رواية نورهان العشري الجزء الثالث كاملة
و آخرهم الألم .. لطالما كان يسخر من مشاعر الحب و ما شابهها حتي تجربة زواجه الأولي لم تكن قائمة علي المشاعر بل كان انجذابا حسيا و قد كان هذا مرضي بالنسبة إليه أما الآن فهو يعاني يتألم يشعر بأن
هناك جزءا من روحه قد انشق عنه . خاصة وهي ترقد داخل تلك الغرفة تخضع لعملية خطېرة قد لاتنجو منها كما لن ينجو هو أبدا من تأنيب ضميره و وصب قلبه ..
هكذا أخذت همت تنتحب فلم يستطيع التحمل فصاح بنفاذ صبر
ادعي لها. ادعليها يا عمتي و بلاش كلامك دا ..
همت پألم
بدعيلها يا طارق . بس قلبي واجعني اوي .. بناتي اتحملوا نتيجة سوء اختياري .. شيرين أتعذبت كتير بسببي و بسبب الكلب دا .. حتي لما اتجوزت ربنا بلاها بمصېبة اكبر . معاشتش حياة طبيعية زي البنات.. كان عندها امل لآخر وقت أنه يبقي كويس فعلا و احنا اللي وحشين .
يوم ما اطرد من البيت بعد ما عرفنا عمايله السودا .. شيرين جالها حمي من كتر الزعل قعدت شهر راقدة في السرير . من وقتها وهي اتبدلت.. بنتي مكنش في اطيب ولا احن منها. هو السبب في كل اللي حصلها. الله ينتقم منه ..
دهست كلماتها علي قلبه الملوث بدمائها فقد كان مشاركا هو الآخر في معاناتها بعد ان رأي بعينيها نظرة مميزة تخصه وحده . لقد رآها من الداخل و لمس مدي ذلك العڈاب الذي تعيشه و التخبط الذي تشعر به .. وبدلا من أن يحتوي ألمها و يعبر بها الي بر الأمان اغرقها أكثر وغرق معها قلبه الذي لم يكن تخيل بأن ينبض لإمراة بعد كل هذا العمر
خرجت الممرضة بعد وقت لا بأس به فهرول الإثنان إليها للإطمئنان و صاح طارق