الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

قلب الصفوان

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


العفو ... ربنا يقومك بالسلامه .. بس انا اسف جدا انا مش معايا فلوس علشان حساب المستشفى فلو يعنى انت .
ليهز صفوان راسه بنعم وهو يقول 
فهمت .. وكتر خيرك على كل حال ... انا بجد مش عارف اشكرك ازاى .
وبعد ساعه اخرى خرجا من المشفى وهما يعرفن كل شيء عن بعضهما .... ومن وقتها وهم اصدقاء مقربين .
عاد من ذكرياته على انفتاح الباب ودلوف مديره الدار وخلفها جسد صغير لفتاه من يراها للوهله الاولى يظنها طفله صغيره وقف على قدميه امام مديره الدار التى قالت 

استاذ خلدون انا مش هوصيك على سلمى .. انا عارفه انك هتحافظ عليها 
ابتسم بعمليه وهو ينظر لسلمى منكسه الرأس وقال 
حضرتك متقلقيش خالص ... سلمى فى رقبتى .
ثم اقترب منها وهو يقول بصوت هادئ 
سلمى 
رفعت رأسها تنظر اليه ليبتسم وهو يقول
خلينا نمشى ومش عايزك تقلقى ... انت هشتغلى فى مكان امان وعند شخص امين .
ظلت تنظر اليه بعيونها التى تشبه جرات العسل الصافى ... وملامحها الهادئه البريئه .
وهزت راسها بنعم و تحركت لتغادر الغرفه وهو خلفها . 
كانت جالسه فى سيارته منكمشه على نفسها لا تعلم اى مصير ينتظرها ... بقلمى ساره مجدى نظر لذلك الضخم الذى يقود السياره الذاهبه بها الى المجهول 
اخفضت بصرها لثوانى ثم رفعتها بخجل وهى تقول 
هو حضرتك واخدنى على فين يا بيه 
نظر لها نظره خاطفه ثم عاد بنظره الى الطريق وهو يقول 
خلدون  ... اسمى خلدون ... ولو على رايحين فين فأنا عندى شقه صغيره كده كنت ساكن فيها زمان قبل ما انقل شقتى الجديدة هتباتى فيها النهارده وهتبقا شقتك علشان لو حصل اى حاجه فى شغلك يبقا ليكى مكان ومتبقيش فى الشارع .
ظلت تنظر اليه باندهاش وغرابه وقالت 
هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه 
نظر لها بابتسامه ابويه حانيه وقال 
لانى فيوم كنت ذيك ولقيت الى يقف جمبى ويساعدنى .. وانا عايز اقف جمبك واساعدك 
كانت تشعر بالاندهاش  لماذا يفعل معها كل ذلك حين تنظر الى هيئته التى تلفت الانتباه سيارته الفارهه .... كيف يعرفها ... ولماذا يساعدها 
ترجمت افكارها الى سؤال 
بس هو حضرتك يعنى ... يعنى اقصد تعرفنى منين علشان تساعدنى . 
اوقف سيارته على جانب الطريق وهو يقول 
انا معرفكيش شخصيا ... بس انا اعرف الدار دى كويس جدا ... ولما بيكون فى حاله زيك كده بحب اساعدها .
اخفضت رأسها بخجل وكلماته التى فهمتها خطئ تشعرها بالنقص والدونيه لتخرج من افكارها على صوته يقول 
يلا انزلى وصلنا .
نظرت من النافذه لتجد بنايه كبيره فى منطقه شبه راقيه ترجلت من السياره لتخرج حقيبتها التى رفضت باستماته ان يحملها عنها وقف امام عم احمد حارس العقار وقال له
اخبارك يا عم احمد 
ليرفع عم احمد يديه بتحيه وهو يقول 
الحمد لله يا بيه ... نورت العماره 
ليربت خلدون على كتفه وهو يقول 
ده نورك يا راجل يا طيب ... عملت الى قولتلك عليه 
كله تمام يا باشا 
ليشير خلدون لسلمى وهو يقول 
انا هوصلها للشقه ونازلك ماشى .
اشار لها ان تتقدمه فى السير فرجعت خطوه للوراء فابتسم وتقدم هو سارت خلفه حتى وصلى الى المصعد ضغط على ذر الطابق الاخير توقف المصعد ليفتح خلدون الباب ثم اشار لها بالخروج وهو خلفها ثم اشار لها على الدرج ... ليصعدا طابق اخر حتى وصلى الى سطح البنايه ... نظرت حولها وهى تقول لنفسها 
كنت فاكره ايه يعنى ما اكيد فوق السطوح كتر خيره انه سكنك اصلا وقالك انها بتاعتك. تنهدت وهى تكمل تفكير مع نفسها 
ومتطمعيش ... خدى من الدنيا الى  بترميهولك من سكات .... كنت مين انت علشان تكونى مرتاحه .
كان ينظر اليها والى نظره عينها الكسيره ... يشعر بالشفقه عليها .. ولكنه يفعل كل ما بوسعه ليس لديه المزيد ليفعله .
اخرج المفتاح من جيب بنطاله وقال لها 
هى شقه صغيره اوضه وصاله ومطبخ وحمام بس مريحه اوووى .. وهى من النهارده بتاعتك ... وبكره الصبح هعدى عليكى علشان اوديكى المكان الى هتشتغلى فيه ماشى .
هزت رأسها بنعم وهى تقول پانكسار 
كتر خيرك يا بيه .. ربنا يقدرنى على رد جمايلك .
شعر بغصه فى حلقه ولكنه لا يستطيع البقاء اكثر من ذلك .... عليه الرحيل الان 
اقترب منها خطوه وهو يقول
هتلاقى جوه اكل ...انتعشى كويس و نامى علشان تبقى فايقه الصبح تمام 
هزت رأسها مره اخرى بنعم ليغادر هو سريعا 
اقتربت من الباب وفتحته بهدوء وهى تتوقع بيت بسيط بحثت عن مفتاح الاضاءه لتجد منزل رائع فرشه بسيط لكن مرتب ومهندم وبشكل جميل تجولت فى انحاء الشقه انها اكثر مما تتمنى شكرت خلدون فى بالها قائله
كتر خيره والله ده بيت مكنتش احلم بيه ربنا يكرمه 
فتحت الثلاجه لتجد ا كل ما لز وطاب اخرجت بعض منه واكلت بعد ان ابدلت ملابسها وقفت تنظر من النافذه تفكر فى الغد . . و هل ستنجح فى وظيفتها الجديده 
مر الليل على الجميع بين تفكير وقلق وخوف وهم وحمل القلق للغد بقلمى ساره مجدى
فى صباح اليوم التالى ارتدت فستان طويل باكمام طويله ازرق اللون وحجاب ابيض وحضرت حقيبتها لتسمع طرق على الباب 
توجهت اليه لتجده العم احمد يبتسم ويقول 
الاستاذ خلدون تحت وعايزك يا بنتى .
ابتسمت وهى تقول 
حاضر نازله حالا 
وحملت حقيبتها واغلقت الباب ليحاول العم احمد حمل الحقيبه عنها ولكنها رفضت بشده حين لمحها خلدون ترجل من السياره ليحمل عنها الحقيبة التى اعطتها له بخجل ركبت بجواره ينتفض قلبها خوفا كان يشعر بها وحاول ان يطمئنها قائلا
عجبتك الشقه .
نظرت له بخجل وقالت 
ما شاء الله جميله ... ربنا يبركلك فيها 
ابتسم بهدوء وهو يقول 
يباركلك فيها ... لانها بقت بتعتك 
اخفضت راسها بخجل ليكمل هو 
انا عايز  افهمك انتى داخله على ايه .
نظرت له باهتمام ليقول 
انت هتبقى مسؤله عن يوسف طفل عنده خمس سنين يتيم من يوم ما اتولد ... والدته اټوفت وهى بتولده ... والده دور كتير على مرافقه ليه كتير جدا ملقاش الى هو محتاجه ... هو محتاج مربيه بدرجه ام ... تلعب وتربى ... تراعى صحيا واخلاقيا ... وطبعا لازم تفهمى ايه خطه صفوان فى تربيه ابنه الاول وهو اكيد هيعرفك
اخفضت رأسها وهى تفكر ان ما هى مقدمه عليه ليس سهلا ابدا 
وصلا امام قصر كبير كتب على بابه فيلا الهدى ... لتفتح البوابات لتتسع عينيها بانبهار وهى ترى تلك الحديقه الكبيره وذلك البيت الذى يبدو عليه الهيبه انتبهت على حالها فاخفضت رأسها بخجل توقفت السياره امام الباب الداخلى للفيلا ليترجل
 

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات