الأربعاء 08 يناير 2025

رواية خالد 28

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

إحتاجتوا حاجة بلغونى علطول.
أومآ برأسيهما بينما إقترب خالد من ليلة ليميل مقبلا جبهتها بحنان قائلا
إرتاحيلك حبة وحاولى تنامى.
أومأت برأسها موافقة..ليعتدل مقتربا من لين مقبلا رأسها وهو يقول
مش هوصيكم على بعض..وأنا مش هتأخر..سلام.
ليبتعد مغادرا تتابعه عيون الفتاتين..إحداهما تعلم ما ينتوى أن يفعله خالد.... تماما.
لم تصدق نفسها حين رأت رقمه يزين شاشتها..لتفتح الهاتف على الفور تقول بعتاب إمتزج رغما عنها بالشوق
كدة برده ..كل ده متكلمنيش
قال بمداهنة
معلش ياقلبى..كنت مشغول أوى..ما إنتى عارفة.
تمددت فى سريرها تمسك خصلة من شعرها تلفها على سبابتها وهي تقول بدلال
مشغول عنى أنا..حبيبتك شاهيناز.
كاد أن يطلق ضحكة ساخرة ولكنه إمتنع فى اللحظة الأخيرة وهو يقول
محبتش أكلمك غير وأنا محضرلك مفاجأة.
لمعت عيناها وهي تقول
مفاجأة
قال بصوت ظهرت فيه إبتسامته
أنا جيت القاهرة.
إعتدلت بسرعة وظهرت الفرحة جلية على ملامحها وهي تقول
إنت بتتكلم جد يا مؤيد
قال مؤيد
طبعا بتكلم جد..أصلك وحشتينى أوى..ومستنيكى فى أي وقت..ها..فاضية إمتى
قالت بلهفة
دلوقتى حالا طبعا.
قال بصوت ظهرت به سخريته رغما عنه وهو يقول
تمام أوى..تنورينى ياقطة..سلام.
أغلقت الهاتف بسعادة فلم تلاحظ نبراته الساخرة من فرط سعادتها..لتهبط من على السرير بلهفة..تسرع إلى دولاب ملابسها ..تختار منه ما يناسب هذا الميعاد المصيري..مع حبيب قلبها....مؤيد.
كان خالد يقود السيارة يحاول تفادى الزحام فى تلك المنطقة بهذا الوقت..يشعر بالتوتر فى جميع أنحاء جسده..فاليوم لديه العديد من المشكلات والتى يجب أن يضع لهم جميعا حلا..وقد بدأ بالمشكلة الكبرى فى حياته..شاهيناز..لقد طلقها الآن وأصبح حرا..حرا أخيرا ليستطيع الإقتراب من حبيبته دون أن تخشى شيئا من ماضيه..حرا ليتبع قلبه.. لتتبقى أمامه فقط مشكلة بسيطة بالعمل وسيعمل على حلها اليوم أيضا أما المشكلة التى يرغب لها فى حل ولكن إرتباطاته اليوم تمنعه من أن يسعى إلى حلها..هي معرفة مكان جورية..ورغم ثقته بوجودها فى المكان الذى يلى شقتها هنا فى القاهرة أهمية لديهاالمزرعة..إلا أنه يتعجب من سفرها إلى الوادى بعد ما حدث فى المرة الأخيرة..يتساءل فى صمت..ترى هل حدث شئ هناك إضطرها للذهاب
كاد أن يصطدم بالسيارة التى أمامه ليتفاداها بصعوبة وهو يخبر نفسه بأن عليه تنحية أفكاره جانبيا وهو يقود..وإلا حدث حقا ما لا يحمد عقباه.
إقترب فراس من ليلة يجلس بجوارها قائلا بهدوء
ياستى قلتلك متقلقيش..هي صحيح مسابتليش رسالة فى الدار..بس ده عشان كانت مستعجلة زي ما البواب قال..بس أنا إتأكدت بنفسى إنها سافرت الوادى.
قالت ليلة
ما هو إستعجالها ده اللى قالقنى ومش مريحنى..تفتكر جدها كلمها وهددها يا تيجى الوادى وتتجوز اللى هو إختارهولها يايحرمها من الميراث
خبط فراس على رأسه بخفة قائلا
يادى الروايات اللى لحست دماغك دى..الكلام ده مبيحصلش فى الحقيقة يا ماما..
قالت بعناد
أولا إنت اللى بتنشر الروايات اللى لحست دماغى يافراس..ثانيا..الحاجات دى بتحصل..إش فهمك إنتأومال هم بيجيبوا الكلام ده منين
إبتسم قائلا
من خيالهم ياقلبى..ثم تعالى
هنا..لنفترض مثلا إن ده بيحصل فى الحقيقة..فى حالة جورية مستحيل يحصل..لإن لا
جدها ممكن يغصب عليها فى الجواز..وإلا كان ڠصب عليها من زمان..ولا جورية ممكن تتأثر بټهديد زي ده..ساعتها هتقوله إحرمنى من الميراث ياعم الحاج..
جورية ميهمهاش الفلوس ..أهم حاجة عندها قلبها واللى بتمشى وراه وموديها فى داهية دايما.
مطت ليلة شفتيها بحزن قائلة
وهو خالد داهية برده يافراس
نظر فراس إلى شفتيها الممطوطتين بعيون غائمة من المشاعر ليقول بصوت ظهرت فيه مشاعره
أنا ياستى اللى داهية بس أبوس إيدك إرحمينى وخدى بالك من تصرفاتك شوية. 
وأنا عملت إيه بس
كانت لين تجلس فى حجرتها بعد أن تركت حجرة أختها عندما جاء فراس..تشعر بأنها تقف بينهم كعزول أو شرطي حراسة..أحست بالخجل فإنسحبت بهدوء وإتجهت إلى حجرتها..ترجع بذاكرتها إلى الوراء ..إلى أيامها مع مؤيد حيث كان الحب يظلل بجناحيه عليهما كما يفعل الآن مع أختها وزوجها..ټندم بشدة لإستسلامها لسموم تلك الأفعى والتى تركتها ټسمم حياتها..وټقتلها بالبطئ..مدت يدها وأخرجت سلسالها الذهبي من داخل ياقة فستانها..تنظر إلى ذلك القلب الذى يتوسطه ..لتفتحه بتردد..تنظر إلى تلك الصورة بداخله..كانت صورة لها مع مؤيد..تحمل نظرات الحب بينهما وتلتمع العيون بسعادة لطالما ظللت حياتهما..نفس الصورة التى تقبع على مدفأة منزلهما....تقصد ما كان منزلهما..ترى هل أزال تلك الصور هل مزقها أم أحرقها.....أم إحتفظ بهالا تدرى حقا..رفعت إصبعها تمرره على وجه حبيبها بحنان..كم إشتاقت إليه حقا..إشتاقت لكلماته ..لتدليله إياها.. .لحضنه..مأواها وملجأها..إشتاقت إليه بكل ذرة فى كيانها..ترى هل إشتاق إليها بدورهوأين هو الآن
إنها تبغى قربا مستحيلا..ولكنها ستظل تأمل فى أن يجمعها به القدر يوما بإرادته أو حتى...... رغما عنه.

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات