الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ايمان الجزء الثاني الاخير

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

واحدة وانا مليش طلبات ..يعني الدنيا مش قافلة على حاجة .
زفر ضيق من حوارها فهى دائما تبسط له الأمور سها بلاش والنبي الاسلوب ده ..كفايه اني مش قادرة أجمع حق العفش ولا جبتلك شبكة زي الناس ولا عارف اهديكي حاجة عليها القيمة وامي وابويا حاملين هم جوازة هنا ولازم اشارك معاهم فيه ..وانتي بكل بساطة جاية تقوليلي الدنيا ماشية .. المفروض انتي الي تشجعيني.
اشجعك علشان تبعد عني وتهجر بلدك وناسك علشان الفلوس ..طب الفلوس والا أنا عوض .
الفلوس بتجيب كل حاجة..قڈفها بإجابة غير متوقعة إجابة بترت بداخلها حلم اسمه عوض ..تركته لعله يعود عن فكرة السفر من أجل البحث عن المال ..وهو عاند أمامها فلا سبيل لتحقيق أهدافه الا بالسفر واي نعم هو لديه فرصة هنا ولكن هناك فرصة الحصول على المال اكبر بكثير.
عودة للواقع
مسحت العبرات واردفت لأبيها المنتظر بقلب مفطور هو وامها اسفة يا بابا أنا مش موافقة على الأستاذ عوض
ساكون لغير عوض ..لقد عاد ولكن لا اعلم لماذا الاشتياق الان فأنا عزمت على ألا اوافق حتى بعد إقناع ابي لي بأن اقابلة ولو لمرة واحدة ..نعم ساقابله وسأنهى معه هذا الموضوع فأنا لم أكن انتظرة من الأساس..هو من ترك وانا لن أعود إليه سأخبرة على موافقتي على الزواج من أحد آخر .
ولجت الام بخطواتها المتأنية حتى وهي تحاول الإسراع نحوها واردفت بتمني ياللا يابنتي ربنا يهديكي ..الواد بقى زي الفل وراجع عليه القيمه مش زي زمان
.
كادت العبرات أن نسدل فأنا فالسابق لم انظر لتلك الشكليات معه ..لقد كان وسيم بنظري رغم ضيق الحال بيننا ..ابتسمت سخريتا وتوجهت نحو غرفة الضيوف بخطوات ثابتة وأنف عالية فأنا لن اعطيه الفرصة بأن يستشعر الفوز بيننا ..اي نعم عاد ومعه المال ولكن أنا لم اعد كما كنت تنفست الهواء مجددا والقيت السلام على الجميع واختصيت بعضهم واردفت اذي حضرتك ياعمي وحضرتك ياخلتي .
اذيك يابنتي احنا بخير والحمدلله.
واكملت ام عوض بطيبتها المعهودة معي اذيك ياحبيبتي وحشتيني ..اهون عليكي متسأليس على خالتك ام عوض كل المدة دي .
حركت رأسها بإيمائة وحاولت رسم الابتسامة على محياها واردفت لهذه السيدة الحنون معلش يا خالتي ..انتي عارفة الظروف.
لم أتخيل أن هذا العوض الذي حاولت أن اتحلى أمامه بالبرود في تجاهلى له سيردف بكل جرأة هاتفا لو سمحت يا عمي وانت يابا لوسمحتو كلكم أنا عايز اقول كلمتين لسهام قدامكم قبل ما اقعد معاها لوحدنا شوية .
ومين قالك اصلا اني هقعد معاك ..أنا هنا دلوقتي بس علشان خاطر مكسف عمي وابويا ومتحلمش باكتر من كده يا استاذ عوض .
اقترب منها دون وعي وهمس يااا كان وحشني اسمع اسمي من صوتك يا سمسمة.
كاد أن يهوى قلبها الذي اعتلت دقاته أمامه بعد أن شن هذا الھجوم عليها فحاولت رسم اللامبالاة في كلماتها والله طب كويس أن ربنا نولك تسمعه مرة من نفسك قبل مابلغك رفضي قدام الكل..واكملت وهي تتوجه لجمع الآباء الذين تحولوا إلى مشاهدين لهذا التحدى القائم بينهم أنا اسفة ياعمي مجيتك انت وخلتي على عيني وراسي لاكن مش هقدر ..عن اذنكم.
استني ياسهام يابنتي ..هدرت بها ام عوض بنبرة مستعطفة جعلتها تقف اجلالا وشاركتها امها بتلك الكلمات يابنتي مش كده ..استني علشان خاطرنا كلنا .
اوقفها استعطافهم فتحولت إليهم بجسدها وهى تحاول كبت العبرات التي تتمرد عليها فاردفت في ضعف حاضر ..ثم استطردت بعدما تماسكت قليلا وهى تعقد يديها أمامه اتفضل ..عايز تقول ايه .
