الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ۏجعي كاملة

انت في الصفحة 5 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


جبتها ليهم
ابتسمت بصفاء دول هيتبسطوا اوي اما يصحوا يشوفوها ثم تدللت عليه وأنا بقا جبتلي ايه ياهيما
دس كفه بجيب بنطاله ليلتقط سلسال رفيع وطوق به عنقها ليهمس مش كنتي طالبة مني سلسلة قد الرقبة جبتهالك من هناك
صاحت بفرح وهي تتوجه للمرآة الله يا ابراهيم تجنن وجميلة اوي خصوصا القلب الرقيق اللي جواها
ثم عادت إليه وقبلت خده ربنا مايحرمني منك ولا من دخلتك عليا أنا

عيالك قادر يا كريم
شملها بنظرة طويلة وهو يميل ليرتشف من نعيمها قبسا حتى أكتمل بينهما لقاء زوجي هاديء بدا لها مختلفا نغزة صدر أصابتها لكنها تغاضت ما الداعي للقلق وهو هنا بين يديها أحتضنته بقوة وسريعا ما غفت بأمان على صدره
مازال الدوار يجتاح رأسه بشراسة لا يدري لما أخرج دفتره الورقي من درج الكومود جواره وراح يخط كلمات بعد أن قرأها تعجب منها ما الذي يدفعه لذلك لا يدري حقا لا يدري طوي الورقة ووضعها تحت وسادته وقام ليغتسل ويصلي الفجر ثم عاد يرقد جوار زوجته بسلام وشفتيه تردد أذكاره دون كلل حتى ارتخت جفناه لتنسدل ويسقط بنومة يحتاجها كأنه لم ينم في حياته ساعة واحدة
انتعشت بعد أخذ حمام دافيء ووقفت أمام المرآة تصفف شعرها المبتل وهي تنظر بهيام إلي زوجها النائم متذكرة ليلتهما بالامس
هيما يلا كفاية نوم قوم خد حمام وصلي على ما احضرلكم احلى فطار وهنادي حماتي تفطر معانا
هيما هو انت عديت علي والدتك قبل ما تطلعلي يعني هي عرفت انك جيت
ابراهيم قولي تحب تتغدا ايه انهاردة بص انا هظبطك وهطبخلك بط وحمام أكيد مشتاق لأكلي صحيح كنت بتاكل ازاي هناك كله جاهز طبعا لعلمك مفيش شغل في محافظة بعيد تاني اللي عايزك يجي لحد عندك
توقفت عن تمشيط شعرها وهي تنظر في المرآة علي جسده الساكن
لم يتململ مرة واحدة صدره لا يتحرك بفعل شهيقه وزفيره تجرعت ريقها ونادت عليه ومازالت تطالع انعكاس جسده ابراهيم مابتردش عليا ليه ابراهيم!
استدارت وخافقها يكاد يرتد خارح صدرها وهي تقترب منه كلما اقتربت تأكدت من ثبات جسده مدت يدها المرتعشة لتمسك كفه لتشهق بړعب وهي تتبين برودتها حد الثلج انتقلت لوجهه وراحت تهزه پعنف اختلذ لجنون من فقد إدراكه ابراهيم انت بارد كده ليه انت تعبان اجيبلك دكتور رد عليا عشان خاطري ابراهيم أوعي تكون!!!
لأ لأ اوعي انت وعدتني وعدتني إنك إننا
الكلمات متعلثمة وثقيلة كأنها جبال لا تتزحزح دموعها تسيل من عين ترفض ان تصدق تأبى أن تستوعب هو لم يرحل لم يتركها
لم يعد ليذيقها أخر ليلة بين ذراعيه ليرحل
كا
نعم هو كذلك
كا يعتقلها داخله
كل شيء تراه وتشعره الآن ليس حقيقيا
بصوت مرتعش تهمس بالأذكار لعل عقلها يتحرر من كا نومتها الغريب أنها لا تراه كاا
بل واقع يواجهها بقسۏة
تصلقت بأناملها كل إنش في وجهه كأنها
كأنها تودعه
تحركت يديها لتلمس أصابع قدمه الباردة
سقطت بعد أن فقدت كل قدرتها علي الوقوف
وزعت النظرات الرائغة حولها ثم عتدت أليه لتبصره
وبدون مقدمات انطلق من حلقها سيلا من الصرخات التي لفظتها أخيرا من جوفها المحموم لا تشعر بلطمات خدها المؤلمة أي ألم هذا يمكن أن يطغى على طعڼة القلب بنصل الفراق فراق إبراهيم
نوفيلاميراث الۏجع بقلم ډفناعمر
أجفلها سقوط كاسة
الحليب من يدها وتناثر الزجاج نظرت له پخوف كأن قلبها من تفتت تستشعر بحدسها غيامة سوداء تلوح في الأفق أما عاد خليلها إبراهيم واطمأنت عليه بالأمس لما هذا الشيء المبهم يجثم على صدرها هكذا
أجاب تساؤلاتها الصامتة صړاخ وعويل
متواصل بأسمه تعرفت صاحبته الصياح زوجته حور تلك التي واجهت الفاجعة وحدها وهي تحاول إيقاظه
جلست خديجة أرضا وعيناها تائهة ترفض فكرة أنها لن تراه ثانيا
لن يطل عليها كما كان يفعل
لن يطرق بابها محملا بالخير وابتسامته الدافئة تشع منه فتضاهي ضوء القمر في السماء
منذ اللحظة أنمحى بريق الألوان من عالمها
وما بقي لها غير ظلمة الأسود
غافلها خليلها وسبقها وغادر دنياها كانت تظن دائما أن هو وأخيه من سينصبا لها سرادق العزاء بسخاء في أيامه الأخيرة قبل أن يرحل عنها ليترك لها رصيد زاخرا من الذكرايات تتزود بها بأيامها الأصعب دونه أبنها البار وحبيبها الذي كانت تترقب خطواته علي الدرج قبل أن يطرق بابها كل ليلة الآن تركها مهما استرقت السمع مهما انتظرت لن تسمع صوت خطواته العزيزة مجددا لقد ابتعد إبراهيم ابتعد كثيرا گ بعد السماء عن الأرض
ويا ويلها من صباح لا يبدأ بمجيئه
وشفتيه تقبل كفها بتقدير
يا ويلها من مساء لا ينتهي بمزاحه وأحاديثه الشيقة
يا ويلها من أيام فقدت بهجتها بغياب ضحكاته
حرام عليها الفرح بعده حتى تلقاه
الفصل الثالث
بيد مرتعشة وعين گ جمرة من فرط بكاءه راح يفض الورقة المطوية التي وجدها أسفل وسادة شقيقه الراحل حدسه يخبره أن تلك الورقة تخصه هو وليس غيره بدأت عيناه تتحرك فوق السطور ليتأكد حدسه أنها له وهو يطارد الحروف بلهفة وۏجع
ازيك يا تيمور أنا وصلت متأخر ومقدرتش اعدي عليك في وقت زي ده لأن أكيد انت نايم ومش عايز اقلقك أنا مش عارف ليه بكتبلك الرسالة دي دلوقت وانا المفروض هقابلك الصبح لما أصحى بس في حاجة بتلح عليا اكتبلك دلوقت مش بعدين مش مهم هكتب الكلمتين اللي جوايا ولو قابلتك الصبح هقطع الورقة وهضحك على نفسي وانا بحكيلك علي جناني تيمور أنا حاسس اني تعبان اوي تعب غريب في الطريق حصلي حاډث ووقعت وقعة جامدة من فوق الموتوسيكل بتاعي والسواق رغم انه غلطان لأنه كان ماشي عكس الطريق صعب عليا وهو بيقولي أرجوك ماتبلغش عني عشان ارجع لعيالي لقيتني بقوم وبنفض هدومي وبعافر الدوخة اللي حصلتلي وحمدت ربنا وطمنته اني بخير ومش هبلغ عنه الحمد لله قدرت اوصل البيت وشوفت ماما وحور وولادي واطمنت عليهم بس مش عارف ليه قلقان أظاهر كان لازم اروح المستشفى فعلا تيمور الله أعلم هيحصل ايه عشان كده بوصيك على عيالي ومراتي أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم وأمي أنا عارف انها في عيونك انت بدالي لو عيونك شافت الجواب ده يبقي معناها إني استغفر الله العظيم مش قادر اقولها بس اعتبر الجواب ده وصيتي ليك يا اخويا وانا عارف أنك قدها خد بالك من نفسك
تفرعت الدموع الجارفة وتدفقت من مقلتيه ودون أي مقاومة استسلم لنوبة بكاء شديدة وصوت بكاءه يعلو ويعلو انحني بشفتيه يقبل خطاب أخيه الأخير وهو ينتحب ويهمهم بكلمات متقطعة گ طفل صغير فقد زمام مشاعره وأطلق لها العنان ليته قابله ليلتها وعانقه عناق أخير كيف يتحمل هذه الفرقة الأليمة كيف يتحمل هو لا يصدق من الأساس انه غاب للأبد!
تيمور
لبث ظهره محنيا لا يلتفت إليها لتستدير وتجبره أن يرفع رأسه فيقهرها بكاء رجلها لتتلقف رأسه وتغمسها بقوة بصدرها لتحتوي وجعه كأنها منحته طاقة أكبر ليفرغ حزنه وبكائه بين ذراعيها بكى حتي انقطع صوته ثم هدأ وبدا لها ساكنا وأناملها تعبث بشعره وترتل عليه آيات
 

انت في الصفحة 5 من 16 صفحات