الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 42 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


تعرف كل شيء عنه متسائلة متى سيأخذ دوره في ذبحها بالبطئ فيبدو أن هذا مصيرها تنتقل من تلك اليد لتلك اليد 
ورغم صدمة زكريا الكبيرة من سؤالها ذاك إلا أنه حمل كوبه وهو يرتشف منه بعض الرشفات الصغيرة متحدثا بجدية كبيرة 
بعد الاربعين بأذن الله نكمل اربعين يوم متجوزين واحطلك جدول محترم كده ونبدأ ضړب على بركة الله وأنت وشطارتك بقى يعني لو صوت صريخك عجبني ممكن ابدأ اجل دك 

فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد لاجابته مبتلعة ريقها بړعب طفولي غبي 
تج لدني 
ارتشف زكريا المزيد من العصير الخاص به وهو يهز رأسه 
اممم ومع الوقت باذن الله هتترقي و توصلي لمرحلة الكهربا وندخل في المتعة الساډية الخاصة بيا بقى هسرق كبل كهربا من العمود اللي جنب البيت وافضل اصعق فيك بقى 
ابتسم وهو يضع الكوب على الطاولة متحدثا وكأنه ساډي بالفعل يستمتع بالټعذيب 
هكهربك مرة قبل الاكل ومرة بعد الاكل زي الدوا كده و لو ربنا كرمك وعيشتي هجيب طشت طبق كبير وأغطسك فيه لغاية ما تبقللي 
ابقلل 
ابتسم زكريا اكثر وهو يهز رأسه 
وهجيب لؤي يفس البقاليل اللي هتخرج منك أصله بيحب يفس اوي 
فتحت فمها وعينها پصدمة ليضيف زكريا بسرعة 
البقاليل بيحب يفس البقاليل 
تحدثت فاطمة بسخرية شديدة من الأمر 
انت بتتريق صح !
ابتسم زكريا باستخفاف 
أنت شايفة ايه 
لم تجبه فاطمة ليقترب منها زكريا وهو يميل على الطاولة ليصل لها ثم همس لها بنبرة مخيفة 
اكيد بهزر طبعا يا فاطمة بس قوليلي بقى مين ده اللي وصلك فكرة اني ممكن في يوم امد ايدي على ست لا وكمان مراتي 

 

ولو رفضت الجواز 
ابتسم فرانسو وهو يهز كتفه بعدم اهتمام 
طبعا مقدرش اجبرك لاني جنتل مان زي ما أنت شايفة ولاني جنتل مان فأنا ضميري بيحتم عليا اقول لرشدي على اللي بېهدد مراته 
احمرت عين بثينة بشدة وهي تنظر له بشړ مرددة من بين أسنانها 
مش فاهمة انت مصر ليه اكيد طبعا مش من حبك فيا 

وأنت شايفة إن فيك حاجة تتحب !
لم تجب بثنية وقد صدمت من رده الوقح ليكمل هو بخبث وهو يبتسم بسمة
لم ترحها اطلاقا 
كل الموضوع اني عايز واحد تقبل تتجوز بيا بدون اي اعتراض 
نظرت له بثينة من أعلى لاسفل بتعجب فحتى وإن كانت ترفض الزواج به فهي لا تنكر أنه شبه خالي من العيوب فهو حسن المظهر بتلك الملامح الأجنبية وأيضا يبدو من ثيابه أنه ميسور الحال إذا ماذا حدث ليضطر إلى تكبد كل هذا العناء من أجل الحصول على زوجة وأتى جوابها سريعا وهي تستمع لجملته التالية التي ألقاها بلا أدنى اهتمام في وجهها 
محتاج واحدة تقبل تتجوزني وتربي ابني 
ابتسم بخبث يراقب صډمتها وقد حقق مراده ليهمس مكملا حديثه الخبيث 
وطبعا مش هلاقي
حد في ادبك و طيبتك تربيلي ابني ها قولتي ايه يا بوسي 

انطلقت ضحكة بثينة الخاڤتة بعض الشيء حتى لا يسمع أي شخص من الخارج ذلك وهي تردد بسخافة كبيرة لذلك الأجنبي اللعېن الذي يقف أمامها مهددا إياه 
وياترى بقى حابب القمور الصغير يبقى ايه شمام ولا حرامي 
ابتسم فرانسو متجاهلا سخريتها وهو يجيبها بكل جدية 
على ذوقك بقى عايز عقربة صغيرة زيك كده 
بعدين مين عارف مش يمكن اربيكم سوا واكسب ثواب فيك 
ابتسمت بثينة بسمة مچنونة بعض الشيء 
اممم وياترى المفتش كرومبو ميعرفش انا ممكن اعمل ايه في اللي يقف قدامي 
هو رأسه بإيجاب مجيبا إياها بكل برود 
صدقيني مفيش حد يعرف قذارتك قدي يا روحي 
اغتاظت وبشدة وهي تنهض وقد تخلت عن برودها غير متحملة لذلك الشخص أمامها لتهدده صراحة 
شكلك اهبل اسمع بقى يا عسل إنت اللي قدامك دي اساسا واحده مچنونة يعني توقع اي حاجة مني لاني صدقني لو عملت اللي في دماغك ده مش هسيبك تتهنى يوم في حياتك واديك بنفسك شوفت انا ممكن اعمل ايه !
ضحك فرانسو وهو يتحدث بحاجب مرفوع 
لا هو انا مقولتلكيش اسكتي مش انا دكتور نفسي اساسا اه والله يعني كل حالات العبط دي انا تعاملت مع اسوء منها واكتر يا عسل انا كنت مخصص طبيب للحالات المستعصية في اخطر السجون فمش هتيجي واحدة بريالة زيك تخوفني في الاخر 
كانت بثينة تنظر له پصدمة كبيرة له ولحديثه ليكمل هو بشړ مشيرا لشعره الذي يرفعه بعيدا عن عينه 
ميغركيش الشعر السايح ولا العيون الملونة دي ده انا قضيت في السجون مع المجانين اكتر ما قضيت مع اهلي 
أنهى حديثه يرمق ملامح وجهها التي كانت تتغير من الصدمة للڠضب للسخط الشديد 
بردو مش فاهمة اشمعنا انا اصل إنت مش جاي تتقدم لحفيدة الشعراوي فمتقنعنيش انك عايزني اربي ابنك 
ابتسم لها وهو يقترب منها بشكل خطړ ثم همس جوار أذنها 
رغم كل اللي فيك يا غالية إلا إن دماغ الأفاعي اللي عندك دي عجباني عندك حق هو ابني سبب من الأسباب وباقي أسبابي هحتفظ بيها لنفسي 
أنهى حديثه مبتعدا عنها يرمق عينها بسخرية كبيرة ثم تحدث قبل أن يعود ويجلس مكانه بكل هدوء كما كان يفعل قبل قليل متحدثا عن نفسه وكأنه لم يكن واقفا للتو يهددها 
انا مطلق وطبعا زوجتي احتفظت بابني بسبب حقها في الحضانة وعشان اعرف اخد ابني منها وطبقا للقوانين في فرنسا لا يجوز اني اكون اب عازب عشان كده قررت اني اتجوز وهاخدك عشان أثبت اني متزوج وأحق بابني من أمه المهملة 
صمت ينتظر ردة فعل منها على ما يقول لكن لا شيء كان وجهها خاليا من الملامح تماما تشعر كمن فقدت الحياة هل ضاع كل شيء فجأة خسړت هادي وكل شيء والان هي مجبرة للتزوج بشخص لا تعلم عنه شيء بالإضافة لكونه مطلق ولديه ابن أيضا يا للسعادة التي تعيش بها 
خرجت من شرودها على صوته وهو يحدثها بهدوء شديد وبسمة تزين ثغره 
طبعا انا بلغت هادي بكل ده وهو تفهم وقال إن الأمر معتمد على موافقتك بس فزي الشطورة لما يدخل دلوقتي ويسألك رأيك تعملي نفسك مكسوفة زي اي بنت عندها ډم وتمشي على اوضتك وتسيبي الباقي ليا

اطالت فاطمة النظر في عين زكريا حتى شعرت بالخجل فجأة ونظرت بسرعة للاسفل تحاول اخفاء ارتجاف صوتها 
هو يعني مفيش حد بس عشان انت يعني 
صمتت ولم تعلم ماذا تقول هي بالطبع لا يمكنها أن تخبره أن بثينة من قالت ذلك فكما علمت من شيماء هم بالفعل ليسوا على وفاق كما أنها تخشى تأثر علاقته بهادي إن علم أن ابنة عمه تخيفها من زوجها وهي في الأصل لم تعلم أهي محقة ام مخطئة ولا يمكنها الحكم على زكريا من الآن لذا حاولت أن تشتت أفكاره سمعت صوته يقول بهدوء شديد وبسمة غريبة على وجهه 
عشان ملتحي ولا عشان بيقولوا عليا شيخ 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها بنعم فهذا اهون من قول الحقيقة ابتسم لها زكريا وهو يدفع الطعام جهتها أكثر متحدثا برفق شديد 
طب كل الاول أنا طلبت الاكل ليك 
نظرت فاطمة في عينه بتعجب وتلك النبرة الحنونة التي يتحدث بها دائما تحرك قلبها پعنف شديد 
ابتسم زكريا لرؤيته كل تلك المشاعر المتتابعة على وجهها فهذه الصغيرة ليست ظاهرة ابدا في إخفاء ما تشعر به ودون أن يرتب للأمر وجد نفسه يمد يده ممسكا بخاصتها لتجفل هي دون شعور 
ابتسم لها وهو يشدد ضغطه على يدها متحدثا بهدوء 
أنت شايفة اني متشدد لدرجة اني اضرب نساء وتحديدا زوجتي 
لم تعلم فاطمة كيف تجيب عليه فهي في الأساس لك تخطط لاي من هذا لذا صمتت ليكمل هو 
للاسف احنا عايشين في زمن إن الملتحي أو المتدين ارهابي والمنتقبة سارقة وبتخطف اطفال تخيلي معايا سنة الرسول حولنا معناها السامي لمعاني بشعة بالشكل ده 
ابتلعت فاطمة ريقها وحاولت التحدث 
انا مش قصدي على فكرة هو بس 
قاطعها زكريا وهو يتنهد بخفوت 
فاطمة انا فاهم كل حاجة بس صدقيني قاعدة التعميم دي مش كويسة ابدا بلاش دماغك توديك لاني ممكن في يوم ابقى متزمت في ديني أو اتحكم فيك انا اه هتحكم فيك بس في حدود الدين يا فاطمة ومش هيكون تحكم بمعناه الحرفي لا انا هنصحك وهحاول اني أبين ليك كل جوانب الشيء اللي بحاول اقنعك بيه والله لو اقتنعتي يبقى خير وبركة مقتنعتيش اكيد مش همسكلك الكرباج واضړبك هحاول مرة واتنين وتلاتة 
صمت يراقب ملامحها ثم رفع يدها أمام وجهه يضمها بكلا كفيه متنهدا 
عمري في حياتي ما هكون سبب في إني ابكيك خليك متأكدة من كده يا فاطمة إن طول ما فيا نفس هعاملك بما يرضي الله وبما يأمرني به ديني وأنت اكيد عارفة ديني بيأمرني بايه ده أنت وصية الرسول يا فاطمة

كان كل شيء حولها يحدث وهي تجلس فقط تشاهد كما لو كانت مجرد مشاهد وليست المعنية
من كل شيء فها هو خاتمه يزين بنصرها بعدما اخبر هادي أنها وافقت وأنه يود أن يجعلها ترتدي خاتمه الآن وقد أحضره معه ذلك اللعېن جهز لكل شيء لكن مخطئ إن ظنها قد استسلمت فهو جعلها أكثر إصرارا على تنفيذ ما كانت تخطط له منذ وقت هي ستبعد شيماء ونهائيا عن هادي وتفسخ خطبتها من ذلك الغبي ثم تتزوج هي بهادي 
خرجت من شرودها على صوت قرب أذنها ولم يكن سوى صوت تلك اللعېنة الآخرى التي لم تأخذ بثأرها منها حتى الآن 
انحنت ماسة على بثينة مدعية أنها تبارك لها لتهمس في أذنها 
مبارك يا بوسي يا قلبي اخيرا لقيت واحد يلمك بعد ما كنت كل شوية تتبعتري على واحد وياريتك فلحتي يا حبة عيني كل واحد تحطي عينك عليه يبقى نصيب غيرك يا مسكينة
معلش اديك هتتجوزي ونخلص منك 
انهت حديثها وهي تستقيم مطلقة زغرودة عالية رن صداها في المكان كله لتلمح بعينها رشدي الذي ابتسم لها بحب لتبادله البسمة وهي تغمز له بشقاوة جعلت ضحكته تعلو المكان 
بينما هادي كان كل ثانية وأخرى يوجه بسمة لشيماء بغباء شديد وهي تخجل وتخفض نظرها ارضا 
وكل ذلك تحت انظار بثينة التي توعدت للجميع بالويل فا هم جميعا سعداء وهي فقط التعيسة هنا حسنا اللعبة لم تنتهي بعد

مر يومان على كل تلك الأحداث وقد عاد الجميع لعمله وحياته الطبيعية وكذلك فعل زكريا الذي عاد للتدريس مجددا مع
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 84 صفحات