهما
روح أنت أرتاح ثم أبتسم وهو يقول
بس أعمل حسابك بعد كتب كتابك على طول هتنزل الشغل ماشى
وقبل عقد القران بيوم واحد كانت عزة وعبير فى زيارة مهرة التى كانت تظن ان شمس اليوم التالى ستشرق من أجلها وأن القمر سينتصف السماء من أجلها لا لينير الارض كما يفعل كالعادة ولكن سيحذو حذو الشمس وسيفعل ذلك لها وحدها
قبلتهم مهرة وهى ترحب بهم فى منزلها بسعادة وجلست أمامهم وهى تلاعب الاطفال وعزة تنظر إليها بدهشة بينما قالت عبير بمرح
بصراحه يا مهرة انا مستغربة أوى محدش كان يفكر ابدا ان العلاقه بينك وبين فارس تبقى أكتر من علاقة بنت بأخوها الكبير
نظرت لها عبير معاتبه بينما قالت مهرة بخفوت
مش عارفه يا عزة بس أنا عمرى ما شوفت فارس أخويا الكبير كنت دايما بشوفه قدوتى وأنى نفسى ابقى زيه حتى ساعات كنت بتمنى ابقى شبهه فى الشكل من كتر منا كنت بحب اقلده فى كل حاجه
تبادلت عزة مع عبير النظرات وهما ينظران إلى مهرة وهى تتحدث بعيون حالمة وهائمة
فقالت عبير على الفور
بصى يا مهرة أنا بكره إن شاء الله هبقى عندك من أول اليوم وهجيبلك الكوافيرة هنا فى البيت وهجيبلك الاخوات اللى هيعملولك فرح أسلامى محصلش زى فرحى بالظبط مش أنتى فاكراه ولا نسيتى كانت عبير تحدثها وهى مازالت حالمة ومحلقة فى عالمها ولكنها عادت فجأة إلى أرض الواقع وهى تقول بمرح مفاجئ وكأنها تذكرت شيئا لا يحتمل التأجيل وقالت
ضحكت عبير وأستجابت لدعابتها وقالت
من غير ما أشوف انا متأكده من كده أصل يابنتى اللحيه دى بتدى الراجل وسامة كده ورجولة
نظرت عزة إليهما وقالت بحيرة
تصدقوا بالله أنا عمرى ما تخيلت عمرو باللحيه ومش عارفه هيبقى أمور فيها ولا لاء
قاطعتها عبير قائلة بشغف
ضحكت مهرة وهى
تضع كفيها على وجهها فتابعت عبير بحماس وهى تتحدث إلى عزة
وبعدين يا عبيطة اللحية بتزود قدرة الراجل ال بترت كلمتها وأحمر وجهها وهى تنظر إلى عزة التى كانت تحدق بها
تنحنحت عبير بينما قالت مهرة ببراءة
ال أيه
ضحكت عزة وهى تنظر لمهرة التى تسألها ببراءة وقالت لها
ابقى اسألى فارس ياختى
قالتها وتبادلت الضحكات العاليه مع عبير ومهرة تنظر إليها بغيظ وحيرة ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت متبرمة
بتضحكوا عليا طب ايه رأيكوا هسألوا
زادت ضحكات عبير وعزة وكل منهما تضع يدها على معدتها من كثرة الضحك وهما ينظران الى مهرة التى زادت ڠضبا وتبرما كلما أزدادوا ضحكا
نظر إلى سترته فى المرآة متمما عليها بقلق ثم خرج إلى والدته التى كانت تنتظره بالخارج ودار حول نفسه ببطء مستعرضا حلته أمامها
وقال متسائلا
ها أيه رأيك يا ست الكل
أبتسمت والدته وأقبلت عليه وقبلته بعينين دامعتين وقالت
زى القمر يا حبيبى
قال على الفور
تفتكرى هعجبها كده
ضحكت وهى ترفع كتفيها وتنزلهما قائلة
أنت ياخويا عاجبها من زمان من ساعة ما كانت فى اللفة
قبل يد والدته ولف ذراعه حولها قائلا
تصدقى يا أمى مشوفتهاش من ساعة ما رجعت غير مرة واحده لما كانت فى البلكونه من ساعتها مش عارف اشوفها ولا حتى صدفة مش عارف مكسوفة منى كده ليه كأنى غريب عنها كأنها متعرفنيش مش عارف أخاليها تاخد على الوضع الجديد ده أزاى
