السبت 28 ديسمبر 2024

رواية سليم 11

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أمر انتظارها هنا بغير محله..نهضت بجسد مرهق خالي من الحياة بعدما تركها نصفها الآخر والذي كان يمثل لها كل شيء.
جذبت حقيبة كبيرة وبدأت في وضع ثيابها بدموع تنهمر فوق صفحات وجهها..تشوشت الرؤية أمامها كحال تشوش عقلها لا تعلم أين المأوي من بعده..لن تنكر أن هناك احساس بالخۏف من العالم الخارجي الذي ستقابله الآن..ولكن لن يهم فمن تركها في مهب الريح هو السبب في ذلك هو من قطع وتد المودة والرحمة بينهما دون أي انتباه أن ليس لها مأوى آخر.
دخلت منال للغرفة بوجه حزين وما إن رأتها وهي تمليء حقيبتها بالثياب حتى اردفت بنبرة مذعورة
انتي بتعملي إيه يابنتي.
بلم هدومي علشان أمشي.
قالتها شمس بصوت مبحوح اثر بكائها الطويل منذ خروج سليم منذ المنزل اقتربت منال منعها ومنعتها مما تفعله.
تمشي فين..ينفع حد يسيب بيته ويمشي.
عاتبتها منال بهدوء فردت شمس بنبرة يتخللها البكاء
مبقاش بيتي خلاص...هقعد هنا بصفة إيه!.
سارعت منال بالتحدث تنفي حديثها 
بصفة مرات سليم..يا حبيبتي سليم هيرجع وهينهي الخلاف ده ميقدرش على بعدك وبعدين ده بېموت فيكي..اخره ساعة ولا ساعتين كمان..ولو الزعل طول اوي هيفضل لبكرة وتلاقيه جاي.
فتحت فمها كي تتحدث وتصر على رأيها لعلمها بشخصيته الجامدة..ولكن طرقات الباب جعلتها تصمت..تراقب دخول يزن مشيرا بالهاتف أمامها
سليم اتصل وقال متخرجيش برة البيت وتفضلي قاعدة في شقتك.
ابتسمت منال بحزن وهي تقول بصوت يغلبه البكاء
شوفتي قولتلك..ده اطيب واحد فيهم هما الكل..بس هو زعلان وحقه يزعل شوية.
بس مش يطلقني يا ماما.
قالتها شمس وهي تنخرط في بكاء حار مجددا جذبتها منال نحوها تربت فوق ظهرها بحنو
معلش ياحبيبتي..من زعله بس بكرة هيرجعلك تاني.
محدش هيسمحلك يا شمس تمشي اقعدي...كلها ساعات وسليم يرجع ونتكلم معاه.
أخبرها يزن برزانة..فأومأت له بهدوء وتركت الثياب من يدها قررت ترك نفسها للأيام تعطيه فرصة أخيرة كي ينقذ حياتهما من هلاك مظلم فمازال القلب يحيا من أجله..وبعده عنها يعني دفنه في طيات الالم.
ارتحت انت كده!.
قالها سيف بضيق من صديقه والذي كان يجلس أمام مكتبه في ورشته..واضعا رأسه بين يده يخفي وجهه الحزين الغارق في أوجاعه.
افرض مقعدتش وأصرت تمشي.
رفع وجهه في بطء وبنبرة تخلى منها الحياة
هتقعد.
طرق سيف فوق سطح المكتب الخشبي المتهالك قائلا
يا سليم انت هديت حياتك الغلط من أهلك انهم اتدخلوا في الكلام ما بينكوا كنت خدها بعيد واتكلموا مكنتش الأمور هتوصل لكده.
كانت بتتحامي في زيدان مني.
أجابه سليم ببساطة ونبرته محطمه صمت ساد المكان بعد حديثه..ولكن قطعه سليم بنبرة بالكاد تخرج منه
مع أني عمري ما أذتها طول عمري بحميها بخاف عليها من أي حاجة بحافظ عليها بكل قوتي أنا كنت مغفل يا سيف..كنت عايش في وهم..فسرت حبي ليها على أني بقهرها..حتى شمس طلعت زيهم.
أردف سيف بنبرة هادئة يحاول امتصاص ڠضب صديقه المتفاقم داخله وحتى إن أظهر العكس.
أهلك بيحبوك يا سليم.
رد سليم بنبرة مريرة تشرح كم يتجرع من الألم أضعافه على يدهم.
لا..مفيش حد فيهم بيحبني وواقف معايا دول ساعدوها تخبي وتكذب على جوزها..ساعدوها في الغلط وبيجبوا اللوم عليا..أنا دايما الغلط وهما الصح..أنا الۏحش اللي بكرههم مع اني بستحمل حاجات علشان راحتهم.
وقف سيف عاجزا أمام صديقه ناقما على أهله بسبب ترك چروحه الماضية دون معالجتها.
طب اهدا النهاردة...وبكرة اتكلم معها لوحدكوا وفهمها الغلط اللي عملته.
رمقه ببرود ينافي المراجل المشټعلة في صدرة قائلا بصوت مخټنق يتخلله الحدة
مفيش كلام ما بيني وبينها
تاني يا سيف أنت أكتر واحد عارف لما بقول كلمة مبرجعش فيها..الحياة اتقطعت ما بيني وبينها.
نبرته كانت تحمل الاصرار لن يقبل بأمورا خارج حدوده..حتى لو كان ذلك على حساب قلبه.
الفصل نزلته بما ان هو جاهز 
قراءة ممتعة

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات