رواية جابري الفصل 5
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
و كم تمنت أن تستمع منه و لو كلمة واحده يطيب خاطرها بها إلا أنه خيب ظنها به كالعادة حين قال بنبرة محذرة..
إياك يوصلني شكوة واحدة منك.. يوصلني خبرك و لا يقولولي كلمة بتك قليلة الرباية دي مرة تانية يا سلسبيل.. فاهمة يا واكلة ناسك..
أتمنى يا أبوي.. أتمنى يجيلك خبري ساعتها أنا اللي هرتاح.. غمغمت بها و هي تسير بجوار عبد الجبار الذي أطبق عينيه بقوة بعد جملتها هذه الذي اعتصرت قلبه..
بينما سلسبيل شهقت بصوت خاڤت حين شعرت بيدعبد الجبار تضع حولها عباءته و يتحدث بصوته الصلب بنبرة أمره..
متقلعهاش واصل..
أمسكت طرفيها تضمهم عليها بيدها بصمت فعباءتها كانت ملطخة بالوحل و المياه التي جعلتها لاصقة بجسدها..ظلت خافضة رأسها لم تستطيع النظر له من شدة خجلها
فاطمة هاتي خيتك و اقعدي چار چدتك..
عملت من جملته هذه انه كان يري ما تفعله والدته بها منذ صعودهم السيارةضيقت بخيتة عينيها و رمقته بنظره مغتاظة بينما تراقص قلب سلسبيل بفرحة غامرة من أهتمامه هذا الجديد عليها كليا و الأكثر من عبق رائحته التي تملئ عباءته حواطتها و داعبت حواسها..
مرت ساعات ظلت سلسبيل نائمة خلالهم ټصارع كوابيسها الدائمة التي جعلتها تصرخ بفزع فجأة أكثر من مرة حتي شعرت بيد حنونه تربت على وجنتيها الظاهر عليهما أثار صڤعات والدها..
رمشت بأهدابها أكثر من مرة و نظرت حولها لم تجد سوي خضرا و السيارة فارغة ببنما عبد الجبار يقف خارج السيارة ينتظر خروجهما..
إحنا وصلنا مصر يا أبلة خضرا!!!..
ابتسمت لها خصرا مغمغمة.. أيوه الحمد على السلامة.. نورتي مصر يا ست البنته..
الله يسلمك يارب.. نطقت بها سلسبيل بسعادة بالغة و هي تستند عليها و تغادر السيارة بخطي مترنجحة قليلا أثر انفعالتها المتضاربة..
كان هذا صوت بخيتة الغاضب الواقفة بالشرفة التي تطل على حديقة المنزل الواسعة..
همليهم يرتاحوا لول و الوكل چاي في الطريق يا أمة..متشليش هم واصل..
قالها عبد الجبار و هو يتجه لسيارة أخري كانت مغطاه بحديقة المنزل و يقوم برفع الغطاء من عليها و استقل مقعد السائق مكملا..
متتأخرش علينا يا أخوي..هنستناك على الوكل..
أردفت بها خضرا بنبرة راجية و هي تتنقل بنظرها بينه و بين والدته التي
ترمقهم بنظرات ثاقبة..
متقلقيش هعاود طوالي.. قالها وهو يتحرك بالسيارة لخارج المنزل..
هنا ابتسمت بخيتة ابتسامة خبيثة و تحدثت بأمر قائلة..
خضرا شهلي و نضفي البيت الا التراب ياما.. حركي جتتك اللي شايلة لحم دي..
صمتت لوهلة و تابعت بجحود قائلة..
عارفة تتخني و تشيلي لحم زي البهيمة اللي بنعلفوها للضحېة و منتيش عارفة تشيلي حته عيل يشيل أسم ولدي..
جملة أصابت خضرا بمقټل جعلتها تسمرت محلها تحملق فيها بأعين تحجرت بها العبرات و قد شعرت أن الدنيا تدور من حولها و سقطت فجأة مرتطمة بالأرض الصلبة مغشيا عليها ..
أبلة خضراااااا..