السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 82 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


بالك رباه ايه الجمال ده ياربي 
توقف زكريا عن محاولة النهوض وهو ينظر لها يرفع طرف شفتيه لأعلى بحنق كبير لا يصدق حقا ما تقوله تلك الغبية أي جمال هذا هو حتى لم يعرف كيف تبدو سوى بعدما جائت لمنزله مع والدتها 
زفرت فاطمة بضيق وهي تتجه نحو إحدى الأواني تحملها وهي تقول ببسمة ارتسمت سريعا على وجهه 

اه صحيح نستني كنت بنادي عليك ليه 
قالت بحماس شديد وهي تتجه له تحمل الطبق الكبير بيدها 
بص وانا بعمل الكيكة لقيت بيضة فيها صفارين 
سبحان الخالق لا فعلا تستاهل ينكسر ضهري عشانها مش عارف كنت هنام الليل ازاي من غير ما اشوف البيضة أم صفارين
ردد زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض ليجد فاطمة تقترب منه سريعا وهي تشير للطبق قائلة بلهفة 
بص اهي صفاري
لم تكمل كلمتها وكانت فجأة تسقط ارضا وهي تسقط الطبق الذي في يدها على وجه زكريا الذي وللمرة الثانية تعلو صرخته في المنزل 
رباه اغثيني يا وداد 
كان يتحدث وهو يزحف بړعب خارج المطبخ قبل أن تقتله هذه المرة صارخا پخوف 
ساعدوني النجدة النجدة 
راقبت فاطمة خروجه بتلك الطريقة وهي تقول بحزن ترمق الأرض حيث سقط البيض 
البيضة وقعت في الأرض وباظت 
أنهت حديثها وهي تنهض بحذر تحضر ممسحة الأرض تمسح ما سقط ارضا بحسرة لكن فجأة انمحت تلك النظرة من عينها وهي تتذكر أن اليوم هو زفاف كلا من هادي ورشدي واخيرا ارتمست بسمة حنين على وجهها وهي تسرح بخيالها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على اكبر هدية في حياتها يوم أصبحت زوجة لزكريا بكل ما تعنيه الكلمة 
كانت تجلس أمام المرآة وهي تشعر بضړبات قلبها تتسارع لا تدري حقا هل هي قادرة على ذلك هل ستستطيع أن تفعل ذلك خرجت من شرودها بفزع وهي تسمع صوت فتح الباب پعنف شديد يتبعه زغاريد عالية من ماسة وشيماء وضوضاء عالية تتبعهما 
انهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام 
ابتسمت فاطمة لماسة وهي تراقب حركاتها الراقصة فقد كانت تقفز في أرجاء الغرفة كما لو أنه زفافها هي 
اتجهت شيماء لفاطمة بسعادة كبيرة وهي تطلق زغاريد عالية تضمها بحب 
مبارك يا حبي مبارك والله قلبي بيتنطط من الفرحة وكأنه فرحي انا 
بكت فاطمة من التأثر لتأتي ماسة سريعا تبعد شيماء پعنف حتى كادت تسقط ثم أمسكت فاطمة
من كتفها تخبرها بكل جدية وحسم 
بت أنت شغل العياط والهبل بتاع العرايس ده ميتعملش سامعة أنت تقومي دلوقتي ترقعي زغروطة وترقصي لما وسطك يقع مش فاهمة ايه الهم ده ده انا يوم فرحي هروح انا اللي اجيب رشدي من صالون الحلاقة 
أطلقت فاطمة عدة ضحكات على حديث ماسة تتخيلها وهي تقف أمام السيارة بفستانها تحمل بوكيه من الورد وتنتظر أن يطل عليها رشدي من صالون الحلاقة كما تقول 
دخلت منيرة للغرفة سريعا وهي تقول ببسمة تحاول منع دموعها 
فاطمة يا قلبي عريسك تحت مستني عشان ياخدكم الكوافير 
ابتسمت فاطمة بتوتر لكن لم تكد تتحدث حتى وجدت ماسة تمسك يدها ساحبة إياها للاسفل سريعا وخلفهما شيماء تحمل حقيبة بها كل ما قد يحتاجونه ثم اتجه الجميع للاسفل حيث كان يقف كلا من زكريا وهادي 
بمجرد أن خطى الجميع خارج بناية فاطمة حتى توقفت ماسة عن السير وهي تنظر لمن يقف أمامها بحنق شديد 
ايه ده فين رشدي 
نظر زكريا لفاطمة لا يرفع عينه من عليها 
رشدي بيظبط مكان الفرح مع الرجالة 
اغتاظت ماسة بشدة من حديث زكريا ثم قالت باعتراض مشيرة لهادي الذي لم يتوقف ثانية عن الغمز ومشاكسة تلك الشيماء الخجولة جوارها 
يا سلام واشمعنا يعني هادي ميعملش كده 
لم يهتم لها هادي وهو يفتح السيارة لشيماء يقول ببسمة 
يلا يا قمر عشان منتأخرش 
ضحك زكريا وهو يسحب فاطمة بعيدا عن الجميع تاركا ماسة تكاد تحترق في أرضها 
نظر زكريا لفاطمة قليلا وهو يتحدث بهدوء وحنان وتلك البسمة المعتادة منه قد عادت للارتسام على وجهه 
ما بها جميلتي أخائفة أنت 
رفعت فاطمة نظراتها بتوتر لزكريا وهي تفرك يدها تسمع صخب قلبها 
شوية متوترة مش خاېفة يا زكريا انا عمري ما اخاڤ طول ما انت جنبي 
اه رفقا يا صغيرة فهذا القلب قد نال ما يكفيه اليوم حقا 
ابتسمت له لتتسع ابتسامته وهو يردد يجب شديد 
اشعر بقلبي يرقص فرحا بالداخل يا الله لو تعرفين مقدار الفرحة التي تسكنني الان 
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تقول له للمرة التي لا تعلم عددها 
زكريا انا بحبك 
حسنا جميلتي ردي سيصل لك اليوم 
أنهى حديثه بغمزة وهو يسحبها مع للسيارة ثم تحرك الجميع صوب ال كوافير للاستعداد لذلك الزفاف الذي كانت جميع بيوت الحارة في ترقب له والمكان كله يغطى بالاضواء 
هبطت الفتيات من السيارة ثم تحرك الجميع صوب المكان سريعا ليتحرك هادي بسيارة ابراهيم والد رشدي صوب الحارة حتى يبدأوا في اعداد زكريا للمناسبة السعيدة كان يتحرك بالسيارة بسعادة كبيرة وكأنه يرقص بها 
ابتسم زكريا وهو يلمح مقدار السعادة على وجه هادي ليقول بمزاح 
براحة يا هادي خليني اوصل سليم 
ابتسم هادي وهو يردد بسعادة كبيرة جدا و صادقة لا يصدق أن اليوم زفاف رفيقه وأخيه واقرب الأشخاص لقلبه هو ورشدي بعد كل ما عاناة 
براحة ايه انا لو اطول انزل اشيل العربية وارقص بيها هعمل كده 
ضحك زكريا بشدة وهو يحاول امساك دموعه عن الهبوط ليقترب فجأة من هادي و يضمه سريعا هامسا بصدق 
انتم ثروتي يا هادي اقسم انني لا امتلك أثمن منكم يا رفيقي 
ابتسم هادي له وهو يتوقف بسيارته أمام محل والد زكريا ثم هبط سريعا يتجه لمقعده بسعادة
كبيرة وهو يشير له ليهبط 
انزل يلا خلينا احضنك حضڼ عدل 
ضحك زكريا وهو يهبط سريعا يرتمي في أحضان أخيه ورفيقه بينما هادي كان يدمع من التأثر وهو يربت على كتف زكريا هامسا 
مبارك يا صاحبي مبارك 
ابتسم له زكريا وهو يبتعد عنه لينتبه كلا منهما لصوت جوارها يصيح 
يمين يا كابتن تعالى يمين اكتر لا بص انزل انا هطلع اعملها 
وبالفعل هبط الشخص من الدرج وصعد ذلك الذي كان يتحدث وهو يمسك فرع من الإضاءة يضعها كما يريد نظر الاثنان پصدمة له ليقول هادي بتعجب 
جمال 
انتبه جمال الذي كان معلقا أعلى الدرج لصوت هادي ليقول ببسمة وهو يعدل من وضع الإضاءة 
اصبر يا هادي هعلق الفرع ده وانزل 
لم يصدق زكريا أنه أتى حقا فهو عندما أخبره بيوم زفافه كان فقط كواجب آداه لم يعتقد أنه قد يأتي بعدما حدث لأخيه 
انت جيت 
كان سؤالا متعجبا حرج من فم زكريا دون وعي 
تحدث جمال بعدم فهم وهو يهبط الدرج بعدما انتهى مما يفعل 
ايوة هو مش إنت عزمتني اجي بعدين الواد ده قالي انكم اخواتي ولا ايه 
كان يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يحمل أحد المقاعد مع بعض الرجال فتح زكريا فمه بغية إجابته لكن قاطعه جمال وهو يقول ببسمة حزينة بعض الشيء 
وانا الصراحة الفترة دي بقيت مقطوع من شجرة مليش غير امي فقولت امسك في العرض ده واعمل نفسي اخوكم واجي أرتب الفرح وجبت امي معايا هي دخلت دلوقتي عن الستات جوا 
أنهى كلامه ببسمة وهو ينتظر اجابتهما والتي أتت في شكل عناق مفاجئ من زكريا وهادي ليهتف هادي بفرحة كبيرة 
واخيرا حد جه يرحمنا من رشدي اللي كل ما حد يكلمه يقوله انا الكبير خلاص من انهاردة فيه كبير تاني 
ضحك جمال بتأثر وهو يبادلهما العناق هامسا بنبرة خاڤتة 
افهم من كده انكم قابلني بينكم 
تحدث زكريا سريعا ببسمة حنونة 
زي ما هادي قال بقيت انت الكبير في الشلة دي بس هو إنت كام سنة صح 
ابتعد الجميع عن أحضان جمال ليقول جمال ببسمة 
٣٠ سنة 
ابتسم له زكريا وهو يردد بحنان متأصل في فطرته 
اطال الله بعمرك يا اخي 
لم يكد جمال يجيبه حتى وجد الجميع رشدي يتقدم منهم وهو ېصرخ پغضب 
أنت وهو لسه واقفين ليه ما تتنيلوا ادخلوا المحل خلينا نجهز الاستاذ 
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لرشدي بحنق 
لا بقولك ايه متكلمناش كده انت اساسا مبقتش الكبير عشان تزعق وتتأمر لان جمال هو الكبير صح يا رجالة 
نظر له رشدي بملامح جامدة وهو ينظر خلفه بتعجب يحاول البحث عمن يتحدث عنهم هادي وهو يقول 
كلام جميل بس هو فين اللي انت بتتكلم عليهم 
نظر له هادي بعدم فهم ليستدير مشيرا لجمال لكن لم يجد أحد خلفه ليهمس بحنق 
اخص على اشكالكم شوية عرر 
أنهى حديثه وهو يلتفت لرشدي مبتسما بغباء ولم يكد يفتح فمه ليجد رشدي يسحبه داخل المحل بحنق 
يلا ادخل شوف بدلة زكريا اكويها 
تحرك هادي بحنق تحت دفعات زكريا ليرى زكريا يجلس على مقعد و لؤي يحلق له شعره رأسه قليلا ويهندم لحيته وعلى الكرسي المجاور كان يجلس فرج وهو يحمل مجلة ما يشير لصورة بها 
اهي يا لؤي القصة دي عايزة تعملها ليا 
اقترب هادي بفضول من فرج ينظر لتلك الصورة التي يشير لها ثم بعدها نظر لرأس فرج التي تكاد تخلو من الشعر وهو يقول بعدم فهم 
دي هتعملها فين القصة دي يا فرج في شعر رجلك 
نظر فرج بغيظ لهادي بعدما تعالت الضحكات على حديثه 
لا يا خفيف يا ظريف هعملها في شعري عشان كتب كتابي على ام اشرف 
صفق هادي بسعادة ثم أطلق بعض الصفير وهو يقول بمرح 
ايوة بقى يا خلبوص بس مش شايف يعني يا فرج إن كثافة شعرك لا تسمح ليك بالقصة دي 
نظر فرج في المرآة قليلا ثم قال ببسمة باردة مستفزة 
لا مش شايف 
ضحك لؤي عليهما وهو ينحني ارضا ليصل عند لحية ابنه يهندمها بحنان شديد لا يصدق أنه
الآن يجهز ابنه الحبيب والوحيد للزواج ابتسم زكريا وهو يرى دمعات والده التي تكاد تهبط لينحني وهو يقبل رأسه هامسا له 
شكرا لك يا ابي على كل شيء فعلته لي سابقا شكرا على تربيتي بشكل افتخر به يا غالي 
هنا وسقطت دموع لؤي وهو ينهض ليضم رأس ابنه مقبلا إياها بحنان شديد هامسا بحب 
حبيبي مش مصدق إن انهاردة فرحك يا قلبي 
ابتسم زكريا وهو يضم والده هاتفا بحب 
انا وصلت هنا يا لؤي بفضل الله ثم دعواتك انت وست الكل واكيد مساعدة الشباب 
أنهى حديثه وهو ينظر لأصدقائه بفرحة ليبادله الجميع البسمة 
تحدث هادي ليقطع حالة الشجون تلك 
بعدين ما تنساش يا حاج لؤي إن الاسم اللي سميته لزكريا والموسيقى بين اسمكم دي هي اللي عرفتنا على بعض ولا ايه 
ضحك رشدي پعنف وهو يتذكر كيف تعرف عليهما 
رفيقا الكفاح 
تحدث جمال بعدم فهم بعدما كان يختار كارفات مناسب لبذلة زكريا 
ايه ده مش فاهم ازاي ده 
ضحك هادي بشدة وهو يشير لزكريا 
أنت ما اخدتش بالك من الاسم الاستاذ اسمه زكريا لؤي شوفت جبروت أبوه 
ضحك جمال بشدة ليس على الاسم بل على طريقة هادي وملامحه وهو يخبره الأمر ليرى هادي يشير لرشدي الذي حذره 
تعرف اسم رشدي
 

81  82  83 

انت في الصفحة 82 من 84 صفحات