رواية رحمة كاملة
بالك رباه ايه الجمال ده ياربي
توقف زكريا عن محاولة النهوض وهو ينظر لها يرفع طرف شفتيه لأعلى بحنق كبير لا يصدق حقا ما تقوله تلك الغبية أي جمال هذا هو حتى لم يعرف كيف تبدو سوى بعدما جائت لمنزله مع والدتها
زفرت فاطمة بضيق وهي تتجه نحو إحدى الأواني تحملها وهي تقول ببسمة ارتسمت سريعا على وجهه
قالت بحماس شديد وهي تتجه له تحمل الطبق الكبير بيدها
بص وانا بعمل الكيكة لقيت بيضة فيها صفارين
سبحان الخالق لا فعلا تستاهل ينكسر ضهري عشانها مش عارف كنت هنام الليل ازاي من غير ما اشوف البيضة أم صفارين
ردد زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض ليجد فاطمة تقترب منه سريعا وهي تشير للطبق قائلة بلهفة
لم تكمل كلمتها وكانت فجأة تسقط ارضا وهي تسقط الطبق الذي في يدها على وجه زكريا الذي وللمرة الثانية تعلو صرخته في المنزل
رباه اغثيني يا وداد
كان يتحدث وهو يزحف بړعب خارج المطبخ قبل أن تقتله هذه المرة صارخا پخوف
ساعدوني النجدة النجدة
راقبت فاطمة خروجه بتلك الطريقة وهي تقول بحزن ترمق الأرض حيث سقط البيض
أنهت حديثها وهي تنهض بحذر تحضر ممسحة الأرض تمسح ما سقط ارضا بحسرة لكن فجأة انمحت تلك النظرة من عينها وهي تتذكر أن اليوم هو زفاف كلا من هادي ورشدي واخيرا ارتمست بسمة حنين على وجهها وهي تسرح بخيالها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على اكبر هدية في حياتها يوم أصبحت زوجة لزكريا بكل ما تعنيه الكلمة
انهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام
ابتسمت فاطمة لماسة وهي تراقب حركاتها الراقصة فقد كانت تقفز في أرجاء الغرفة كما لو أنه زفافها هي
مبارك يا حبي مبارك والله قلبي بيتنطط من الفرحة وكأنه فرحي انا
بكت فاطمة من التأثر لتأتي ماسة سريعا تبعد شيماء پعنف حتى كادت تسقط ثم أمسكت فاطمة
من كتفها تخبرها بكل جدية وحسم
بت أنت شغل العياط والهبل بتاع العرايس ده ميتعملش سامعة أنت تقومي دلوقتي ترقعي زغروطة وترقصي لما وسطك يقع مش فاهمة ايه الهم ده ده انا يوم فرحي هروح انا اللي اجيب رشدي من صالون الحلاقة
دخلت منيرة للغرفة سريعا وهي تقول ببسمة تحاول منع دموعها
فاطمة يا قلبي عريسك تحت مستني عشان ياخدكم الكوافير
ابتسمت فاطمة بتوتر لكن لم تكد تتحدث حتى وجدت ماسة تمسك يدها ساحبة إياها للاسفل سريعا وخلفهما شيماء تحمل حقيبة بها كل ما قد يحتاجونه ثم اتجه الجميع للاسفل حيث كان يقف كلا من زكريا وهادي
بمجرد أن خطى الجميع خارج بناية فاطمة حتى توقفت ماسة عن السير وهي تنظر لمن يقف أمامها بحنق شديد
ايه ده فين رشدي
نظر زكريا لفاطمة لا يرفع عينه من عليها
رشدي بيظبط مكان الفرح مع الرجالة
اغتاظت ماسة بشدة من حديث زكريا ثم قالت باعتراض مشيرة لهادي الذي لم يتوقف ثانية عن الغمز ومشاكسة تلك الشيماء الخجولة جوارها
يا سلام واشمعنا يعني هادي ميعملش كده
لم يهتم لها هادي وهو يفتح السيارة لشيماء يقول ببسمة
يلا يا قمر عشان منتأخرش
ضحك زكريا وهو يسحب فاطمة بعيدا عن الجميع تاركا ماسة تكاد تحترق في أرضها
نظر زكريا لفاطمة قليلا وهو يتحدث بهدوء وحنان وتلك البسمة المعتادة منه قد عادت للارتسام على وجهه
