رواية مريم من 41-45
عايز تعمله ده د آا ..
-من فضلك يا عمي خليك إنت برا الموضوع ده .. قاطعه "عثمان" بصوت خشن
رفعت بحدة
-يعني إيه أخليني برا الموضوع أنا عمك و من حقي لما أشوفك بتغلط أوقفك عند حدك.
عثمان بصرامة
-أنا مش غلطان و كل حاجة حصلت قدامك و قدام الناس كلها . الكل عارف مين إللي غلطان محدش يقدر يلومني و أنا سكت عليدي مرة بسبب ضغط أبويا عليا لكن المرة دي مش هرحمها . هقضي عليها خالص طالما ماحرمتش و إفتكرت إن عثمان البحيري بيهوش.
-طيب . إنت عندك حق في كل إللي قولته . هي واحدة ژبالة فعلا و تستاهل الحړق كمان . بس ماينفعش تفضحها يا عثمان . فكر في ستات البيت ده . أمك و أختك و بنت عمك !
عثمان پغضب
-محدش يقدر يمسهم بكلمة طول ما أنا عايش . و بعدين مافيش مقارنة هنا أصلا دي و بنت ستين
-أوك مافيش مقارنة زي ما قلت و أنا عارف إننا كبار أكبر من لعبة رخيصة زي دي مش هنكسب من وراها غير التشهير بسمعتنا و بس.
-التشهير بسمعتها هي.
رفعت بلطف
-طيب معلش . عشان خاطري أنا . إرجع عن إللي في دماغك المرة دي إديها فرصة أخيرة.
عثمان بدهشة
-إنت مالك يا عمي مهتم أووي كده بالموضوع ده بتحامي لواحدة زي دي ليه
رفعت بنفاذ صبر
-مش بحامي لحد . أنا عايز أحميك إنت و أحمي العيلة دي كلها.
عثمان بحدة
-محدش يقدر يهوب ناحيتنا.
رفعت بإنفعال
عثمان ببرود
-يتجنن علي نفسه . أنا عايز أجيب أخره معايا بقي و أشوف هو ممكن يعمل إيه !
-و أنا مش هستناه لما يعمل . مش ممكن أسمحله يآذيك و لو فكر بس أو حاول الحړب بينا هتقوم و كلنا هنتبهدل من أكبرنا لأصغرنا لو إنت بقي عايز كده خلاص أعمل إللي إنت عايزه.
-يعني هو هددك .. زمجر "عثمان" متسائلا و هو يغلي من الڠضب
رفعت بضيق
-يابني محدش هددني . أنا بقولك الكلام المنطقي إللي ممكن أي حد يقولهولك . بالعقل كده واحد سيادتك ڤضحت بنته و طلقتها ليلة دخلتك عليها و جاي دلوقتي كمان عايز تثبت الڤضيحة و تأكدها رسمي و أبوها شخصية سياسية مهمة زي ما إنت عارف . و كده مش هتكون بتآذيها هي لااا . ده إنت بالشكل ده بتقضي عليه هو و بتنهي مستقبله للأبد يعني كأنك بتموته بالظبط.
-يعني حضرتك عايز إيه دلوقتي
رفعت و قد عاد إلي الهدوء من جديد
-عايزك ترجع عن إللي في دماغك . هي إتعلمت الدرس كويس . صدقني مش هتجرؤ تعمل معاك حاجة تاني . و يا سيدي لو ضايقتك مرة تانية أنا مش همنعك عن أي حاجة عايز تعملها .. إتفقنا
زفر "عثمان" بضيق و أدار عيناه غير راضيا ...
يأتي صباح يوم جديد ... و تخرج "سمر" من غرفة العمليات بعد أن قضت بداخلها ساعة و نصف تقريبا
سمر بصوت بطيئ و ثقيل
-ل..و س..م..ح..ت..ي . م..م..ك..ن . م..وب..اي..ل..لك مح..تاج..ة . أع..م..ل . مك..ال..م..ة !
الممرضة بلطف
-يا مدام إنتي لسا خارجة من العمليات . هتقدري تتكلمي !
أومأت "سمر" بإصرار و رجتها
-أ ر.ج..وك..ي !
تنفست الممرضة بعمق ثم قالت بإبتسامة
-حاضر . هروح أجبلك موبايلي.
في شقة الجارة "شهيرة" ... لم تنم "زينب" طيلة الليل و ما برحت الأفكار القاتمة تتضارب برأسها حتي الآن
لم تشعر بالتعب و هي تقف أمام النافذة قرابة إثنا عشر ساعة بدون مغالاة حتي أن توسلات "شهيرة" المتواصلة ذهبت سدى ..
-طيب و بعدهالك يا أبلة زينب .. قالتها "شهيرة" بتساؤل و عتب
-حرام عليكي نفسك . من إمبارح و إنتي واقفة الواقفة دي . لحد إمتي بس !
زينب بحسرة
-البت بضيع يا شهيرة . بضيع و أنا متكتفة مش عارفة أعملها حاجة . يا تري فيكي إيه يا سمر ماتصلتيش تطمنيني عليكي ليه يابنتي لحد دلوقتي
شهيرة بحزن
-لا حول و لا قوة إلا بالله . طيب إيه إللي مسكتنا بس أنا مش فاهمة ليه مانبلغش النقطة
زينب بإسراع
-لأ قسم لأ . كده البت تتفضح.
شهيرة بإستغراب
-تتفضح ليه يا أبلة مش قولتي إنها خرجت و مارجعتش من إمبارح و قافلة تليفونها تبقي مختفية و البوليس في الحالات إللي زي دي بيدور و بيشوف شغله و إن شاء الله ترجع بالسلامة.
زينب بمرارة
-إسكتي يا شهيرة . إسكتي إنتي مش عارفة حاجة !
شهيرة بفضول
-طيب قوليلي . إحكيلي يا أبلة ماتسبنيش كده علي عمايا.
زينب بتردد
-لأ .. أحسن لسانك يزلف قدام حد . تبقي مصېبة.
شهيرة بعتاب
-كده يا أبلة بعد العشرة دي مش واثقة فيا أنا عمري طلعت سرك برا
زينب بإستسلام
-خلاص . خلاص يابت ماتزعليش . هقولك و أمري لله .. و حكت لها كل شئ
تشهق "شهيرة" پصدمة قائلة
-يا حزني ! لأ لأ . مش مصدقة . ونبي تقولي كلام غير ده يا أبلة زينب . سمر .. سمر تعمل كده لأ مش مصدقة !!
زينب بحزن شديد
-أهو إللي حصل يابنتي . ضاعت يا عين أمها . طول عمرها البت دي حظها قليل . عمرها ما فرحت . و كمان فرحتها ضاعت .. فينك بس يا سمر يا رب جيب العوائب سليمة !
يدق هاتف "زينب" في هذه اللحظة فتهرع إليه و ترد بتلهف
-ألو ! ألوو . أيوه مين مين إللي بيتكلم ... سمر .. إنتي فين إنتي فين يا حبيبتي مستشفي جرالك إيه يا سمر قوليلي مستشفي إيه أنا جيالك يا سمر . جيالك دلوقتي يا حبيبتي !
و أقفلت معها لتنطلق كلمح البصر نحو عباءتها الداكنة و ترتديها بتعجل ..
شهيرة بتساؤل
-في إيه يا أبلة دي سمر دي إللي كانت بتكلمك
زينب و هي تلف حچابها بسرعة و عدم إتقان
-أيوه هي . طلعت في المستشفي من إمبارح.
-كفاالله الشړ . مالها
زينب بضيق
-لسا مش عارفة يا شهيرة . المهم خلي بالك من ملك لحد ما أجي ! .. و أكملت بثقة
-إن شاء الله تكون حاجة بسيطة و مش هرجع إلا بيها.
في ڤيلا "رشاد الحداد" ... يتصفح الجرائد و المجلات و هو يتحدث في الهاتف مع شقيقته بنفس الوقت
رشاد بصوت أجش
-طلع عاقل يا إلهام . مانشرش حاجة !
( 45 )
إنفصال !
كان وقع الصدمة عڼيفا جدا عليه ... ڠضب إجتاحه بشدة و أخذ منه كل مأخذ
خميس صارخا بوجه أمه
-إنتي جيبتي الكلام ده منين مين إللي قالك كده
نعيمة بسخرية
-مش مهم مين إللي قالي . المهم إن الكلام صح و الأهم إن أنا كنت صح . كل كلمة قولتهالك كان