رواية مريم 32
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
32
لا بأس حبيبتي.. لا بأس هاته !
_ مراد
مطار العاصمة إسطنبول تركيا.. يخرج الزوجان يدا بيد
بعد قضاء ما يربو عن ساعتين بالطائرة لقد غفت إيمان لبعض الوقت على كتف مراد فكان ذلك من دواعي سروره لم يقلقها طرفة عين حتى فتحت عيناها من تلقائها قبل الهبوط بدقائق
لا زالت تتألق بفستانها الأصفر المنقط بأبيض و أسفل شمس أيار الدافئة مشيت ملاصقة لزوجها تقريبا وصولا إلى السيارة التي وقفت بالساحة الخارجية في انتظارهما
فتح لها مراد الباب الخلفي لتجلس ثم أقفله و أستل من محفظته بعض النقود ليعطي الشاب الذي حمل الحقائب إكراميته شكره الأخير بابتسامة بسيطة ليستقل مراد من الجهة الأخرى للسيارة الفارهة بجوار زوجته ...
استمعت إيمان إلى سؤال زوجها بينما كانت مولية وجهها نحو النافذة المفتوحة تشاهد شوارع المدينة و المارة أدرات وجهها إليه باللحظة التالية و قالت مبتسمة
أوي يا مراد. انت عندك ذاكرة قوية !
زحفت يده عبر المسافة بينهما على المقعد ثم خلل أصابعه بين أصابعها قائلا بنعومة
في إللي يخصك بس. عشان تعرفي إنك حب حياتي.. حبيبتي !
أسبلت أهدابها مشيحة عنه جهة النافذة من جديد لكنها لم تترك يده بقيت متشبثة به تستمد منه الدفء تنعم بشعور الأمان الذي لم تحصل عليه إلا حين عاد إليها ...
أسدل الليل ستاره على سماء جوهرة المدن العثمانية إسطنبول.. عندما شقت السيارة المخصوصة طريقها داخل أحد أبرز المجمعات السكنية الفاخرة و ثم توقفت أمام فيلا نائية بنفسها قليلا كانت على حافة البحر تماما ترجل السائق ومن خلفه مراد استدار ليفتح الباب من جهة زوجته أمسك بيدها يساعدها على النزول بينما يفتح السائق صندوق السيارة الخلفي ليحمل حقيبة الملابس إلى مدخل البيت
هاك مفتاح السيارة يا سيدي. و معك رقم هاتفي. إذا كنت بحاجة لأي شيء اتصل بي سأكون أمامك في الحال
شكره مراد بايماءة
شكرا لك. ربما احتاج مرافقتك معنا بسفرة داخل البلاد. و لكن ليس قبل يومين على الأقل. فنحن لم نرى إسطنبول بعد !
ابتسم الشاب و لهجته المحلية تطغى على نطقه
أهلا بك في بلادنا يا سيدي. و أرجو أن تقضي عطلة ممتعة !
و ذهب الشاب
ليأخذ مراد زوجته إلى الداخل بدءا من البوابة الخارجية و حتى باب البيت الداخلي تجهيزات أمنية حديثة مبهرة كل شيء هنا كان منتقى بعناية و قد كان مراد يحفظ ما سبق و وقع اختياره عليه قبل أن يضع قدما واحدة هنا بالبلد أمام إيمان فكانت مأخوذة بالحلم الذي سقطت به سايرت اللحظات الجميلة التي تمر بها و أخذت تتأمل في المكان كل شيء داخل البيت باللون الأبيض و درجاته الأرض الرخامية و ورق الحائط المزين بزخرفة الزهور و الأثاث الفخم و الستائر الخفيفة التي بالكاد تحجب من شفافيتها زجاج الشرفة المطل على الشاطئ ...
إلتفتت إيمان لتنظر إلى زوجها كان يتكئ باسترخاء إلى عمود مستطيل قرب الدرج لوهلة استوقفتها مغازلته و راقتها الكلمة الجديدة على أذنها شبكت يديها خلف ظهرها و تحركت خطوتين يمينا و شمالا و هي تقول محدقة به
حلو. بس لسا ماشوفتوش كويس !!
أومأ قائلا تحبي أخدك في جولة. و لا تعبتي. تريحي الأول يعني و لا عايزة تعملي إيه .. و أشار بإبهامه للوراء
في عشا جوا في المطبخ كنت