رواية خالد 11 بقلم زينة بن عمار
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
ومش قادر أعمله حاجة..أقولك حاجة..الظاهر إن غلطت لما جيت هنا النهاردة ..عن إذنك.
ونهض لتوقفه كلماتها الحزينة وهي تقول
أنا آسفة..أنا مكنش قصدى أقلل منك.
رآها مطرقة الرأس تستطرد بحزن
بس انا كمان عشت مع صاحبتى مأساتها.
لترفع إليه عينان دامعتان أصابتاه بغصة فى قلبه وهي تستطرد قائلة
صاحبك خان صاحبتى..وهي شافت دليل خيانته بعينيها.
ضړب خالد مقود سيارته بحنق..يتساءل ماذا يفعل هنا وماالذى جاء به إلى هذا المكان مجددا..يجلس فى سيارته كالمراهقين أسفل بنايتها ينتظر ربما ظهورا لها من شرفتها..أو ربما يحالفه الحظ وتخرج فيراها..تبا..ما الذى يحدث له..ولماذا تشغل باله إلى تلك الدرجة..يشعر انه ليس خالد نصار الذى يعرفه الجميع ..بل هو شاب يعيش مشاعر جديدة لأول مرة..ربما كان السر فى أنه لم يعش مراهقته..وربما لأنه يشعر أنها مختلفة عن كل النساء اللاتى مررن بحياته..تشبه أخواته إلى حد كبير..تكاد تماثلهم وهو الذى ظن بأن مثيلاتهن إنقرضن منذ زمن بعيد..لا يدرى حقا..ولكن ما يدركه هو شعور بداخله قوي تجاه تلك الجورية..يجذبه بإتجاهها بشدة..يقاومه بكل قوته ولكن لا فائدة..إنه شعور طاغ..يغمره بكل ذرة فى كيانه..قاطع أفكاره ظهورها فى شرفتها..ياالله..هل يجب أن تكون بهذا الجمال..إستندت بيديها على سور الشرفة ونظرت إلى السماء برقة..تطايرت خصلاتها مع النسمات فبدت كأميرة أسطورية لإحدى الروايات..تطلع حوله بسرعة يرى إن كان هناك غيره شاهدا على هذا الجمال..فلم يرى أحدا من المارة..زفر براحة ولكنه مالبث أن عقد حاجبيه بقوة..هل يغار عليهانعم يغار وبقوة..نظر إليها مجددا فى صدمة....
قال نبيل پصدمة
مستحيل أصدق الكلام ده عن مؤيد..ولو شفته حتى بعينى..إنتى متعرفيش لين كانت بالنسبة له إيه..دى كانت روحه وقلبه وحياته كلها..كانت كل حاجة بالنسبة له..ستات كتير حاولوا يوصلوا لقلبه بس محدش فيهم قدر ..والكلام ده كان أدامى..كان يشاورلهم على صابعه اللى فيه دبلة جوازه ويقولهم..آسف أنا متجوز ملكة إزاي بس هبص لجواريها..مؤيد كان قبل الجواز دنجوان صحيح وبيحب الستات..لكن وهو مع لين وبعد ما حبها..مبقوش يهموه أبدا..حتى بعد ما سابته مبصش لمخلوقة غيرها طول السنين اللى فاتت دى.. تفتكرى واحد زي ده يعمل اللى إنتى قلتيه ده
لو إفترضنا إن كلامك صح..تفسر بإيه شهادة ال DNA..واللى شافت فيها لين تطابق الحمض النووى لمؤيد مع طفلته.
هز نبيل كتفيه قائلا
حاجات كتير..تمثيلية إتعملت عشان تفرقهم مثلا..أو غلطة قبل الجواز..من قبل حتى مايعرف لين..وإنتى قلتى بنفسك إنها ماشافتش الطفلة ولا تعرف سنها الحقيقى..ولا حتى شافت مامتها..كل اللى شافته شهادة عبيطة ممكن حتى تتزور..أنا حقيقى مستغرب..إزاي لين كانت بالغباء ده ..إزاي صدقت إن مؤيد ممكن ېخونها
لما الحب بيزيد..الغيرة بتزيد وممكن تعمى..ده غير إن اللى قالها الكلام ده كانت إنسانة هي بتثق فيها جدا..رغم إنى مبطيقهاش..بس برده مستحيل أنا كمان أشك فيها..ومعتقدش إن لها مصلحة فى إنها تفرقهم.
قال نبيل وهو يعقد حاجبيه
ومين بقى البنى آدمة دى
قالت سها
مرات أخوها خالد..شاهيناز .
قال لها البواب
الباشا نزل من الصبح بدرى ولسة مجاش.
قالت شاهيناز بعصبية
وهييجى إمتى
هز البواب كتفيه قائلا
مش عارف ياهانم..الباشا ملوش مواعيد..نبيل بيه بيركن عربيته هناك أهو ..ممكن حضرتك تسأليه.
أخفت شاهيناز وجهها بياقة معطفها وهي تقول بتوتر
لأ ..مش مهم ..بعدين.
وأسرعت بالإبتعاد دون أن يراها نبيل..متجهة إلى سيارتها ومنطلقة بها بأقصى سرعة..بينما ضړب البواب كفا على كف قائلا
آه يابنت المچنونة.
قال نبيل الذى إقترب من البواب
بتكلم نفسك ياعم صالح
نظر إليه صالح قائلا
ڠصب عنى يانبيل بيه..فيه ناس كدة تخليك تكلم نفسك زي المجانين.
إبتسم نبيل قائلا
سلامتك من الجنان ياراجل ياطيب.
قال صالح
تسلم يابيه.
كاد نبيل أن يغادر صاعدا إلى شقة مؤيد حين إستوقفه صوت البواب وهو يقول
بالحق يانبيل بيه..الست اللى كانت هنا من شوية كانت بتسأل على مؤيد باشا..والحقيقة انا مرتاحتلهاش خالص.
عقد نبيل حاجبيه قائلا
إسمها إيه الست دى
قال صالح
مقالتش.
قال نبيل
طب شكلها إيه
قال صالح
هي ست حلوة..وبنت ناس..مش قصيرة ومش طويلة ..شعرها بنى ووشها مدور وعينيها رمادى..وعندها شامة على رقبتها.
أومأ نبيل برأسه بهدوء..فهو يعرف سيدة بتلك المواصفات بالفعل..ليتأكد من ظنونه ويصمم على إيجاد مؤيد وإخباره بكل ما يعرفه بدوره...على الفور.