السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 80 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


الآونة الأخيرة 
ابتسم رشدي وهو ينزع ثيابه ملقيا إياها ارضا 
مش مصدق إن أخيرا خلصنا من الحوار ده ناقص بس يوم المحكمة ويبقى اتعشت 
لم يلقى رشدي ردا من هادي ليستدير بتعجب كبير وهو يناديه لكنه وجده يتسطح على بطنه مبتسما بغباء للهاتف لذا تحرك رشدي ببطء ليتسطح على معدته جواره وهو ينظر لهاتف هادي ويجد أنه يتحدث مع أخته 

ضحك هادي بخفوت وهو في عالم بعيد كل البعد عما يحيط به وهو يكتب بمهارة عالية وأصابع سريعة 
طب ايه نخلي الفرح اخر الاسبوع مع زكريا ولا نخليه لوحدنا احسن 
ثوان ووصل الرد له والذي كان عبارة عن كلمات وجوارهما وجه خجول 
لا خليها لوحدنا احسن 
ابتسم هادي أكثر وهو يكتب لها 
طب تحبي نقضي شهر العسل فين يا عسل إنت يا عسل 
ابتسم رشدي وهو يستدير برأسه للهاتف يتابع ذلك الحوار الشيق الذي يثير اشمئزازه 
اي حتة فيها تلج عشان نفسي العب بالتلج اوي 
مصمص رشدي شفتيه بشفقة مصطنعة وهو يهمس 
يا مسكينة محرومة يا عيني من التلج 
لم يهتم
له هادي أو ينتبه له بالأحرى بل أخذ يكمل حديثه بها 
اي رأيك نخرج انهاردة سوا 
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بخجل وهي تكتب له 
ايوة يا ريت عشان بجد زهقانة اوي وماسة قرفتني في عيشتي بس قول لرشدي الأول 
تحدث رشدي بسخرية 
عندك حقك والله ماسة مقرفة فعلا بعدين يقولي ايه يا ستي توكلوا على الله 
ابتسم هادي وهو يبتعد قليلا عن رشدي متجاهلا إياه وهو يكتب 
لا فكك من رشدي أنت مراتي يعني ميقدرش يفتح بقه 
أنهى كلماته وهو يستدير لرشدي الذي يلتصق به قائلا 
لا مؤاخذة يا رشدي 
ولا يهمك يا حبيبي خد راحتك 
ابتسمت شيماء بشدة من الجانب الآخر وهي تنهض بسرعة تقول بلهفة 
طب هقوم اجهز لبسي بسرعة 
ماشي يا حبيبتي لا اله الا الله 
محمد رسول الله 
تشنج رشدي وهو ينظر له هامسا 
ايه الاستاذ استدعوه يقف على الحدود ولا ايه 
ألقى هادي الهاتف جواره وهو يتسطح بحالمية مغمضا عينه يمني نفسه بساعات مع حبيبة القلب وجواره رشدي ينظر له ببسمة غبية وهو يهمس له 
حلو الحب يا هادي صح 
اوي اوي يا حبيبي
ابتسم رشدي وهو ينهض ينظر له بشړ ثم قال قبل ان يهجم عليه پغضب شديد 
لا والأحلى بقى مرارة الحب دوق معايا مرارة الحب يا هادي 

 

استدار الجميع لصوت فاطمة الذي اخترق الأجواء المشټعلة منذ قليل ليجدوها
تقف على باب المنزل ترمقهم بتعجب لكن لم تتمكن من فتح فمها لتكرير سؤالها لتجد فجأة والدها يركض صوبها جاذبا إياها لاحضانه بشكل افزعها وهي تعود للخلف كرد فعل غير إرادي منها 
ضمھا مرسي بشدة وهو يبكي طالبا منها بدموع صامتة أن تسامحه على تقصيره في حقها كأبلكن فاطمة شعرت بالغرابة وهو يضمها شعور عجيب اكتنفها في تلك اللحظات وهي تستشعر ضمته هل هذا عناق الاب هل هو باهت هكذا بلا مشاعر وبلا اي دفء ام أن هذا الأمر معها هي فقط 
ابتعد مرسي عن ابنته وهو يستشعر برودتها لينظر في وجهها يجدها تناظرة بتعجب شديد وكأنه للتو قام بعمل خارقلكنه لم يأبه بل مد يده وأمسك وجهها بحنان 
حبيبتي أنت بخير حد منهم كلمك انا عارف انك كنت انهاردة في النيابة 
استدارت فاطمة ببطء وهي تنظر لزكريا متأكدة أنه هو من اخبرها ليخفض زكريا نظهر يتلاشى نظراتها تلك 
نظرت فاطمة بعدها لوالدها وهي تهز رأسها بنعم 
اه صحيح فعلا انا كنت انهاردة في النيابة بجيب حقي يا بابا 
قالت اخر كلماتها وهي تضغط عليها بقصد ليبهت وجه مرسي وهو يبتعد عنها قائلا بخذلان كبير وخجل 
فاطمة يابنتي انا ب
ولا يهمك 
نظر لها مرسي بتعجب لا يفهم ما تقصد لتقول فاطمة ببسمة تحاول بها منع تساقط دموعها 
مش انت برضو كنت هتبرر تصرفك وتعتذر وانا بختصر كل ده وبقولك ولا يهمك انا مش زعلانة 
فاطمة 
استدارت فاطمة تنظر لزكريا الذي كان يحدجها بنظرات معاتبة لحديثها ذاك مع والدها وبهذا الشكل لكنها تحدثت وهي تنظر له وقد بدأت دموعها تتساقط 
ايه يا زكريا انا قولت حاجة غلط ولا ايه انا بس بوفر عليه الكلام يمكن يكون مستعجل ولا حاجة 
نظرت فاطمة في أعين والدها الذي ولأول مرة ترى دموعه تهبط 
ولا يهمك يا بابا محصلش حاجة دول هما يا دوبك كام سنة عشتهم بعيدة عن حضنك وكله بيتهمني ويشاور عليا كأني مچرمة وانت كنت واقف تتفرج ولا يهمك محصلش حاجة دي حياتي بس اللي اټدمرت وانت معملتش حاجة عشان تصلحها يا بابا 
بكت وهي تتحدث لا تتذكر شيء واحد قد يشفع له عندها حتى قبل الحاډثة كان دائما باردا معها هي و والدتها يعاملهم وكأنهم شيء ثانوي في حياته لا أهمية لهم ابدا 
أنا اسف يابنتي حقك عليا انا اسف 
سقطت دموعها وهي تهز رأسها تهمس بۏجع 
متعتذرش يابابا متعتذرش انا مش زعلانة منك والله لاني لما قعدت وفكرت لقيت إن كان عندك حق اصل مين اللي هيتحمل إن بنته تكون من غير شړ
فاطمة 
تعبت فاطمة تعبت يا زكريا تعبت وملت من كل ده هو انا مش مكتوب ليا اعيش زيي زي اي بنت في سني 
كانت تتحدث وهي على وشك الاڼهيار بعد كل ما مرت به اليوم بينما زكريا يغمض عينه بۏجع على ما يحدث معها ليسمع صوتها يردد قبل أن تتحرك صوب غرفتها 
انا مسمحاك يا بابا مسمحاك بس مش عشانك لا عشان نفسي 
أنهت حديثها وهي تدخل لغرفتها ثم أغلقت الباب بهدوء تاركة خلفها الجميع كل في حال مختلف عن الاخر لكن ما يجمعهم هو الحزن والۏجع لما حدث مع فاطمة 
يسير في ممرات المدرسة بتعب شديد وارهاق كبير لعدم أخذه ما يكفيه من النوم البارحة وهو يفكر في فاطمة وحالتها النفسية تنهد وهو يدلف أحد الفصول وعينه موجهه على واحدة معينة ثم أخبرهم أن يخرجوا كتبهم الخاصة 
كانت اسراء تشعر بالړعب الشديد كلما استدار زكريا صوبها وقد غابت عن المدرسة لايام خوفا من المواجهة والان يبدو أنه حان الوقت لذلك 
كان زكريا يشرح لهم كعادته وقد نحى أفكاره جانبا يحاول تصفية ذهنه لما هو مقدم عليه فها هو على وشك إنهاء آخر مشكلة في حياته حتى يتفرغ بعدها لحبيبته الجميلة ويفكر كيف يكسر جبال الاحزان التي تستوطن قلبها 
واخيرا انتهى من شرح الدرس ليبتسم بسمته المعتادة وهو يضع قلمه على المكتب 
احنا بكده نكون انتهينا من نصف المنهج بالضبط وباذن الله بكرة في مراجعة شاملة عليه 
صمت قليلا ثم قال بجدية 
وبما أننا خلصنا الحصة بدري ممكن اللي عنده اي سؤال في أي جزئية من اللي درسناه يتفضل يسأل 
جلس زكريا على مكتبه وهو يستقبل بعض الأسئلة من الطالبات أمامه غير غافلا عن اسراء التي كانت تحاول بأقصى جهدها أن تختفي عن أنظاره 
نظر زكريا في الوجوه أمامه وهو يقول 
ها حد تاني عنده سؤال 
صمت عم المكان ليتنهد زكريا وهو يعود بظهره للخلف ثم قال وهو يدعي التفكير 
طب ايه رأيكم نستغل الوقت الفاضي ده ونتكلم شوية اعتبروني اخوكم 
صمت وهو ينظر في الوجوه وقد انتبهت له جميع الفتيات ليقول ببسمة لهن 
عايز اعرف كل واحدة حلمها ايه 
سؤال بسيط افتتح به زكريا الحوار بينه وبين طالباته لتبدأ كل واحدة في رفع يدها والتحدث بحماس شديد عن حلمها ليبتسم لهن زكريا وهو يشاركهن الحديث بلهفة توازي لهفتهن ثم وفجأة تحدث 
انسة اسراء 
انتفضت اسراء بفزع بعدما كانت تحاول الاختباء خلف صديقاتها وهي تستمع لاسمها من المعلم لتقف وهي تبتلع ريقه تكاد تبكي تتخيل اپشع السيناريوهات وهو يخرج رسالتها
ويقوم بڤضحها على مرأى ومسمع من الجميع 
نعم يا استاذ 
ابتسم زكريا بسمة صغيرة وهو يتحدث بنبرة عادية وكأن لا شيء حدث 
مقولتيش ايه هو حلمك 
ها حلمي 
هز زكريا رأسه بنعم وهو ينتظر اجابتها لتتحدث هي بتوتر شديد لا تفهم ما يحدث ولما لم يتحدث في أمر الرسالة 
عايزة ابقى هو يعني نفسي لما اكبر ابقى زي اختي 
اختك وهي اختك بتشتغل ايه 
ابتسمت اسراء بتوتر وهي تقول 
ممرضة 
ابتسم لها زكريا بتشجيع 
حلو ممرضة مهنة جميلة جدا ونافعة اتفضلي اقعدي 
جلست اسراء وهي تتنفس الصعداء ليبدأ زكريا في التحدث عما يريده بطريقة غير مباشرة 
كل احلامك جميلة جدا باذن الله تحققوهابس متنسوش وانتم في طريق تحقيق حلمكم انكم تحطوا ربنا قدام عينكم دائما بلاش خلال الطريق ده تقفوا في محطة غلط او تتعلقوا بشخص غلط وقصدي هنا بالشخص هو شخص من الچنس الآخر 
صمت ينظر للوجوه أمامه يحاول معرفة إذا كان مقصده قد وصل اليهن ام لا ليكمل حديثه 
بنات كتير اوي ممكن أثناء رحلة تعليمها أو عملها أو حياتها عامة تتعلق بشخص وتقعد تبني أحلامها عليها وبمجرد رحيل الشخص ده بتدمر أحلامها عشان كده اللي قصدي عليه أن أحلامكم تتبني عليكم انتم مش على حد تاني واحذروا الفتن اللي منتشرة حاليا 
صمت ثم قال وهو يستمع لحرس انتهاء اليوم الدراسة 
نصيحتي ليكم هي انكم تحطوا ربكم دائما قدام عينكم واتقوا الله دائما في كل تصرفاتكم وبلاش تمشوا ورا أي ذنب لمجرد أن عدد مرتكبيه كبير وبقى في عيون الكل عادي و بلاش ترخصوا قلوبكم لأنها غالية غالية جدا 
أنهى حديثه وهو يتجه للخارج سريعا يتنفس براحة وقد رأى صدى رسالته على وجه اسراء توقف فجأة وهو يسمع صوتها وهي تناديه وكأنها خرجت من أفكاره لتتمثل أمامه 
توقفت اسراء امام زكريا وهي تخفض رأسها للاسفل بخجل شديد تبكي 
استاذ انا اسفة والله مش
على ايه يا آنسة اسراء محصلش حاجة اهم حاجة دلوقتي اجتهدي عشان تكوني اضطر ممرضة
اتفقنا 
رفعت اسراء نظرها لزكريا بامتنان شديد وهي تهز رأسها بنعم ليبتسم لها زكريا ثم رحل ينظر في ساعته وبعدها أخرج هاتفه ليجد اتصالات عديدة من هادي ورشدي وقد نسي أنه وضع هاتفه في وضع الصامت 
الو يا رشديانا جاي في الطريق اهو اجهزوا انتم بس نص ساعة واكون عندكم 

خرجت فاطمة من الغرفة الخاصة بها في فزع شديد وهي تستمع لصوت الطرق العڼيف على الباب 
كانت تعدل من وضع الحجاب على رأسها وهي تضع قطعة بسكوت اي فمها تتحدث بصعوبة بسببها 
طيب جاية قولت جاية 
فتحت الباب بحنق شديد وهي تصرخ في الطارق 
فيه ايه قولت جااااازكريا بتعمل ايه هنا 
ابتسم زكريا وهو يكسر قطعة البسكوت التي تتناولها ليأخذ قطعة منها وهو يتناولها غامزا 
ما هذا بسكوت يأكل بسكوت
ضحكت فاطمة على حديثه وهي تمضغ القطعة التي تبقت في فمها تقول بخجل 
لسه جاي ولا ايه 
هز زكريا رأسه وهو ينظر داخل المنزل متساءلا عن والدتها لتقول هي أنها خرجت منذ قليل للسوق 
ابتسم لها زكريا ثم سحبها خارج الشقة وهو يغلق الباب قائلا
حسنا تعالي معي 
نظرت فاطمة بيده التي تجذبها بتعجب شديد 
اجي فين طب اصبر طيب اغير العباية دي اصبر بس 
لم يعطها زكريا
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 84 صفحات