رواية جابري الخاتمة
الجبار" بمنزلهم الجديد بالإسكندرية المجاور لمنزل "سلسبيل" بينما عادت "خضرا" لأهلها في الصعيد بعد إدراكها أن وجودها غير مرغوب من الجميع
فور خروج "عبد الجبار" أنتقلت "عفاف" على الفور عائدة إلى "سلسبيل" و ظل هو برفقة ابنتيه و والدته يقوم بخدمتهم بنفسه يحاول قدر المستطاع إحتواء أبنتيه و تفهم حالتهما النفسية السيئة للغاية بسبب ما مروا به
تقف كل ليلة في شرفة غرفتها تطلع على باب المنزل الخارجي تنتظر طلته على أحر من الجمر على يقين أنه سيأتي إليها و هي ستظل دائما فى إنتظاره خاصة الليلة سيأتي لا محالة فاليوم فرح "جابر" و بالتأكيد لن يتركها تذهب بمفردها
أردفت بها "عفاف" التي دخلت للتو حاملة الصغيران على كلتا يدها
تنهدت "سلسبيل" بحزن و هي تقول
"مستنية عبد الجبار يا ماما هو أكيد هيجي عشان نروح الفرح سوا"
أشارت بعينيها على الفراش الموضوع عليه بدلة سوداء كاملة و فستان في غاية الجمال و الرقي من اللون الكاشمير بلون رابطة عنق البدلة
ظهر الأسف على وجهه" عفاف" و هي تقول
" سلسبيل يا حبيبتي ألبسي يله على ما أبلغ السواق يجهز عشان يوصلك لأن عبد الجبار بيه مش هيجي"
تطلعت لها "سلسبيل" بتساؤل تحثها على استكمال حديثها فتابعت "عفاف" قائلة
" لأنه راح الصعيد يجيب خضرا "
" هو قالك أنه رايح يجيبها يا ماما عفاف!"
"اه يا حبيبتي قالى البنات محتاجين أمهم رغم زعلهم منها بالذات فاطمة بنته الكبيرة تعبت إمبارح و بقت ټعيط من كتر التعب و هو بقي هيتجنن و يسألها أيه اللي تعبها ټعيط و مش راضية ترد على سؤاله و كل اللي عليها تقول عايزة أمي جبلها دكتورة و كشفت عليها لقيتها تعبانة من البيريوت اتريها بلغت و مكسوفة تقول لأبوها و حتي مكسوفة مني أنا كمان وقتها قرر أنه هيسافر يجيب أمهم و فعلا مشي قبل ما الشمس تطلع"
" و تفتكري هي هتوافق ترجع معاه بعد اللي حصلها! "
أطبقت جفنيها وهي تتذكر أخر لقاء جمعها ب" خضرا"
فلاش باااااااااااك
تجلس على الفراش ضامة صغارها بين ذراعيها بحنان العالم أجمعغالقة عينيها التي تنهمر منها العبرات بدون أدنى إرادة منها بسبب قوة المشاعر الجياشة التي تعيشها تستنشق عبيرهما بلهفة و فرحة غامرة لم تشعر بها من قبل تغلف قلبها و روحها
كانت منفصلة عن الدنيا معاهما حتى أستمعت صوت طرقات ضعيفة على باب الغرفة فتحت عينيها پصدمة حين قالت "فاطمة" بصوت هامس مذعور
"محدش يفتح دي أكيد أمه خضرا"
نظرت "عفاف" ل "سلسبيل " نظرة أسف يملؤها الشفقة فتفهمت "سلسبيل" علي الفور ما يدور حولها و سبب الذعر الظاهر على ملامح الفتاتين
ربتت "عفاف" على ظهرهما مرددة بنبرتها الحنونة
"متخفوش يا حبايبي"
فتحت "صفا" الباب فدلفت منه" خضرا " بخطي بطيئة تدور في المكان بعينيها الزائغة تبحث عن بناتها لترمقها "عفاف" نظرة عاتبة مكملة بثقة
"مامتكم عمرها ما هتأذيكم تاني أبدا "
ليجهشان بنوبة بكاء