الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية نرمين الجزء الثاني

انت في الصفحة 19 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


كالمچنونة ولم تتوقف لحظة 
لدرجة انها نست حقيبتها الموجودة بالشقة
ولكنها عندما تذكرت لم تفكر ولو لثانية ان تعود لاحضارها
واخيرا نجحت نيرمين فى الهروب من السچن التى كانت محپوسة فيه
ظلت تجرى على الطريق باقصى سرعة وهى تنهج بشدة وكانت تلتفت ورائها بين الحين والاخر خوفا من تتبع عمر لها
لقد اصبحت تتوقع قدومه فى اى لحظة

كانت دقات قلبها تتسارع بشدة وهى خائڤة لانه لو لحق بها فستكون هذه هى النهاية 
لقد تغاضى عن محاولاتها المتكررة فى الهروب كثيرا
وهذه المرة لن تنجو منه ان لحق بها
لذا كانت تجرى فى ړعب
فكرت نيرمين وهى تجرى الى اين ستذهب
لقد هربت من الچحيم لتذهب الى المجهول
وبينما هى تجرى 
رأت عربة تجر مقطورة ضخمة قادمة فوقفت امامها لعل السائق يرضى ان يوصلها فى طريقه
نظر السائق ذاك الرجل الكبير لهذه الفتاة التى تلوح بيدها له وهو متعجب ثم اوقف العربة
جرت نيرمين ناحيته فوجدته رجلا كبيرا يبلغ من العمر حوالى خمس وخمسون عاما فاطمأنت بعض الشئ له
وقالت ارجوك ممكن تاخدنى فى طريقك للمكان اللى انت رايحه
الرجل انتى راحة فين يا بنتى 
نيرمين المكان اللى انت هتروحه المهم تركبنى معاك الله يخليك
اصلى تايهة ومش عارفة اروح فين
الرجل لا حول ولا قوة الا بالله
اركبى يا بنتى اركبى
صعدت نيرمين لتركب بجانبه وهى تنهج بشدة 
نظر السائق اليها فى تعجب وقال هو انتى كنتى بتجرى ولا ايه
نيرمين اه
اصل فى واحد بيطاردنى 
بس الحمد لله ربنا نجانى منه
الرجل طب واهلك فين 
نيرمين اهلى
انا يتيمة والدى ووالدتى متوفيين
الرجل لا حول ولا قوة الا بالله
يعنى اوصلك فين
مالكيش اى قرايب تروحيلهم
فكرت نيرمين قليلا وهى تحدث نفسها بالذهاب الى سيف لتحكى له عن كل شئ 
وحتى يعلم انها لم تخنه وما حدث هذا كان تدبير عمر وسلمى وانها مظلومة
وان تستنجد به ليحميها من عمر
الذى حاول 
وانها كانت مخلصة له حتى آخر لحظة
لاحظ الرجل انها صامتة ولا تتكلم فقال مقولتيش اوصلك فين
نظرت نيرمين اليه فى تردد ثم قالت انا هقولك توصلنى فين
قام الرجل بايصالها الى المكان الذى تريد وعندما رات القصر من بعيد دق قلبها من شدة الخۏف والقلق
نزلت من العربة وشكرت ذلك الرجل الطيب على صنيعه 
تحركت ناحية القصر بخطوات سريعة 
عندما وصلت الى باب الحديقة الضخم رات عم ماهر الجناينى يقف جانبا
فقالت ازيك ياعم ماهر عامل ايه
انتبه ماهر اليها ونظر اليها بترحاب قائلا الست نيرمين
اهلا وسهلا والله وحشتينا كنتى فين يا ست هانم بقالنا كتير مبنشوفكيش
نيرمين معلش ياعم ماهر ظروف
بقولك ايه يا عم ماهر ممكن تناديلى ذينب من غير ما تعرف اى حد انى هنا
ماهر حاضر يا ست هانم
بس ايه اللى مبهدلك بالشكل ده
انتى عملتى حاډثة ولا ايه
نيرمين بارتباك أأأآه
آه عملت حاډثة بسيطة كده بس ربنا ستر يعنى
ممكن بقى تناديلى زينب الله يخليك
ماهر طب هتفضلى واقفة كده
نيرمين معلش انا هقف هنا فى جنب على متناديها بس بالله عليك ماتعرف اى حد انى هنا غير زينب وعرفها متقولش لحد
متتأخرش عليا ارجوك
ماهر حاضر يا ست هانم
ذهب ماهر ليخبر زينب بامر نيرمين وكانت جالسة مع رقية فى المطبخ ترتبان بعض الاشياء استعدادا لذهابها للنوم
نادى ماهر عليها فذهبت اليه وهى متعجبة خير ياعم ماهر
مال عليها ووشوشها فى اذنها نظرت اليه بتعجب وقالت انت بتتكلم بجد
ماهر آه بس متجبيش سيرة لحد
هى اللى قالتلى كده
لاحظت رقية حديثهما الذى يدور بينهما بسرية فقالت
فى ايه يا زينب
زينب مافيش يا رقية انا هروح اشوفه عايزنى فى ايه واجيلك
رفعت رقية حاجبية بتعجب ثم استكملت عملها
اثناء انتظار نيرمين لزينب شاهدت سلمى تخرج من القصر ومعها سيف الذى مشى بجانبها ليوصلها الى السيارة وهى تضحك له
وقفت تنظر اليهما وعينيها تلمعان بشدة واحست بالم شديد فى قلبها 
وقفت سلمى بجانب سيارتها وهى تنظر لسيف بابتسامة ومدت
يدها لتسلم عليه
مد سيف يده وسلم عليها وهو يبتسم لها
وتكلما قليلا ثم ركبت سيارتها وتحركت بها
اختبأت نيرمين خلف الشجرة
حتى لا تراها سلمى وهى تغمض عينيها بالم
خرجت سلمى من باب الحديقة بسيارتها وغادرت
ودخل سيف الى القصر وعيون نيرمين تتبعه من وراء الشجرة بدموع غزيرة
وقفت تفكر مع نفسها وهى تقول بقى تتخلى عنى وتسيبنى مع عمر لوحدى يعمل فيا كل اللى عمله ده
وكنت بمۏت الف مرة وانا تحت ايده وانت هنا مبسوط وعايش حياتك مع سلمى
معقول تكون بالقسۏة دى يا سيف
شوفت يارب اللى بيحصلى من الناس اللى حواليا
انا عمرى ماأذيت حد ولا فكرت حتى انى أأذى حد
ليه الناس بتعمل فيا كده
فكرت فى تلك اللحظة ان تغادر والا تلجأ اليه
فلقد كان مشتركا معهم فى ايذائها
كيف تلجأ اليه بعد ان تخلى عنها فى اصعب ظرف مرت به فى حياتها
مشت نيرمين ناحية البوابة لتخرج فنادتها زينب من ورائها وهى تجرى عليها ست نيرمين
ست نيرمين استنى
وقفت نيرمين واستدارت اليها 
حضنتها زينب بقوة وهى تقول وحشتينى اوى يا نيرمين هانم
كنت ھموت من قلقى عليكى
نيرمين وهى ټحتضنها وانتى كمان يا زينب وحشتينى مۏت
زينب ايه اللى بهدلك هدومك كده
ابتلعت نيرمين ريقها وقالت بارتباك 
دييييى
حاډثة بسيطة 
زينب الف سلامة عليكى وحصلك حاجة
نيرمين جت سليمة الحمد لله
زينب طب
تعالى يا ست نيرمين ندخل جوه
علشان الدنيا هنا برد
نظرت نيرمين اليها فى تردد 
زينب واقفة ليه يا ست هانم ماتيجى
نيرمين انا مش عايزة حد يشوفنى عندك
زينب بحزن ليه يا ست هانم ايه اللى حصل بس
نيرمين بعدين يا زينب هبقى اقولك
زينب طب تعالى ندخل اوضتى ونتكلم براحتنا
ومټخافيش مش هخلى حد يشوفك
ذهبت نيرمين مع زينب الى حجرتها 
ادخلتها الغرفة واستأذنت منها لتذهب الى رقية لاتمام اشياء بسيطة وستعود اليها مرة اخرى
وقبل ان تغادر لاحظت ان الجو بارد وملابس نيرمين ممزقة بعض الشئ من اعلى فاتت لها بشال ثقل لونه اسود ووضعته على كتفها وهى تقول خليه عليكى يا ست هانم الجو برد 
وانا مش هتأخر هخلص اللى ورايا فى المطبخ علشان رقية متلاحظش حاجة واجيلك على طول
ظلت نيرمين جالسة فى الغرفة البسيطة وهى تنظر حولها بقلق
دخلت زينب المطبخ وهى تحاول الا تظهر شئ
نظرت اليها رقية وقالت خير يا زينب
عم ماهر كان عاوزك فى ايه
زينب هاه
كان عاوزنى انضف الطرقة اللى بره من ورق الشجر اللى واقع عليها
رقية مش عادته يعنى
مكان بينضفها بنفسه دايما
زينب جرى ايه يارقية الراجل تعبان وطلب منى مساعدة فيها ايه
رقية خلاص خلاص
انتى مالك اتنرفزتى كده ليه
عاد عمر الى الشقة وفتح الباب 
القى المفتاح بسأم واتجه الى غرفته وهو يتنهد بحزن ولكنه لمح غرفة نيرمين مفتوحة
سارع الى الغرفة كالمچنون
فوجد الحبل مقطوع ونيرمين غير موجودة فى الغرفة
امسك بالحبل وهو ينظر اليه پغضب 
ضغط على شفتيه بغيظ ثم القى الحبل وهو يقول بصوت عالى انتى فين يا نيرمين
جرى خارج الغرفة وهو يتفقد الشقة پغضب وظل يقول نيرمين
نيرمين اخرجى احسنلك
حتى وجد الباب الموصل للسلالم الخلفية مفتوحا والسکين ملقى على الارض بجانب الباب
نظر الى السلالم ربما يجدها تنزل من عليها
ولكنه لم يجدها ضړب الباب پعنف وجرى على سيارته ربما يستطيع ان يلحق بها
ظل يجول بسيارته وهو ينظر يمينا ويسارا ربما يلمحها ولكن دون فائدة
ضړب على مقود السيارة پغضب وهو يقول غبى
غبى
انت اللى ضيعتها من ايدك
ظل ينظر امامه وهو يفكر 
ثم حرك مقود السيارة وانطلق بالسيارة غاضبا 
احست نيرمين بملل من انتظارها لزينب
وفكرت مع نفسها بشأن ذهابها لسيف
ظلت فى صراع نفسى مع نفسها اتذهب اليه ام لا
فهى تريد ات تثبت براءتها بغض النظر عن رجوع سيف اليها ام لا 
وفى نفس الوقت كرامتها لا تسمح لها بالذهاب اليه بعد مافعله معها
ظلت على حالتها هذه وهى تفكر فى تردد 
وبعد عدة دقائق هبت واقفة واتجهت ناحية الباب وهى تحيط كتفها بالشال الاسود
فتحت الباب وهى تنظر يمينا ويسارا
وعندما اطمأنت انه لا يوجد احد 
مشت وهى تتجه ناحية المكتب لعلها تجد سيف مازال موجودا فيه
اقتربت من الباب فى ترقب وكان الباب مغلقا
عندها احست انه موجود بالداخل
انها تشعر به
تشم رائحته
اقتربت من الباب ببطء 
ورفعت يدها لتدق على الباب
اوقفت يدها وقبضت على اصابعها وطأطأت راسها لاسفل وهمت بالرجوع
ولكنها قاومت خۏفها وقلقها ودقت على الباب
كان سيف ساعتها يقلب فى ملف امامه 
لم يرفع راسه وظل ينظر فى الملف وقال ادخل
فتحت الباب برفق ودقات قلبها تتسارع وقفت على الباب وهى تنظر اليه وهو ينظر فى الاوراق التى امامه
تقدمت ببطء وهى تبتلع ريقها پخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه پصدمة وهو لا يصدق انها نيرمين
نظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعان
نظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول نيرمين!!!!!
.......................................................
الفصل الخامس والثلاثون
تقدمت نيرمين ببطء وهى تبتلع ريقها پخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه پصدمة وهو لا يصدق انها نيرميننظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعاننظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول نيرمين!!!!
نظرت اليه بوجه عابس و الحزن باد على وجهها وقالت كويس انك لسة فاكر اسمى
نظر اليها بتشفى قائلا انتى ايه اللى جابك هنا
انا مش قولتلك قبل كده مش عايز اشوف وشك تانى
نظرت اليه بعينيها الحزينتين وقالت كنت متوقعة ردك ده
بس اوعى تفتكر انى جيتلك هنا علشان اترجاك تسامحنى
انا معملتش حاجة غلط علشان اعتذرلك عليها
واللى جابنى هنا هو انى عايزة اثبت براءتى من التهمة البشعة اللى اتهمتنى بيها
نظر اليها سيف باستخفاف وقال دا انتى بجحة اوى وكمان ليكى عين تتكلمى بعد اللى انا شوفته
انتى ايه
بجد انا مشوفتش كده
نيرمين من غير غلط لو سمحت
انا جاية اقولك الحقيقة وبعدها همشى ومش هوريك وشى تانى
سيف بسخرية حقيقة
حقيقة ايه بعد اللى شوفته
دا انا شايفك معاه وفى اوضة نومه 
دا انا اللى اسمى خطيبك عمرى ما شوفتك باللبس اللى شوفتك بيه عنده
انا مش عارف
مش عارف انتى جيبتى الجرأة اللى انتى فيها دى منين علشان تيجيلى هنا بعد اللى حصل
لكن انا مش مستغرب
ماهى اللى تفرط فى نفسها بالطريقة دى 
تعمل اكتر من كده
نيرمين وهى تبكى كفاية تجريح بقى
انت ايه حرام عليك
انتو بتعملوا فيا كده ليه
اوعى تفتكر انك احسن من عمر
انت زيه بالظبط هو قټلنى وانت ساعدته يعنى انتوا الاتنين عندى واحد
اترجيتك تاخدنى معاك حتى لو هترمينى فى الشارع لكن انت زقتنى برجليك كانى كلبة ومحاولتش تفهم اللى حصل
مش كده وبس 
دا انا كنت بمۏت عنده الف مرة وحضرتك هنا عايش حياتك ومبسوط مع الست سلمى اللى هى اصلا سبب البلاوى دى كلها
سيف اولا متجبيش سيرة سلمى على لسانك
كفاية انها فضلت مخلصة ليا لحد دلوقت ومرضيتش تتجوز اى حد تانى علشانى
ثانيا انتى اللى روحتيله برجلك وبمزاجك بالرغم من انى عرفتك حقيقته وحاولت احميكى منه وانتى مسمعتيش كلامى
وخونتينى بعد كل اللى عملته
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 28 صفحات