أجلستة والدته على الاريكة وجلست بجواره وقالت بجدية
أنا عاوزة اقولك كلمتين يا فارس تحطهم حلقة فى ودنك
أعتدل وبدا عليه الاهتمام وهو يستمع لها وهى تقول
مهرة يابنى بالنسبالك مش هتبقى مراتك وبس دى كمان هتبقى بنتك ولازم تاخد بالك من كده وأنت بتتعامل معاها
أنا عارفه أن
فارق السن بينكوا مش كبير ولا حاجه أنا بينى وبين ابوك الله يرحمه 15 سنه وطول عمره وأحنا متفقين الحمد لله لحد آخر لحظه عارف ليه يا فارس علشان ابوك طول عمره كان حنين ومكنتش بحس أنه جوزى وبس كنت بحس أنى بنته بيدينى حنان الاب زى ما بيدينى حب الزوج فاهمنى يا فارس
أومأ برأسه وهو يحاول استيعاب نصائحها فقالت متابعة
لو عملت كده مراتك هتحبك أكتر وأكتر وهتبقى أغلى حاجه فى حياتها ومش هتقدر تزعلك ابدا
أبتسم ونهض يقبل رأسها قائلا
ربنا يخليكى ليا يا أمى ممكن بقى نطلع أحسن من ساعة ما قولتليلى كلمة مراتك دى وأنا عاوز أطلع مش عارف ليه
ضحكت والدته بشدة وهى تضع يدها على قلبها وتقول
سبحان الله كأنى أول مرة اشوفك بتتجوز فيها كأنك واحد تانى خالص
أخذ بيديها يساعدها على النهوض وأتجه بها نحو الباب وقد ملأت نظرات الحب عينيه وهو يقول
صدقينى يا ماما أنا كمان حاسس أنى أول مرة بتجوز وأول مرة بحب
تزينت مهرة حتى أصبحت تبدو أكبر من عمرها الحقيقى ووقفت تنظر لزينتها بالمرآة وهى تستغرب شكلها الجديد وهيئتها شردت بعقلها بعيدا وتذكرت يوم عقد قرانها على علاء ذلك اليوم الذى لم تنظر لنفسها فيه فى مرآتها أبدا ولا تعرف كيف كان يبدو شكلها وقتها لم ترى إلا فستانها وهى تنظر إليه وهى مطرقة برأسها حتى لا تراه وهى تجلس بجواره مطرقة برأسها حزنا
تذكرت كيف أبدت موافقتها على الزواج منه بدون عقل واعى رغم النفور الذى شعرت به
تجاهه عندما تقدم لخطبتها نطق لسانها بالموافقة رفض عقلها وقلبها حدقت بوجهها فى المرآة أكثر وقد
تذكرت الطريقة التى تتعامل بها مع علاء لم تعتبره يوما زوجها حتى أنها لم تظهر أمامه الا بالملابس المحشمة وبالحجاب لم يرى شعرها رغم الحاحه الدائم كانت ترفض دائما لشعورها انه غريب عليها لا تعرفه ولا تطيقه
كانت تعتبر رفض قلبها له دليل على عدم صحة زواجهما لذلك هو ليس زوج ولا حتى خطيب
كان طلاقها تحصيل حاصل سيحدث فى أى وقت ولكن فى اى حال من الاحوال ما كانت ستكمل معه مشوار حياتها كانت تراه مخطف قد أختطفها من بيئتها التى نشأت بها يريد أن يقذف بها فى مجتمع آخر غريب عليها خالى من دفء المشاعر التى أعتادت عليه فى مجتمعها الصغير مجمتعها التى تربت ونشأت فيه وأحبته بكل ذرة فيها
أنتفض جسدها فجأة عندما هزتها أمها بقوة هاتفة بها
مالك يا مهرة سرحانه فايه كل ده
أنتبهت إلى والدتها بعيون شاردة ولكنها عادت إلى أرض الواقع سريعا وهى ترى عبير وعزة ووالدة فارس يدخلون غرفتها وقد ملاءت الضحكات عيونهم وعبير تقول
الفرقه داخله يا مهرة أجهزى ببدلة الرقص
ضحك الجميع وبدأت البنات فى الدخول إليها وجلست هى كالملكة بين الجميع تنظر إليهم وتضحك ببراءة وهم ينشدون وعبير وعزة يرقصان بينهم ويرتطمان فى بعضهما البعض ويضحكان فى سعادة وبعد قليل أخذوا بيد والدة فارس لترقص معهم ولكنها خجلت وأحتضنتهم وخرجت من حلبة الرقص وجلست بجوار مهرة وهى تربط على قدمها بسعادة
وحب ضحكت مهرة اكثر بخجل عندما أخذت عبير الدف من احدى الاخوات وبدأت تنشد وهم يرددون ورائها
فارس حلم بتتمنيه
واللى حلمتى فى يوم تلاقيه
بيكون وصفه يا مسلمة ايييه
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
ما تشوف عينه الا حلاله
ولا غير ربه بيشغل باله
ويطاطى ويراضى الوالد
والوالدة بتبات داعياله
ومصلى والمولى هاديه
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه
فارس حلم بتتمنيه
بيكون وصفه يا مسلمة ايه
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
يتعب جسده ويعرق اكتر
ليرتاح قلبه الاخضر
وبيرجعلى بايده نضيفة
نفسه عفيفة وزى السكر
وطيابته بتبان فى عينه
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه
فارس حلم بتتمنيه
بيكون وصفه يا مسلمة ايه
يلا قوليلنا يلا قوليلنا يالا قوليلنا واحكى عليه
بتمناه انه يقدرنى
يبقى ولى القلب وأمرى
والليل لو بتطول اوقاته
يبقى ونيسى ونجمى وقمرى
وانا عمرى عمرى ما اعصيه
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قمر العاطى انك تلاقيه
زى ما كنتى بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس
يسعد قلبك ويهنيه
يسعد قلبك ويهنيه
قمر العاطى انك تلاقيه
زى ما كنتى بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس
يسعد قلبك ويهنيه
يسعد قلبك ويهنيه
httpwww youtube comwatch?v7EtwpW91YPgا
أما فى الخارج وعند الرجال جلس فارس أمام والد مهرة وبدأ المأذون فى أجراءات عقد القرآن نظر فارس حوله نظرة سريعة
فلم يجد أثر ل عمرو رغم وجود والده ووالدته وزوجته بالداخل ولكنه لم يأتى حتى الان كان يريد أن يكون عمرو أحد الشهود على الزواج ولكنه تأخر جدا عن الموعد المتفق عليه لاحظ بلال نظرات فارس فنهض من مكانه وذهب إلى فارس وأنحنى يحدثه فى اذنه قائلا
يتدور على ايه عاوز حاجه
همس له فارس
عمرو اتأخر أوى
أخرج بلال هاتفه وأتصل به ولكن الهاتف مغلق أنحنى مرة أخرى وقال لفارس
التليفون مقفول بس متقلقش يمكن الشبكه
واقعه ولا حاجه وبعدين ده جاى من سفر يعنى يمكن السوبر جيت اتأخر على ما طلع ولا حاجه
أومأ فارس برأسه بقلق وأنشغل مع المأذون فى الاجراءات حتى أنتهى العقد وبدأت رحلة الامضاءات الطويله
أنهى فارس آخر توقيع له وارتسمت على وجهه علامات السعادة والفرحة والشوق والحب قد عبرت تسللت وأنطلقت مرتحلة أخيرا من بين قضبانها بداخل قلبه ولننطق بها قسمات وجهه معلنة عن شوقها البالغ لزوجة العمر وشريكة الطفولة والصبى
خرجت والدة فارس وأخذت الدفتر الكبير ودخلت إلى مهرة لتوقع هى الاخرى موافقة على أهداء عمرها وقلبها وكيانها له بدون منازع ولا شريك كما كان دائما ولكن هذه المره يرتبطان برباط مقدس لا ينفك بينهما أبدا
كانت توقع على العقد ويديها ترتعش وجسدها ينتفض لا تستطيع تفسير هذه الحالة ولن نستطيع نحن أيضا تفسيرها
ولكن من الجائز ان نقول عنها حالة حب
أغلق المأذون دفتره وهو يدعو لهما بالبركة والرزق وبدأ الجميع فى فى الدعاء لهم خلف بلال الذى كان يردد
بارك الله لهما وبارك عليهما وجميع بينهما فى