الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد 20

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

طريقه لأن يؤمن بأن العشق عندما يمتلك القلب..يجبر صاحبه على فعل المستحيل ليكون فقط إلى جوار محبوبته..فقط إلى جوارها.
قال خالد بهدوء
مع الأسف يامؤيد ..سفرية مفاجئة ومش هعرف أقابلك النهاردة ..هنأجل الميعاد لغاية ما أرجع من السفر.
قال مؤيد بهدوء 
تمام ياخالد..تروح وترجع بالسلامة.
ثم أغلق هاتفه وهو يشعر بالإرتياح لما يحدث..فربما جاءت مقابلته اليوم مع خالد بما يثنيه عن إنتقامه..والذى لن يستطيع أحد أن يحول بينه وبين القيام به سوى خالد فقط الذى يكن له فى قلبه كل الود والإحترام..يدرك من كل قلبه أن رجلا مثله لا يستأهل تلك المرأة الحية الخائڼة..وسيعمل على إزالتها من حياته وحياة الجميع..بل سيعمل على إزالتها من الدنيا إن إقتضى الأمر ذلك....نعم سيفعل.
كانت شاهيناز تجلس شاردة..تفكر فى رحيل مؤيد السريع بالأمس..تتساءل بحيرة عما أخبره به خالد قبل ان يذهب..فربما ظهرا كصديقين بالأمس حين كانت تراقبهما ولكنها تعلم أن خالد حانق على مؤيد لتطليقه لين فى غيابه ودون أن ينتظر عودته ..حتى وإن طلبت هي ذلك..فقد كان الأولى به أن ينتظر عودته فربما أصلح بينهما ولم يصل بهم الأمر إلى الطلاق ..وهذا بالضبط ما أرادته شاهيناز..تدرك بالفعل أن غياب خالد قد ساعدها فى تفرقتهم عن بعضهم البعض..فلو كان موجودا لإستطاع ټدمير خطتها بالكامل..أفاقت من شرودها على صوت ريم وهي تمنحها هاتفها قائلة بملل
أنا زهقت يامامى من اللعبة دى..خدى الفون بتاعك وأنا هروح ألعب مع آنطى ليلة..أكيد رجعت من الجامعة دلوقتى.
ربتت شاهيناز على رأسها بحنان قائلة
ماشى ياريم..روحى لليلة.
غادرت ريم الحجرة تتابعها شاهيناز بعينيها..قبل أن تنظر إلى هاتفها..لتلتمع تلك العيون وهي تسرع بطلب رقم هاتفه..ليرد عليها على الفور..فإبتسمت قائلة
إزيك يامؤيد.
أجابها ..فأمسكت خصلة من شعرها لفتها على يدها قائلة
معقولة مش عارف صوتى
إستمعت إليه وهي تبتسم قائلة
أيوة شاهى.
لتعتدل وهي تستطرد قائلة
بقولك إيه..خالد سافر وأنا مروحتش الشغل النهاردة ومليت من قعدة البيت..إيه رأيك نخرج نتعشى برة
إستمعت إليه فإلتمعت عيونها وهي تقول
تمام ..ساعة بالظبط وهكون هناك..أيوة أيوة عارفاه ..سلام.
لتغلق هاتفها وهي تنهض بسرعة تستعد لمقابلته..تشعر بالسعادة وكأنها عادت مراهقة من جديد..وياله من شعور.
كان خالد يقود سيارته متجها إلى الوادى بذهن شارد..ليست تلك هي المرة الأولى التى يرى فيها هذا الطريق..يكاد يقسم على ذلك..فهو يبدو مألوفا لديه إلى حد كبير..يكاد يجن وهو يدرك أيضا أنه لم يسافر أبدا إلى هذا المكان أبدا..ولم يزر الوادى مطلقا فى حياته..إذا لماذا إنعطف من ذلك الطريق قبل أن يرى تلك اللافتة التى ترشده بالإنعطاف تجاه اليمين كي يصل إلى الوادىولماذا يشعر فى كيانه بأنه كان هنا من قبلترى هل من الممكن ان يكون هذا المكان من أحلامه أيضاإنه حقا لا يدرى..شعر بالإرهاق من كثرة التفكير..يعاوده ذلك الصداع المؤلم من جديد..ليقرر تنحية كل التساؤلات جانبا حتى يصل إليها..إلى من يثق بأنها ستجيب عن كل تساؤلاته وتريح قلبه وعقله..فبداخله شعور أنها وحدها من تملك جميع الإجابات..هي دون غيرها...جورية.
كانت جورية تمسك بقلمها ترسم لوحة لهذا المنظر أمامها..تتأمل قرص الشمس الأحمر وتلك الأرض البعيدة تبتلعه ببطئ ..تخفيه عن ناظريها..وكأنه أبدا لم يكن..تماما كعشقها الذى إبتلعته بقعة النسيان..فإختفى ببطئ من حياتها وحياة فهدها..ليظل ظلا باهتا لا أمل فيه ومآله إلى زوال..ولكن مع إختلاف بسيط فالشمس ستشرق من جديد تلقى بأشعتها على تلك الأرض الجرداء..ولكن عشقهما لن يسطع مجددا فى سماءها ينير أرض قلبها التى أصابتها ظلماء نسيانه..بل يوما ما سيزول ويختفى ليتحول قلبها إلى عتمة لا نهاية لها..تركت قلمها فلم تعد ترغب فى رسم

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات