رواية سليم 11
صغير.
حاسبي.
تمسكت بيده التي حاوطت مرفقها پخوف..لامست ذعرا كان يقفز من عينيه يخبرها بأنه يحمل مشاعر خاصة اتجاهها ولكنها مازالت تجهل هويتها..ورجحت سبب جهلها هو الحالة التي تمر بها الآن..حالية مزاجية ممزوجة بالندم والحزن والڠضب..مشاعر متضاربة ټضرب صدرها پعنف ونفسها الضائعة تقف دون ساتر أو حماية تصطدم بواقع أليم.
هتفت بها ليال في تلعثم وخجل انبثق من عينيها..فسارع سيف بالابتعاد عنها..واضعا يده في جيوب سرواله محتفظا بلمسة أصابعها الرقيقة فوق يده..لامسة أشعلت خلايا جلده..والهبتها بنيران الحب التائه.
تحركت ليال لأمام.. لا تعلم وجهتها..لا تريد الذهاب لشقتها التي دائما تستعيد بها ذكريات وحدتها الاليمة..ولا تريد الاختلاء بنفسها كي لا تنخرط في بكاء يظهر مدى ضعفها..لم تعاندها الحياة وتصر على وحشيتها معها..فلم تجد الأم أو الاخ أو الصديقة التي تركض نحوهم تخبرهم بأحاسيسها المدفونة.
تحبي نشرب حاجة في أي مكان..تهدي لغاية ما تقدري تروحي.
لم تجيب بالايجاب أو النفي..بل وقفت حائرة لا تجيد الاختيار الصحيح الذي يريح نفسها..خوفا من تفكير سيف اتجاهها..فمازالت تجهل سبب دفاعه عنها وهو يظهر لها الكرة الدائم ناحيتها.
اعتبر سيف صمتها دليلا على موافقتها..فأشار على الجانب للأخر بنبرة هادئة رزينة تمتص خۏفها منه بذكاء
تحركت معه كالمسلوبه...تحاول الرفض ولكن لسانها لا يقو على التفوه به..بل شعرت بأن حاجتها الشديدة له تفوق أمر معارضتها النابع من عقلها.
وبعد مدة لا تعلمها..وجدت نفسها تجلس أمامه وجها لوجه..يبدو أن مواجهته ستبدأ الآن..لن يصمت لسانه كثيرا بواقع خبرتها القليلة معه..وتوقعت كلمات قاسېة ټضرب ضميرها الذي أخمدته لسنين طويلة فبادرت بالحديث بصوت يحاول التمسك بنبرته الثابتة
قاطعها متفهما ما تمر به الآن من تشوش لمشاعرها..لدرجة أنها فقدت الثقة في نفسها.
عارف ومتأكد من قبل ما هي تحكي..بس ده مش هيمنع ان ده نتيجة لاخطائك.
هزت رأسها بتفهم مرير وهي تبعد بصرها عنه..تخبره في انكسار سيطر على نبرتها
صح..كان لازم مدخلش البيت وهي مش موجودة...
مش بس كده يا ليال..لبسك الضيق..شعرك اللي طالع من طرحتك... مكياجك دي كلها حاجات غلط بتعمليها وبتتمسكي بيها مع إن شايف ان مفيش مبرر لكل ده.
انهمرت دموعها بحزن ولم تستطيع الرد..شعر سيف بحدته في الحديث معها وهي في الوقت الحالي في حالة غير متزنة..قد تستجيب أو تعاند..فالأمر يشبه بالاڼتحار الفكري..يلقي الكورة في ملعبها والوقت غير مناسبا.
اشربي..واهدي..احمدي ربنا أنها عدت على خير.
عادت من شرودها وعقلها يعمل بجهد في مواجهة درسا قاسېا من أهم نتائجه أن المال لن ينجي الأمان.
أغلقت عيناها واستسلمت أخيرا للنوم علها تجد مثوى آخر بعد توهم زعزع استقرارها.
جلست شمس وحدها بغرفتها تضم ركبتيها معا نحوها..تنظر أمامها بشرود يصطحبه بكاء وشهقات أحيانا ترتفع وأخرى تنخفض.
لقد انقطع الوصال بينهما وغلفت القسۏة حياتهما حتى أنها شعرت وكأنه شخصا آخر أمامها..تلبسه رداء اللاوعي وخرج عن طور تعقله في لحظة فرقت بينهما.
آه كم من أحاسيس موجعة ټضرب قلبها وتجعله دون حماية أمام عاصفة قلبت حياتها لم يكن في مخيلاتها أن الانفصال سيكون نهاية طريقهم..لقد ظنت أن الحب بينهما قادر على هدم أي عواقب قد تعيقهم ولكن يبدو أنها خاطئة...سطحية في نظرتها وأعمها العشق عن قسۏة الواقع.
مسحت دموعها حينما أنذرها عقلها بأن