الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد 20

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

هذه اللوحة والتى ستذكرها دائما بقصة عشق بلا أمل..تبا..وما الشئ هنا الذى لا يذكرها بعشقها..الأرض.. الهواء ..الماء..كل شئ ينبض بإسمه..بذكرياتها معه..هذا الوادى بأكمله يحمل عبقه..جاءت إليه تبغى هربا من حبيبها ..تبغى نسيانا لعشقه..فما زادها هذا الوادى سوى تذكيرا به وبقصتهما معا..لتزفر بقوة..لا تدرى ماذا تفعل
رن هاتفها..لترى رقم خالتها جليلة..أخذت نفسا عميقا..ثم أجابت هاتفها قائلة
أيوة ياخالتى..عارفة إنى إتأخرت وجاي.....
ليقاطعها صوت جليلة وهي تقول بجزع
فهد هنا ياجورية..وبيسأل عنك.
إعتلت الصدمة ملامح جورية وهي تضغط بأصابعها على سماعة الهاتف بقوة وخالتها جليلة تستطرد قائلة بإضطراب شديد 
تعالى بسرعة قبل ما جدك ييجى ويشوفه وتبقى مصېبة.
قالت جورية بتوتر وهي تفيق من صډمتها 
جاية حالا..مسافة السكة.
لتغلق هاتفها على الفور وتلملم أشيائها بسرعة وتصعد إلى مهرة..توكزها بقدمها قائلة
على البيت يامهرة وبأسرع حاجة عندك.
وكأن الفرسة قد أحست بصاحبتها لتنطلق مهرة بسرعة..تسابق الريح..توصل جورية إلى حيث ينتظرها خالد..لا تدرى ما الذى ستفعله معه حين تصل وكيف ستشرح الأمر لجدها وتتفادى أن يعرف خالد بقصتهما سويا..تدعوا الله فقط ان تصل فى الوقت المناسب قبل أن يكتشف جدها وفهدها كل ما أخفته عنهما سويا.
إقتربت شاهيناز من تلك الطاولة التى يجلس عليها مؤيد كما عهدته بالماضى..مسترخيا ..ينظر إلى محيطه بسخرية وكأنه لا يأبه بهم..بل إنه حقا لا يهتم لأمرهم..يهتم بنفسه فقط..برغباته وأمنياته التى يضعها قيد التنفيذ..ولا شئ..لا شئ مطلقا يحول دون أن يلبى تلك الرغبات ويحقق تلك الأمنيات..هكذا عشقته..جامحا..رائعا..لا مثيل له فى كل من عرفت قبله..حتى قابل لين..ليتحول إلى حمل وديع..کرهت ما فعلته به تلك المرأة الغبية..والتى لم تقدر قيمة هذا الكنز الثمين حين كان بيدها وتركته هكذا بسهولة يضيع من يدها..لو مكانها ما تركته قط بل لأصبحت له كظله تماما..لا تفارقه سوى بالمۏت..وقعت عيناه عليها فى تلك اللحظة..لتبتسم مرحبة به فبادلها إبتسامتها ناهضا من مكانه لإستقبالها..توقفت أمامه تماما فمد لها يده لتمد له يدها تسلم عليه..ضغط على يدها برقة وهو يرفعها إلى فمه يلثمها..لتتسع إبتسامتها وهو يعتدل قائلا بجاذبية طاغية
إتأخرتى علية..بس جمالك يشفعلك عندى ويخلينى أديلك ألف عذر.
جلست تضع قدما فوق الأخرى قائلة بدلال
طول عمرك مجامل يامؤيد..وبتعرف تسكتنى بكلامك.
جلس مؤيد بدوره وهو يقول
أنا مش بجاملك وإنتى عارفة إنتى أد إيه جميلة..فبلاش تواضع..مش لايق عليكى على فكرة.
إبتسمت وهي تخرج من حقيبتها علبة سجائرها ..تخرج منها سېجارة..وتضعها فى فمها..ليسرع مؤيد بإشعالها بقداحته..لتأخذ نفسا عميقا ثم تطلقه قائلة بهدوء
أنا عارفة فعلا إنى جميلة بس جمالى ده مفرقش معاك زمان يامؤيد..إيه اللى إختلف دلوقتى
مال إلى الأمام قائلا وهو يشير إلى نفسه
اللى إختلف أنا ياشاهى..مؤيد مبقاش مؤيد بتاع زمان..بعد اللى عملته فية بنت نصار..قررت أرجع زي زمان.. أفكر فى نفسى وبس..وقررت كمان إنى أطبق المثل..خد اللى بيحبك ومتاخدش اللى بتحبه..وأنا عارف إنك أكتر واحدة حبيتنى ياشاهى.
نظرت إليه شاهيناز وقد إلتمعت عيناها بلهفة ولكنها مالبثت أن تمالكت نفسها وهي تقول 
بس أنا دلوقتى ست متجوزة.
إبتسم مؤيد قائلا فى سخرية
بس مبتحبيش جوزك ..ومبتلمعش عنيكى ليه زي ما بتلمع لما تبصيلى ياشاهى.
تراجعت شاهيناز فى مقعدها قائلة
وإفرض..هتفرق فى إيه دلوقت
قال مؤيد بهدوء
هتفرق كتير صدقينى ياشاهى..لو بجد بتحبينى هبيع الدنيا كلها وأشتريكى وهتحدى الكل عشان تكونى معايا.
قالت شاهيناز بهدوء يخالف دقات قلبها المتسارعة فرحا
وخالد..ولين..هنعمل معاهم إيه يامؤيد
قال مؤيد بغموض
دول سيبيهم علية..هقدر عليهم وبسهولة..إنتى نسيتى أنا مين
قالت شاهيناز بجدية
منستش يامؤيد..بس إنت اللى ناسى إحنا بنتكلم عن مين..ده خالد نصار برده.
إبتسم بسخرية قائلا
وأنا مؤيد الحسينى ياشاهيناز..الظاهر إنك فعلا نسيتى أنا مين وأقدر أعمل
إيه..عموما لو مش عايزانى فخلاص قعدتنا دى ملهاش لازمة وإعتبريها محصلتش..عن إذنك..انا مضطر أمشى لإنى معنديش وقت أضيعه على الفاضى.
ونهض ينوى المغادرة حين إستوقفته بيدها التى أمسكت ذراعه قائلة
إستنى رايح فين..أنا مقلتش إنى مش عايزاك.
نظر إليها قائلا ببرود
ومقلتيش كمان إنك عايزانى.
إبتسمت قائلة
هقولها يامؤيد..عايزاك طبعا ..أنا عمرى ما حبيت ولا هحب غيرك.
إبتسم بإنتصار وهو يجلس مجددا قائلا
حلو أوى..كدة بقى أقعد عشان نعرف نتكلم.
قالت شاهيناز فى حيرة
هنتكلم فى إيه 
إتسعت إبتسامته قائلا
نتكلم عن مستقبلنا طبعا ياحبيبتى.
إبتسمت بسعادة وهي تسمع مؤيد يدعوها بحبيبته..بل ويتحدث عن مستقبل يجمعهما..لتنصت إليه بكل حماس وشغف......وعشق.

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات