الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية منال الجزء الاول

انت في الصفحة 38 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

من أختك لحد ما أرجع تاني! سامعة
لحقت بها نيرمين متسائلة بإستغراب 
طب أفهم انتي لابسة كده ليه ورايحة فين بالظبط
لوحت لها بذراعها وهي تقول
بعدين بعدين!
هرولت عواطف في اتجاه
الباب وصفقته خلفها بقوة بينما توقفت نيرمين في الصالة مرددة بسخط
جرالها ايه!!!
أبلغ الطبيب الحاج طه بالحالة النفسية السيئة لأسيف ونصحه بضرورة المتابعة مع طبيب متخصص خلال الأيام التالية ريثما يكتمل شفاؤها على خير 
شكره الأخير وأعطاه أجره قائلا باقتضاب
ربنا يسهل 
ثم الټفت لإبنه منذر وتابع بصوت آمر
وصله يا ابني 
رد عليه منذر بعبوس
حاضر!
تأكدت جليلة من انصراف الطبيب لتخرج إلى زوجها من غرفتها متسائلة بنبرة مهتمة
قال ايه الضاكتور
أجابها بتجهم
البت حالتها ماتسرش!
ردت عليه قائلة بإشفاق
ماهو باين عليها! 
ثم أخفضت نبرتها لتتساءل بجدية أكبر
وهنعمل ايه معاها مايصحش تفضل هنا والبيت في عزاب و 
قاطعها طه قائلا بتجهم وقد قست تعابير وجهه
عارف يا جليلة من غير ماتقولي وأديني بأتصرف بالأصول 
أشارت بحاجبيها قائلة بإرتياح
وماله يا حاج الأصول ما تزعلش حد!
لاحقا
سرد منذر من جانبه ما دار بالمشفى وما تبعه من تطور للأحداث ومشادات كلامية حادة وبوادر عڼيفة من قبل من يدعى الحاج فتحي على ابنه أخيها فتفهمت عواطف الدوافع التي دعته للتصرف بتلك الطريقة الجادة معها 
بكت متأثرة لعجزها عن فعل أي شيء لها وهتفت قائلة بصوت مخټنق
كتر خيرك يا سي منذر 
ثم جابت بأنظارها وجوههم متابعة
والله أنا ما عارفة من غيركم كان ممكن يحصلها ايه
رد عليها طه بجدية وهو يرمقها بنظرات صارمة
مش وقت شكرانية والكلام ده احنا عندنا مشكلة مع قريبها وواضح كده إن مخه جزمة!
أضافت عواطف قائلة بنبرة بائسة
أنا معرفوش الصراحة!
رد عليها منذر بتهكم
هي معرفة ماتسرش!
أسندت جليلة صينية المشروبات الباردة مرحبة بالضيفة وهي تقول بود
مدي ايدك يا عواطف وبلي ريقك 
ردت عليها وهي تنتحب بصوت متحشرج
هو الواحد ليه نفس لحاجة بعد اللي سمعته!
ربتت جليلة على كتفها مواسية إياها
معلش ياختي ربنا يصبرك ويعينك إنتي بردك عمتها وفي مقام أمها وبنتك في الحفظ والصون عندنا!
هزت رأسها لتضيف مجاملة
اكيد ما هو ده بيتها!
لم تعلق جليلة بالمزيد واكتفت بما قالته 
تساءل منذر بصوت قاتم وقد ضاقت نظراته
المهم هانعمل ايه في ډفنة أمها
نظرت إليه بحيرة مرددة
أمها 
علل دياب قائلا بهدوء
بإعتبارك المسئولة دلوقتي عنها!
صمتت لتفكر فيما
صرح به الاثنين من حقائق غير قابلة للشك 
هي بالفعل عمتها الوحيدة وتعد بدرجة كبيرة من لها الحق في التصرف في الأمور العالقة وتقرير مصير ابنة أخيها الغير واعية 
تبادل الجميع نظرات حائرة فسكوت عواطف لا يبشر بخير على الإطلاق 
وفجأة هتفت عواطف بنزق وهي تجفف عبراتها بكف يدها
هتدفن هنا في التربة بتاعتنا!
ضيق طه عينيه ليردد بإندهاش
تربتكم!
هزت رأسها بالإيجاب مؤكدة
ايوه و إكرام المېت دفنه!
ضغط طه على شفتيه قائلا بحذر
صح ده المفروض يتم! بس 
قاطعته قائلة بحزن
أنا فاهمة اللي انت عاوز تقوله يا حاج طه بس محدش ليه ملك في روحه كله عند اللي خلقه دلوقتي!
استصعب الجميع مسألة ډفن حنان في المقاپر التابعة لعائلة عواطف وخاصة أنها تتحدث بالتحديد عن مقپرة والدتها عزيزة تلك التي كانت بينها وبين زوجها خورشيد وابنه رياض عداوات ثأرية وصلت للقتل 
استشعرت عواطف حرجهم من اقتراحها لكنه الأمن بل الأسلم حاليا لتضمن سلامة أسيف في الوقت الراهن 
هتفت هي قائلة بإصرار
ده اللي هايمشي وأنا مسئولة عن كده 
رد عليها منذر بحسم
طالما انتي شايفة كده فاعتبريه حصل!
أضاف طه مدعما إياها
ماشي يا عواطف انتي عمتها وليكي كلمتك بردك!
تدخل دياب في الحوار قائلا بعزم
وأنا هاتفق مع الفراشة وهخليهم ينصبوا الصوان عند بيتك!
تشكل على ثغرها ابتسامة باهتة بعد موقفهم الرجولي معها وشكرتهم ممتنة
ربنا يباركلكم يا رب ويجازيكم خير وما يوريكم حاجة وحشة أبدا 
ردت عليها جليلة مجاملة
هو احنا عملنا حاجة يا حبيبتي ده كلنا أخوات ولازما نقف جمب بعض!
ردت عليها عواطف پبكاء خفيف
الناس الجدعة مش بتبان غير وقت الشدة وأنتو ولاد أصول والجدعنة والشهامة في دمكم
وافقتها جليلة في رأيها وهي تنظر إلى زوجها وابنيها بتفاخر
اه والله تسلمي يا عواطف!
ترددت عواطف للحظة في طرح سؤالها ثم استعادت ثباتها الزائف لتقول بارتباك ملحوظ
هو هو أنا ممكن أشوف بنت أخويا
ردت عليها جليلة بتلهف
اه طبعا هو انتي محتاجة تستأذني!
أضاف طه قائلا بترحاب
اتفضلي يا عواطف ده بيتك
ابتلعت ريقها وهي تقول
متشكرة بس عاوزة أخدها معايا البيت 
وافقها طه في رأيها قائلا بجدية وهو يوميء بعينيه
حقك انتي عمتها والصح تفضل في بيتك انتي 
لم يعقب أي أحد على كلمته الأخيرة فقد كان صائبا في رأيه من وجهة نظرهم والأفضل أن يتم الالتزام بماهو معروف ومتبع 
توقفت حافلتي أجرة من الحجم المتوسط أمام القهوة الشعبية ليترجل منها عدد من الرجال ذوي الأعمار السنية المختلفة لكن أغلبهم من كبار السن 
ابتسم الحاج طه لنفسه بتفاخر ثم أخفى بسمته ليحل بديلا عنها التجهم وصاح مهللا
حمدلله على السلامة!
دنا منه أحدهم ليرد بنبرة شديدة الجدية
الله يسلمك يا حاج فتحي!
صافحه الأخير بود كبير استطرد الحاج اسماعيل حديثه قائلا بصرامة وهو يرمقه بنظرات لا تبشر بخير
قولنا فين مكانها يا حاج فتحي!
رد عليه الأخير بعبوس
أنا معايا العنوان جبته من استعلامات المشتشفا
ضيق الحاج اسماعيل من نظراته لتصبح أكثر شراسة وهتف قائلا بإصرار مخيف
كويس واحنا مش ماشيين إلا وبنت رياض معانا!!!!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والعشرون الجزء الأول 
تحركت حافلتي الأجرة في إتجاه العنوان المنشود لبدء المواجهة الحامية مع من تجرأ على أحد كبار قريتهم الحاج فتحي 
بالطبع لم يكن ليتركوا ثأره والذي اعتبروه أمرا يخصهم هم كذلك دون الأخذ به واسترداد ما سلب منه بالإجبار والقوة 
شعر الحاج فتحي لوجود عزوته حوله وحدث نفسه مهددا وهو يكور قبضة يده پعنف
هادفنك مطرح ما انت واقف!
مدت يدها لتمسك بكفها المسنود إلى جانب جسدها النائم واحتضنته براحتيها ثم ربتت عليه برفق كبير 
أدمعت عيناها متأثرة وأخذت نفسا عميقا لتسيطر على نوبة بكائها المھددة بالبدء في أي لحظة 
نهج صدرها علوا وهبوطا ورمقتها بنظرات مطولة أسفة مشفقة على حالها مالت نحوها لتمسح على وجهها بنعومة هامسة لها بإعتذار
سامحيني يا بنتي حقك تشيليني الذنب بس والله ما كنت أعرف!
بقيت معها جليلة لبعض الوقت ثم انسحبت بهدوء لتترك لعواطف مساحة من الحرية لتتحدث مع ابنة أخيها دون شعور بالحرج 
تساءل طه باهتمام وهو يراها تغلق الباب
ايه الأخبار يا جليلة
دنت منه لتجيبه بصوت خفيض
أنا سبتهم مع بعض بس شكل عواطف مش هاتسيب البت تمشي وشها بيقول كده 
أضاف باقتضاب
يا مسهل!
سألته جليلة بصوت خاڤت وهي توميء بعينيها
تحب أخش عندهم و 
قاطعها قائلا بجدية
لالالا خليهم على راحتهم وروحي انتي شوفي أروى ويحيى!
هزت رأسها بالإيجاب مرددة
حاضر يا حاج!
ثم أولته ظهرها ولكنها استدارت برأسها سريعا لتسأله باهتمام
تحب أعملك حاجة سخنة ولا أغرفلك تاكل يا حاج
لوح بعكازه نافيا
ماليش نفس!
لم تعقب عليه وأكملت سيرها 
اقترب طه من ابنه منذر وأردف قائلا بصوت صارم
خلص كل حاجة لزوم الډفنة والعزا!
رد عليه منذر بثبات
اطمن يا حاج أنا كلمت معارفنا وخلصوها وشوية وهنروح نستلم الچثة ونطلع على الترب!
سأله والده باقتضاب
وتصريح الډفن
أجابه مؤكدا
طلع خلاص!
ربت طه على كتفه وهو يرمقه بنظرات متفاخرة ثم تابع قائلا
تمام يا بني!
أبعد يده عنه وضمھا على كفه الأخر ليستند على رأس عكازه مرددا
ربنا يرحمها ويثبتها عند السؤال 
يا رب!
ثم استأنف حديثه بصرامة وقد ضاقت نظراته 
إدي أجازة للرجالة في الوكالة احنا مش هانكون فايقين للشغل و 
اشتد غموض عيني منذر وهو يقاطعه بنبرة مخيفة نوعا ما
اعتبره حصل أنا أصلا محتاجهم معايا الليلة 
فهم الحاج طه سريعا المقصود من تلك الجملة الجادة ورد عليه معللا
أها عشان الراجل قريب البت المچنون
قست نظرات منذر وهو يرد مؤكدا
بالظبط كده يا حاج!
زم طه شفتيه متمتما بتوجس
ربك يسترها معانا
يا رب هستأذنك يا حاج هاروح أتابع بنفسي اللي بيحصل
ماشي يا بني وربنا يعينك
تحرك بعدها منذر في اتجاه باب منزله ليكمل ما لديه من أعمال معلقة 
بينما عاد الحاج طه إلى غرفته ليبدل جلبابه بأخر 
على الجانب الأخر جلس دياب بغرفة ابنه يحيى ليقضي معه بعض الوقت 
تمدد على المقعد الموجود بالشرفة واستند بساقيه على حافة السور 
تساءلت أخته الصغرى أروى بفضول وهي محدقة به
ودي مين يا أبيه دياب
أجابها دياب بضجر قليل
واحدة قريبة طنطك عواطف
تساءلت أروى باهتمام أكبر وهي تكتف ساعديها
بس هي عيانة ليه
نفخ من ثرثرتها المتكررة مرددا بإيجاز
معرفش!
تدخل الصغير يحيى في الحوار قائلا ببراءة طفولية
ممكن أدوها حقنة في الكي جي وسخنت!
ردت عليه أروى بجدية بعد أن استدارت نحوه
الميس بتقول مناكلش سمك ولا بيض لما ناخد حقن!
نظر دياب إلى كليهما بإندهاش عجيب ورفع حاجبه للأعلى مستغربا طريقتهما في الحوار
التوى ثغره للجانب و تمتم مع نفسه بابتسامة متهكمة
وربنا انتو دماغو فاضية!
انتبه لصوت رنين هاتفه فأنزل ساقيه ليعتدل في جلسته ثم إلتقطه من على الطاولة وحدق في شاشته 
زفر بتأفف كبير بعد أن قرأ اسم طليقته السابقة وهو
يقول بإشمئزاز
ودي عايزة ايه!
ألقى بالهاتف على الطاولة وشبك كفيه خلف رأسه مرددا بضجر أكبر
استغفر الله العظيم واحدة تفور الډم!!!
تكرر اتصالها به فنفخ مجددا واضطر مجبرا أن يجيب عليها 
أردف قائلا بازدراء وهو يقضم أطراف أظافره
خير!
ردت عليه بنعومة مصطنعة
مافيش إزيك يا ولاء
بصق تلك البقايا العالقة بين شفتيه وأجابها بنفور وقد زاد عبوس وجهه
لأ! في حاجة
هتفت قائلة بنبرة هادئة نسبيا
ايوه كنت عاوزة أخد يحيى يقضي الويك إند معايا لأني احتمال أسافر السخنة!
رد عليها بتهكم ساخر
والله! الويك إيند والسخنة! وده من امتى ان شاء الله
ثم أبعد الهاتف عن أذنه ليسبها بكلمات لاذعة
نسيت نفسها بنت ال !!
لم تسمع جيدا ما قاله فصاحت متسائلة
بتقول ايه يا دياب
أجابها متجهما
الواد عنده مدرسة ومش هاينفع!
هتفت معترضة بإصرار
احنا متفقين يجيلي أيام الأجازات أنا مقولتش هاخده أيام الدراسة مع إن ده من حقي!!!!
هب واقفا من على مقعده فقد أغاظته جملتها الأخيرة وجاهد ليتمسك بعقله ويضبط انفعالاته قبل أن يثور بها 
قبض بأصابعه على حافة السور وضغط بشراسة عليها مرددا بحنق
حقك!!!!
ردت عليه ببرود متعمدة استفزازه
ايوه أنا أمه مش مرات أبوه وحضانته معايا
صاح بها بصوت جهوري محتد
دلوقتي افتكرتي انك أمه!
هتفت قائلة بنبرة محذرة
دياب بلاش نفتح في القديم خلي يحيى ابننا بعيد عن أي خلافات بينا عاوزين نفسية الولد تكون كويسة
ضړب پعنف حافة السور بقبضة يده المتكورة وصاح بها بنفاذ صبر
لخصي!
استمع إلى صوت زفيرها وهي تصيح بحدة
ما أنا قولتلك عاوزاه يقضي الأجازة معايا أنا مسافرة يومين بس ومحتاجاه يغير جو معايا ويشوف مناظر جديدة مافيهاش حاجة يعني!
تجهمت نبرته أكثر وهو يضيف بسخط
أها هابقى أشوف
سألته بهدوء
طيب أعدي أخده امتى
أجابها بفظاظة متعمدا إھانتها
لأ متعديش محدش طايقك هنا!
اغتاظت من رده المستفز وضبطت نبرتها وهي تقول بصعوبة
ميرسي لذوقك
تابع قائلا بازدراء مهين
دي الحقيقة!
سألته بصوت حاد بعد أن فاض بها الكيل من استهزائه بها
طب هاخده إزاي ممكن تقولي!
أجابها بجمود
هابعتهولك مع واحد من السواقين
ردت عليه قائلة
اوكي!
ثم رققت
من نبرتها لتكمل بنعومة
وعلى فكرة إنت ممكن
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 44 صفحات