رواية سليم 9
يخبره ما يريده إلا أنه لاحظ ارهاق سيف الواضح على وجهه فارتفع صوته يخبر بقية العمال
الاسطا تعبان يا رجالة تعالو شوفوه..
بس ياله..هش..اقعد ساكت.
قالها سيف موبخا إياه بعصبية خافته فاندفع العمال خلف بعضهم يراقبون سيف بقلق حاول سيف تهدئتهم ولكنه فشل وخصوصا مع تناقل الاحاديث بينهم
اطلع فوق يا اسطا انت تعبان.
ايوه صح وشك باين عليه.
لا ممكن ميقدرش احنا نشيله.
اتسعت أعين سيف پذعر وتشبث بالكرسي
يمين الله ما يحصل أنا حلو وزي الفل وهقوم اشتغل معاكوا حتى شوفوا.
نهض سيف وكاد أن يتحرك ولكن اصطدمت قدماه بقطعة حديدية كبيرة ملقاه فوق الارضية فتعثر بها وكاد أن يسقط على وجهه ظن العمال أنه سيفقد وعيه فسندوه جميعا مع ارتفاع نبرة صوتهم التي تنم عن قلقهم وفي لحظة ارتفع سيف عن الارضية وتمدد جسده بين ايدهم ورغم اعتراضات سيف عما يفعلوه إلا أنه وجد نفسه فجأة في الطريق يسيرون به نحوه بيته اندفعت الحارة بأكملها خلف سيف يتابعون حالة جارهم المړيضة حاول ابعاد ايدهم التي تمسكت به ورفعوه لأعلى ولكن كل محاولته واهنه.
وسع يابنى وسسسع بسرعة.
ابتعدت الاطفال وفتحت توته الباب وفور رؤيتها لاخيها بذلك الشكل صړخت بصوت وصل إلى اول حارتهم.
اخووووويا.
جلس سليم بجانب والده بعد الاطمئنان على حالته الصحية من قبل الطبيب راقب سليم هدوء الغرفة من عائلته استغل الفرصة وتحدث مع أبيه بصوت هادئ
الدكتور قال إنك بتجهد نفسك!.
انت شايفني بعمل حاجة يابني يوم ما بتحرك يبقى من الاوضه للصالة.
حك سليم أنفه بتفكير قائلا
في حاجة مزعلاك في حد هنا دايقك مش شرط تكون بتعمل مجهود بدني ممكن بترهق نفسك زيادة في التفكير.
أخرج محمد تنهيدة عميقة متحدثا بعدها
انا لو بفكر كتير..فبفكر فيكوا عايزكوا تكونوا في افضل حال.
واحنا الحمد لله في افضل حال المهم اهتم بصحتك شوية... عايزك تنزل الشغل معايا تتفرج على المحلات الجديدة.
ربت محمد فوق يد ابنه مردفا بحنو
مش هنزل الا لما تغير اسم المحلات من اسمي لاسمك ده تعبك ومجهودك يابني.
وده مش هيحصل وهيفضل اسمهم محمد الشعراوي اوع تكون فاكر الناس بتيجي علشاني بالعكس بيجوا علشان اسمك أنت واثقين فيك وفي امانتك احنا بننجح بسبب اسمك يا حج.
مد محمد يده وتمسك بيد سليم مربتا فوقها بحنو بالغ
شكرا يابني شكرا على كل حاجة.
عبر محمد عن امتنانه واغلق عيناه مستسلما لجولة نوم قصيرة اما سليم فتعلق بصره بيد والده المتمسكه به وانتفض قلبه عقب كلمات والده لان قلبه مع كل حرف ينطقه محمد معبرا عن امتنانه هل يشعر به أحد من عائلته حقا هل يدرك أحدا مدى تضحياته ورغم تأخر والده في نطقها إلا انها ذابت جزء من الغلاف الجليدي التي غلف قلبه في قسۏة وجمود.
خلاص هو نام.
ارتاح قلبها واطمئنت عليه فبادر سليم بحديثه المفاجيء لها
انا هفضل قاعد معاه لما اعوز حد فيكوا هقولكوا.
راقبت منال يد زوجها المتمسكه بيد سليم بقوة وكأنه يخشى أن يفقده فتفهمت الحالة النفسية التي يمر بها زوجها أومأت برأسها وخرجت تاركه لهما المساحة الكاملة في تصفية نفوسهم