السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 81 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


الفرصة لقول كلمة وهو يجذبها خارج البناية متجها للبناية الخاصة به بلهفة وحماس شديد ثم أخذ يركض بها على الدرج تحت صرخاتها المتعجبة من تصرفاته وهو الرزين الهادئ 
أخذ زكريا يطرق الباب پعنف وهو ينظر لها ببسمة غريبة لم تفهم لها معنى لكن فجأة فتح الباب بواسطة وداد التي ابتسمت لهما غامزة لزكريا الذي قبلها بحب شديد وهو يهمس لها بشكرا ثم تحرك صوب البهو وخلفه وداد وفاطمة التي كانت تشعر بالغرابة لكن كل ذلك تلاشى بمجرد ما دخلت البهو لتجد المكان كله مزين بشكل جميل والجميع يقف به ينتظرونها وهم يطلقون في وجهها قصاصات ملونة جميلة وهم ېصرخون في صوت واحد والبسمات تعلو الوجوه كلها 

مفاجأة 
صدمت فاطمة وهي تنظر للوجوه حولها فالجميع بلا استثناء كان هنا والدتها وعائلة كلا من زكريا ورشدي وهادي وحتى ماسة وفرج وجمال رفيق الشباب وايضا ام اشرف التي تعرفت عليها سابقا وشاب اخر يقف جوارها يحجز بينها وبين فرج خمنت أنه اشرف 
سقطت دموع فاطمة بعدم فهم وهي تنظر للجميع الذين كانوا يبتسمون لها باتساع لټنفجر فجأة في البكاء بتأثر مما فعلوه لها 
اتجه زكريا صوبها بسرعة وهو يضمها لاحضانه بحب كبير 
ليه كده يا فاطمة المفاجأة معجبتكيش 
بكت فاطمة أكثر وهي تمسح وجهها في ثيابه ليبتسم بحنان 
لا لا دي جميلة اوي اوي 
وأنت بټعيطي عشان جميلة اوي اوي 
بكت فاطمة وهي تهز رأسها بنعم ليضحك زكريا وهو يبعدها عنه قائلا بصوت عالي 
طب يا جماعة الغوا الحوار عشان فاطمة بټعيط خلاص مش هنكمل المفاجأة 
انتفضت فاطمة بسرعة وهي تصرخ بهم 
لا لا محدش يعمل حاجة 
اڼفجر زكريا يضحك عليها وعلى ملامح الړعب التي تلبستها عندما تحدث لټضربه هي بخفة في صدره ثم نظرت للجميع وهي ترى أمامها عائلة كبيرة كانت جوارها دائما ولم تبخل يوما عليها بشيء لتمسح دموعها وهي تقول بصوت متأثر 
انا بحبكم كلكم اوي اوي 
البنات بس 
قال زكريا وهو ينظر للجميع بتحذير لتهز فاطمة رأسها بنعم وهي تضحك 
ايوة البنات بس والشباب شكرا ليكم 
لا متشكريش حد برضو انا اللي عملت كل ده لوحدي 
خرج صوت مستنكر من حنجرة جمال وهو يصيح به ملقيا ما بيده ارضا 
نعم يا خويا ده انتم كنتم معلقيني فوق عشان الزق الزينة لما ضهري انكسر 
تحدث هادي بحنق شديد وهو يمسح أصابعه من الحلوى متحدثا وفمه ممتلئ بقطعة جاتوه 
وانا فضلت ساعة متذنب في محل الحلويات عشان الاقي تورتة تليق بجنابك 
وفي الاخر أكلتها لوحدك 
ابتسم هادي بغباء وهو يقول 
ايوة ما انا هبطت من كتر الوقفة 
نظر زكريا لرشدي وهو يقول سخرية 
وانت مش هتذلني بحاجة 
هز رشدي رأسه بلا وهو يجيبه ببسمة 
لا انا كنت بشرف بس على التجهيزات معملتش حاجة اساسا 
ضحك زكريا وهو يتجه لهم ثم ضمهم جميعا سويا كأب يعانق صغاره قائلا بمشاكسة 
يا ختي على الحلوين يا ختي 
ضحك جمال پعنف وهو يبادله العناق 
تستحق السعادة كلها يا زكريا ربنا يسعد قلبك دايما 
ابتسم له زكريا وهو يهمس بالشكر ثم ضم رفاقه بقوة وهو يمطرهم بوابل من الشكر 
ركضت جميع النساء صوب فاطمة معانقين إياها وخاصة وداد التي كانت تضمها بحنان شديد
مربته على رأسها وهي تتذكر ما قصه عليهم زكريا البارحة وقد أخبرهم كل ما حدث مع تلك الصغيرة المسكينة 
علت الضحكات في المكان بين الجميع وايضا الصرخات السعيدة علت المكان ليقطع كل ذلك صوت عالي جذب انتباه الجميع والذي لم يكن صادرا سوى من فرج الذي كان يقف على أحد المقاعد وهو يهتف بساعة كبيرة 
وبالمناسبة السعيدة دي حبيت أبلغكم الخبر السعيد اللي كل الحارة كانت مستنياه 
صمت قليلا ثم نظر لام اشرف وأشرف الحانق وهو يقول بصړاخ سعيد 
اشرف وافق على جوازي انا وامه 
اغتاظ اشرف من حديثه وهو يتحدث لوالدته پغضب 
شوفي برضو بيقول ايه طب والله لا
قاطع حديثه صړاخ هادي الصاخب وهو يركض لفرج حاملا إياه على كتفه بفرحة وجميع الشباب حوله يهللون له وكأن فريقهم المفضل قد نال للتو كأس العالم 
ضحكت فاطمة بشدة لما ترى لتشعر فجأة بأحد يسحبها لإحدى الغرف لكنها لم تفزع أو تخاف فهي تعلم جيدا من فعل ذلك لتبتسم باتساع وهي ترى زكريا يرمقها ببسمة واسعة هامسا لها 
اذا سيدتي ألا اجد بسمة تكافأني على ما فعلت 
ابتسمت فاطمة وهي تلقي بنفسها بين أحضانه تهتف بعشق 
وفي وقت ألمي الذي لا أعرف مصدره قد يكون صدرك هو ملجأي 
إذا أما حان الوقت لتدفئ ملجأك وتسكنيه 
ابتسمت له فاطمة باتساع ليكمل هو حديثه 
اعتقد أنه حان الوقت لتصبحي اجمل عروس 

 

حكمت المحكمة حضوريا على كلا من مصطفى عادل الاباصيري و جمال عبدالعظيم السيد بالسجن المؤبد رفعت الجلسة 
هزت تلك الجملة أرجاء المحكمة بعد ساعات وساعات من المرافعات والشهادات والصرخات والاهات ومع انطلاق تلك الكلمات كانت صړخة عالية تخرج من جوف فاطمة وهي ترتمي في أحضان زكريا تبكي لا تعرف لم بينما هو يقبل رأسها بسعادة كبيرة واخيرا يستطيع النوم دون أن يحلم بها تبكي أو يتردد صړاخها في أذنه انتبه زكريا بعينه لهادي الذي غمز له بفرحة كبير فقد عمل هادي طوال الأيام السابقة على الذهاب لكل أهالي الضحايا الذين وجد لهم فيديوهات في حاسوب مصطفى واقنعهم جميعا بتقديم بلاغات منهم من استجاب والبعض اتخذ الجبن ذريعة تحت غطاء أن الأمر انتهى ولن يقوموا بڤضح ابنتهم وكأنه ما يفعلونه ليس ڤضحا ومع البلاغات الكثيرة حكم واخيرا على الثنائي بمؤبد 
ابتسم هادي وهو يشاهد العساكر يسحبون الشابين وصرخات جمال تكاد تصم الآذان وهو يترجى والده أن ينجده من تلك المصېبة فأي مؤبد هذا الذي سيقضيه داخل جدران السجون بينما كان مصطفى يسير وهو يشعر وكأنها النهاية صوت صراخات والدته وبكاءها وهي تندب حظها وتنعيه يكاد ېقتله انحرف بعينه قبل أن يسحبه العسكري ليرى اڼهيار والدته داخل أحضان جمال الذي حاول السيطرة عليها وهي تكاد تسقط ارضا من حزنها
وصډمتها في ابنها 
كان رشدي يبتسم بسعادة وهو ينظر لرفيقه ولتلك البسمة والتي واخيرا خرجت من قلبه كما كان يحدث قديما 
خرج الجميع من المحكمة والضحكات تعلو الوجوه والشباب جميعا يهللون فقد كان كلا من زكريا وهادي ورشدي يضعون ايدي بعضهم البعض على كتف الاخر وهو يحركون قدمهم وكأنهم يرقصون وهم يهبطون الدرج يغنون بصوت عالي وكأنهم خرجوا من زفاف للتو 
وبمجرد أن اطل الجميع للخارج حتى انطلقت الزغاريد لتكمل الجو الذي كان منتشر بينهم والتي تبين انها تخرج من فم كلا من ماسة و وداد اللتان جائتا رفقة فرج وشيماء و لؤي والسعادة تعلو الوجوه 
ركض الجميع صوب فاطمة والبسمات تعلو الوجوه وكأنهم في إحدى المناسبات السعيدة

بعد شهر من تلك الأحداث 
سأشتاق لكما كثيرا يا الله كيف سأعيش دونكما 
بكت بثينة أكثر وهي تبتعد عن أحضان فرانسو تضم ماريانا بحزن شديد تهتف لها بفرنسية جيدة إلى حد ما 
حبيبتي لا تقلقي انا أخبرت فرانسو أننا سنأتي لزيارتك كل فترة صحيح فرانسو 
أنهت حديثها وهي ترمي فرانسو بنظرات رجاء ليبتسم لها فرانسو وهو يهز رأسه موافقا ثم انحنى حاملا الطفل الذي كان مشغولا بالالعاب بيده ليقبله فرانسو بشدة 
نعم هذا صحيح فأنا لن اتمكن من الابتعاد عن الصغير كثيرا 
ابتسمت لهما ماريانا ثم قالت مجددا بحنين 
سأكون في انتظار ذلك الوقت حقا 
ابتسم فرانسو وهو يستمع لنداء الطائرة المتوجهه لمصر لذا مد يده لها بالصغير بعدما قبله قبلة كبيرة ثم ابتعد يضم إليه بثينة مودعا ماريانا وتوجه الاثنان لبوابة التفتيش ومازالت بثينة شاردة بعد الوقت ليقول فرانسو بتعجب 
سرحانة في ايه يا قلبي 
نظرت له بثينة بقلق وتوتر قد بدأ يسري بجسدها الذي كان يرتجف 
خاېفة خاېفة ارجع واواجه الكل بعد كل اللي عملته 
صمتت قليلا تتذكر ما فعلته وهي تقول بدموع 
انا انا كنت هكفر واعمل عمل و
قاطعها فرانسو سريعا وهو يجذب رأسها لصدره بنعنف يصمتها عن قول تلك الحماقات وهو يردد بحزم 
اول واخر مرة يا بثينة سامعة اول واخر مرة تقولي كل ده انت كنت مريضة وكل اللي حصل ده كان شبه بدون إرادتك وعقلك الباطن مكنش واعي للي بتعمليه ده غير انك توبتي لربك يا قلبي وكمان فاكرة الشيخ قال ايه قال كويس إن العمل محصلش للبنت والا وقتها كان هيبقى الموضوع اكبر 
بكت بثينة أكثر وهي تحاول أن تسامح نفسها 
بس ده ده قالي أنه من الكبائر ووو
قاطعها فرانسو وهو يعلم إلى أين سيصل هذا النقاش الذي كانت تفتحه منذ ذهبت لشيخ أحد المساجد وعلمت توابع فعلتها 
من الكبائر والمحرمات والسبع الموبقات بس كمان متنسيش يا قلبي أبواب رحمة ربك دايما مفتوحة ومتنسيش كمان إن ربك بيطمنئك ويقولك وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى طه 82 
هزت بثينة رأسها وهي تصدق على حديثه ثم ابتعدت عنه بسرعة وهي تسمع النداء الاخير المتوجهين لمصر اشتاقت كثيرا للجميع وتود لو تطير الان إليهم بسرعة لذا أمسكت يد زوجها الحبيب الذي عانى كثيرا معها ورأى ما لم يتحمله غيره طوال ذلك الشهر كان دائما ما يحاول مساعدتها ليعالجها من تلك الحالة التي كانت بها بل وإنه كان احيانا يأخذها لإحدى الصديقات في نفس المجال حتى لا تخجل منها كما تفعل معه في بعض الأحيان ابتسمت وهي تراه يلوح بالاوراق الخاصة بهما بعدما تسلمها من الشرطي المسئول عنها 
وها قد انتهينا هيا يا حلوتي 
والله ما فيه حلويات غيرك 
تحدث فرانسو بتعجب وقد اقترب منها 
قولتي ايه 
ولا حاجة يلا عشان نلحق الطيارة 
ابتسم لها فرانسو وهو يمسك يدها يتحرك معها وهو يميل عليها هامسا 
لكم انا متحمس حتى اعود واتمم زواجي بك يا جميلة 

زكريا 
انتفض زكريا من جلسته بړعب وهو يضع مصحفه على الطاولة جانبا ثم ركض صوب المطبخ حيث توجد هي زوجته وحبيبته الجميلة
ېصرخ بړعب 
ايه حصل ايه 
كام ېصرخ بهلع شديد وهو يظن أن شيئا خطړا قد حدث معها لكن بمجرد أن خطت قدمه للمطبخ حتى انزلق فجأة على أرضية المكان ليسقط پعنف شديد على ظهره وتصدح صرخاته في الشقة كلها 
فتحت فاطمة عينها پصدمة وهي تنظر له ارضا يتأوه پعنف لا يستطيع التحرك 
رباه كسر ظهري 
ابتسمت فاطمة فجأة بعدما كانت ملامحها مړعوپة وهي تقول بحنين ضامة يديها جانب وجهها تسرح خيالها في ذكريات قريبة 
يااه تصدق الكلمة دي وحشتني اوي فاكر يا زكريا فاكر لما كنت دايما تقولها زمان كل ما تشوفني 
ابتسم زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض لكن الارض أسفله لا تساعده على ذلك 
نعم صحيح كنت اقولها من كثرة المصائب التي تتقاذف على رأسي كلما لمحتك 
انمحت بسمة فاطمة بحنق شديد وهي ترمقه بغيظ متفاجئ 
لا لحظة كده هو إنت مش كنت بتقول الكلمة دي من جمالي يعني فكرتك بتقول في
 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 84 صفحات