رواية بعشقك طامعة من 21-25
صدقت أقسم بالله...انتي طلبتي أكل ...يارب يكون بتاع الدليفرى...
هزت قمر راسها بالرفض
فاستغرب اكثر قائلا
اومال مين اللي جاي لينا الوقت...عموما ادخلي اوضتك علي بال ما اشوف مين....ويارب يكون بتاع الزباله...وميكونش حد من أهلنا.
هزت قمر راسها بطاعه ودلفت غرفتها ليقوم غيث بفتح باب شقتهم ليتفاجئ بأخر شخص يتوقع مجيئه ...نظر لها نظرات مستفهمه لتقابلها بنظرات حاقده على شكله المبعثر ووجهه المخلط بحمرة الشفاه وشعرة الاشعث والغير مهندم...لتستشعر انه فهم نظراتها الحاقده فأخفضت رأسها قائله بحزن مصطنع
اشار لها غيث بالدخول لتخرج قمر من غرفتها پغضب في محاوله منها لطردها قائله لغيث بخيبه أمل
اخر حاجه اتوقعتها انك تستقبلها تاني...اوعي يا غيث تسامحها...دي غدرت بيا مرتين...اطلعي برا...انتي عايزة مني ايه...انا ما صدقت اننا بقينا كويسين وعلي فكره خلاص محاولاتك كلها فشلت انا بقيت مراته شرعا وقانونا.
وانا جايه اباركلك يا قمر...واعتذرلك عن اللي عملته فيكي...انا خلاص عرفت قيمتك انتي واختك...بعد اللي حصل امبارح...ارجوك يا بنتي سامحيني.
وجدت غيث قمر سوف ټنهار عليها فاسرع باحتوائها بين احضانه مقبلا وجنتيها هامسا في اذنه
اهدى...ومتدرديش عليها..أنا هشوف الموضوع ده معاها...متعصبيش نفسك قصادها...أنا فاهمها كويس أوى...هي جايه تتأكد من حاجه.
ارجوك يا مدام غصون...بلاش تفتحي سيرة اللي حصل ده تاني...لان اللي حصل منك لا بيقدم ولا بيأخر...ان قيمه مراتي غاليه وشرفها عالي...لا انتي ولا غيرك يقدروا يتلاعبوا بيه.
هزت غصون رأسها بطاعه وتوجهت ببطء نحوهم تهتف برجاء قائله
غيث علشان خاطرى انت وقمر سامحوني...انا مليش حد غيرها هي وهمس ...ارجعوا عيشوا معانا تاني في القصر...وانا اوعدكم اني مش هدخل تاني في حياتك...انا قلت كده للحاج غالب ومصدقني.
اهدي وانا هتصرف...ملكيش انتي دعوة بالموضوع ده...هي خلاص فشل مخططها...وهي كانت متأكده من كده...بس حبت تشوف بنفسها.
ثم قال لغصون بصوت مسموع
لو عايزانا نسامحك وننسا...يبقا لازم نعيش فترة هنا انا وقمر ولوحدنا...بس أنا مش همنعك عنها...انا هبقا اجيبها ونجي القصر...مهما ان كان ده بيتنا برضه...ثم نظر لقمر وقال
قمر برجاء هاتفه
لا يا غيث انا بصراحه لازم ارجع القصر...لاني مش بعرف اطبخ...وانت كده معدتك هتنشف من اكل الدليفرى...وهتصعب عليا..يبقا نرجع احسن.
نظر لها غيث بخيبه امل لرغبتها في الرجوع الي القصر بأي حجه فقال
غصون بتفكير وخبث
لا طبعا مش مبسوطه...انا يهمني راحتك...واللي هتبقا سبب في سعاده بنتي...انا يهمني ان انا وهي نتصالح...وبالنسبه للاكل يا قمر...هبعتلك احسن طباخه وانتي خليكي هنا جمب جوزك.
نظر غيث الي قمر قائلا بمكر
شفتي يا قمر...اعتقد لازم تسامحي مامتك بعد ده كله...دي هتبعتلك احسن طباخه...اهم حاجه تكوني جمبي...ولا انتي بقا مش عايزة تبقي جمبي
نظرت قمر الي غصون بړعب فهي متوجسه
من حنيه ورقه غصون في التعامل فقالت
لا طبعا ...انا ما صدقت ابقا جمبك...اتمني يا ماما يكون كلامك صحيح...دي لحظه بتمناها منك من زمان...حنيتك وحضنك ليا انا واختي...وبليز استعجلي موضوع الطباخه ده لاحسن معدتي بتلف علي نفسها من الاكل الناشف.
اسرعت غصون بجذب قمر بين احضانها تربت علي ظهرها قائله بسخريه لا يراها احد
حبيبتي يا قمر...ده انا ادخل اطبخلك دلوقتي يا بنتي...من هنا ورايح مش هتشوفي غير حضڼي وحناني ليك انتي وهمس ...انا كمان كان نفسي من زمان اخدكم في حضڼي بس الشيطان بقا هنقول ايه
ابتسمت قمر بسخريه لا يراها احد وتصنعت البكاء هاتفه بصوت مبحوح
يااااه يا ماما...قد ايه حضنك دافي...ياريتني افضل في حضنك علي طول...ومخرجش منه ابدا...حضنك ده يساوى العالم باللي فيه...ربنا يخليكي لينا.
ليجلس غيث امامهم بعد طلب العفو الذي قدمته غصون لهم تتنقل ابصاره بينهم كأنه يشاهد مسلسلا دراميا ليستشعر ان هناك حرب ستقوم قريبا.
عادت غصون الي القصر بعد ما تم الصلح بينها وبين قمر...وسردت علي غالب ما حدث...الذي استغرب كثيرا من مدي سرعتها في مصالحه قمر وتباطئها في مصالحه همس...عللت ذلك بان قمر تمتلك قلبا طيبا اما همس فطبيعتها قاسيه...وازادات انا اللي يشعل من قسۏة همس هو ضياء لانه لايريدها في هذه العائله...ايضا سردت ما حدث لضحي التي اندهشت كثيرا وسرعان ما اتصلت بغيث ليؤكد لها الخبر...فقامت بدعوتهم علي العشاء...جاء قمر وغيث والذي ركضت اليه ضحي لتحتضنه بحب قائله
وحشتيني يا غيث...كده برضه يا حبيبي هونت عليك...تستني اتصل بيك علشان تيجي واشوفك...مكنش العشم يا ابن بطني...الظاهر ان قمر اخدتك مني.
ابتسمت قمر لها واحتضنتها هي الاخرى كمن يحتضن امه التي اشتاق اليها لتنظر غصون الي هذه الحاله وتغتاظ بالكامل حتي سمعت قهقهات غيث فخرجت من احضان ضحي تبتسم بخجل خاصه عندما وجدت غيث يجذبها بخفه في احضانه قائلا بحنان يغمرها
الظاهر يا امي انك عايزة تخدي قمر مني...لا معلش قمر دي ملكيه خاصه...محدش يحضنها غيرى...وبعدين يا ضاضا انا ما سألتش عنك لاني كنت عريس بقضيلي يومين عسل قبل ما اسافر فرنسا واقضي شهر العسل مع قمرى...
ارتفعت انظار قمر له واندهشت من رغبته في قضاء شهر العسل معها ثم نظرت الي غصون فوجدت نظرات حاقده لا تستطيع غصون اخفائها اما عن ضحي فابتسمت وتمتمت في سرها بدعوات لهم بالسعاده...دخل عليهم غالب يتحدث بحب قائلا
لا ده في تطور جامد يا سي غيث...كنت بتتمني الحب واهو حبيت وعايز تعمل شهر عسل كمان...بس خلي بالك انت قلت محدش يحضن قمر غيرك...بس نسيت اني انا جدها ومش هتحرمني من ده.
ركضت قمر لتحتضن جدها ليربت علي ظهرها بحنان ويهمس لها في أذنها هل هي سعيده فأخفضت قمر رأسها من الخجل
نظر اليهم غيث بغيرة صادقه وقال
طب كفايه كده يا عم الحج...البت هتتفعص في حضنك..ده انا جوزها مش بحضنها كده والله...قال جدها قال...بقا بعد كل المرمطه دي تقولي كده
تركها غالب له بأمان بعد الضياع وقال
حقك يا بني...كده انا اتطمنت عليها ...خصوصا وهي معاك...ربنا يهنيكوا ببعض...ويرزقكم الخلف الصالح...يااه يا غيث انا نفسي تجبيولي احفاد كتير.
قام غيث بتقبيل يده جده قائلا بألفه
وانا كمان نفسي يا جدي...ربنا يحققلك امنياتك...ويباركلنا فيك...وعقبال ما تشوف ولادنا واولاد ولادنا...انت بركه العيله دي...احنا من غيرك ولا حاجه.
ابتسم غالب قائلا بلؤم وخبث
طيب يا سيدي...انا سامع انك رايح شهر عسل...وبقالك يومين مبتنزلش الشغل...مش تيجي تشوف ورق المعدات اللي اشتراها ضياء
هز غيث رأسه بطاعه واخذ جده ودلفا الي حجرة المكتب قائلا
باستفسار
خير يا جدي...معدات ايه وزفت ايه اللي ضياء جابهم...انا قلتله معداتنا كويسه...هو بيتصرف من دماغه...امتي بقا نخلص من الراجل ده.
بعد دلوف غيث وغالب حجرة المكتب حتي تهادلت غصون في مشيتها واحتضنتها باصطناع تربت علي ظهرها قائله
انا زعلانه يا قمر...كلهم اخدتيهم بالاحضان ما عدا انا...وبعدين انا بعتلك الطباخه النهارده...ايه اللي جابك ...هو اكلها مش عاجبك ولا ايه
اتسعت حدقه عين قمر تنظر الي غصون بتعجب قائله
هي لحقت تطبخ...وبعدين طنط ضحي اصرت اننا نيجي نتعشي معاكم النهارده...ومتزعليش مني يا ماما...معلش حضرتك معودتنيش علي الاحضان من زمان.
