الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 49 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


وهي تجيبه بوقاحة شديدة 
آخر همي انا دلوقتي في موضوع الفرح ده انا مش موافقة على الموضوع ده 
أجابها فرانسو باردة جدا 
آخر همي 
ولم يمنحها ثانية إضافية للإجابة واغلق المكالمة ليجري مكالمة أخرى بالمحامي الخاص به وأثناء ذلك جاء فرج لسحبه حتى يأخذ صورة مع الجميع 
أفاقت بثينة من شرودها تزفر بضيق وهي تفكر فيما يحدث وفي المسار الذي تحركت إليه حياتها 

ايه اللي وصلني لكل ده 

 

ابتسم زكريا مبتعدا عن الجميع وهو يتحدث بصوت عالي ليسمعه الكل في المكان 
طب يا جماعة اعذروني انا بس لان المدام مريضة شوية فهضطر أخدها وامشي 
كاد هادي يفتح فمه للتحدث ليوقفه زكريا بإشارة من يده وهو يتحدث مبتسما 
لا يا هادي مش هتلم الليلة كملوا زي ما انتم كل شيء بخير متقلقوش 

أنهى حديثه وهو يتجه لهادي يضمه بحب شديد هامسا له 
صدقني والله هعوضها ليك في الليلة الكبيرة يا حبيبي بس دلوقتي مش هقدر صدقني والله مش هقدر مبارك يا حبيبي 
ابتعد زكريا ثم اتجه لرشدي تحت نظرات هادي المتعجبة لحديثه وهو يشعر بغصة في قلبه وأن هدوء وبسمة صديقه تلك ليست سوى إشارة لحرب مشټعلة داخلة 
مبارك لشيماء يا رشدي صدقني مش هتلاقي حد يحافظ عليها ولا يحبها قد هادي واسألني انا لاني اكتر واحد شوفت هو بيحبها قد ايه 
ابتعد زكريا عن رشدي ثم ابتسم لهم بسمة صغيرة قبل أن يستدير ذاهبا للغرفة التي بها فاطمة وبمجرد أن أبتعد عن أعين أصدقاءه المراقبة له حتى تحول وجهه بشكل مخيف ينبأ بكوارث قادمة

بقولك ايه انا بستأذنك ليه اساسا انا هروح اخدها وأخرج ومتقولش كلمة واحدة لاحسن تطلع في دماغي واخدها على البيت وإنت عارف اني قادر اعمل كده 

أنهى هادي كلماته يتجه صوب شيماء التي تجاور ماسة بعدما تحدث لرشدي حتى يخرج مع شيماء لبعض الوقت وحدهما وكالعادة بدأ رشدي في ازعاجه 
وصل هادي جوار شيماء ثم تحدث ببسمة سخيفة 
يلا يا شوشو قومي غيري والبسي اي حاجة مريحة عشان نخرج سوا 
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب 
نخرج 
ابتسم لها هادي يهز رأسه بإيجاب 
ايوة يلا انا استأذنت من رشدي وهو وافق برحابة صدر
تحدث رشدي من بعيد قليلا وقد وصل له حديث هادي 
كداب موافقتش والله 
تجاهله هادي وهو يشير لها بالنهوض لتغيير ثيابها والتي كانت عبارة عن فستان طويل باللون الذهبي به بعض الزينة الثقيلة نوعا ما لكن دون زيادة بل كان يبدو شديد الجمال عليها إلى جانب حجابها البسيط والراقي وبعض الزينة التي تكاد تظهر في ملامحها 
نظرت شيماء جهة رشدي تسأله بعينها أن تنفذ حديث هادي ليبتسم لها رشدي هازا رأسه بإيجاب يخبرها أن تذهب معه 
رحلت شيماء مع ماسة وهي تنظر لهادي بخجل 
ابتسم هادي وهو يلقي نفسه على الأريكة جواره بهيام شديد يربت على قلبه وهو يبتسم بسمة هائمة غبية يدور بنظره في المكان وهو يرى العالم حوله وردي لكن فجأة فزع حينما جائت عينه على وجه شخص يكاد يلتصق به 
انتفض هادي وهو ېصرخ جالبا انتباه جميع من حوله 
ياربي وقفت قلبي يا جدع هو إنت لسه هنا
كان هادي يتحدث المأذون والذي كان يتوسط الأريكة التي ألقى هادي نفسه عليها ليفزع من وجوده وقد أنهى بالفعل عقد قرانه منذ فترة 
تحدث المأذون بتعجب شديد وهو ينظر لهادي 
هما خلصوا 
لم يفهم هادي شيء ليتحدث بتعجب بعدما لمح رشدي يقترب منه 
هما مين دول اللي خلصوا 
العريس والعروسة خلصوا تصوير وهيصة 
حسنا يبدو أن ذلك العجوز خرف فهادي لم يفهم جيدا ما يقصد لذا تحدث بعدم فهم 
اه يا حاج خلصوا بعدين انا العريس ايه مش عارفني ده انت لسه كاتب كتابي 
نظر له الراجل من أعلى لاسفل بدقة وهو يجيب بتعجب 
انت العريس ازاي ده انا فاكر إنه كان ابيض من كده 
خرج صوت مستنكر من حنجرة هادي وهو يجيب الرجل 
معلش اصل الجو في صالة عمي ابراهيم الفترة دي استوائي فتلاقيني اخدت لون 
هز الرجل رأسه وكأنه قد اقتنع لكنه عاد وتحدث 
ايه ده لحظة مش العريس اساسا كان عبيط فرج قالي إنه فرح واحد عبيط واجي بسرعة قبل ما ېقتل حد بس إنت شكلك كده والله اعلم مش عبيط 
تحدث هادي بسخرية وهو يرمق الرجل 
الله يكرمك يا حاج والله
صدح في المكان ضحكات رشدي العالية وهو يسقط ارضا صارخا من بين ضحكاته 
لا يا حاج في دي انت صح العريس فعلا عبيط 
استدار هادي هو يلمح بطرف عينه فرج الذي كان يجلس جانبا يتناول قطعة من الجاتوه بكل استمتاع ليركض له سريعا بغيظ شديد صارخا 
فرج

وها نحن اميرتي قد وصلنا لغرفتك 
هكذا تحدث زكريا وهو يضع فاطمة بحنان شديد على فراشها مبتسما لها بسمته التي أضحت تسكن كل اوجاعها وآلامها وتطمئنها أن القادم سيكون سعيد طالما كان بجواره 
هو إنت يعني اصل اللي حصل هو 
كانت فاطمة تتحدث بحديث عشوائي لا تعلم ماذا تقول حقا كيف تتحدث معه بشأن ما حدث منذ قليل لكن يبدو أن زكريا تفهم الأمر ليضمها بحنان مقبلا رأسها 
حسنا ما رأيك بأن تنامي اليوم وغدا نتحدث 
تحدث زكريا يود الرحيل من أمامها الآن حتى يفكر في القادم لكن فاطمة أمسكت يده سريعا وهي تتحدث بلهفة ودموعها بدأت في الهبوط 
مش عايزة اشوفه ابدا يا زكريا مش عايزة اقف قدامه ھموت والله جسمي كله بيترعش وبحس اني عايزة اۏلع فيه و 
توقف زكريا عن الحديث وهو يجذب رأسها لصدره بتعب شديد وۏجع 
مش عليك تقفي قدامه ابدا غير يوم ما تخدي حقك منه يوم ما تشوفيه بعينك وهو بيتعاقب على اللي عمله يومها بس هتقفي قدامه وانت رافعة راسك 
قبل زكريا رأسها بحنان هامسا 
اعدك جميلتي أنني لن اترك حقك ابدا لذا نامي قريرة العين ولا تهتم لأي شيء يحدث حسنا 
نظرت فاطمة لعيونه بدموع وهي تتحدث بۏجع كبير 
انا بظلمك اوي معايا يا زكريا انا ډمرت مستقبلك كله بجوازي منك 
ابتسم
زكريا وهو ينزع حجابها حتى لا تختنق ثم رتب شعرها بحنان هامسا لها بحب شديد لا يعلم متى وأين تغلغل داخله فالأمر بدأ بنزعة الحماية التي نمت داخله تجاهها وبعدها تحولت لمسئولية وها هي المسئولة قد كبرت لتنضج مكونه ثمارها التي طرحت حبا انتشر رحيقه في ربوع جسده كله معلنا بذلك بداية موسم عشق خاص حوله من راهب لشاعر في حبها 
وما نفع المستقبل إن لم يكن جوارك غاليتي 

كان رشدي يضحك پعنف وهو يحاول جذب هادي بعيدا عن فرج الذي كان يضم طب حلواه وكأنه يحمي صغيرة من وحش مفترس صارخا في هادي 
جرا ايه يا متخلف انت كنت هتخليني أوقع الكريزة في الارض من الفزع 
تحدث هادي بغيظ شديد وهو يضغط على أسنانه پعنف يشير بكفيه لفرج وكأنه يطحن ثمرة طماطم أسفل قبضيته 
ده انا بص هخلع راسك دي واحطها في خلة واعملها كريزة بقى انا عبيط يا فرج انا عبيط 
تحدث فرج وقد أدرك سبب ڠضب هادي لذا تراجع أكثر على مسند المقعد الذي يتعلق به خوفا من هادي 
لا يا هادي يا بني قطع لسان اللي يقول عليك كده يا حبيبي 
وانا ميرضنيش كلمتك تنزل الأرض يا حبيبي 
ابتلع فرج ريقه بقلق وهو يرى هادي ينظر له بشړ 
قصدك ايه 
ابتسم هادي بشړ كبير وهو يتحدث 
يعني هقطعلك لسانك يا فرج ووريني بقى هتتغزل في ام اشرف ازاي أما خليت اشرف يسدلك الشباك بتاعها مبقاش هادي عبدالهادي 
هادي بتعمل ايه 
كان ذلك صوت شيماء التي خرجت للتو من غرفتها ترمق هادي بعدم فهم لما يفعل انتفض هادي مبعدا رشدي عنه ثم تحرك صوب شيماء بلهفة شديدة ولم ينسى قبلها أن يمرر يده على رقبته كحركة السکين مشيرا لفرج بها وهو يتوعده وصل هادي لشيماء وهو ينظر لها بحب شديد وبسمة ثم مد يده لها 
تسمحلي جميلتي 
نظرت شيماء حولها للجميع بخجل شديد ووضعت يدها في يد هادي وتحركت معه وهي تبتلع ريقها بتوتر تحت نظرات الجميع السعيدة لأجل الاثنان 
نظر رشدي لماسة التي تقف تراقب خروج شيماء ببسمة واسعة ليشير لها بعينه أن تتبعه لسطح البناية ثم تحرك يسبقها وقد انقلبت ملامحه ١٨٠ درجة وكأنه ليس ذلك المازح الضاحك الذي كان في المنزل منذ ثواني فقط 
نظرت ماسة لاثره تعلم جيدا ما يريده لذا تنفست تهدأ نفسها وبعدها استأذنت من الجميع ثم تبعته سريعا حتى لا تزيد من غضبه وتجعله يظن أنها تتملص من المواجهه

خجلت فاطمة كثيرا من حديث زكريا وما كادت تفتح فمها للإجابة حتى قاطعها صوت رنين هاتف ما والذي كان هاتف زكريا 
أخرج زكريا هاتفه وبمجرد أن لمح الاسم الذي أنار الشاشة حتى على وجهه ملامح غريبة كليا عن وجه الذي اعتاد أن يحمل للهدوء والحنان والحزم دائما 
ابتسم زكريا لفاطمة بسمة لم تصل لعينه ثم أجاب الهاتف وهو يتحدث بكلمات مقتضبة جدا لمحدثه 
بعتها جزاك الله خيرا هستنى بقى تطلعها واجي استلمها منك تمام في رعاية الله 
أنهى زكريا هاتفه ثم أخذ ينقر فيه على بعض الأزرار بلهفة شديدة حتى توقف فجأة ونظر لفاطمة التي كانت تتابع حركاته دون فهم 
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر لفاطمة بحنان يكوب وجهها هامسا 
فاطمة هوريك صورة وعايزك بس تشاوري ليا على الشخص اللي شوفتيه انهاردة ماشي 
ازدادت خفقات قلبها لدرجة شعرت أن زكريا قد سمعها لكن برؤية تلك النظرات المشجعة والمساندة لها في اعين زكريا هزت رأسها بتردد كبير في انتظار ما يحدث 
ابتسم لها زكريا بتوتر شديد يخشى أن يعرضها لصدمة أو ما شابه لكنه عليه معرفة ذلك الشخص ليبدأ في أخذ قصاصه منه ومن رفيقه وهو بالطبع لم يكن ليعرض فاطمة لحمل أن تقف
أمامه وجها لوجه وتشير عليه لذا رأى أن هذه افضل طريقة للوصول إليه 
مد زكريا يده بالهاتف وهو يترقب كل شيء يصدر من فاطمة التي تحركت عينها من وجه زكريا ليده اتحدث في صورة كبيرة تضم عدد كبير من الشباب والذي تعرف منهم البعض مما رأت سابقا أخذ وجهها يمر على الجميع وهي تشعر أنها على وشك الاڼهيار وتنفسها أصبح صعب جدا تشعر ببوادر اڼهيار وتلك الحالة اللعېنة تكاد تعود
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 84 صفحات