ما بها جميلتي أخائفة أنت
رفعت فاطمة نظراتها بتوتر لزكريا وهي تفرك يدها تسمع صخب قلبها
شوية متوترة مش خاېفة يا زكريا انا عمري ما اخاڤ طول ما انت جنبي
اه رفقا يا صغيرة فهذا القلب قد نال ما يكفيه اليوم حقا
ابتسمت له لتتسع ابتسامته وهو يردد يجب شديد
اشعر بقلبي يرقص فرحا بالداخل يا الله لو تعرفين مقدار الفرحة التي تسكنني الان
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تقول له للمرة التي لا تعلم عددها
زكريا انا بحبك
حسنا جميلتي ردي سيصل لك اليوم
أنهى حديثه بغمزة وهو يسحبها مع للسيارة ثم تحرك الجميع صوب ال كوافير للاستعداد لذلك الزفاف الذي كانت جميع بيوت الحارة في ترقب له والمكان كله يغطى بالاضواء
هبطت الفتيات من السيارة ثم تحرك الجميع صوب المكان سريعا ليتحرك هادي بسيارة ابراهيم والد رشدي صوب الحارة حتى يبدأوا في اعداد زكريا للمناسبة السعيدة كان يتحرك بالسيارة بسعادة كبيرة وكأنه يرقص بها
ابتسم زكريا وهو يلمح مقدار السعادة على وجه هادي ليقول بمزاح
براحة يا هادي خليني اوصل سليم
ابتسم هادي وهو يردد بسعادة كبيرة جدا و صادقة لا يصدق أن اليوم زفاف رفيقه وأخيه واقرب الأشخاص لقلبه هو ورشدي بعد كل ما عاناة
براحة ايه انا لو اطول انزل اشيل العربية وارقص بيها هعمل كده
ضحك زكريا بشدة وهو يحاول امساك دموعه عن الهبوط ليقترب فجأة من هادي و يضمه سريعا هامسا بصدق
انتم ثروتي يا هادي اقسم انني لا امتلك أثمن منكم يا رفيقي
ابتسم هادي له وهو يتوقف بسيارته أمام محل والد زكريا ثم هبط سريعا يتجه لمقعده بسعادة
كبيرة وهو يشير له ليهبط
انزل يلا خلينا احضنك حضڼ عدل
ضحك زكريا وهو يهبط سريعا يرتمي في أحضان أخيه ورفيقه بينما هادي كان يدمع من التأثر وهو يربت على كتف زكريا هامسا
مبارك يا صاحبي مبارك
ابتسم له زكريا وهو يبتعد عنه لينتبه كلا منهما لصوت جوارها يصيح
يمين يا كابتن تعالى يمين اكتر لا بص انزل انا هطلع اعملها
وبالفعل هبط الشخص من الدرج وصعد ذلك الذي كان يتحدث وهو يمسك فرع من الإضاءة يضعها كما يريد نظر الاثنان پصدمة له ليقول هادي بتعجب
جمال
انتبه جمال الذي كان معلقا أعلى الدرج لصوت هادي ليقول ببسمة وهو يعدل من وضع الإضاءة
اصبر يا هادي هعلق الفرع ده وانزل
لم يصدق زكريا أنه أتى حقا فهو عندما أخبره بيوم زفافه كان فقط كواجب آداه لم يعتقد أنه قد يأتي بعدما حدث لأخيه
انت جيت
كان سؤالا متعجبا حرج من فم زكريا دون وعي
تحدث جمال بعدم فهم وهو يهبط الدرج بعدما انتهى مما يفعل
ايوة هو مش إنت عزمتني اجي بعدين الواد ده قالي انكم اخواتي ولا ايه
كان يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يحمل أحد المقاعد مع بعض الرجال فتح زكريا فمه بغية إجابته لكن قاطعه جمال وهو يقول ببسمة حزينة بعض الشيء
وانا الصراحة الفترة دي بقيت مقطوع من شجرة مليش غير امي فقولت امسك في العرض ده واعمل نفسي اخوكم واجي أرتب الفرح وجبت امي معايا هي دخلت دلوقتي عن الستات جوا
أنهى كلامه ببسمة وهو ينتظر اجابتهما والتي أتت في شكل عناق مفاجئ من زكريا وهادي ليهتف هادي بفرحة كبيرة
واخيرا حد جه يرحمنا من رشدي اللي كل ما حد يكلمه يقوله انا الكبير خلاص من انهاردة فيه كبير تاني
ضحك جمال بتأثر وهو يبادلهما العناق هامسا بنبرة خاڤتة
افهم من كده انكم قابلني بينكم
تحدث زكريا سريعا ببسمة حنونة
زي ما هادي قال بقيت انت الكبير في الشلة دي بس هو إنت كام سنة صح
ابتعد الجميع عن أحضان جمال ليقول جمال ببسمة
٣٠ سنة
ابتسم له زكريا وهو يردد بحنان متأصل في فطرته
اطال الله بعمرك يا اخي
لم يكد جمال يجيبه حتى وجد الجميع رشدي يتقدم منهم وهو ېصرخ پغضب
أنت وهو لسه واقفين ليه ما تتنيلوا ادخلوا المحل خلينا نجهز الاستاذ
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لرشدي بحنق
لا بقولك ايه متكلمناش كده انت اساسا مبقتش الكبير عشان تزعق وتتأمر لان جمال هو الكبير صح يا رجالة
نظر له رشدي بملامح جامدة وهو ينظر خلفه بتعجب يحاول البحث عمن يتحدث عنهم هادي وهو يقول
كلام جميل بس هو فين اللي انت بتتكلم عليهم
نظر له هادي بعدم فهم ليستدير مشيرا لجمال لكن لم يجد أحد خلفه ليهمس بحنق
اخص على اشكالكم شوية عرر
أنهى حديثه وهو يلتفت لرشدي مبتسما بغباء ولم يكد يفتح فمه ليجد رشدي يسحبه داخل المحل بحنق
يلا ادخل شوف بدلة زكريا اكويها
تحرك هادي بحنق تحت دفعات زكريا ليرى زكريا يجلس على مقعد و لؤي يحلق له شعره رأسه قليلا ويهندم لحيته وعلى الكرسي المجاور كان يجلس فرج وهو يحمل مجلة ما يشير لصورة بها
اهي يا لؤي القصة دي عايزة تعملها ليا
اقترب هادي بفضول من فرج ينظر لتلك الصورة التي يشير لها ثم بعدها نظر لرأس فرج التي تكاد تخلو من الشعر وهو يقول بعدم فهم
دي هتعملها فين القصة دي يا فرج في شعر رجلك
نظر فرج بغيظ لهادي بعدما تعالت الضحكات على حديثه
لا يا خفيف يا ظريف هعملها في شعري عشان كتب كتابي على ام اشرف
صفق هادي بسعادة ثم أطلق بعض الصفير وهو يقول بمرح
ايوة بقى يا خلبوص بس مش شايف يعني يا فرج إن كثافة شعرك لا تسمح ليك بالقصة دي
نظر فرج في المرآة قليلا ثم قال ببسمة باردة مستفزة
لا مش شايف
ضحك لؤي عليهما وهو ينحني ارضا ليصل عند لحية ابنه يهندمها بحنان شديد لا يصدق أنه
الآن يجهز ابنه الحبيب والوحيد للزواج ابتسم زكريا وهو يرى دمعات والده التي تكاد تهبط لينحني وهو يقبل رأسه هامسا له
شكرا لك يا ابي على كل شيء فعلته لي سابقا شكرا على تربيتي بشكل افتخر به يا غالي
هنا وسقطت دموع لؤي وهو ينهض ليضم رأس ابنه مقبلا إياها بحنان شديد هامسا بحب
حبيبي مش مصدق إن انهاردة فرحك يا قلبي
ابتسم زكريا وهو يضم والده هاتفا بحب
انا وصلت هنا يا لؤي بفضل الله ثم دعواتك انت وست الكل واكيد مساعدة الشباب
أنهى حديثه وهو ينظر لأصدقائه بفرحة ليبادله الجميع البسمة
تحدث هادي ليقطع حالة الشجون تلك
بعدين ما تنساش يا حاج لؤي إن الاسم اللي سميته لزكريا والموسيقى بين اسمكم دي هي اللي عرفتنا على بعض ولا ايه
ضحك رشدي پعنف وهو يتذكر كيف تعرف عليهما
رفيقا الكفاح
تحدث جمال بعدم فهم بعدما كان يختار كارفات مناسب لبذلة زكريا
ايه ده مش فاهم ازاي ده
ضحك هادي بشدة وهو يشير لزكريا
أنت ما اخدتش بالك من الاسم الاستاذ اسمه زكريا لؤي شوفت جبروت أبوه
ضحك جمال بشدة ليس على الاسم بل على طريقة هادي وملامحه وهو يخبره الأمر ليرى هادي يشير لرشدي الذي حذره
تعرف اسم رشدي