الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية سلوي القصل 10

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره....
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام ...عقدت حاجبيها وقالت
اومال فين حياة 
مشيت 
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه ...
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت
اهي ضاعت منك يا يوسف ...مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..
تأفف وقال
هو اللي هنعيده هنزيده ...قولتلك مبحبش حياة ..مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة ربنا يوفقها...ابوس ايديك اقفلي الموضوع 
طيب ليه متعصب !
سألته والدته بخبث ليرد
لاني خلاص تعبت ...تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده ...يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب ...
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته ...
............
بعد اسبوع..
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ..ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم ...أراد أن يجمع شتات نفسه ...تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا ...جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ...ما زال الظلام يقبع داخله ....كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه ...
بقالك اسبوع مختفي ...ملاك قلقت عليك ...اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل ...وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك ..
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول
قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة ..
امسك عمه ذراعه وقال
جاسر أنا بكلمك ...كنت فين ده كله ...قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس ...
تنهد جاسر وقال
حبيت ابعد شوية ...احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ...ممكن بقا نشوف الشغل ...عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه ...
انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر ...
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال
لا ليه ازعل ...ده حقك 
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه 
ملاك هي ملاك ...وانا ...أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا ...في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها ...
تنهد ونظر لعمه وقال
انا بحب ملاك ...بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي ...واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني ...
ابتسم عمه بتأثر وقال 
مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ...شكرا لانك اتفهمتني ...شكرا يا بني ...انت غالي عليا ...انت ابني يا جاسر اللي ربيته ...أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي ..حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا ...وبقا العالم كله تحت رجلينا ...
تنهد جاسر وقال
ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماټت ...ممكن كانت هتبقي معايا ...
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال
لا يا صياد ... انسي اللي حصل ...انسي الحاجة اللي تضعفك ..متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين ..العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت ...الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم ...صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماټت بسببه أنا قټلته بإيدي...احنا انتقمنا من اللي ذلونا ...أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي ...فهمتني ...
هز جاسر رأسه بالإيجاب ...ابتسم عمه وقال
ارتاح دلوقتي ...مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال
لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي ...
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد ...أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات