الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية شيماء بارت 20

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

عليك و أشوفك عاملة إيه بعد ۏفاة الوالدة 
خرج صوت آسر الحاد من بين شفتيه و كأنه يزمجر پغضب و وضحت النبرة التحذيرية داخل كلماته حيث أردف مدافعا عنها 
بلاش يابابا عشان فيها خسارتي هي مش محتاجة حد يتطمن عليها !
لكن تعمد رأفت الابتسام بهدوء مردفا ببراءة و دهشة 
أخسرك عشان عاوز اتطمن على مراتك يابني مش أنت ابني وأنا من حقي أتطمن عليكم يعني معروف إن الجواز دا مشاركة في كل حاجة و أنت هتتأثر أكيد بنفسية مراتك !
ثم توجه إلى المقعد وجلس يضع ساق فوق الأخرى مكملا بسخرية لاذعة متعمدا توجيه كلماته المبطنة بالقسۏة تجاهها 
بس خد بالك و أنت بتتشارك معاها أو تاخد كل طباعها اصحي ألاقيك بتنصب بقا !! 
وكأنها تشاهد مسرحية هزلية و رغم أن زوجها كان على وشك الحديث لكن دخولسليم بخطوات أشبه بالركض و هو يقول موجها حديثه إلى رأفت محاولا استيعاب الموقف قد أنهت الأمر 
عمي رأفت جدتي عاوزاك دلوقت حالا !
أنقذ الموقف و استقام رأفت عاقدا حاجبيه بقلق متسائلا بدهشة عن السبب و هو يسرع مع سليم إلى الخارج بينما أمسك هو الباب ينظر إليها بأسف للحظات معدودة متراجعا فجأة عن إغلاقه و كاد يتجه خلفهم فأدركت أنه على وشك مشاحنة جديدة مع والده لأجلها لتتجه إليه وتقف في مواجهته قائلة بنبرة هادئة و نظرات راكدة 
سيبه لحد ما يهدا دي مش طريقة تفاهم دا غير إنها كلها أيام و كل دا يخلص مفيش داعي تخسروا بعض !
لم تنتظر الرد الواضح لها داخل عينيه المستنكرة بل فرت إلى الداخل و خناجر نظرات و كلمات والده تطعن قلبها بلا هوادة كانت على يقين أنها سوف تقابل تلك الأفعال بل والأسوأ منها و لكن حين رأت بعينيها الأمر أصبح أشد ألما لروحها و كأن أغلال ذنوبها لن تتركها و ها هو والده يتمكن من وأد تلك النبضة التي أنعشت قلبها منذ ساعات بين أحضانه الدافئة وهمس عقلها الذي استعاد توازنه أن والده على صواب مهما فعلت وتغيرت و تبدلت إلى أخرى لن تتمكن من محو حقيقة ماضيها الذي يلاحقها أنها هي المحتالة !!!
تحركت نيرة إلى غرفتها دامعة العينين و جلست فوق الفراش بصمت تنتظر قدوم شقيقتها كما أخبرتها بقلب مټألم لأجلها ورغم أنها لا تعلم أبعاد الأزمة الخاصة بوالد آسر لكنها على يقين أن شقيقتها لا تستحق تلك المعاملة وكأنها تمكنت من رؤية حطام قلبها داخل نظرات عينيها الباردة لقد تعمد هذا الرجل السخرية منها والتطاول عليها أمام زوجها وهي على يقين أنه لا يعلم مثقال ذرة عن حقيقة شقيقتها الجميلة ذات الكبرياء لن تتقبل تلك الطريقة مهما حدث لكن من الواضح أنها تجنبت تفاقم الأمور لأجله هو لأجل زوجها !!!
نكست رأسها حين دلفت سديم إلى الغرفة ثم بدأت تتلفت حولها باحثة عن هاتفها رغبة في إدعاء الإنشغال به و هذا أفضل بكثير من رؤية نظرات الألم واليأس داخل عينيها استمعت إلى زفير سديم بصوت واضح وهي تقترب منها وتجلس بجانبها صامتة و شاردة كعادتها بالأونة الأخيرة منذ ليلة القبض على سامح و هي قليلة الأحاديث كثيرة الإنصات لها و الآن عليها أن تكسر هي حاجز الصمت و تستمع إليها مثلما تفعل هي معها منذ صغرها !!! 
بللت نيرة شفتيها و تنهدت بحزن تهمس لها بتوتر طفيف بعد

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات