رواية دعاء كاملة
الخطاب كان مدفون جنبه يعنى كانت بتستحى من واحد مېت حضرتك بقى مش عاوزنى استحى من راجل عايش لمجرد أنه دكتور
أطرق بلال برأسه ولاحت أبتسامة رضا على شفتيه ثم قال بصوته العذب مطمئنا
حالتك أصلا مش محتاجة كشف يعنى أنا مكنتش هكشف عليكى اصلا زى ما قلتلك حالتك واضحة من الأشعة وكويسة أوى واحب اطمنك العلاج الطبيعى مش هيطول ومش هيحتاج ان راجل يلمسك ممكن تهدى بقى علشان نعرف نتفاهم
قومى اقفى لو سمحتى
نظرت إلى والدها الذى كان يقف بجوارها ومدت يدها له ليساعدها ولكن بلال أوقفها قائلا
لالالا محدش هيساعدك أنت هتقفى لوحدك
حاولت عبير النهوض وأخيرا نهضت بصعوبة وهى تتألم فقال بابتسامة
ثم أشار إلى أحد الأجهزة بعيدا وقال
شايفة الجهاز ده روحى اقعدى على الكرسى اللى جانبه
كانت تمشى بصعوبة بالغة وهى تكتم آلامها بداخلها وأخيرا وصلت إليه وجلست بصعوبة وحدها أقترب منها وضغط أحد أزرار الجهاز وهو يقول
ده جهاز ممتاز أوى لحالتك يالا أرفعى رجلك وحطيها هنا تحت النور ده بالظبط
على فكرة لو هتقولى
تدليك مش هعمله
أبتسم وهو يتجه لمكتبه وقال
تدليك ايه بس ده موضة قديمة فى العلاج
جلس خلف مكتبه وهو يكتب فى ملفها ميعاد أول الجلسات فقال والدها
هو العلاج ده هياخد كام جلسة يا دكتور
بلال
السؤال ده لسه شوية عليه يا حاج أحنا لسه بنقول يا هادى
وضعت عزة سماعة الهاتف فى يأس ونظرات الحزن تطل من عينيها وتفصح عن نفسها جلست والدتها بجوارها وهى تقول
ألتفتت عزة لها متعجبة وقالت
هو مين ده يا ماما
خطيبك
مين اللى قالك كده يا ماما ده انا لسه كنت كنت بكلمه أهو
أمسكتها والدتها بكتفها ونظرت لعينيها بقوة قائلة
ماهو لو مقولتيش هروح أقول لبوكى وهو بقى يقررك بمعرفته
قالت والدتها هذه الكلمة وهمت بأن تنصرف ولكن عزة أمسكتها من يدها وانحنت تقبل كفها قائلة برجاء
أعتدلت أمها فى جلستها وهى تقول
قولى يا عزة ايه اللى حصل بينكوا اللى جه يدينى العنوان ده مش عمرو اللى احنا نعرفه ده كأنه واحد تانى وانا متأكدة أنك عملتى مصېبة
أطرقت عزة برأسها و روت لها بخفوت ما حدث وما قالت فى المكالمة الهاتفية التى كانت بينها وبين عمرو نظرت لها أمها بضيق وقالت پغضب
وضړبت على قدمها بانفعال وهى تقول
والله أعلم بقى فهم ايه دلوقتى ويمكن يروح يقول لأمه على كلامك وأمه تيجى تتكلم هنا وتبقى مشكلة
قالت عزة متبرمة
هتقول أيه يعنى وبعدين هو اللى فهم غلط
قالت أمها بعصبية
لاء مفهمش غلط يا عاقلة يا كاملة أى عيل صغير يفهم أنك بتبصى لفارس نظرة غير اللى بتبصيها لخطيبك ويارب يكون فهم كده وبس والشيطان ميكونش لعب بعقله وفهمه حاجة تانية
هبت واقفة وأمسكتها من يدها بقوة وهى تقول آمره
أتفضلى روحى ألبسى علشان نعملهم زيارة ونشوف ميتهم أيه يلا بسرعة واسمعى متجبيش سيرة عن حاجة قدام امه أتعاملى عادى كأن مفيش حاجة
رحبت والدة عمرو بعزة ووالدتها وعانقتهما بحرارة مما جعل والدة عزة تطمئن أن عمرو لم يتكلم معها فى شىء نهضت والدته وهى تقول بترحاب شديد
ثوانى هعمل الشاى وأشوف عمرو صاحى ولا نايم لسه
تبادلت عزة النظرات مع والدتها التى همست لها
كده يبقى مقالش حاجة لامه اصل أنا عارفاها اللى فى قلبها على لسانها مبتعرفش تخبى
خرج عمرو من غرفته فوقع نظره على عزة ووالدتها تجلس بجوارها حاول رسم ابتسامة على شفتيه وهو يقول
اهلا وسهلا أزى حضرتك يا طنط
ثم قال وكانه يجبر نفسه على الحديث معها قائلا
ازيك يا عزة
أبتسمت والدتها وهى تقول له
أزيك أنت يا حبيبى أخبار شغلك ايه
جلس دون أن ينظر إليهما وهو يقول
الحمد لله تمام
لكزتها أمها فى يدها لتتكلم معه ونظرت لها بحدة فقالت عزة على الفور بصوت ضعيف
أزيك يا عمرو
هب واقفا وهو يقول بجفاء
الحمد لله طب عن اذنكم بقى علشان عندى مشوار مهم
أوقفته والدتها وهى تقول واقفة
استنى يا عمرو عزة عاوزه تقولك كلمتين
نظرت إلى عزة بضيق وهى تقول
قولى لخطيبك
اللى انت عايزاه على ما أدخل أعمل فنجان القهوة بتاعى مع خالتك يا عزة
تبعتها بنظرها حتى دخلت المطبخ خلف والدته وقالت بأسف
عمرو انا آسفه أنت والله فهمت غلط
أشاح بوجهه بعيدا ولم يرد كانت مشاعره متضاربة كالأمواج المتلاطمة يريد أن يسامحها ويبتسم لها ويمزح معها كما اعتاد ويزيل نظرات الحزن من عينيها ولكنه لم يستطع طال صمته فقالت بحزن
والله ما كان قصدى انا كده متسرعة فى كلامى ومبفكرش فيه الاول قبل ما اقوله
ألتفت إليها حانقا ونطق بما يعتمل بصدره منذ سنوات وقال
أنت فعلا مفكرتيش فيه