رواية خالد 12
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الثانى عشر
يرونك وحش قاس مخيف..بارد القسمات..
ترتعد قلوبهم لمرآك..ترتجف من الخۏف الدقات..
وأراك أنا كما أنت ..تعجز عن وصفك الكلمات..
أراك بريئ كطفل فى المهد..رائع الضحكات..
تخفي روحك عن من حولك..تخشى نفوس تملؤها الظلمات..
تحيط نفسك بهالة من الثلج..تختفى خلف الغيمات..
ترهب الجميع لكنك لاترهبنى.. فقد سبرت أغوارك وأدركت السمات..
فأرى سحر يجذبنى..وأنا لطلاسم السحر من القارئات..
كان خالد يمشى فى طرقات المدرسة الخاصة بريم ينظر إلى ساعته التى تشير إلى أنه قد وصل قبل ميعاد الحفلة بوقت كاف جدا ليراجع معها دورها..ليبتسم وهو يدرك كم سيسعدها وجوده..ثم مالبث أن إختفت إبتسامته وهو يدرك أنها سوف تفتقد والدتها..لا يعلم كيف تفوت شاهيناز حفلة إبنتها الأولى بتلك السهولة..توقف متجمدا وهو يراها..أغمض عينيه ثم فتحهما مجددا ..ليتأكد من أنه لا يحلم أو يتوهم ذلك..ولكنه لم يكن كذلك..لقد كانت هناك..تجلس على ركبتيها أمام طفلة صغيرة تعدل لها فستانها..بينما تنظر إليها الفتاة الصغيرة بحب..أصابته غصة فى قلبه..يتساءل پألم..هل تلك هي إبنتها الصغيرةهل هي متزوجةأم مطلقةوربما أرملة..هو حقا لا يدرى..لقد ظنها عزباء..إقترب منهما بهدوء..ليستمع إلى صوتها الرقيق وهي تقول
إبتسمت روجينا قائلة
أوعدك يامامى.
توقف قلبه تماما وضاعت خفقاته..إذا هي إبنتها حقا..تبا..لما يؤلمه ذلكتوقف خلفها تماما..لتنظر إليه الطفلة الصغيرة فى فضول..إنها رائعة ولكن ملامحها لا تشبه جورية..ترى هل تشبه أباهاأصابته غيرة حاړقة..لم يستطع السيطرة عليها ..بينما إلتفتت جورية لتنظر إلى مايلفت إنتباه صغيرتها..لتتجمد كلية وعيونها تقابل عيناه..ظلت هكذا لثوان ..لا تحيد بنظرها عنه..ثم نهضت ببطئ تطالعه بصمت..ليقطع هو هذا الصمت قائلا ببرود
عقدت حاجبيها فى حيرة من دعوته إياها بلقب مدام..لتصحح كلماته قائلة
آنسة..آنسة جورية ياأستاذ خالد.
تصدعت وجهته الباردة وهو يعقد حاجبيه بشدة منقلا بصره بينها و بين الطفلة ..لتفهم جورية سبب دعوته إياها بهذا اللقب لتقترب منه هامسة بهدوء
روجينا ..بنت كاتبة زميلة لية فى الدار..للأسف مامتها مټوفية..وأنا هنا بدالها..ربنا يرحمها.
مين ده يامامى
لتقول بهدوء تظاهرت به لتخفى خجلها
سلمى على آنكل خالد ياروجي..ده يبقى..يبقى....
مال خالد يمد يده إلى الطفلة قائلا بحنان
أنا أبقى صديق مامى ياحبيبتى..وكمان أبقى والد الطفلة ريم نصار..لو تعرفيها.
قالت روجينا بسعادة وهي تضع كفها الصغير داخل كفه الكبير
إبتسم خالد وهو يقرص وجنتها بخفة قائلا
أجمل ساحرات.
إبتسمت جورية وهي تتابع تعامله مع تلك الفتاة الصغيرة بحنان..يذكرها فى تلك اللحظة بفهد ..حبيبها فى الوادى..لتتشابك نظراتهما فى تلك اللحظة..إعتدل ببطئ لا يحيد بنظراته عنها..لتتنحنح قائلة
إحمم ..طيب إحنا هنستأذن عشان.....
قاطعها صوت ېصرخ بمرح
بابى.
إلتفتت جورية لترى طفلة صغيرة رائعة الجمال..تراها كثيرا فى فصل روجينا حين تحضر إلى المدرسة فى يوم الأربعاء..تمنحهم بعضا من وقتها وتمارس هوايتها فى رواية الحكايات وتقليد أصوات الأبطال..أدركت الآن أن تلك الطفلة إبنة خالد فهي تشبه والدتها إلى حد كبير..تسرع إلى خالد ليجثو على ركبتيه يستقبلها بين أحضانه..لتقول بسعادة
فرحانة أوى إنك جيت يابابى..فين