رواية سليم 29
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل التاسع والعشرون.
الهدوء المنبعث من حوله لطيف لدرجة أنه أطفأ نيران الڠضب التي كانت تتفاقم بداخله مع كل حرف كان ينطق به أخيه المعتوه ...نعم ليس سوى معتوها كي يتحدث هكذا بكل بساطة دون أن ينتبه لما عانى منه في الماضي وحتى لو قدم ملايين الاعتذارات لن تفيد بشيء فالچرح غائر ولن يعالج باقوالا لفظية تنسف مع أول عاصفة تهاجم حياتهما.
لم يشعر بنفسه وهو يركض كالمچنون نحو سيارته بثيابه البيتية يخترق قوانين المرور من أجل أن يطمئن عليه رغم أن قلبه مشوه بأثار ندوب الزمن القاسېة إلا أنه مازال ينبض من أجل عائلته هم كنزه الوحيد رغم العواقب التي كانت تحيطه يكره أن يصيبهم مكروه ومع أي أذى يتعرضوا له يخفق قلبه بشدة لدرجة أنه يهوى من السماء السابعة لاسفل الارض تماما مثل حاله الآن وهو يتابع أخيه مثبتا بالأجهزة الطبية من خلف زجاج غرفة العناية المركزة فكان يستمع لكلمات الطبيب ولا ينتظر الا شيء واحد متى سيفتح عيناه ويعود ذلك المعتوه لطبيعته!.
دخلت شمس بصينية العشاء وعلى وجهها ابتسامة واسعة
- العشا يافندم.
- أنا زهقت من الاكل ومنكوا.
- كلك أخوك سليم مفيش فرق ما بينكوا.
التوى فمه ساخرا لتشبيه بسليم ذلك القلب المتحجر والذي لم يدخل مرة واحدة للاطمئنان عليه بل لم يعطيه أي انتباه يستمع لصوته في الخارج ومن بعدها يصعد لشقته أليس في قلبه ذرة رحمة وغفران!
ودون تفكير منه وجد نفسه يتحدث بسخط
- طبعا..سليم الشعراوي واحد وبس.
قالتها بكبرياء وثقة وابتسامة الحب تشق ثغرها فرد زيدان بهجوم وكأنه لم يع لما يقوله
- بتحبي فيه إيه ده! ده قلبه حجر محدش فيكوا واخد باله انه معبرش اخوه من وقت ما عمل الحاډثة.
هزت كتفيها بلامبالاة وكأنها كانت تتوقع كلماته القاسېة ولكنها ليست سوى تنفيث عما يشعر به من اضطراب نفسي لما آلت إليه علاقتهما الأخوية
رفع أحد حاجبيه فورا بذهول من حديثها فأكملت هي بسلاسة تلقي بكلماتها بهدوء دون أن تنتبه لفيضان مشاعره وتكدس أفكاره بالأسئلة
- وانت في المستشفى مش حاسس بنفسك كان جنبك ورفض يسيبك لحظة ولما فوقت اطمن عليك مقدرش يدخلك لانك اول ما فوقت سألت على كله ما عدا هو يعني وجوده مش فارق معاك ببساطة قرر أنه يحتفظ بنفس المسافة اللي أنت عاملها بس ده ميمنعش انه بيكلمني يوميا ويسألني أكلت وشرب واخدت دواك ولا لا.
- انتي بتتكهني ولا...
قاطعته وهي تنهض حينما استمعت لصوت يزن يخبرهما بمجيء أصدقاء زيدان
- أنا أكتر واحدة عارفة اخوك على إيه وحاسة بيه كويس عشان كده مش بلومه أبدا من ناحيتكوا.
أنهت حديثها وخرجت سريعا تفسح