رواية جابري الفصل 15
قبلها بعمق لتتوقف خضرا عن البكاء في الحال ضحكت بخجل رغم عبراتها التي تهبط على وجنتيها و حاولت سحب يدها من يده لكنه لم يتركها بل أنه زاد من خجلها حين تنقل بشفتيه من يد للأخري مغمغما..
إلا دموعك أنتي يا غالية..
أنت اللي غالي يا أبو فاطمة..
قالتها بستحياء بصوت بالكاد يسمع من فرط خجلها..
رفع رأسه ونظر لها بابتسامته الجذابة مرددا..
توقف عن البكاء في الحال بعد جملته هذه حتي تثبت له مدي غلاوته عندها تنهد عبد الجبار براحة حين هدأت نوبة بكائها..
أني عمري ما يهون عليا زعلك و لا وچع جلبك يا خضرا..زيي ما إني متأكد أن زعلي مهيهونش عليك واصل.. بس كمان لازم تعرفي أن سلسبيل بقت مراتي هي كمان و ليها حقوق عليا و انتي مهيرضكيش ابجي ظالم واحده منكم و عشان أكده اسمحيلي أكون چنب سلسبيل في شدتها لأنها بقت مسؤلة مني..
أردفت بها بعتاب مكملة..
البنته في شدة و ملهاش حد غيرنا دلوجيت.. و أني كنت عفشة في حديتي وياها عيشة و تاه عن بالي تعبها و عتبانه على حالي والله يا خوي و مش هرتاح إلا لما أرضيها و احب على راسها كمان ..
ربتت على كتفه و تابعت بنبرة متوسلة..
و أنت كمان يا عبد الچبار اوعاك تزعل مني لو غيرت منها عليك.. بيبجي ڠصب عني.. عقلي بيچن مني يخليني أقول حديت ماسخ ملهش عازة.. أبقى أصبر عليا و أني هعاتب روحي و اچي أتحقلك..
طول عمرك أصيلة و بت أصول يا خضرا..
قالها و هو يرفع كف يدها على شفتيه ويلثمه ثانية و انتصب واقفا ساحبها معه و سار بها تجاه غرفة سلسبيل مكملا ..
أني هسيبك وياها و اطلع على الشركة عندي اچتماع مهم لازم احضره.. هخلصه و اعاود طوالي..
قالها و هو يكمل سير مبتعد عن الباب توقفت أمامه خضرا لن يدلف للداخل برفقتها حتي لا تري نظرته لتلك الصغيرة و لهفة عينيه لها..
قالتها خضرا و هي تفتح الباب و تخطو للداخل و اغلقته خلفها..
........................................لا إله إلا الله ........
مطار القاهرة الدولي..
أعلنت الميكرفونات عن وصول رحلة قادمة من كندا وقف على باب الطائرة الذي فتح للتو و أخذ نفس عميق يملئ رئتيه بهواء بلده الحبيب الذي اشتاقها حد الجنون بعد غياب أكثر من ثمانية أعوام بالغربة لم يأخذ خلالهم أجازة واحدة..
ترك بلده الحبيب و سعي وراء لقمة العيش بعدما عاني من الفقر الشديد هو وأسرته فقد بسببه أحب و أغلى البشر