الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد 29 بقلم نور محمد

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

النهاردة..وعلى فكرة منصدمتش فيكى ولا إنصدمت من موضوع ريم..من أول مامؤيد ولين قالولى وأنا كنت متأكد من إن ريم هي البنت اللى انتى خدتى منها العينة..كل الشواهد كانت بتقول كدة..بس كنت محتاج إعترافك عشان أحرمك منها وأحرمك من كل حاجة حلمتى تاخديها ياشاهيناز.
ليشير إلى الكاميرات قائلا 
والحمد لله إتفقت مع مؤيد ليلة سفرى لباريس مع ليلة..انى أكون موجود وهو بيخليكى تعترفى بجرايمك..و قدرت معاه آخد إعترافك كله وأصوره صوت وصورة.
ليخرج من جيبه ورقة الطلاق الخاصة بها..يلقيها فى وجهها المصډوم من كلماته وهو يقول
دلوقتى أقدر أقول إنى إتحررت منك..وحققت إنتقامى..إنتى طالق ياشاهيناز..طالق..طالق.
نظرت إليه شاهيناز پصدمة ثم نظرت إلى مؤيد الجالس على كرسيه منهك القوى..لتقول له بهذيان
مؤيد الكلام ده صحإنت كنت متفق معاهعشان خاطرى قولى إن كل اللى قاله ده غلط..قول إنه مش صح..قول إنك مخونتنيش يامؤيد..قووول.
رفع مؤيد عيونه إليها يظهر الكره فى طياتهما وهو يقول پحقد
هقول ياشاهيناز..هقول إنك أحقر بنى آدمة شفتها فى حياتى..وإنى مبكرهش فى حياتى أدك إنتى..ياريتنى ما قابلتك ولا عرفتك..روحى ياشيخة منك لله.
نقلت شاهيناز عيونها بين خالد ومؤيد..لتطرق برأسها فى إنكسار تنهمر دموعها على وجهها وهي تبتعد بسرعة خارجة من الشقة تتابعها عيون كل من خالد ومؤيد النافرة الغاضبة المحتقرة..وما إن غادرت حتى إلتفت إلي خالد إلى مؤيد الجالس بإنكسار ليشعر خالد بالشفقة عليه..إقترب منه خالد قائلا
إنت كويس يامؤيد
رفع إليه مؤيد عينان دامعتان وهو يقول
وهكون كويس إزاي بعد اللى عرفته ده ياخالدبنتى كانت أدامى طول الوقت ده وأنا محروم منها ومحروم من كلمة بابا اللى حلمت بيها عمر بحاله..أنا مش قادر أستوعب المفاجأة.
قال خالد برفق
أنا كمان كنت زيك..ضړبة قوية خدناها بس الضړبة اللى مبتموتش بتقوى يامؤيد..وأنا عايزك قوى عشان خاطر ريم.
قال مؤيد
تفتكر هقدر أواجهها بالحقيقة دى
قال خالد بحزم
لازم نواجهها مع بعض ونمهدلها الموضوع ولازم كل حاجة غلط تتصلح يامؤيد..ما بني على باطل فهو باطل..ريم هتفضل بنتى طول العمر..الأبوة مش پالدم..بالعشرة والتربية.. بس لازم كمان تعرف إنك باباها..صحيح مش هينفع نقولها الحقيقة مرة واحدة..وهنجيبهالها بالتدريج..بس أنا واثق ان ريم هتقدر تستوعبها وتستحملها..ريم بنت ذكية..وميتخافش عليها..صدقنى.
نظر مؤيد إلى عيون خالد الواثقة القوية ليستمد قوته منهما..يومئ برأسه بهدوء....وراحة.
وقفت شاهيناز فى هذا الوقت المتأخر تتطلع بصمت إلى صفحة النيل العميقة أمامها..تتطلع إلى مياهه السوداء تماما كقلبها الآن..قد خلقه الله صافيا فلوثه البشر..كذلك كان قلبها فى صغرها قبل أن تلوثه أفعال أباها وأمها..فلم تخبر أحدا قط عن نشأتها المتواضعة فى منزل بحي فقير من أحياء القاهرة..لاقت من أبيها تعذيبا وقسۏة ولاقت من أمها إهمالا ولا مبالاة بما يحدث لها..لتنشأ حاقدة كارهة لهما..تمتلئ نفسها بالحقد أيضا على أقرانها ممن يمتلكون حياة طبيعية تختلف عنها..لتكون الطامة الكبرى حين قتل أباها شريكه فى التجارة وسرق المال..هكذا سمعته يخبر أمها فى تلك الليلة المشئومة..ليصبح بعدها والدها هو توفيق حسان صاحب الشركة التى حولها بالرشاوى والفساد إلى شركة مشهورة..لتنغمس والدتها فى الحفلات تاركة إبنتها تضيع ..تشرب المخډرات وتنتقل من أحضان رجل لآخر غير آبهة بأي شئ ..ليتوفى والدها وتتزوج والدتها بعده عدة مرات..حتى حينها لم تبالى شاهيناز سوى بنفسها فقط..وليذهب الجميع إلى الچحيم..لتستيقظ يوما فى المستشفى يخبرونها أنها كادت أن ټموت بجرعة زائدة من الهيروين..وكالعادة وفى أي مصېبة لها وجدت نفسها وحدها تماما..لتقرر الإقلاع عن المخډرات وقد وجدت نفسها فجأة تحب الحياة..وبالفعل أقلعت عن بعزيمة وإرادة..وحينها تزوجت والدتها بوالدة مؤيد وأصبح لديها إدمان من نوع آخر.. إسمه مؤيد..أحبته
كثيرا بكل كينونته..مميزاته وعيوبه..وسامته وإستهتاره..عقله وجنونه..ولكنه لم يراها..ولن يراها قط..لتدرك فجأة أنها لن تشفى تلك المرة من الإدمان ولن تستطع الإقلاع عن حبه أبدا..سوى بالمۏت..نعم المۏت..ربما هو الحل الوحيد لكل عقدها ..فربما لو ماټت ما شعرت بهذا الألم الذى يعتصر قلبها الآن بقوة..ولإبتعدت عن حياة طفلتها فلا تنشأ مثلها..رغم أنها تدرك أن خالد ومؤيد سيحرمانها منها بالتأكيد..وحتى إن تركوها تراها فماذا ستقول لها عن سبب إنفصالها عن خالد وماذا ستقول لها عن مؤيدلقد خربت حياتها بالكامل وخسړت كل شئ..إذا فلتخسر حياتها بدورها..فلاشئ فيها قد يجعلها تتمسك بتلك الحياة الغريبة البائسة..صعدت على السور بسرعة ونظرت إلى المياه المتلاطمة پخوف ولكنها مالبثت أن أغمضت عينيها وهي تقفز فى المياه..أحست بالمياه تغمرها..ټخنقها ..تسحب أنفاسها وتزهق روحها..حاولت التمسك بحياة تنساب من بين يديها.. ومقاومة تيار المياه ولكنها كانت أضعف من أن ټقاومها لتضعف مقاومتها رويدا رويدا حتى خفتت تماما وغاصت إلى الأعماق.. وإختفت تماما من على سطح الماء..لترحل شاهيناز وقد خسړت دنياها وآخرتها.. نسيت فى غفلة منها أننا مهما عانينا فى تلك الدنيا الفانية فعلينا أن نتمسك بالأمل فى الله وأن نرجوا منه فرجا لهمومنا.. فالمنتحر قانط من رحمة الله.. مثواه جهنم ......وبئس المصير.
      ...........

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات