رواية نرمين الجزء الثاني
كالمچنونة ولم تتوقف لحظة
لدرجة انها نست حقيبتها الموجودة بالشقة
ولكنها عندما تذكرت لم تفكر ولو لثانية ان تعود لاحضارها
واخيرا نجحت نيرمين فى الهروب من السچن التى كانت محپوسة فيه
ظلت تجرى على الطريق باقصى سرعة وهى تنهج بشدة وكانت تلتفت ورائها بين الحين والاخر خوفا من تتبع عمر لها
لقد اصبحت تتوقع قدومه فى اى لحظة
لقد تغاضى عن محاولاتها المتكررة فى الهروب كثيرا
وهذه المرة لن تنجو منه ان لحق بها
لذا كانت تجرى فى ړعب
فكرت نيرمين وهى تجرى الى اين ستذهب
لقد هربت من الچحيم لتذهب الى المجهول
وبينما هى تجرى
رأت عربة تجر مقطورة ضخمة قادمة فوقفت امامها لعل السائق يرضى ان يوصلها فى طريقه
جرت نيرمين ناحيته فوجدته رجلا كبيرا يبلغ من العمر حوالى خمس وخمسون عاما فاطمأنت بعض الشئ له
وقالت ارجوك ممكن تاخدنى فى طريقك للمكان اللى انت رايحه
الرجل انتى راحة فين يا بنتى
نيرمين المكان اللى انت هتروحه المهم تركبنى معاك الله يخليك
الرجل لا حول ولا قوة الا بالله
اركبى يا بنتى اركبى
صعدت نيرمين لتركب بجانبه وهى تنهج بشدة
نظر السائق اليها فى تعجب وقال هو انتى كنتى بتجرى ولا ايه
نيرمين اه
اصل فى واحد بيطاردنى
بس الحمد لله ربنا نجانى منه
الرجل طب واهلك فين
نيرمين اهلى
انا يتيمة والدى ووالدتى متوفيين
يعنى اوصلك فين
مالكيش اى قرايب تروحيلهم
فكرت نيرمين قليلا وهى تحدث نفسها بالذهاب الى سيف لتحكى له عن كل شئ
وحتى يعلم انها لم تخنه وما حدث هذا كان تدبير عمر وسلمى وانها مظلومة
وان تستنجد به ليحميها من عمر
الذى حاول
وانها كانت مخلصة له حتى آخر لحظة
لاحظ الرجل انها صامتة ولا تتكلم فقال مقولتيش اوصلك فين
قام الرجل بايصالها الى المكان الذى تريد وعندما رات القصر من بعيد دق قلبها من شدة الخۏف والقلق
نزلت من العربة وشكرت ذلك الرجل الطيب على صنيعه
تحركت ناحية القصر بخطوات سريعة
عندما وصلت الى باب الحديقة الضخم رات عم ماهر الجناينى يقف جانبا
فقالت ازيك ياعم ماهر عامل ايه
اهلا وسهلا والله وحشتينا كنتى فين يا ست هانم بقالنا كتير مبنشوفكيش
نيرمين معلش ياعم ماهر ظروف
بقولك ايه يا عم ماهر ممكن تناديلى ذينب من غير ما تعرف اى حد انى هنا
ماهر حاضر يا ست هانم
بس ايه اللى مبهدلك بالشكل ده
انتى عملتى حاډثة ولا ايه
نيرمين بارتباك أأأآه
آه عملت حاډثة بسيطة كده بس ربنا ستر يعنى
ممكن بقى تناديلى زينب الله يخليك
ماهر طب هتفضلى واقفة كده
نيرمين معلش انا هقف هنا فى جنب على متناديها بس بالله عليك ماتعرف اى حد انى هنا غير زينب وعرفها متقولش لحد
متتأخرش عليا ارجوك
ماهر حاضر يا ست هانم
ذهب ماهر ليخبر زينب بامر نيرمين وكانت جالسة مع رقية فى المطبخ ترتبان بعض الاشياء استعدادا لذهابها للنوم
نادى ماهر عليها فذهبت اليه وهى متعجبة خير ياعم ماهر
مال عليها ووشوشها فى اذنها نظرت اليه بتعجب وقالت انت بتتكلم بجد
ماهر آه بس متجبيش سيرة لحد
هى اللى قالتلى كده
لاحظت رقية حديثهما الذى يدور بينهما بسرية فقالت
فى ايه يا زينب
زينب مافيش يا رقية انا هروح اشوفه عايزنى فى ايه واجيلك
رفعت رقية حاجبية بتعجب ثم استكملت عملها
اثناء انتظار نيرمين لزينب شاهدت سلمى تخرج من القصر ومعها سيف الذى مشى بجانبها ليوصلها الى السيارة وهى تضحك له
وقفت تنظر اليهما وعينيها تلمعان بشدة واحست بالم شديد فى قلبها
وقفت سلمى بجانب سيارتها وهى تنظر لسيف بابتسامة ومدت
يدها لتسلم عليه
