رواية نورهان العشري الجزء الثالث كاملة
رن هاتفه مرة أخرى فوجد المتصل سليم فأجاب بعد لحظات ليأتيه صوته الغاضب
سالم انت بتستهبل مش كدا قافل تليفونك ليه عايز تجنني
تجاهل ثورته وغضبه الحارق حين اجابه بفظاظة
قابلني علي المستشفي .. نص ساعه هكون هناك..
لم يتيح له الفرصة للإجابة بل اغلق الهاتف و أدار محرك سيارته لينطلق الي المشفى ..
هدأت الأمور قليلا حين طمأنهم الطبيب علي حالة شيرين التي لم تستفق من المخدر للآن و أيضا عندما زف إليهم مروان خبر عثور سالم علي جنة فتنفس الجميع الصعداء إلا هو ! مع كل دقيقة تمر يتعاظم ألمه و شوقه و غضبه حتي تحولت عينيه الي بركة من الډماء المتقدة بنيران اضعافها بقلبه صار ينفسها بقوة وهو يستند بجزعه علي الجدار فكان مشهده من بعيد مروعا فلم يجرؤ أحد من الاقتراب منه و هكذا طال صمتهم الي أن قطعه وقع أقدام سالم علي الارض الصلبة فتوجه سليم إليه وهو يرعد پجنون
تجاهل صوته المرتفع و قال بجفاء
في الحفظ والصون ..
تجمع كلا من مروان و طارق حولهم فهدر سليم پعنف
سالم متجننيش ..
قاطعه سالم بزئير
اهدي عشان تسمع الكلمتين اللي هقولهم . جنة حالتها سيئة و نفسيتها تحت الصفر و طلبت تفضل كام يوم لوحدها عشان تقدر تفكر و تقرر هتعمل ايه
وأنا وعدتها أن مش هيحصل غير اللي هي عيزاه.. و انها تحت حمايتي ..
انكمشت ملامحه پألم لم يفلح في اخفائه و انبثق من بين حروفه حين قال
حمايتك ! و هتحميها من مين يا سالم مني
يشعر بۏجع شقيقه بل حتي اضعافه ولكنه يجب أن بيد من حديد و يعيد الأمور إلى نصابها حتي ولو طالهم بعض الأڈى ولكنه سيضمن سلامة الجميع
شوهت وسامته ابتسامة ساخرة جراء حديث سالم الذي نال من كبرياءه مرورا بقلبه ولكنه حاول ابتلاع جمرات الۏجع وقال بصوت متحشرج
اااه.. تستوعب .. وماله.. براحتها..
تدخل مروان مؤيدا لحديث سالم حين قال
اديها وقتها يا سليم . الوضع الي هي فيه مش سهل !
وضع ! أي وضع
اجابه سالم بفظاظة
أنها بقت مرات اتن
اوعي تكملها يا سالم
هكذا صدح صوته الغاضب للحد الذي جعل شفاهه ترتعش بمرور أنفاسه المتلاحقة فوقها فرق قلب سالم لحال شقيقه فقال بلهجة تحوي الطمأنينة بين طياتها
اوعدك الوضع دا مش هيطول
الټفت للجميع وهو يتابع
اللي احنا فيه مش سهل ! و هروب الكلب دا يقلق . لأني واثق أنه هيقلب الدنيا بعد اللي حصل ..
فعلا يا سليم . احنا لازم نصحصح و نعرف هنعمل ايه مع الحيوان دا ..
لم يتحدث إنما أومأ بصمت فأردف مروان باستفهام يشوبه بعض الحرج
انت . وديته فين
نظر سالم الي ساعته وهو يتحدث بفظاظة
سيبك منه . خلينا في المهم . انا هروح اطمن علي ماما و شيرين و بعدين هنزل اسماعيليه عشان فرح ..
اسماعيليه ايه اللي تنزلها دلوقتي يا سالم و لوحدك !
خليك في نفسك..
هكذا أجاب طارق بجفاء فتدخل مروان مؤيدا
طارق عنده