الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية فاطيما الفصول من الاول للخامس

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

كل منهما تلاعب الاخرى بدهائها 
في شقة راندا المالكي مساء
تجلس في غرفتها وهي متأكة علي الشزلونج في جلسة استرخاء واضعة أمامها الأيباد الخاص بها تتصفح تطبيق الفيسبوك
واذا بالفيديو كول يعلن عن وصول مكالمة من زوجها
على الفور ابتسمت وأجابته 
حبيب قلبي وحشتني جدا ولسه كنت قاعدة بفكر فيك 
ابتسم الآخر على حديثها ونظر اليها بعيون تنطق غرام
لاااا لو على الۏحشة بقى فانتي اللي وحشاني كتير جدا جدا
طمنيني عليكي يا حبيبتي عاملة إيه والأولاد عاملين إيه 
أخرجت تنهيدة حارة وأردفت قائلة بنبرة محملة بالعشق وعيون ذائبة
ياه يا ايهاب ما تتصورش انا بعد الدقايق والثواني علشان آجي لك يا روح قلبي
يا ترى انت زي كده بالظبط 
اعتدل الآخر بجلسته وأجابها 
واستطرد متسائلا باهتمام
طمنيني على الأولاد عاملين إيه
أجابته باستفاضة وهي تطمئنه على أبنائه
الأولاد بخير يا حبيبي ما تقلقش وراك رجالة واقفين في غيابك زي الأسد 
واسترسلت بتذكر 
تصور مهاب
النهاردة وقع في النادي أثناء التمرين ورجله كانت هتنكسر لولا ستر ربنا 
قطب الآخر جبينه وتساءل مستفسرا بهلع
اتأكدتي كويس يا راندا إن رجله كويسة وما فيهاش حاجة وكشفتي عليه عند دكتور كويس
أنا عارف ان مهاب حماسه في التمرين بيخليه يشد على جسمه وعلى نفسه 
ما تقلقش يا حبيبي انت عارفني من ناحية أي حاجة في ولادي بقعد أفحص وأمحص لحد ما اتاكد إنهم بخير 
ما تقلقش علينا بس انا حبيت اعرفك علشان خاطر لما زمايله ينزلوا له على جروب النادي يطمنوا عليه ما تقلقش 
واسترسلت بإبتسامة بشوشة
قول لي بقى نفسك اجيبه لك ايه معايا وانا جاية لك 
بط ولا حمام ولا ممبار ولا إيه بالظبط
إيه اكتر حاجة مشتاق تاكلها من ايدي 
نظر إليها الآخر بسعادة بادية على ملامح وجهه مرددا وهو يفتح يديه على وسعهم
هتقولي عليا إني طماع لو قلت لك انا عايز دول كلهم
نفسي آكل أكل مصري من إيد مراتي حبيبتي علشان بعيد عنك معدتي أددت من اكل المطاعم وإنتي عارفاني اصلا ما بحبش اكل المطاعم وبفضل اكل البيت 
بانت معالم الحزن على وجهها من حديث زوجها وأردفت بحنين 
ده انت تؤمرني وتشاور بس ومع على راندا الا التنفيذ
بس أهم حاجة لما أعمل لك الأكل تاكله كله وما تزهقش من عمايل ايديا 
لاااا أزهق مين يا ماما هاتي إنتي بس الحاجات اللي انا قلت لك عليها دي وما لكيش دعوة واتوصي بالبط إنتي عارفة ان انا بحبه جدا 
قالها ايهاب وهو يشاكسها بمداعبة 
وضعت يدها بجانب جبينها كعلامة لتنفيذ الأوامر مرددة لمداعبته بمماثلة
علم وينفذ يا سعادة البشمهندس إيهاب البحيري 
ضحك الآخر بشدة حتى أدمعت عينيه من فكاهة زوجته ثم اكمل حديثه بتمني
نفسي قوي أخلص من الغربة اللي انا فيها دي واتجمع أنا وإنتي والأولاد في بيت واحد وفي مكان واحد وما اسيبكمش ابدا ابدا 
بجد الغربة اه بتدي فلوس لكن بتسحب من عمرنا ومن صحتنا ومن أسعد لحظاتنا 
حزنت لأجله كثيرا وأردفت بتشجيع 
عندك حق في كل اللي انت قلته يا ايهاب بس في الآخر لما تشوف اللي انت اتغربت عشانهم مرتاحين وحياتهم مستقرة وأمورهم ماشية هتقول انا فنيت عمري لأغلى الغاليين
وهتحس إن تمن الغربة على قد ما اخد من عمرنا بس هيخلينا نعيش باقي العمر مرتاحين
هون على نفسك الأيام علشان تهون
وآهي ماشية إحنا بنجي لك في الأجازة وانت
بتنزل لنا برده أجازة
استمع الآخر لحديثها الذي نزل على قلبه كبلسم يداوي الچروح وهتف قائلا
كل اللي إنتي قلتيه ده هو اللي مصبرني على الغربة وإني أتحمل علشان خاطر ولادي يكون مستقبلهم افضل ويعيشوا حياة نوعا ما مرضيه ليهم 
واستمر الحديث بينهم كل منهم يثابر الآخر ويشد من أزره على التحمل والصبر حتى يكملوا رسالتهم مع أبنائهم 
في فيلا مالك الجوهري
تجلس عبير وابنتها هيام جلسه الأم وابنتها المعتادة تحدثت هيام وهي تمسك بكوب العصير بين يديها متسائلة
بقول لك إيه يا أمي هو مالك أخبار علاجه إيه في تقدم ولا هو لسه زي ما هو
كادت أن تجيبها والدتها إلا أنهم استمعوا لصوت مالك يدلف عليهم مرددا بتهكم وهو ينظر لأخته نظرة ذات مغزى
وانتي مالك يا هيام تسألي عن علاجي
ليه تدخلي أصلا في حاجة زي دي 
ثم وضع حقيبته واستطرد بحدة بالغة
ولا بتسألي علشان تروحي تبلغي الهانم اللي بتبلغيها كل اخباري وكأنها هي اللي أختك ومش أنا اللي اخوكي 
إلا قولي لي يا هيام
بتقبضي كام من ورا الشغلانة دي 
نهال بتقبضك كويس ولا بتضحك عليكي 
أجابته متهكمة بكلمات خرجت من بين أسنانها باستنكار
إلزم حدودك وانت بتتكلم معايا يا مالك واعرف ان انت بتتكلم مع أختك الكبيرة
يعني إيه بقبض كام !
هو أنا محتاجة علشان تقولي الكلام ده ولا أنا أذيتك في إيه قبل كده علشان تتعامل معايا بالبرود اللي بقالك كذا شهر بتتعامل معايا بيه 
واسترسلت بسخرية
ولا إنت كتر قعدتك مع
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات