الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية دعاء كاملة

انت في الصفحة 52 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز


ظهر مقعدها باستعلاء وهى تضع ساقا فوق الأخرى وقالت باستفزاز
أنا مش هزعل من كلامك ده علشان مقدره حالتك كويس لكن متنساش مين هى إلهام أنا محدش يقدر يقولى لاء لا عمرو ولا غيره وأنت مجرب
وفى صباح يوم عقد قرآن عبير وبلال كانت أعمال تعليق المصابيح والكهرباء تجرى على قدم وساق فى شارعهم الصغير وسط مباركة ومشاركة من الجميع الذين أبهجهم خبر زواج عبير 

أبتسمت أم يحيى وهى تفتح بابها عندما وجدت فارس واقفا أمامها فقالت مرحبة
أهلا يا أستاذ فارس أتفضل
قال بسرعة وعلى محياه ابتسامة واسعة 
لا معلش يا ام يحيى مستعجل أوى كتب كتاب بلال صاحبى والآنسه عبير النهاردة أنت مش عارفة ولا ايه
قالت أم يحيى بسعادة
لا عارفة طبعا ورايحة كمان شوية هو فى أغلى عندى من عبير دى هى اللى علمتنى الصلاة ونبهتنى ليها
كان واضعا يديه خلف ظهره وهو يتحدث وقال
أومال مهرة فين مش سامع صوتها يعنى بقالى كام يوم
بتذاكر
طب نديهإلى ثوانى بس مش هعطل  
لم يكمل عبارته حتى وجدها تدفع أمها من الخلف محاولة أن تخرج رأسها بجوار خصرها بصعوبة هاتفة باسمه تنحت أمها جانبا لتمر بجوارها وتراجعت هى قائلة
ياريتنا كنا افتكرنا شلن
وأستأذنته قائلة
طب عن أذنك يا أستاذ فارس اشوف اللى على الڼار
نظر لها بتمعن وقال بمرح
أيه ده مش معقول زى ما تكونى طولتى خير اللهم اجعله خير خمسة سنتى
كان يتوقع عاصفة رعدية بعد إنهاء كلمته الأخيرة ولكن العكس هو الذى حدث نظرت لنفسها ووقفت على أطراف أصابعها وهى تقول بلهفة
بجد يا فارس أنا طولت بجد
ضحك وهو يقول
أه طبعا طولتى وكبرتى وعلشان كده بقى جايبلك حاجة هتعجبك اوى
وأخرج الشنطة البلاستيكية من خلف ظهره وأعطاها لها قائلا
أتفضلى يا ستى ده بقى علشان تلبسيه فى كتب كتاب عبير النهاردة
فضت الشنطة فى سرعة شغوفة وأخرجت منها فستان وحجاب أعادت الحجاب فى الشنطة مرة ثانية وأمسكت بالفستان بفرح وهى تتامل ألوانه الهادئة المتداخلة فى انسيابيه وضعته على جسدها وقالت بتبرم 
بس ده طويل يا فارس هيكعبلنى
هز رأسه نفيا وقال بتصميم
لا طبعا ولا هيكعبلك ولا حاجة ده يدوب واصل لآخر رجلك
ثم أخرج الحجاب قائلا
وده بقى هتلبسيه فوقيه شايفه لونهم حلو ازاى على بعض
قالت وهى تمسك بشعرها
بس انا كنت عاوزه أسيب شعرى فى الفرح النهاردة
عقد ذراعيه أمام صدره وأشاح بوجهه بعيدا عنها ولم يجيبها نظرت إليه مليا وهتفت فجأة
طب خلاص متزعلش هلبسه والله والله خلاص
ألتفت إليها وقطب جبينه وقال محذرا
ولو محمود أخو عمرو ولا أى حد غيره حاول يكلمك مترديش عليه ومتجيش تقوليلى وسط الرجالة لاء أدخلى عند البنات جوه وتخليكى جوه على طول فاهمانى
أومأت برأسها بقوة موافقة وهى تقول
حاضر يا فارس
تابع حديثه قائلا باهتمام
والحجاب ده متقلعيهوش تانى ومتخرجيش من غيره ولما يكون يحيى عنده درس متخرجيش من أوضتك أبدا إلا وانت لابساه
أومأت برأسها بقوة مرة أخرى توافقة ولكنها توقفت فجاة وقالت
طب وانا نازله عندكم ألبسه برضة
كان الرد منطقى وطبيعى أن يقول نعم ولكنه لا يعلم لماذا تردد ربما لأنه يعتبر نفسه مربيها وولى أمرها وكأنه أباها أوأخيها الأكبر سنا ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح فقال
أيوا طبعا حتى وانت نازله عندنا تلبسيه أتفقنا
أتفقنا
كانت حفل عقد القران بسيطا ولكنه ممتلىء بالبركة ولا عجب من ذلك فإن لم تكن البركة فى الحلال بعد الصبر الجميل فاين تكون أنتهى المأذون من العقد قائلا 
حد يودى الدفتر للعروسة علشان تمضى
لمح والدها عزة تقف بين النساء فنادى عليها فاقبلت سريعا وكأنها تنتظر هذا النداء لتلقى نظرة سريعة على عمرو الجالس بجوار فارس وبلال راقب عمرو نظرتها فوجدها تبحث عنه وحده وابتسمت عندما وجدته أعطاها والدها الدفتر الكبير وأسرعت هى فى سعادة إلى غرفة أختها التى كانت تحيطها أمها وأم بلال وبعض النساء والجارات المحبات ووضعتها أمامها فى شغف قائلة
أمضى يا عروسة يالا ولا رجعتى فى كلامك !
ابتسمت عبير وهى تنظر إلى الدفتر وعزة تشير لها على المكان المخصص لتوقيعها وابتسمت أكثر عندما وجدت توقيع بلال وكأنها تراه هو شخصيا وليس توقيعه فقط شعرت باضطراب وبخفقان شديد فى نبضها وهى توقع بجانبه وساد الصمت حتى أنها شعرت أن الجميع يسمع صوت نبضاتها المتلاحقة تتسارع أيهما ينبض أولا أخذت عزة الدفتر مرة أخرى بعد ان قبلت اختها مهنئة لها ومباركة لزواجها وسط زغاريد النساء المتعإلية وعادت سريعا لتلقى نظرة أخرى وهى ترد الدفتر لأبيها ولكنها لم تجده مقعده فارغا بحثت بعينيها سريعا فى الغرفة فلم تجده أنتهت الأجراءات بمباركة الجميع وعناق فارس ل بلال فى سعادة كبيرة 
عادت عزة أدراجها خارج الغرفة والمكان مزدحم ظلت تبحث عنه وهى تتجنب الصدام بالرجال حتى خرجت خارج الشقة ألقت نظرة سريعة على السلم وقبل أن تلتفت لتعود سمعته يقول 
بتدورى على حد 
شهقت وهى تضع يدها على صدرها والتفتت إليه سريعا
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 141 صفحات