الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية دعاء عبده الجزء الاخير

انت في الصفحة 20 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

بأتجاهه وربت على كتفه قائلا
التربية يا استاذ عبد القادر مش معناها أنك تديله فلوس وتخليه مش عاوز حاجه أنت كنت بتشوفه بيخرج مع بنات وكنت بتشوف بنات فى عربيته وكنت مخصصله شقه بتاعته يروحها وقت ماهو عاوز مع اللى هو عاوزه من غير رقيب ولا حسيب على تصرفاته 
أنت اديته فى أيده الاداه اللى دمر بيها نفسه وأنت فاكر أنك بتسعده ومش مخليه عايز حاجه
مسح الرجل دموعه وهو يقول بحزن
أنا كنت بقول ده راجل مش بنت علشان أخاف عليه
ربت فارس على كتفه وقال 
الحلال والحرام مفيهوش راجل وست وأنت لو كنت ربيته على الحلال والحرام كنت كسبت راجل فى ضهرك دلوقتى يقف جنبك ويساندك لكنت أنت سبته للبنات والعربيات والخروجات
والفسح ونسيت حديث الرسول عليه الصلاة والسلام 
ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته 
أعتدل فارس فى جلستة وقال 
يعنى حضرتك أنت وأمه هتتسئلوا عن تربيتكوا ليه وعن الحال اللى وصله علشان معلمتهوش دينه 
وأنه حرام اصلا أنه يبص لبنت مش كمان يعمل معاها علاقة وتركب عربيته ويقعدوا يحبوا فى بعض وكل ده حرام فى حرام
نهض الرجل بتثاقل وقد شعر أن جبلا قد وضع على ظهره فلم يعد يحتمله وقال بوهن 
متشكر يا دكتور فارس بس أنا فوقت متأخر أوى بعد ما ابنى ضاع مني وماليش حيلة خلاص
ياريت كل اب وأم ينتبهوا على ولادهم وبناتهم قبل ما يضيعوا من أيديهم وساعتها مفيش رجوع
وقبل أن يخرج من حجرة المكتب تبعة الدكتور حمدى مربتا على كتفه مطمئنا له وقال 
متقلقش حكم الاعډام هيتخفف ان شاء الله
أومأ الرجل برأسه حزنا وهو يشعر بالضياع ضياع حياته وولده من يده فلم تنفعه امواله فى أن ينشىء رجلا حقيقيا يعتمد عليه فى مراحل عمره المتقدمة ومرضه الذى بدا يزحف إليه رويدا رويدا 
بعد خروج الرجل من مكتبه أخرج فارس جواب استدعاء من النيابه وقدمة للدكتور حمدى قائلا
الآستدعاء ده جالى النهارده الصبح علشان قضية التزوير
قرأ الدكتور حمدى جواب الاستدعاء وهو يومىء برأسه ثم قال 
ده كان متوقع يا فارس طبعا 
متنساش أن اسمك فى التوكيل أول اسم مط شفتيه قائلا
عموما متقلقش فى أكتر من اثبات أنك مكنتش شغال القضية دى
تنهد فارس بعمق وقال 
أنا مش قلقان يا دكتور أنا عارف انى هطلع منها بسهوله ان شاء الله أنا هروح بكره وأحط أقوالى وربنا ييسر الامر والموضوع يخلص على كده
نظر له الدكتور حمدى ببإشفاق قائلا
معلش يا فارس أنا عارف أن اللى حصل مش سهل عليك وصدمتك فى مراتك مش قليلة بس أنت قدها ان شاء الله وهتتجاوز الازمة دى بسرعه زى عادتك دايما ثم ابتسم قائلا 
وبعدين عندى ليك خبر حلو هينسيك كل ده
نظر فارس إليه بفضول فقال حمدى على الفور بمرح 
هو أنت يابنى مش معاك الدكتوراه ولا ايه
أومأ فارس برأسه وهو ينظر إليه بفضول كبير فأردف الدكتور حمدى قائلا
طب استعد بقى علشان تستلم شغلك فى الجامعه يا دكتور
حدق فارس به غير مصدق وعلى وجهه ابتسامة وقال بسرعة
بجد يا دكتور 
ابتسم الدكتور حمدى وقال بخشوع
قال الله عزوجل إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا 
كانت عبير تضع الأطباق على المائدة وقد ارتسمت ابتسامة رضى على شفتيها ثم ضحكت ضحكة صغيرة وهى ترى بلال يمرح مع الاولاد ويداعبهم ويقوم بتعليمهم الملاكمة وهم يتدربون فيه فمنهم من يلكمه فى معدته ومنهم يلكمه فى وجهه ومنهم من يقفزون على ظهره ويلكمونه فى ساعديه وهو ېصرخ بمرح ويصيح 
ألحقينى يا عبير ولادك هيموتونى
ضحكت وهى تقول 
أحسن أنت اللى علمتهم
ثم صفقت بيدها وهى تقول للاولاد
يالا يا ولاد أدخلوا صحوا تيتة علشان نتغدى سوا
ولكنهم لم يعبأوا ظلوا يلكمونه ويضربونه ولكنه استطاع أن يفلت منهم جميعا ويهرول بأتجاه عبير
وهو يصيح بمرح ألحقونى هيموتونى وهم يجرون خلفه ويضحكون بشدة جرى بلال حتى وصل عند عبير ولف خلفها وأحاط خصرها من
الخلف وهو يحتمى بجسدها منهم وكلما جاؤه عن يمينه أدارها ناحية اليمين واذا جاؤه عن شماله أدارها بأتجاههم وكأنها دمية يلعب بها وهى تضحك ولا تستطيع الفكاك من ذراعيه المحيطة بها من الخلف خرجت أم بلال من غرفتها على اصوات الضحك ونظرت إلي بلال محدقة به وهو يحيط عبير من الخلف ويضمها إلى صدره والاولاد يضحكون وهى تضحك نظر بلال الى والدته وقال 
لا ارجوكى يا أمى متفهمنيش غلط
حاولت عبير فكاك يده من حولها وهى تشعر بالخجل وهو مازال مطبقا عليها بقوة لا يريد تركها فصاحت فى والدته 
ألحقينى يا ماما خاليه يسيبنى 
جلست والدته على الاريكة وهى تهتف به 
سبها وبطل استعباط
نظر الاولاد إلى بعضهم البعض وكأنهم يقررون خطة ما لفك أسر والدتهم أندفعوا بقوة نحوهما وسقط الستة أرضا وسط ضحكات عالية استطاعت عبير أن تتحرر وتنهض مسرعة تجرى باتجاه المطبخ وهى تصيح 
حرام عليكوا الاكل هيتحرق
دخل بلال خلفها بعد أن أعطى والدته دوائها ووقف خلفها ينظر إليها وهى تعد الطعام والعرق ينبت على جبينها من الدخان المتصاعد فى وجهها وهى تزيل غطاء القدر وتقلب فيه بهمة وتتذوقه لتشعر بالرضا تجاهه وضعت الغطاء مرة أخرى وألتفتت لتجده واقفا يشاهدها قالت وهى تضيق عينيها 
نعم يا فندم جاى تكمل هزار هنا ولا أيه
ضحك وهو يقول 
لا والله مش قصدى
ثم تقدم منها ومسح حبات العرق التى تجمعت على جبينها وقال 
أنتى بتتعبى اوى يا عبير ربنا يخاليكى لينا يارب
أنا مش عارف من غيرك كنت هعيش أزاى
نظرت له بحب وقد تناست تعبها تماما على اثر كلماته العذبة المقدرة لمجهودها وقالت 
ما أنت كمان بتتعب فى شغلك بره البيت 
هز راسه نفيا وقال 
لا أنا لازم اساعدك قوليلى اعمل ايه وأنا هتلاقينى فوريره على طول
قالت بخجل 
ممكن تحضر الاكل معايا بس
رفع حاجبيه قائلا بدهشة 
بس كده 
أومأت برأسها فأنحنى بخفة أمامها وهو يقول بأحترام 
تحت أمرك يا مولاتى
ضحكت وضړبته بخفة على كتفه ثم أعطته أحد الاطباق فى يده قائلة 
أتفضل بقى للخلف دور
ألتفوا جميعا حول المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ولكنه فجأة ترك الملعقة من يده لتصدر صوتا عاليا وهى ترتطم بالطبق امامه وعقد جبينه هاتفا 
ايه ده يا عبير ايه الاكل ده
نظر الجميع إليه وقالت عبير بتوتر 
ايه ماله
عقد جبينه
أكثر وقال بصرامه
طبيخ ده ولا بسبوسة
تذوقت والدته الطعام وقالت 
ماهو كويس أهو يابنى
بينما قالت عبير بإضطراب 
بسبوسة ازاى يعنى
ألتفت إليها بنفس الصرامة وقال 
المعلقه يا هانم اللى دوقتى بيها الاكل ولمست بؤقك حطتيها فى الحلة تانى علشان كده الطبيخ بقى مسكر 
رفعت عبير حاجبيها بينما نظرت له والدته ثم ضحكت وقالت 
والله أنت عاوز علقة
ثم نظرت لعبير وقالت 
الله يعينك عليه يا بنتى أنتى مستحمله رخامته دى أزاى
زفرت عبير وهى ترى ضحكاته وقالت 
الله يسامحك يا بلال خضتنى انا قلت حطيت سكر بدل الملح
ضحك وهو يمسك بيدها وهو يقول 
مش انا قلتلك قبل كده اى حاجه بتمسكيها بتبقى مسكره 
قاطعه أحد الاولاد قائلا
ابى أنا عاوز من الفرخه دى
نظر له بلال وقال لعبير 
الواد ده طالعلى بياكل بضمير أوى
بعدما هدأت الضحكات قالت عبير وقد تبادلت النظرات مع أم بلال 
بقولك ايه يا بلال أنا عندى فكره كده يارب توافق عليها
ابتلع الطعام وقال 
خير يا حبيبتى
ايه رايك تعلمنى الحجامه زى ماما كده ونعمل جزء فى المركز للستات أنت الحجامه ابتدت تنتشر والستات مش لاقيه واحده ست تعمل عندها فكر بلال قليلا ثم قال 
طب والبيت والولاد
تدخلت والدته قائلة 
انا هساعدها وهنتبادل الشغل وبعدين يعنى مش هتبقى زحمة الناس لسه لحد دلوقتى ميعرفوش فوايدها ومش هيبقى فيه اقبال كتير وخصوصا فى الاول كده اردفت عبير قائلة 
حتى لو بقت زحمة ممكن نجيب ممرضة تساعدنا 
نظر بلال اليهما وقال 
شكلكوا متفقين وانا اخر من يعلم
تبادلت مع أم بلال النظرات القلقه فقال بهدوء 
بصى يا عبير أنا مش ضد شغل الستات بالعكس الست ممكن تفيد الست اللى زيها واللى مش عاوزه تعرى نفسها قدام دكتور راجل علشان كده أنا نفسى الدكاتره الستات يبقوا اكتر من كده ويبقوا فى كل التخصصات 
قالت بفرحه 
يعنى موافق 
اشار بيده قائلا
موافق بشرط ده ميأثرش على بيتك وولادك
أومأت برأسها بفرحة وهى تنظر الى والدته التى ابتسمت بسعادة وهى تنظر إلى عبير بأمتنان فلقد كانت هذه رغبتها هى ولكنها خشيت من رفض بلال للفكرة خوفا على صحتها وسنها المتقدم ولكنها كانت تشعر أنها لابد أن تفعل شىء يخدم دينها لن تظل هكذا حبيسة الجدران تهتم باحفادها وفقط لابد أن يكون لها دور فى المجتمع مفيد ويخدم دينها بدون أختلاط وهى وسط النساء بجوار زوجة ولدها التى تعتبرها ابنتها منذ أن رأتها فى بيت والدها فهناك أناس ېموتون فنشعر بعد موتهم بفقد الكثير والكثير وهناك أناس ېموتون فنتفاجىء بأنهم كانوا لايزالون
أحياء
وقف فارس ماثلا أمام النيابة يدلى بأقواله فى القضية وهو يذكر كل تفصيلة مرت به فى هذه الأثناء وقدم الدكتور حمدى ما يفيد بأنه كان معتقلا فى هذا التوقيت وبعد أدلاء سكرتير النيابة بأعترافاته وأنه فعل ذلك بعد تحريض من وائل وأنه استلم المال من دنيا يدا بيد بشكل مباشر وأنه لم يتقابل مع فارس ولم يراه من قبل خرج فارس من هناك دون أن توجه له تهمة واحدة 
وهو فى طريقه فى الرواق أمام مكتب النيابة تقابل مع دنيا ووائل وهم فى حالة مذرية ومن الواضح أنهم قد تم حبسهم على ذمة التحقيق نظر لها فارس بأزدراء وأطرقت هى برأسها ارضا تخشى من مواجهته وحثه الدكتور حمدى على عدم التوقف والحديث معها ولكنه لم يفعل وقف امامها قائلا 
أنا عمرى ما عملت فيكى حاجه وحشة ومغصبتكيش علشان تتجوزينى ليه وافقتى على كتب الكتاب وانتى رافضانى بدل ما كنتى تهربى من أمك كنتى كلمينى وقوليلى مش عاوزاك صدقينى كنت هحترم ده وأنسحب من حياتك بهدوء كنتى وفرتى علينا سنين ضاعت فى لاشىء صمتت وأطرقت إلى الارض تريد أن تبتلعها الأرض فى أحشائها ولا تقف أمامه مثل هذا الموقف 
سمعت صوتا من الخلف يقول 
حمدلله على سلامتك يا دكتور
ألتفت فارس ودنيا ليجدا حسن الذى اقترب منها وقال 
مش كنتى وفرتى على نفسك البهدله دى 
حدقت به وقالت صاړخه 
يعنى انت اللى قلتله مش كده يا ندل
ابتسم حسن وقال لها 
مش انتى اللى مسمعتيش الكلام وكنتى عاوزه تاخدى نص الفلوس لوحدك أديكى هتصرفيها على المحامين
ثم نظر الى فارس وقال
بزهو 
انا اللى
بعتلك الجواب يا دكتور فارس علشان أعرفك الحقيقة
أحتقن وجه فارس وهو يستمع الحديث الذى يدور بين حسن ودنيا وشعر أنه
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 31 صفحات