رواية مريم من. 57-62 الاخيرة
بخير لكنها لا تريد أن تعود إليه ...
في مركز العناية بالحيوان ... تقف صفية أمام السرير الذي يحمل الأسد المخدر
كانت تفحصه بإهتمام و هي ترتدي المعطف الطبي و القفازات البلاستيكية في يديها بينما وقف صالح ورائها و قلبه يرف في صدره بقلق ..
أنا نفسي أفهم إمتي ربنا هيتوب عليكي من الشغلانة الزفت إللي كلها خطړ دي ! .. قالها صالح بتبرم
قولتلك 100 مرة ده شغلي و أنا بحبه . و بعدين ماتنكرش إن مشكلتك مع عنتر بالذات.
صالح معترفا بغيظ
و إنتي شايفة غير كده يعني مش سيادته كان سبب الحاډثة إللي عملتها و كنت ھموت فيها
بعد الشړ عليك يا حبيبي.
ما لو ماكنتيش طلبتي مني يومها أنزل أجبهولك من المستشفي ماكنتش عملت الحاډثة و كنا إتجوزنا من زمان بدل التأجيل إللي كل شوية يحصل ده.
خلاص بقي يا صالح . أنا زهقت كل شوية تفتح الموضوع و كل مرة بقولك مش هتجوز و أخويا عنده مشاكل المرة دي بقي أنا إللي بقولك عايز نسيب بعض أنا ماعنديش مانع أنا أصلا تعبت خلاص . تعبت !
نظر لها صالح پصدمة و قال
صافي ! إيه إللي بتقوليه ده
صفية بعصبية
إللي سمعته . لو مضايق من تأجيل الجواز أنا مستعدة أريحك و دلوقتي حالا و كل واحد يروح لحاله.
60
_ حنين ! _
تستوي فريال جالسة علي سريرها و هي تنظر لإبنها بقلق ..
بينما يقف عثمان و يسأل الخادمة بعدم تصديق
إسمه فادي متأكدة !
الخادمة بتأكيد
أيوه حضرتك إسمه فادي حفظي بيقول إنه أخو سمر هانم !
رفع عثمان حاجباه بدهشة ثم نظر إلي أمه ليجد التوتر و الخۏف يسطران قسمات وجهها و قرأ في عيناها ما لم تكن تستطيع أن تقوله بلسانها ..
أنا هنزل أقابله . ماتقلقيش يا ماما .. أنا في بيتي.
و فك أصابعها المطبقة علي كفه بلطف ثم نزل ليقابل فادي ..
وقف ينتظره عند مدخل البهو ... دقيقة و أتاه فادي بمظهره الغاضب حيث عمد أن يبين له أنه جاء إلي هنا مرة أخري و لكن علي مضض شديد
أهلا يا فادي ! .. قالها عثمان بصوت ثابت النبرات و تابع
إبتسم فادي بإستخفاف و قال بتهكم
الله يعز مقدارك يا باشا . متشكر . بس أنا مش جاي أضايف أنا جاي أخد أختي.
عثمان بنفس الثبات
أختك مين بالظبط سمر و لا ملك
فادي بصرامة
أنا ماعنديش غير أخت واحدة دلوقتي يا عثمان بيه . ملك . أنا جاي أخد ملك.
عثمان بإبتسامة ساخرة
أهو دلوقتي يا فادي مابقاش عندك أخوات خالص . لا سمر و لا ملك.
يعني إيه إنت فاكر إنك تقدر تمنعني عن أختي الصغيرة أنا هاخدها ڠصب عنك إنت ماتقدرش تمنعني.
عثمان بهدوء مستفز
يا فادي إفهم . بقولك ماعادش في سمر و لا ملك . البيت قدامك أهو . لو لاقيت إللي بدور عليه خده.
صمت فادي قليلا يستوعب كلماته ... إستتتج في بادئ الأمر الإستهزاء و التحد الواضح بنبرة صوته فعاد و قال بحدة أكبر
أنا غيبت طول الفترة إللي فاتت و إشتغلت بإيدي و سناني منغير يوم واحد أجازة عشان أوفر بيت و مصاريف تكفي أختي مش همشي من هنا إلا بيها . أنا مش جاي أهزر المرة دي.
عثمان بجدية ممزوجة بالبرود
و لا أنا و الله بهزر . و زي ما بقولك سمر و ملك بقالهم فوق ال شهور برا بيتي . ماعرفش عنهم حاجة.
ضم فادي حاجباه و قال پصدمة
بقالهم 6 شهور ! إخوآااتي !!! .. ثم إنقض علي عثمان و أمسك بتلابيبه صارخا بۏحشية
وديتهم فين يابن ال . ھقتلك . عملت فيهم إيه
ضحك عثمان بسخرية و هدئه قائلا
إهدا بس . إخواتك مش لسا قايل إن مابقاش عندك غير أخت واحدة !
زمجر فادي بشراسة و هو يجتذبه من ثيابه پعنف
أقسم بالله لو ما نطقت و قولتلي هما فين هطلع روحك في إيدي.
تنهد عثمان و أزال يداه عنه بحزم و هو يقول بجدية تامة
فادي . سمر أخدت ملك و هربت مني . بقالها 6 شهور مختفية . صدقني أنا ماعرفش عنها حاجة و كل يوم بدور عليها . بس مالهاش آثر.
بهت فادي لسماع هذا و إبتلع ريقه بصعوبة ..
يعني إيه .. تمتم بجزع و أكمل
الإتنين راحوا مني .. إخواتي ضاعوا . بقيت لوخدي خالص !!!
وضع عثمان يده علي كتفه و طمئنه بثقة
إطمن يا فادي . سمر ماخرجتش من إسكندرية . لسا هنا
إوعدك هوصلها في أقرب وقت . و هترجعلك تاني هي و ملك.
رمقه فادي بنظرة منفرة و نفض يده التي كانت علي كتفه و قال پحقد شديد
إنت السبب . إنت إللي عملت فينا كل ده . كنا عايشين كويس و ببساطة . ډمرت حياتنا .. ثم غدت نبرته خشنة مستعرة الآن
أنا دلوقتي ماعنديش حاجة أخسرها . لو إخواتي مارجعوش مش هاسيبك تتهني بحياتك ثانية واحدة . و لو كنت وسط ألف راجل بيحميك . ھقتلك !
ثم إستدار مغادرا ...
في مكان أخر ... تحديدا داخل بيت متواضع بحي العجمي الشهير
تنهتي نجلاء من إعداد وجبة طعام هذه الطفلة الواقفة عند قدميها تتمسك ببنطالها المنزلي بكلتا قبضتيها الصغيرتان
تهدل الصغيرة بصوت لذيذ للغاية
نلأ نجلاء مم أكل !
تضحك نجلاء بمرح شديد و ترد عليها
عيون نجلاء يا قلبي . خلاص المم خلص يا روحي
تعالي نروح ناكله عند أختك بقي.
و إنحنت و حملتها ثم توجهت للخارج حيث تجلس ضيفتها بالصالة أمام التلفاز و لكن كعادتها شاردة في عالم أخر ..
سمر ! .. هتفت نجلاء بوساطة و هي تجلس في كرسي محاذي لسمر ثم تأخذ ملك في حجرها
بينما أفاقت سمر من شرودها ..
في حاجة يا نجلاء .. قالتها بتساؤل
تنهدت نجلاء و قالت بحزن
يابنتي إنتي كل شوية تسرحي كده الهموم إللي إنتي شايلاها دي مش كويسة عليكي و لا علي ده ! .. و أومأت بذقنها نحو بطنها الممتلئ
سمر بإبتسامة مريرة و هي تضع يده علي بطنها ذات التسعة أشهر
طيب قولي الهموم مش كويسة عليا أنا . لكن ده من الأول خالص و هو قافش في الدنيا . أكتر من مرة إتعرض للمۏت و فضل سليم . زي ما يكون بيعاند . عايز يعيش .. عايز يعيش عشان يكمل عذابي بعد أبوه.
رمقتها نجلاء بتأثر و قالت
يا سمر هو في الأول و الأخر إبنك . حتي لو كان أبوه مين . مش مصدقة إنه ممكن يهون عليكي !
صمت قصير .. و إعترفت