رواية سليم 19
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
شغله موجود ويعرف يفتح بيته.
هزت كتفيها ببرود وهي تواجه ضيق فاطمة منها
طيب وانا مالي بده كله انتي اصلا مشوفتيش طريقته وهو بيتكلم معايا.
رمقتها فاطمة باشمئزاز من تفكيرها
ليال معلش هو في واحدة طايلة حد يعترف بحبه ليها.
خرجت ليال عن طور تعقلها فقالت
يابنتي ده مخطط للجواز وكأني مش موجودة..ده كويس انه افتكر يقولي.
من حبه فيكي خاېف تضيعي منه.
رفعت ليال حاجبيها ساخرة وهي تقول
يا سلام مين قالك!.
ضړبت كفيها ببعضهما بتعجب
ماهو اعترفلك يابنتي.
اندفعت تخبرها في حنق من ردود أفعاله الوقحة والتي لوح بها في الاسفل
اعترف بحبه يعني ماهو ممكن يكون طريقة علشان يوقعني بيها.
انزعجت فاطمة منها ومن طريقتها في الحديث عن أخيها
تقهقهر الحماس الذي كان يدفعها للرفض طلبه وهي تجيب بخفوت حينما لاح أمامها شهامته معها في مواقف عديدة
لا بس...
قاطعتها وهي تؤكد على حديثها بنبرة يتخللها الغرور
مبسش اخويا راجل وياما جت ستات من المنطقة تعرض عليا بناتهم بطريقة خبيثة وكنت بندفع واروح اقوله كان يقولي لا لسه ملقتش بنت الحلال اللي تعجبني.
يا ليال في حد طايل يلاقي سند بالحلاوة والجدعنة دي ده بنات المنطقة كلها هتحسدك وبعدين متزعليش مني هتفضلي لغاية امتى قاعدة لوحدك وهتلاقي فين راجل صريح كده زي أخويا.
صريح اوي!.
تجاهلت نبرتها تلك وقالت بخبث حينما اخرته كأخر سلاح تستخدمه في اقناعها شاكرة لاستماعها لبعض من نساء المنطقة الفضوليين حيث لم يتركن شخصا إلا وتكلمن بحقه منذ ولادته.
وبعدين أنا كنت اسمع زمان عن عمك ومراته انك مش بتحبيهم ولا هما بيحبوكي هتشمتيهم فيكي طب والمنطقة اللي عرفت ان كتب كتابكوا النهاردة يقولوا إيه.
ردت فاطمة ببرود
اللي حصل حصل هو احنا لسه هنفكر في الماضي..احنا نفكر في الحاضر دلوقتي وخصوصا ان اخويا معندوش استعداد يخسرك.
لوحت لها بمدى تمسك أخيها بها فانفعلت ليال بحنق
اه بتحط قدام الامر الواقع يعني.
وبنفس برودها كانت تجيب
لا فكري ياحبيبتي قدامك لسه وقت تفكري فيه وتحسمي قرارك.
ولو كان بالرفض قوليلنا نلحق نجيب بنت تانية..
كان أسلوبا ماكرا قررت أن تلعب به كي تكسب عاطفتها نحو أخيها فالعاطفة هي الأداة الحاسمة في المواضيع المتعلقه بالقلب.
لم تصمت بل راحت تخرج بعض من الكلمات المرتبة والتي لها واقع وتأثير قوي عليها
طب واحنا هنلحق ندور على بنت تحضر كتب الكتاب ياربي نعمل إيه بس يعني عليك يا سيف!.
اكتوت بنيران الغيرة مجددا فإن لم يكن سيف لها فلن يكون لغيرها بعد اعترافه بحبه لها.
أنهت حديثها بنبرة خبيثة جعلت من قلب ليال أرجوحة نتيجة لتوترها.
هسيبك تفكري يا حبيبتي وان شاء الله يكون بالخير.
كانت تتكلم بثقة لخبرتها في تصرفات الفتيات الحمقاء مستندة لفكرة أن رفضها الشديد ما هو إلا تعزيز لنفسها فقط وأن قلبها بالطبع يميل لأخيها وبشدة..
فشردت ليال وهي تقول ساخرة
هفكر لغاية المغرب!.
صمتت فاطمة تفكر قليلا ثم عادت تقول بحسم
خلاص قدامك من هنا لبعد بكرة..بس زي ما قولتلك لو هترفضي الحقي قولي ننقذ سيف من الوضع ده.
أنهت حديثها ثم قامت من مكانها تغادر الشقة تحت نظرات ليال المتعلقه بأثرها وكأنها غابت في عالم خاص بها فالحسم كان افضل شيء تجيده في حياتها ولكن أمام الحب تصبح حائرة عاجزة القلب يتمنى والعقل يتمنع وماذا هي بفاعله هل ستقدر على مواجهة عنفوان عقلها أو تحمل آلام قلبها وهي تراه مع غيرها! لا تعلم..كل ما تعرفه أنها حقا تحتاج لهدنة من التفكير فالأمر ليس بسهل الموافقة عليه ولا رفضه وخاصة بعد حديث فاطمة عن زواجه بأخرى.
هبطت فاطمة درجات السلم فوجدت سيف أمامها يحدق بها بقلق فقطعت عليه حديثه الذي كاد أن يخرج من شفتيه
بعد بكرة.
هو ايه اللي بعد بكرة!
كتب الكتاب يا حبيبي!.
قالتها بجدية مفرطة فسألها بتعجب
وافقت.
لا من هنا لبعد بكرة هتفكر بس اعتبرها موافقة!.
ردت في ثقة سخر منها سيف
ومالك متأكدة كده ليه!.
عيب عليك أنا بقولك جهز كل حاجة بعد بكرة ان شاء الله.
أجابت بثقة مجددا ولمعت عيناها بالسعادة لإتقانها مهمتها على أكمل وجه فسألها سيف بشك محذرا إياها
اوعي تكوني حسستيها ان حياتي متوقفه عليها!.
توسعت عيناها بزهول زائف وهي تجاهد أن تخفي ابتسامتها بصعوبة
لا خالص..هو أنا هبلة علشان اعمل كده ده أنت حبيبي يا سيف.
ثم أكملت طريقها نحو شقتها تهرب من نظراته التي تحاول الامساك بها كي تعترف بما قالته بالأعلى لتلك المتمردة والتي لن ترضخ بهذه السهولة..زفر بتعب وقرر الاتصال بعمها متحججا له بظروف وهمية وتأجيل مجيئه لبعد غد.