السبت 28 ديسمبر 2024

رواية سليم 9

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

معه هو فهو المسؤول عن تخبئة المفتاح بعيدا عن انظار سليم نظرا لأن شمس بلهاء يمكنها كشف نفسها بسهولة.
ولج سليم للسطح المبنى باحثا عن شمس فوجدها تقف تستند على السور وتشرد أمامها لدرجة أنها لم تشعر به.
لامس كتفها من الخلف فالټفت نحوه بهدوء وكأنها كانت تدرك مجيئه خلفها كما أنها تتوقع اسئلته التي هربت منها صباحا حينما فقد والده وعيه.
ليه طلعتي هنا.
اختنقت الكلمات في حلقها وهي تخبره
حسيت ان عايزة اشم هوا..عمو اخباره إيه!.
الحمدلله بقا كويس.
هزت رأسها عدة مرات والتفتت بجسدها تنظر أمامها بشرود راقبها لعدة دقائق وانتظر كسر صمتها الطويل رغم أن الصفة أبعد ما يكون عنها شمس تتسم بالحيوية والنشاط تنتظر عودته من عمله كي تختلق مواضيع جديدة للتحدث معه وكأن الكلام معه متعتها الوحيدة...فعاد وسألها بانزعاج من حالتها الغريبة تلك.
مالك يا شمس
تأملته بحزن وهي تجيب
مفيش يمكن زعلانة على مخڼوقة..على شوية حاجات فوق بعض.
صوته كان حانيا كالنسمة الطيبة
وليه زعلانة.
توترت وهي تقول
اوقات ببزعل من غير سبب بس الاكيد ان انا زعلانه علشان بابك.
ربت فوق ظهرها بلطف قائلا بخفوت
بابا هيكون تمام ان شاء الله متقلقيش..
تأملته بصمت واستسلمت لجلد ذاتها كعادتها حينما تكذب عليه امتلئت عيناها بالدموع شعر بالضجر لصمتها ذاك قائلا
لا كده في حاجة!
حاسه ان عايزة اجاي في حضنك وابطل تفكير.
لم تحاسب نفسها على صارحته تلك بل شعرت بالراحة الجزئية لم تفوهت به فدخلت بنفسها بين ذراعيه ثم حاوطته بيدها بقوة وكأنها تخشى فقدانه وأغلقت عيناها بهدوء تحارب هواجسها المخيفة.
ايه اللي بتفكري فيه شاركيني.
مسحت دموعها ورفعت رأسها تطالعه بتساؤل
وانت بتشاركني ياسليم
كانت ترواغه بسؤالا كي تهرب من إجابة كاذبة أخرى تخرج من فمها تبعده عن أمرا تحاول ألا يعرفه مهما بلغ الأمر.. رد ببساطة وصدق.
مفيش حاجة مخبيها عليكي أنا واضح قدامك انتي في حاجة مخبياها عليا.
هزت رأسها برفض بينما عيناها كانت كالغيوم غير صافية كعادتها حينما تطالعه وحينما لمعت نظراته التي كانت تحاول خرق الجسر المحاوط لعينيها ابتعدت ببصرها بعيدا عنه كي لا ټنهار وتخبره بما تخفيه فتراجعت عن صراحتها وقالت 
انا حاسه ان اللي فيا ده ارهاق أكيد.
اممم أكيد.
أكد على حديثها وبعد فترة من الصمت عاد وسألها
انتي النهاردة كنتي بتعملي إيه في اوضة الكراكيب.
جف حلقها وهي تجيب بتوتر
بحط فيها شوية حاجات ماما مش عايزاهم..
امممم وفين مفتاحها معاكي.
أجابت بتلعثم طفيف
لا مش معايا.
امال مع مين!.
شعرت بارتفاع درجة حرارتها نتيجة لاسئلته المتتالية ولكن تشبثت بقولها
م..معرفش.
ابتعد عنها مفكرا بضيق ونفاذ صبر.
هو ايه الاوضة اللي مفتاحها مش مع حد دي.
ومن شدة خۏفها قالت بغير حساب وادراك لواقع كلماتها والتي من الممكن أن تكون نتائجها وخيمه.
مش عارفة يمكن انس شاله من الباب وضيعوه.
يمكن.
عاد مرة أخرى وجذبها نحوه محتضنا إياها فارخت اعصابها المشدودة أخيرا بعد انتهاء فقرة الاسئلة التي تمركزت حول المفتاح..ارتاح قلبها ظنا أن اهتمام سليم بالغرفة انتهى ولكن ما لا تعرفه هو أن عزيمته ازدادت وقرر سؤالهم جميعا غدا بما فيهم أنس ...
دمتم سالمين

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات