رواية مريم من. 57-62 الاخيرة
فخورا بمهارات إبن أخيه التي لاقت إستحسان جميع أعضاء مجلس الإدارة ..
براڤو يا عثمان Good job بجد .. قالها رفعت بإعجاب و هو يربت علي كتفه بلطف
عثمان بتفاخر
شكرا يا عمي . أنا ماعملتش حاجة.
ضحك رفعت و قال
ياسيدي علي التواضع . ربنا يزيدك يابني.
عثمان بإبتسامة خبيثة
أول مرة حد يقولي إني متواضع !
إنفجر عثمان ضاحكا و قال
برو عتب يا عمي مآااشي . بس بردو أنا ماعملتش حاجة كبيرة أنا وعدت بابا الله يرحمه إني هحافظ علي شقاه و أديني بوفي بوعدي مش أكتر.
رفعت بحرن
الله يرحمه . بس ده بردو مايمنعش إنك شاطر و أد المسؤولية.
عثمان بإبتسامة
شكرا يا عمي .. ثم شعر في هذه اللحظة بإهتزاز الهاتف في جيب سرواله
_ مفقودة ! _
يقود عثمان سيارته بسرعة چنونية بإتجاه بيت سمر ...
ما زالت أخته معه علي الخط و مازال يبوخها پعنف شديد
إزآااااي تختفي إزآاااي و إنتي معاها ده أنا موصيكي عليها بدل المرة عشرة يا صفية !
صفية بنبرة باكية
و الله يا عثمان ما قصرت
كانت معايا و بعدين مارضيتش تدخل معانا الكوافير
فسيبتها مع تانيا لحد ما نخلص بس طلعت مالاقتهاش.
أنا قولتلك عينك ماتغفلش عنها
نبهت عليكي ماتتواربش عنك لحظة.
صفية بنشيج مخڼوق
بليز يا عثمان كفاية . و الله ما كان قصدي ماكنتش متخيلة إنها ممكن تسيبني و تمشي كانت بتتصرف طبيعي خالص !
عثمان بسخرية لاذعة
خدعتك يا ماما عشان تهرب منك و إنتي زي الهبلة صدقتيها .. ثم أكمل بحنق شديد
و لم ينتظر ليسمع ردها أغلق الخط بوجهها فورا
ثم أكمل طريقه مزودا من سرعة السيارة حتي بلغت مئة و ستون كيلومترا في الساعة ..
يصل عثمان أخيرا و بمعجزة بعد أن كاد يفعل أكثر من حاډث في الطريق
يصعد أولا إلي شقة الجارة زينب ... يدق علي الباب بقوة و عصبية لتفتح السيدة بعد لحظات و هي تطلق زعقات منزعجة إنقطعت كلها عندما رأته يقف أمامها ..
إيه إللي جابك سمر حصلها حاجة
عثمان بحدة
إنتي بتسأليني ياست إنتي ماتفكريش تعمليهم عليا أنا عارف إنها عندك.
زينب بإستنكار
مين دي إللي عندي أنا بقالي يومين ماعرفش حاجة عن سمر .. ثم أمسكت بياقتي قميصه و زمجرت
وديتها فين عملت فيها إيه إنطق !
بقولك إيه الحركات دي مش هتخيل عليا . إنطقي إنتي و قوليلي سمر فين أنا مش همشي من هنا إلا و هي معايا.
صړخت زينب بوجهه
قولتلك ماعرفش عنها حاجة بقالي يومين
إزاي جاي تدور عليها هنا مش كانت في بيتك خرجت إزآااااي
إنت أكيييد عملت فيها حاجة.
إزاحها عثمان من طريقه و ولج لداخل الشقة أخذ يبحث عنها في كل مكان و هو ينادي بإلحاح ممزوج بالحدة
سمر . سمر. سمر !
لكنه لم يعثر عليها ... إتجه للخارج و كاد أن يصعد لشقتها هي فأستوقفته زينب
تعالي هنا محدش فوق . فادي لسا ماشي من شوية سافر لشغله.
أطبق عثمان أجفانه پغضب شديد ثم غمغم بۏحشية
و رحمة أبويا لو عرفت إنك عارفة هي فين و بتنيميني ما هرحمك يا ست إنتي . سمر مراتي و حامل في إبني
هالاقيها يعني هالاقيها بس لو إكتشفت إن ليكي علاقة بهروبها مني أو مخبياها أو عارفة طريقها مش هتلحقي حتي ټندمي علي إللي عملتيه.
ثم إستدار مغادرا لتتبعه زينب و تطل عليه عبر سور الدرج و هي تهتف بعدائية
أنا إللي هاوديك في ستين داهية لو سمر مارجعتش . أقسم بالله هدخل فيك السچن لو البت جرالها حاجة . إوعي تكون فاكرني مصدقة الفيلم إللي جيت تعمله عليا . ده أنا أكلك بسناني لو مسيت سمر بحاجة وحشة . سامعني يابن الأكابر
أمام محل الجزارة ... يقف المعلم رجب بجانب زوجته نعيمة يشاهدان عثمان و هو يخرج من منزل السيدة زينب و قد بدا للبعيد قبل القريب منه إنه في أقصي مراحل غضبه
ظلت نظراتهم تترصده حتي ركب سيارته و إنصرف من المنطقة كلها ..
تميل نعيمة صوب زوجها و تتمتم بتساؤل
تفتكر الباشا ده جاي ليه الساعة دي يابو خميس
رجب بصوته الخشن
علمي علمك يا نعيمة . و عموما إحنا مالنا ما يجي و لا مايجيش حاجة ماتخصناش.
نعيمة بتأييد شديد
أيوه طبعا ماتخصناش إلهي لا يرجعه لا هو و لا إللي تتشك في قلبها مراته . إحنا ما صدقنا الواد خميس قدر يطلعها من دماغه شوية و إقتنع ببنت خالته.
رجب بسخرية
و أنا إللي كنت دايما أسأل نفسي يا نعيمة ليه البت سمر ماكانتش عجباكي و كنتي بترفضيها علطول
أتاريكي كنتي راسمة علي جواز بنت أختك من إبني !
نعيمة بضحكة ماكرة
بصراحة أه يا حبيبي و أنا كنت هلاقي لإبني أحسن من بنت أختي فين هي أولى يا بابا و كمان متربية و أشرف من الشرف مش زي الصايعة العايبة التانية دي.
رجب بضيق
طيب خلاص إسكتي . ربنا يسهلها ماتشمتيش فيها و كفاية بقي أهيه راحت لحالها.
إبتسمت نعيمة بظفر و قالت
إلهي لا يعودها !
مرت الأيام ثقيلة كئيبة علي عثمان ... ستة أشهر منصرمة لا يعرف عنها شئ
إختفت كما تختفي قطعة السكر في الماء
كان يبحث عنها كل يوم كل ساعة دون كلل أو ملل يكاد أن يصاب بالجنون .. أين ذهبت لقد قلب الدنيا رأسا علي عقب دون أن يأتي بنتيجة !
لدرجة أنه صعد الأمر للجهات العلية بالبلد فكان من دواعي سرورهم أن يقدموا لرجل أعمال بحجمه أي خدمة يطلبها
و لكن للآسف كان الفشل حليفهم جميعا في كل مرة ... و لما شعر عثمان باليأس راح يحاول الإتصال بهاتفها المغلق علي الدوام
ترك لها عشرات الرسائل الكتابية و الصوتية
كان يرجوها دائما بصوت معذب أرجوكي يا سمر . إرجعي . أنا بجد ھموت من القلق عليكي
سمر .. فاتوا أربع شهور . أنا مش عارف عنك أي حاجة . هتجنن !
سمر . طيب بلاش ترجعي . ردي عليا بس . طمنيني عليكي أرجوووكي
كان يعلم أنها لا تستطيع السفر إلي خارج البلاد لأنها لا تملك جواز سفر بجانب المال و تكاليف أي رحلة
و لكنه إتخذ كل الإحتياطات و تم وضع صورة لسمر بجميع نوافذ المطارات سواء بالإسكندرية أو أي محافظة أخري بها ميناء جوي
حتي أكشاك المرور الصحراوية لديهم إسمها فإذا مرت بأي من هذا سيصل لها بسهولة .. و لكنه حتي الآن لم يصل و لا يدري ماذا حل بها التفكير أرق نومه ليلة بعد ليلة لم يعد يحيا حياة طبيعية مثل البشر
و لكن ما أراح قلبه قليلا أن الأخبار السيئة أيضا لم تصله هذا يعني أنها