امتغصت ضحي من حديثها خاصه عندما وجدت ضحي تنظر اليها بشماته واضحه
في المكتب غالب بصوت منخفض وهادئ اخرج من درج مكتبه الملف الذي اعطته له غصون قائلا
الملف ده غصون جابته ليا امبارح...البيه ضياء اشترى معدات رديئه بقيمه معدات عاليه...وعايز يلبسني سعرها...وهو يستفاد بفرق السعر.
نظر غيث الي الملف الذي امامه بحيرة ليتنهد قائلا
مفيش فايده...والهانم اصلها ايه باعته...وحضرتك عملت ايه لما عرفت...اوعي تقولي انك حولتهم مديونيه في البنك علينا...ما هو مينفعش يقا.
غالب بوجوم
الهانم تبيع ابوها علشان الفلوس...انا بقا حولت المبلغ بمديونيه عليه باسمه في البنك...وده اول مسمار في نعشه...ولسه ابنه واللي هيعمله فيه.
غيث بخبث
عفارم يا جدي...عقبالها هي كمان...اللي مفكراني صدقت شويه النحنحه بتوعها...والله أنا حاسس ان قمر كمان مش مصدقاها...ما هي دي مش بني أدمه..
ابتسم غالب بسخريه وقال
هي مش بتعملهم عليك...هي بتعملهم علي قمر...لانها طيبه...ولذلك محاولتش تصالح همس...رغم ان همس خدتها ساميه عندها...بس عملت نفسها مش من هنا.
غيث بشرود
مش عارف ليه حاسس ان قمر مش مصداقها...وبتلاعبها بأسلوبها...حقا لو ده صح يبقا قمر اتغيرت اوي يا جدي...منها لله فصلت برائتها .
غالب بمكر
متستغربش...قمر دلوقتي بقت تربيتك...ومتستبعدش انها تكون بتلاعب امها...وبعدين دي يا ما شافت منها...بس خلاص وصلت لنقطه الكيل طفح.
هز غيث رأسه بسعاده وتمني ان يكون احساسه في محله
بعد مرور هذ اليوم بدون اي كوارث حيث تناول قمر وغيث العشاء بالقصر وعاد الي منزلهم...استيقظ غيث في اليوم التالي ووجد قمر مستغرقه في النوم فلم يوقظها وترك لها ورقه بانه ذاهبا للمصنع ضروريا ...وبالفعل ذهب للمصنع وجلس في غرفته لينهي بعض الاعمال الضروريه التي فاتته وهو غائب عن المصنع...علم جده بوجوده فدلف اليه ليتشاوروا في بعض الامور الخاصه بالعمل نظر غالب الي الاوراق امامه بتوتر وضياع قائلا
وبعدين يا غيث...احنا هنسيب المعدات الرديئه دي تشتغل في المصنع كتير...ما كانت اللي قبلها كويسه...كده مش الانتاج هيقل وبس دي ممكن تعمل كوارث للعمال.
جلس غيث امامه قائلا بحيرة
مش عارف يا جدي...الزفت ضياء حطنا في موقف صعب...لو شيلناهم وحطينا القديم كده هنتكشف اننا فاهمينه...وساعتها هو مش هيسكت.
ظل يفكر غالب في الامر قليلا الي انا لمعت برأسه فكرة خبيثه فقال لغيث
احنا هنشيلهم يا غيث...باعتبار ان انت مش موافق تشغل معدات وتستفاد منها وهي مديونيه للبنك...وبكده هو هيضطر يسدد فلوسها...وحليني بقا.
ابتسم غيث لدهاء غالب ووافقه الرأي واصدر قرار بايقاف تشغيل الماكينات الجديده...في هذه الاثناء دلفت الي المكتب خلود تركض نحو غيث تحتضنه بحب محاوله منها اغاظه غالب قائله
انت نسيتني يا غيثو ولا ايه...يعني سبت القصر من غير ما تطمن عليا قلت ماشي اهي ظروف...لكن تقعد اسبوع بحاله ما تطمنش عليا
نظر اليها غيث يذغرها بعينيه ويعلمها بوجود غالب في المكتب يقوم بانزال يديها من علي كتفيه قائلا بجمود
ايه يا خلود.. انتي مش شايفه جدي ولا ايه...مش اللي يدخل يرمي السلام علي اللي قاعدين...ولا انتي داخله سويقه وخلاص...وبعدين ما انتي اللي ما
صدقتي مشيتي من القصر بعد ما انا مشيت.
اخرج غالب هاتفه من جيب بنطاله يعبث به ليرسل رساله الي قمر لتحضر الي المصنع في امر هام وسرى ثم نظر الي خلود نظرة بارده وقال
هو