زواية ياسمين القصول من 43-50
ياملك خلاص بيجهزوه عشان يتكفن
ف صړخت في وجهه رافضة تقبل واقعا مأساويا گهذا
لأ عايزة أشوف بابا يابابا أنا هنا متسيبنيش يابابا!!
ف أشار يونس للممرضة كي تتدخل في الأمر وهو يصيح فيها
أعملي أي حاجه انتي بتتفرجي عليا!
ومازالت صرخاتها وحركاتها الهوجاء العڼيفة تحاول السيطرة على قبضات يونس التي أحكمت عليها
ف ضمھا لصدره وهو يكتف ذراعيها خلف ظهرها كي يتحكم في حركتها أكثر وأصبحت رأسها ملاصقة ل كتفه وهو يهمس بجوار أذنها
أهدي ياملك أرجوكي أرجوكي
دنت الممرضة منهم وهي تحمل أبرة طبية محملة بمواد مهدئة كي ترخيها وتخمد ثورتها الثائرة ف أشار لها يونس برأسه وما زال يتحدث ل ملك كي تلتهي عما يحدث
ف تعالت شهقاتها وهي تنادي عليه گالضائعة التي فقدت حتى هويتها
بابا متعملش فيا كده متخلنيش أعيش بالذنب ده أرجوك يابابا
انتزعت الممرضة سن الأبرة من ذراعها بعدما ضخت كل محتواها بينما لم يهدأ بكاء ملك وصړاخها على الفور استغرق الأمر منها لحظات طويلة حتى أحست ب طاقتها قد بدأت تضمجل وتضمحل حتى تراخت نهائيا تركت بدنها الذي صمد طويلا ليرخو بين ذراعيه اللاتي لم تتركنها بل إنه ضمھا لصدره الدافئ أكثر بعدما اندفن وجهها فيه وهنا ترك العبرة التي منعها لوقت طويل تسقط من بين جفونه لتقع تماما على شعرها الذي انغرست فيه دمعته الحزينة
خرج يونس من أوج تركيزه على استعادة ما حدث في ذهنه على صوت عيسى الذي أتى له بالبشرى
باشا يزيد فاق والدكتور عنده
ف انتفض يونس من نومته وسرعان ما بدأ ينتزع المصل الذي يغذي أوردته بينما كانت الممرضة تحذره من ذلك
أستاذ يونس مينفعش كده آ
فلم يهتم لها كثيرا وبالفعل غادر الغرفة كي يركض إلى شقيقه ويطمئن عليه بعد غيبوبة دامت لأيام لم يذق فيها طعم النوم دفع يونس الباب ودخل موفضا وهو يلهث أشرق وجهه وهو يرى أخيه قد استعاد وعيه و
ثم مسح على وجهه و
حاسس ب إيه!
وكأن الإدراك لم يتكون في عقله بعد حيث سأل يزيد عنها أولا
رغدة فين يايونس فين مراتي
قبل يوم واحد
كان يونس يطئ بقدميه حديقة مزرعته التي أحضر ملك إليها كي تبتعد عن كل تلك الضغوط التي تزاحمت عليها فجأة بعد مۏت إبراهيم وكانت تلك رغبتها الشخصية الإبتعاد عن الناس جميعا
فتح الباب ببطء ف إذ بها نائمة وسط المضجع منكمشة على نفسها ودميتها بين أحضانها متشبثة بها بشدة دنى منها بخطوات متأدة سحب الغطاء عليها ومد يده كي يسحب الدمية ف انتفضت فجأة وهي تصيح فيه بنبرة أنذرت پبكاء قادم
ف تراجع يونس على الفور وأشار لها كي تهدأ قليلا
خلاص أنا آسف
تنفست بمعدل أسرع وهي تحيد ب أنظارها عنه وعاد تمدد جسدها من جديد وهي تسحب الغطاء كي تدثر نفسها به رغم أن الأجواء لا تحتاج لكل ذلك ما زالت تتمسك ب دميتها مطبقة جفونها تحاول جاهدة الهرب مما كتب عليها معايشته ولكن خرج صوته ل يثير انتباهها قائلا
أنتي مأكلتيش من ساعة ما جيتي هنا ياملك كده مش هينفع
ف خرج صوتها الضعيف الذي امتزج بنبرة خالجها بوادر بكاء
مش قادرة آكل مش عايزة أي حاجه
ف جلس قريبا منها وهو يؤكد اعتراضه على طريقة مواجهتها للموقف
غلط صحيح اللي راح ده كان أغلى حد على قلبك مهما كان اللي حصل بينكم قبل كده لكن الحياة مش هتقف مكملة
لم تصدر أدنى رد فعل ف وضع كفه على يدها وقال بصوت خفيض
عمي هيفضل عايش في قلبك
ف هزت رأسها ب اهتزازت متتالية رافضة ذلك التشبيه الذي لا يرضيها أو يكفيها
مش كفاية
ف تنهد ناطقا أسمها
ملك
فتابعت هي بدون توقف وقد بدأت الدموع تنهمر من بين جفنيها
مش كفاية يعيش في قلبي بابا مديون ليا بأيام كتير أوي كان لازم يعوضهالي مكنش المفروض يمشي بدري كده
ف اعترض يونس على قولها
استغفر الله العظيم ده أجل ياملك ولكل أجل كتاب
أدارت جسدها لتوليه ظهرها غير قادرة على التحدث بهذا الشأن الذي أهلكها الأيام الماضية ف هي لم تتخطى الصدمة بعد غطت حتى وجهها وقالت بصوت غالبه الأنين
عايزة أنام يايونس سيبني لوحدي
زفر يونس وكاد يتحدث من جديد منتويا نزع الغطاء عن وجهها ولكن اهتزاز هاتفه جعله يتراجع على الفور وينظر لشاشة الهاتف ثم نهض من جلسته وخرج موفضا
أجاب على المكالمة التليفونية وقد تسلل إليه شعور بالقلق
ألو أيوة سامعك
ف تحدث الطرف الآخر بصوت هامس متعمدا ألا يستمع إليه أحد سواه
أنا عارف إن اللي بعمله ده غلط بس انت كده كده هتعرف من التحقيقات ف حبيت أبلغك بنفسي
ف اضطرب يونس أكثر وهو يسأله
في إيه يادكتور ما تجيب من الآخر!
الړصاصة اللي اضربت بيها مدام رغدة من سلاح تاني غير اللي اتثبت إصابة يزيد بيه
تنغض جبين يونس وهو يحاول حل تلك الشفرة
يعني إيه الإتنين أضربوا ب سلاحين مختلفين!
بالظبط كده كان في حد تاني في مكان الچريمة هو اللي ضړب على يزيد من بعد ١٢ متر تقريبا يعني طرف تالت
حك يونس جبهته وقد توقف عقله عن التركيز بعد تلقي هذا الخبر الذي س يغير كل شئ وعجل ب إنهاء مكالمته مع الطبيب الشرعي الذي وافاه بالخبر كي تتسنى له الفرصة للتفكير ولكن صوت بكاء ملك قطع عليه هذه الفرصة حيث بقت مشاعره المتعاطفة معها هي المسيطرة الآن عاجزا عن زج هذا الحزن بعيدا عنها
عودة للوقت الحالي
لم يجد يونس من الحديث ما يناسب هذا الموقف المتأزم لقوله ولكنه سأل معتريه القلق
أنت مش فاكر حاجه يايزيد
ف ضغط يزيد على عقله قليلا بينما انتهى الطبيب من فحص مؤشراته الحيوية التي بدت جيدة مستقرة وأردف
أنت دلوقتي بقيت أحسن كتير حاسس ب أي ۏجع في أي مكان في جسمك
ف لم يهتم يزيد لحديث الطبيب وتحرك حركة مفاجئة من فراشه وهو ينظر ل شقيقه بنظرات متلهفة مزجت بالذعر وكأنه تذكر شيئا
رغدة فين يايونس رغدة ك كانت جمبي وقعت و
تلعثم ولم يجد في قاموس عقله كلمات مناسبة تصف الحاډث المؤسف الذي عاش تفاصيله وراح المشهد يضرب مراكز الحس العصبية لديه ليتذكر ما حدث وكأنه وليد اللحظة
منذ ثلاثة أيام
استمع كلاهما لصوت أمان سلاح يتحرك من مكانه ليستعد للإطلاق ف انتبه كلاهما ل معتصم الذي فصلت بينه وبينهم عدة أمتار وهو مشهرا سلاحھ نحوهم وقبل أن يهم يزيد كي يخرج سلاحھ هو الآخر كان معتصم يطلق رصاصته التي أصابت الهدف تماما والحقد يتسلل من عيناه التي لمعت في ظلام المكان المظلم الكئيب ولكن يزيد لم يلبث أن يخرج سلاحھ حتى قفزت رغدة أمام رصاصة معتصم ل تفديه ف اخترقت الړصاصة قلبها اختراقا قطع الشريان الأبهر في التو واللحظة ليترنج جسدها أمامه قبيل أن يسقط صريعا بين ذراعيه صړخ يزيد صړخة خرجت من بين نياط قلبه وهو يوجه سلاحھ نحو رأس معتصم لولا إنه أصيب هو الآخر في تلك اللحظة وفي مكان حساس للغاية قريبا من العضو الذي يضخ الحياة في البدن ف لم يتمكن حتى من الإهتمام بها وبقى كلاهما على الأرض سابحان في دمائهم ورأس يزيد قد أخذت موضعها على كتف رغدة التي لا تشعر بأي شئ من حولها الآن
عودة للوقت الحالي
انتفض يزيد محاولا النهوض عن الفراش رغم تحذيرات الطبيب المشددة وقال ب نبرة هيستيرية حادة
رغدة اتصابت معايا خدت الړصاصة بدالي هي فين ودوها فين
ف ثبته يونس في الفراش محاولا السيطرة على نوبة الذعر التي أصابته
أهدا وخلينا نتكلم يايزيد اللي بتعمله ده مينفعش
ف صاح به يزيد وقد أحس ب مماطلته
حصلها إيه يايونس متخبيش عني
ف لم يستطع يونس إخفاء الأمر عنه لأكثر من ذلك وصارحه بصعوبة شديدة متوقعا منه أسوأ رد فعل قد يراه من شقيقه على الإطلاق
وصلت المستشفى مېتة يايزيد
الفصل التاسع والأربعين
ما دمت تجلد ذاتك تأكد أن قلبك ما زال حيا
لا يصدق يونس إنه يراه في تلك الحالة المريبة من الهدوء المرعب والذي يختفي من خلفه وجه يعلمه جيدا لم يصدر يزيد آهه واحدة لم يبكي لم ينعها ويرثيها بندم كما تصور لم ېصرخ ويهدم المحيط من حوله كي ينفث عن حرائق صدره وهذا هو الأخطر في الأمر
يومان وهو على تلك الحالة حتى إنه خرج من المشفى وما زال بنفس الوضعية اصطحبه يونس بنفسه إلى منزله كما أصر يزيد حاول اختلاق أي حديث معه كي يتركه وهو مطمئن على حالته ولكنه كان شبه غائب عن الإدراك حتى الآن كأنه لم يصدق بعد کاړثة مۏتها
صف يونس السيارة أمام البناية الراقية والټفت بجلسته إليه دقق ب أنظاره في تعابير وجه شقيقه المبهمة والمتجهمة ثم سأل بصوت رخو
تعالى معايا ونقعد مع بعض أحسن مش قادر اسيبك لوحدك
لم يعقب يزيد على اقتراحه بل فتح الباب وبدأ يترجل من سيارة شقيقه ف أوفض يونس كي يلحق به قبيل أن يتحرك نحو المدخل أوقفه ونظر بداخل عينيه مباشرة وهو يقول
يزيد أنت بتقلقني أكتر
ف أردف يزيد بنبرة متأثرة حزينة
عمي أدفن وانا مش موجود ومأخدتش عزاه يايونس ورغدة فضلت في المشرحة ٤ أيام قبل ما ټدفن وبرضو مكنتش موجود
ف حاول يونس أن يهون عليه قليلا
مكنش ينفع تأجيل الډفن أكتر من كده لرغدة حتى عمي عجلت بأجراءات الډفن عشان ملك مكنتش هتتحمل الصبر
أجفل يزيد عيناه التي لمعت بها لمعة حزينة وتجاوز شقيقه سيرا للداخل وكأنه بلا روح مجرد جسد عابر مر بدون أن يترك أثر صعد يونس من خلفه حتى دخل يزيد ل شقته أخرج يونس هاتفه ليجد مكالمة هاتفية واردة من نغم ف ذم شفتيه متضايقا من نسيانه إياها وعلى الفور أبلغ شقيقه
على فكرة نغم مبطلتش سؤال عنك كانت عايزة تيجي لكن انا فضلت إنك متشوفش حد اليومين دول
ف قال يزيد ردا عليه
خير ما عملت
ثم ارتمى على الأريكة و
روح انت يايونس أنا خلاص هفضل هنا متحاولش