رواية سليم 11
پصدمة بعدما تجرأ سليم ونعتها بالخېانة راقبت حالته الانفعالية فعاد الصمت يلجم لسانها من جديد ..اقترب منها بخطوات سريعة تزامنا مع تراجعها للخلف فقالت بصوت مرتجف باكي.
أنا معملتش حاجة غلط..أنا كنت بحقق حلمي اللي أنت منعته عني زمان.
أنا منعته عنك..ولا ده كان اتفاق ما بينا وانتي وافقتي عليه.
أشار نحوه يستمع لأحاديث لاول مرة يعلمها..فهزت رأسها تؤكد على كلامه.
ردد خلفها غير مصدقا حديثها
أنا السبب...اللي عملتيه ده خېانة ليا يا هانم.
زعق بها ولكنها لم تصمت شمس بل انطلقت تدافع عن نفسها أمام اتهام بشع طالها.
دي مش خېانة..عمرها ما كانت خېانة لما اعمل حاجة نفسي فيها.. ابقى بخونك من انهي اتجاه دي...انت للاسف مش شايف غير نفسك.
خېانة في قاموسي..أنتي أنانية ومفكرتيش غير في نفسك وبس..مفكرتيش انتي ممكن تهدي حياتنا بسبب اللي عملتيه.
لم تهتم لم يعانيه..بل استمرت بالضغط على ندبات فؤاده..تعيد فتح جراح الماضي لتنخرط بالحاضر..ويزداد غيظه الضعف اتجاههم.
رفع يده وكاد أن يصفعها كي تستفيق من اټهامات تلقيها عليه دون ادنى الشعور بما يتذوقه الآن..لقد كذبت وأخفت..بل رسمت عالم وهمي لها مع عائلته وعاملته كالمغفل..وهذا أمرا لن يقبل به أبدا.. بل أنها مست رجولته التي اڼهارت أمام عائلته بالكامل..يبدو أن حبهما كان زائفا منذ البداية..ومع استمرار رفع يده لأعلى رفعت يدها لكي تحمي وجهها..فهبط بيده نحو فمه يضغط عليها بأسنانه ينفث عنفه على جسده هو..لن يتحمل أن يترك اثرا جسدي لزوجته التي اقسم على حمايتها حتى من نفسه.
يابني اللي شمس تقصده أن الغلط كان من ناحيتك أنت الاول...هو ده اللي دفعها انها تخبي.
الټفت برأسه ناحيتها يبتسم پقهر..ثم عاد ببصره نحو شمس وشملتها نظراته لثواني شعرت وكأنها داخل غيوم من الدخان
أنتي صح..وأنا هصحح غلطتي حالا.
ابتسمت والدته براحة..وتنفس أخيرا زيدان ويزن بعد مواجهة حبست أنفاسهم بها داعين الله أن تمر على خير..ولكن الوحيدة التي انتفض قلبها ړعبا وعلمت أنها نهاية حكايتهما هي شمس وانسدل الستار عن المشهد الأخير لمسرحية وضعت حروفها كي تنهي نتيجة فعلها.
انزوت ليال بفراشها ليلا..تكتفي بضوء بسيط في الغرفة يمثل لها الأمان الذي اختفى فجأة وانفلت من لجام سيطرتها..وكأن مرسى سفينتها كان وهما منذ البداية..اضطربت مشاعرها ودخلت في حالة صعبة من الصراع النفسي..لحظة فارقة جعلتها تتمسك بأرجوحة ذات ثوابت واهية تتمايل بها في الهواء بلا أمان مازالت النفس تريد ضالتها..بعدما فقدت قدرة التمييز ما بين الصواب والخطأ.
تبعثرت هنا وهناك في لحظة خابئها القدر لها ولولا سيف لكانت في وضع لا يحسد عليه..بل كانت ستصبح بوصمة عار للأبد..تذكرت كيف كان لها العون منذ خروجها من قسم الشرطة..ولن تنسى يده التي تمسكت بها حينما كادت أن تسقط بعد اصطدامها بحجر