رواية خالد 30 بقلم حنان صلاح
طفلته لكلماته قبل أن يستطرد قائلا
أنا عارف إنك زعلانة ياريم..عشان مامى مش معانا..بس لازم تعرفى إن كلنا فى يوم من الأيام هنروح لربنا احنا كمان..هي دى الدنيا ياريم..كلنا ھنموت..وهنتجمع تانى فى الجنة وعشان تكونى مع مامى وبابى فى الجنة لازم تكونى بنوتة طيوبة وتسمعى الكلام..اوعدينى ياريم..اوعدينى إنك هتكونى بنت بابى الشاطرة اللى هتسمع الكلام.
أوعدك يابابى.
مد خالد يديه يمسح دموع ريم وهو يقول بحنان
عايز أشوف إبتسامة ريمو الحلوة عشان بابى مسافر بكرة ومش عايز يمشى من غير ما يطمن على بنوته.
عقدت ريم حاجبيها قائلة
مسافر فين يابابى
إبتسم قائلا
هسافر أجيب مس جورية تعيش معانا ياريمو..إيه رأيك
شعت عيون ريم بالسعادة وهي تقول
ياريت يابابى ياريت.
طب نامى بقى وإسمعى كلام عماتك وأنا مسافر..عشان أرجع بسرعة ومتأخرش..إتفقنا
أومأت ريم برأسها ثم تمددت على السرير ليدثرها خالد بالغطاء ثم يتجه إلى الخارج ليستوقفه صوتها وهي تقول
بابى.
إلتفت إليها بتساؤل لتستطرد قائلة
متنساش تدعى لمامى بالرحمة..وتقول الله يرحمك يامامة ريم ..مس سوزان قالت لنا نقول كدة لما مامة نودى ماټت..وقالت إن الدعاء ليهم بالرحمة حاجة حلوة وبتسعدهم وتعرفهم إن إحنا كمان بنحبهم.
ربنا يرحمها ياريم..ربنا يرحمها.
إبتسمت ريم قبل أن تغمض عينيها ويدرك خالد أنها نامت على الفور من إنتظام أنفاسها..ليبتسم بحنان وهو يهز رأسه يمنة ويسارا قبل أن يغادر الحجرة مغلقا بابها......فى هدوء.
قالت سها بإبتسامة
كدة تمام أوى..أنا مش عارفة أشكرك إزاي يانبيل.
قال نبيل بمزاح
حد يشكر جوزه ياهبلة
بس متقولش هبلة.
قال نبيل بسرعة
خلاص ياستى متزعليش..حقك علية..وبعدين بتشكرينى على إيهده أنا المستفيد الأول من تجميعهم مع بعض وتصفية أي خلاف ما بينهم..ما إنتى مأجلة فرحنا لغاية مايرجعوا لبعض..وأنا نفسى يجمعنى بيكى بيت..يالهووووى..أنا خلاص ياسها مبقتش قادر.
إحمر وجهها خجلا وهي تقول
قال نبيل
ما أنا صابر أهو..هو أنا إتكلمت
ضحكت سها برقة..ليتنهد نبيل قائلا
ضحكتك حلوة أوى ياسها.
إحمر وجه سها خجلا وهي تنظر إلى وجه لين الحائر لتقول بإرتباك
طيب أنا ..يعنى..هقفل معاك دلوقتى..وهبقى أكلمك بعدين..سلام.
إبتسم قائلا
سلام.
أغلقت الهاتف..لتقول لها لين بلهفة
ها ..إيه الأخبار
العربية هتيجى تاخد مؤيد الساعة عشرة الصبح..متقلقيش ..كل حاجة زي ما طلبتيها بالظبط.
تنهدت لين بإرتياح وهي تتراجع فى مقعدها تلمع عيناها بقوة قائلة بإبتسامة
كدة حلو أوى..باقى ساعات ونبتدى اللعب بجد..وياأنا ياإنت يامؤيد ياحسينى.
كانت جورية تجلس فى الحديقة ..تمسك دفتر رسوماتها..ترسم على تلك الورقة ملامح خالد..وهو يودعها فى المطار فى آخر لقاء جمعهما..نظرت إلى تلك الصورة بحنين إلى مالك فؤادها الذى تجسد الصورة ملامحه وكأنها حية..ليست فقط كملامح ولكن كتعبير وشعور أيضا..لتمد يدها وتقطع تلك الصورة من الدفتر..تمسكها بين يديها..تلاحظ نظرته إليها والتى حملت الكثير من المشاعر..تبا.. كم تجعلها تلك النظرة تتوق إليه..وتشعل قلبها قلقا عليه أيضا..خاصة وأن ليلة لا ترد على مكالماتها منذ أيام..وكذلك فراس..تخشى بكل ذرة فى كيانها أن يكون مكروها قد أصاب خالد أو أصاب أخته ليلة وهي بعيدة عنهما لا تدرى ماذا يحدث لهما..تمتمت پألم
وحشتنى أوى..وڠصب عنى مش قادرة أجيلك..خاېفة ..معرفش ليه
لتمد يدها تمسح بسبابتها على ملامحه بالصورة قائلة بعشق
ياريت كان المكان غير المكان والزمان غير الزمان..مكنتش هبعد عنك أبدا ياخالد..لكن دلوقتى ڠصب عنى لازم أبعد وڠصب عنى هقطع صورتك بإيدى وأمحيك من حياتى كمان.
كادت أن تقطع الصورة إلى نصفين..حين إستوقفتها يد رجولية وضعت على يدها..وصاحبها يقول بصوت حنون
وأهون عليكى برده
إنتفضت جورية تنظر إلى الخلف پصدمة لتنهض ببطئ وهي تراه يقف أمامها ..يطالعها بشوق..بعشق