مد سيف يده وسلم عليها وهو يبتسم لها
وتكلما قليلا ثم ركبت سيارتها وتحركت بها
اختبأت نيرمين خلف الشجرة
حتى لا تراها سلمى وهى تغمض عينيها بالم
خرجت سلمى من باب الحديقة بسيارتها وغادرت
ودخل سيف الى القصر وعيون نيرمين تتبعه من وراء الشجرة بدموع غزيرة
وقفت تفكر مع نفسها وهى تقول بقى تتخلى عنى وتسيبنى مع عمر لوحدى يعمل فيا كل اللى عمله ده
وكنت بمۏت الف مرة وانا تحت ايده وانت هنا مبسوط وعايش حياتك مع سلمى
معقول تكون بالقسۏة دى يا سيف
شوفت يارب اللى بيحصلى من الناس اللى حواليا
انا عمرى ماأذيت حد ولا فكرت حتى انى أأذى حد
ليه الناس بتعمل فيا كده
فكرت فى تلك اللحظة ان تغادر والا تلجأ اليه
فلقد كان مشتركا معهم فى ايذائها
كيف تلجأ اليه بعد ان تخلى عنها فى اصعب ظرف مرت به فى حياتها
مشت نيرمين ناحية البوابة لتخرج فنادتها زينب من ورائها وهى تجرى عليها ست نيرمين
ست نيرمين استنى
وقفت نيرمين واستدارت اليها
حضنتها زينب بقوة وهى تقول وحشتينى اوى يا نيرمين هانم
كنت ھموت من قلقى عليكى
نيرمين وهى ټحتضنها وانتى كمان يا زينب وحشتينى مۏت
زينب ايه اللى بهدلك هدومك كده
ابتلعت نيرمين ريقها وقالت بارتباك
دييييى
حاډثة بسيطة
زينب الف سلامة عليكى وحصلك حاجة
نيرمين جت سليمة الحمد لله
زينب طب
تعالى يا ست نيرمين ندخل جوه
علشان الدنيا هنا برد
نظرت نيرمين اليها فى تردد
زينب واقفة ليه يا ست هانم ماتيجى
نيرمين انا مش عايزة حد يشوفنى عندك
زينب بحزن ليه يا ست هانم ايه اللى حصل بس
نيرمين بعدين يا زينب هبقى اقولك
زينب طب تعالى ندخل اوضتى ونتكلم براحتنا
ومټخافيش مش هخلى حد يشوفك
ذهبت نيرمين مع زينب الى حجرتها
ادخلتها الغرفة واستأذنت منها لتذهب الى رقية لاتمام اشياء بسيطة وستعود اليها مرة اخرى
وقبل ان تغادر لاحظت ان الجو بارد وملابس نيرمين ممزقة بعض الشئ من اعلى فاتت لها بشال ثقل لونه اسود ووضعته على كتفها وهى تقول خليه عليكى يا ست هانم الجو برد
وانا مش هتأخر هخلص اللى ورايا فى المطبخ علشان رقية متلاحظش حاجة واجيلك على طول
ظلت نيرمين جالسة فى الغرفة البسيطة وهى تنظر حولها بقلق
دخلت زينب المطبخ وهى تحاول الا تظهر شئ
نظرت اليها رقية وقالت خير يا زينب
عم ماهر كان عاوزك فى ايه
زينب هاه
كان عاوزنى انضف الطرقة اللى بره من ورق الشجر اللى واقع عليها
رقية مش عادته يعنى
مكان بينضفها بنفسه دايما
زينب جرى ايه يارقية الراجل تعبان وطلب منى مساعدة فيها ايه
رقية خلاص خلاص
انتى مالك اتنرفزتى كده ليه
عاد عمر الى الشقة وفتح الباب
القى المفتاح بسأم واتجه الى غرفته وهو يتنهد بحزن ولكنه لمح غرفة نيرمين مفتوحة
سارع الى الغرفة كالمچنون
فوجد الحبل مقطوع ونيرمين غير موجودة فى الغرفة
امسك بالحبل وهو ينظر اليه پغضب
ضغط على شفتيه بغيظ ثم القى الحبل وهو يقول بصوت عالى انتى فين يا نيرمين
جرى خارج الغرفة وهو يتفقد الشقة پغضب وظل يقول نيرمين
نيرمين اخرجى احسنلك
حتى وجد الباب الموصل للسلالم الخلفية مفتوحا والسکين ملقى على الارض بجانب الباب
نظر الى السلالم ربما يجدها تنزل من عليها
ولكنه لم يجدها ضړب الباب پعنف وجرى على سيارته ربما يستطيع ان يلحق بها
ظل يجول بسيارته وهو ينظر يمينا ويسارا ربما يلمحها ولكن دون فائدة
ضړب على مقود السيارة پغضب وهو يقول غبى
غبى
انت اللى ضيعتها من ايدك
ظل ينظر امامه وهو يفكر
ثم حرك مقود السيارة وانطلق بالسيارة غاضبا
احست نيرمين بملل من انتظارها لزينب
وفكرت مع نفسها بشأن ذهابها لسيف
ظلت فى صراع نفسى مع نفسها اتذهب اليه ام لا
فهى تريد ات تثبت براءتها بغض النظر عن رجوع سيف اليها ام لا
وفى نفس الوقت كرامتها لا تسمح لها بالذهاب اليه بعد مافعله معها
ظلت على حالتها هذه وهى تفكر فى تردد
وبعد عدة دقائق هبت واقفة واتجهت ناحية الباب وهى تحيط كتفها بالشال الاسود
فتحت الباب وهى تنظر يمينا ويسارا
وعندما اطمأنت انه لا يوجد احد
مشت وهى تتجه ناحية المكتب لعلها تجد سيف مازال موجودا فيه
اقتربت من الباب فى ترقب وكان الباب مغلقا
عندها احست انه موجود بالداخل
انها تشعر به
تشم رائحته
اقتربت من الباب ببطء
ورفعت يدها لتدق على الباب
اوقفت يدها وقبضت على اصابعها وطأطأت راسها لاسفل وهمت بالرجوع
ولكنها قاومت خۏفها وقلقها ودقت على الباب
كان سيف ساعتها يقلب فى ملف امامه
لم يرفع راسه وظل ينظر فى الملف وقال ادخل
فتحت الباب برفق ودقات قلبها تتسارع وقفت على الباب وهى تنظر اليه وهو ينظر فى الاوراق التى امامه
تقدمت ببطء وهى تبتلع ريقها پخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه پصدمة وهو لا يصدق انها نيرمين
نظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعان
نظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول نيرمين!!!!!
.......................................................
الفصل الخامس والثلاثون
تقدمت نيرمين ببطء وهى تبتلع ريقها پخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه پصدمة وهو لا يصدق انها نيرميننظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعاننظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول نيرمين!!!!
نظرت اليه بوجه عابس و الحزن باد على وجهها وقالت كويس انك لسة فاكر اسمى
نظر اليها بتشفى قائلا انتى ايه اللى جابك هنا
انا مش قولتلك قبل كده مش عايز اشوف وشك تانى
نظرت اليه بعينيها الحزينتين وقالت كنت متوقعة ردك ده
بس اوعى تفتكر انى جيتلك هنا علشان اترجاك تسامحنى
انا معملتش حاجة غلط علشان اعتذرلك عليها
واللى جابنى هنا هو انى عايزة اثبت براءتى من التهمة البشعة اللى اتهمتنى بيها
نظر اليها سيف باستخفاف وقال دا انتى بجحة اوى وكمان ليكى عين تتكلمى بعد اللى انا شوفته
انتى ايه
بجد انا مشوفتش كده
نيرمين من غير غلط لو سمحت
انا جاية اقولك الحقيقة وبعدها همشى ومش هوريك وشى تانى
سيف بسخرية حقيقة
حقيقة ايه بعد اللى شوفته
دا انا شايفك معاه وفى اوضة نومه
دا انا اللى اسمى خطيبك عمرى ما شوفتك باللبس اللى شوفتك بيه عنده
انا مش عارف
مش عارف انتى جيبتى الجرأة اللى انتى فيها دى منين علشان تيجيلى هنا بعد اللى حصل
لكن انا مش مستغرب
ماهى اللى تفرط فى نفسها بالطريقة دى
تعمل اكتر من كده
نيرمين وهى تبكى كفاية تجريح بقى
انت ايه حرام عليك
انتو بتعملوا فيا كده ليه
اوعى تفتكر انك احسن من عمر
انت زيه بالظبط هو قټلنى وانت ساعدته يعنى انتوا الاتنين عندى واحد
اترجيتك تاخدنى معاك حتى لو هترمينى فى الشارع لكن انت زقتنى برجليك كانى كلبة ومحاولتش تفهم اللى حصل
مش كده وبس
دا انا كنت بمۏت عنده الف مرة وحضرتك هنا عايش حياتك ومبسوط مع الست سلمى اللى هى اصلا سبب البلاوى دى كلها
سيف اولا متجبيش سيرة سلمى على لسانك
كفاية انها فضلت مخلصة ليا لحد دلوقت ومرضيتش تتجوز اى حد تانى علشانى
ثانيا انتى اللى روحتيله برجلك وبمزاجك بالرغم من انى عرفتك حقيقته وحاولت احميكى منه وانتى مسمعتيش كلامى
وخونتينى بعد كل اللى عملته