تنهد زافرا وهو يحمد الله في سره أن أمه استوقفتها ثانيا فهو يعلم عنادها أمامه
ويرى أن لديها الحق فهو السبب في هذا الفراق بينهم أنا آسف ليكي يا سهام ..انتي كنت صح ..الفلوس بقت معايا كتير بس السعادة هربت من يوم مخرجتي من حياتي ..أنا عندتك وقتها لاني كنت يأس من كتر الضغوط إلى كانت علينا ..مسبتكيش بمزاجي ..كنت عايز اعمل حاجات كتير والظروف مكنتش سامحة بعمل اي حاجة..أنا دلوقتي اقدر اعمل كل حاجة أنا معايا فلوس والحمدلله نقدر نعيش حياتنا ..أنا حمدت ربنا انك مرتبطيش بحد غيرى لغاية دلوقتى وبرغم اني عارف ان في ناس كتير اتقدموا لكن أنا شاري.
وقت ثابته وبرغم أنها تشتاقه وكانت ترتوري بعترافة وابدائه الندم أمام الجميع إلا أن كرامتها ابت أن تعترف أمامه بالرضوخ والمطلوب مني ايه بالظبط حضرتك .
المطلوب أننا نتمم زواجنا إلي المفروض كان تم من سبع سنين .
بس انا مخطوبة ..جملة هدرت بها أمام الجميع.
تمتم الجميع بكلمات واستفهام لبعضهم البعض الام تنفي لقرينتها والاب يحوقل وأبيها يهتف پغضب ايه الكلام الفاضي إلي بتقوليه دا ياسهام .
ايه يابابا انت ناسي الاستاذ جابر والا الأستاذ منير والا الاسطى سمير بتاع ورشة السيارات .
هتف عوض بغيرة واضحة ممكن اعرف ايه الموضوع ومين دول.
طب يابنتي دول كلهم خطاب لسة مكناش اديناهم كلمة ولا حتى قعدتي معاهم .
اظن من حقي أن اقعد معاهم واختار ما بينهم وبصراحة كلهم فرص لواحدة زيي عاانس ..فلازم اختار احسن فرصة فيهم .
تدخلت ام عوض فهى تشفق عليها وتستشعر جرحها فهى دوما تسترق الاخبار عنها وتعلم ماذا يلقبها الناس بالحي طب اهدي ..دانتي ست العرايس والكل يشهد لك بالسمعة الطيبة .
عمي ممكن اتكلم مع الآنسة لوحدنا شوية..هدر عوض وهو يتوجه إلى أبيها طالبا السماح له بالقليل من الوقت معها عله يصل معها لنقطة بداية.
وماله يابني وأكمل الأب مستطردا ..تعالى ياحج نقعد برة شوية وانتي ياام سيهام خدي الحجة ام عوض واعملولنا شوية شاي والا فنجانين قهوة يعدلولنا دماغنا ..على ما يقعدوا مع بعض شوية .
توجه الجميع للخارج وظل هو يناظرها بغيظ لما زرفت منذ قليل وهى مازالت عاقدة يديها تدعي الثبات.
ممكن اعرف ايه بقى الفرص إلي الهانم شيفاها في عرسان الغفلة .
هى تعلم انه يعرف كل اخبارها ويعلم خبر هؤلاء العرسان الثلاثة ..فقررت اللعب معه حتى تثير حنقه عرسان عادي ..كل واحد عنده عيوب مهو محدش كامل واكيد بردوا كل واحد منهم عنده ميزة مش عند غيره .
سحب الهواء في محاولة لظبط انفاسة ليردف مستفسرا والهانم بقى بتفكر فانهي واحد منهم .
بصراحة الثلاتة احسن من بعض الأول صحيح ارمل وعندة اولاد ودا ميعبوش اهم حاجة عنده بيت هيكتبه باسمي وليا شقة بعيدة عن ولاده. قالتها سيهام وهى تحاورة بستفزاز لتكمل وهى عازمة على غيظة اكثر من ذلك بما قالت لتكمل والتاني صحيح ممعهوش شهادة لكن معاه فلوس كتير والراجل ميعبوش الا جيبه وكفايه اني هكون اول بخته
لتنهى وصفها للثالث قائلة بمكر والتالت عايزني زوجة تانية صحيح لكن دي بقي ميزة جامدة جدا واستطردت بمكر حتي تستفذه لانه شايف فيا انثى هتشبع رغباته وهتمتعه .
هنا فقد السيطرة واقترب منها بغيظ وأمسك يدها بغل وهو يردف من بين اصتكاك أسنانه أنا عارف انك بتستفذيني بالي بتقوليه ده لكن بردوا هحسبك عليه ياسيهام ..أنا عارف اني غلطت لما مشيت وسبتك من غير منتفق لكن انتي الي عندية وبعدين فلوس
ايه الي عمالة تقوليها أنت عمرك مهمك الفلوس .. واكمل بنبرة متهدجة اناعارف أن ليكي حق تزعلى مني لكن اوعي تفكرى اني كنت مبسوط وانا بعيد وعارف أن كل يوم والتاني الخطاب بيجوكي وبيتهفتو على جنابك ..أنا كنت بمۏت كل يوم وحاولت كتير اتواصل معاكي وانتي إلى قافلة على نفسك ..حتى لما حاولت اكلمك على النت عملتيلي حظر ..حرام عليك .. انا عمرى مافكرت فواحدة غيرك كفايه عند لحد هنا ..خلينا نعيش حياتنا زي مكنا بنتمنى وبعدين الحياة هناك جميلة غير هنا خالص ..أنا مش هسيبك وارجع لوحدي .
سحبت يدها منه واردفت بأسى يا خسارة ..كنت بدأت اصدق اني اهمك ..لكن انت زي ماانت مبتفكرش غير في نفسك والفلوس وبس
.
اعتلت نبرتها واحتدت في حوارها معه مما جعل الآباء ينصتون فالاول مهمكش حياتنا وارتباطنا ومقدرتش خۏفي عليك من الغربة إلي بتعلم الناس القسۏة والجفا وقلت يمكن البيه عايز فعلا يساعد اهله وجوازة اخته لكن هنا اتجوزت والبيه بقي عند بيت وفلوس ولسه مشبعش وناسي أنه ليه ام واب بيكبرو وهو لازم يكون ليهم سند ..كنت فين لما عمي دخل العمليات واختك الغلبانه كانت لوحدها وجوزها الغريب كان متبهدل وراهم وقتها كان اخوك هو كمان محتاس بمراته الي كانت هتروح منه في الحاډثة بتاعته ..كنت فين قلي !. كنت بتلم فلوس .. كنت عياش ولا همك وفاكرني هفرح بمجيتك وانت عايز تسحبني زي البهيمة وراك ماهو أنا بقيت عانس وحضرتك بالنسبالي فرصة متتعوضتش .. طبعا لازم افرح واسيب اهلى وشغلى وحياتي علشان مضيعكش تاني ماانت الفرصة الأخيرة بالنسبالي صح.. بس انا بقولك لا ..مش لاني مش عيزاك ..لاني عند كلامي إلى قلتهولك من سبع سنين أنا عيزاك هنا بين اهلى واهلك وبأقل الإمكانيات .
كان البكاء حارا فالامهات يزرفن الدمع من أجلها ومن أجل ما أصابت والأباء يجاهدون حتى العبرات من خلف مرآة أعينهم فالفتاة محقة وهو المخطئ بما ستفيد النقود دون من نحب ..هل جمع المال اهم ام الاهل والاحتواء بينهم .
خزى والم شديد ..هو لم يفكر سوى بأن المال سيحل جميع مشاكلهم ..هو لم يبخل على أسرته بشئ وكان يتمنى أن يكمل معها حياته ولكن لمتى حتى يتفاجأة بمۏت أحد من والديه ..كيف سيكون حاله وقتها ..استجمع تشتت أفكاره واعتزر منهم وتسابقت خطواته نحو الخارج وتحت انظارها الحزينة فهو للمرة الثانية يخزلها ويفضل جمع المال عليها ..تحركت نحو حجرتها بحزن وانصرفت أسرته بعدما استجمعت الام قوتها التي خارت من كثرة البكاء وباتت هى ليلتها حبيسة مخدعها تصلي وتشكو حالها لله الى أن غفت فوق سجادة الصلاة.
دلفت الام إليها لتوقظها سهام ..قومي يابنتي ..ايه الي نيمك كدة ..استيقظت فكانت عيناها مقفلة من شدة البكاء ولكن هناك هرج ومرج وأصوات عالية فعتدلت في جلستها ونهضت مستفسرة هو في ايه !
والله يابنتي ماعرف ..أنا هروح أشوف في ايه.
توجهت الام وظلت هى في حالتها متذكرة خروجة دون أن يتفوه لها بكلمه استعوضت الله عليه وطلبت من الله عوض اخر فكان الخير لها عوض .
استمعت لنداء اسمها بمكبر الصوت من خلف ابواب النوافذ ..فتقدمت نحو شرفتها تاركة خلفها أبويها في حالة من الذهول لتتفاجأ به يرتدي حلته ويحمل باقة من الورود حوله الزينة تحتل كل مكان لقد فرش من أجلها الأرض بالورود جعل منها بساط وصنع لها عقود
الفل وعلقھا لتكون في وجهتها نسيج يكتب من خلاله بالورد الاحمر سامحيني ..أنت الاختيار الأصح 
وهدر من خلال مكبر الصوت سهام ..تقبلي تتجوزيني ! أنا عمرى محبيت ولا اتمنيت حد غيرك ..يمكن اكون غلطت زمان وفضلت السفر وجمع المال عن حياتنا ..بس دلوقتي بعد ما بقى معايا فلوس وممكن اعمل قدها كام مرة برجوعي هناك ..بقولك أنا قاعد هنا وهسيب كل إلى وصلتله هناك علشانك وعشان أهلنا وانا وانتي هنقدر نوصل لكل الي نفسنا فيه ..تقبلي تتجوزيني !.
ابعد هذا المشهد الرائع يسائلها ..حركت رأسها بإيمائة وابتسامة موافقة.
صراخات ومباركات وتهليلات واعتلاء الاغاريد في الحارة التي شاهدت الحدث فها هى من لقبوها بعانس يأتي لها العوض من الله وتكون في موضوع حسد من جميع الفتايات فكلهن يتمنين العوض ولكن العوض يأتي من الله فقط .
تمت

10 

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات