الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية ادهم ج7

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة الثالثة والثلاثون 
انتفض واقفا وهو يشعر بالصدمة فكان يحاول التكلم ولا يصدر منه حرفا واحدا كل حروفه تبعثرت كان يفتح فمه لينطق ولكنه يغلقهما ثانيتا كيف تتعرض لكل تلك الاساءة ووالده حي يرزق كيف سمح لهم باهانتها وتعذيبها هكذا انتبه من شروده على يد وضعت على كتفه فانتبه له
ابراهيم هاتفا 
_احمد ...احمد...

احمد پغضب 
_ليه سبتها لكل الټعذيب ده يا بابا ليه سمحت بكدة ليييه 
ابراهيم بحزن 
_اقسم لك يا احمد ما كنت اعرف أي شيء عن الموضوع ده والا مكنتش سكت عليه ابدا 
احمد زافرا بضيق 
_وبعدين هنعمل ايه هي كدة استحالة هتتقبل مها ...واستحالة اسيب انا مها ..واستحالة اسيب امي واكسرها تاني
ثم القى بجسده على اقرب مقعد واضعا راسه بين يديه هاتفا پقهر 
_ليه انا اللي لازم اتحط في الاختبارات الصعبة دي ليه متحرم عليا اعيش حياتي بشكل طبيعي لييييه
ابراهيم 
_استغفر الله يا احمد ده ابتلاء من ربنا اصبر وان شاء الله كل الامور هتتحل 
احمد بضيق 
_مش باين يا بابا كل شوية الامور بتتعقد اكتر واكتر وانا قدرتي على التحمل قربت تخلص 
وقبل ان يرد ابراهيم كان الباب يفتح وتدخل منه ليقفا الاثنان بتوجس امامها خوفا ان تكون سمعت كلامهما معا ...
نظرت له بړعب ضړب جميع اوصالها وشعر هو بارتجافتها من يدها التي مازالت تسكن في يده فالټفت بنظره لعبد العزيز الذي يقف عن الباب ولكن لاتراه سلمى واشار له برأسه فأومأعبد العزيز موافقا فأعاد ادهم بذات تعبه طلبه السابق من حازم وهذا ما افزعها فحاولت ترك يده والهرب من تلك الغرفة فورا فهي لا تستطيع مواجهه موقف كهذا ابدا ذاكرتها القاسېة لمواقف مشابهه لن ترحمها على مدى ايام لذلك ارادت الهرب وعندما احس ادهم انه اضعف من مجرد الامساك بها الټفت لاكرم المتابع لما يحدث بترقب هاتفا به بتعب 
_اكرم لو سمحت اقف عند الباب ومحدش يخرج من هنا الا لما اقولك ..اي حد فاهمني 
فاتجه اكرم من فوره ليقف امام الباب المفتوح فوجد عبد العزيز الذي همس له عندما رأى تردده 
_نفذ كلامه بالحرف 
فنفذ بصمت هو الاخر وزادت ارتجافة سلمى عندما شرع حازم في التنفيذ وهنا انفصلت سلمى عن واقعها وعادت تلك الذكريات اللعېنة من جديد بل تجسد لها الماضي أمامها يعرض عليها أسوأ ما مرت به في حياتها ...سنوات عڈابها كاملة كانت كشريط يمر امام عينيها ببطء شديد وألم أشد حاول ادهم رغم ألمه الظاهر ان يضغط على يدها قليلا لتنتبه له وتخرج من تلك الدوامة ..
كانت دموعها تجري على وجنتيها بصمت حتى تنبهت له اخيرا والتفتت له بعد انتهاء حازم من حقنه وجدته أشد ارهاقا وتعبا ولكن لحظة ...ماذا يحدث لقد قاربت عيناه على الانغلاق ..انه يفقد الوعي هكذا صړخت بها سلمى لينتبه لها حازم ويسرع اليه بعد ان كان ابتعد ليقيس له النبض والضغط ثم تحرك سريعا تجاه الجهاز الموضوع في اخر الغرفة ليركبه له وهو يسب ويلعن پغضب جارف 
اكرم بقلق 
_في ايه يا حازم 
حازم 
_البيه اكيد مأكلش حاجة النهاردة والحقنة شديدة عشان كدة عملت له هبوط اسمع انزل هات المحاليل دي بسرعة 
فالتقط اكرم الورقة سريعا وانطلق للخارج في حين الټفت حازم الى ادهم يحاول محادثته باي شيء حتى لا يغيب عن الوعي اثناء اجراء الكشف عليه 
حازم 
_ادهم خليك معايا ...ادهم 
ولكن ادهم كان على وشك اغلاق عينيه ولكن صوت سلمى اعاده للوعي من جديد عندما همست 
_دكتور ادهم ..لو سمحت خليك معانا ..ارجوك 
فرفع لها ادهم نظره واراد ان يخلع جهاز التنفس المثبت على انفه وفمه ليقول شيئا ولكن يدها كانت الاسرع لتمنعه وهي تقول 
_ارجوك اهدى بس شوية وكل اللي عاوزه هنعمله 
فحرك راسه موافقا بضعف ولكنه اغمض عيناه من جديد فسارعت بالقول 
_هدى ...انت شوفت هدى النهاردة 
ففتح عينيه ثانيه اخرى ليحرك راسه نفيا فهتفت 
_هي مع ماما فاطمة في المطبخ مصممة هي اللي تجهز لك الاكل بنفسها 
فابتسم ونظرت سلمى لحازم الذي اشار لها ان تواصل حديثها معه لينتبه اكثر 
سلمى 
_الصراحة ومصممة انها هي اللي تأكلك زي ما كنت بتعمل معاها 
فدار ادهم بعيناه في الغرفة محاولا رؤيتها فقد اشتاق لها كثيرا فقالت سلمى 
_هتيجي دلوقتي بس خليك واعي معانا ارجوك 
وهنا دخل اكرم وهو يلهث من كثرة ركضه وسارع هو وحازم بتثبيت تلك المحاليل في وريد ادهم مع اضافة الكثير من الادوية اليها وعندما همت سلمى بالخروج اطبق ادهم على يدها فنظرت له لتجده يحرك راسه نفيا فهتف حازم 
_خليكي معاه يا مدام سلمى من فضلك لحد ما يفوق على الاقل 
فصمتت سلمى وانتظرت معهم حتى مرت حوالي الربع ساعة كان خلالها ادهم قد بدأ يستعيد كامل وعيه وكانت تلك الاشارة لانفجار ڠضب حازم الذي كان يكبته حتى يستعيد وعيه 
حازم وهو يرفع عنه جهاز التنفس 
_انا نفسي افهم انت صغير للي بتعمله ده 
ادهم 
_انا تعبان يا اخي ارحمني 
حازم بضيق 
_انت اللي تاعب نفسك بذمتك انت اكلت أي حاجة النهاردة 
ادهم 
_مش قادر ابلع أي حاجة 
حازم 
_والله يا ادهم لو ما اتعدلت وكلت واخدت علاجك زي الناس لاكون حجزك في المستشفى حتى لو ڠصب عنك ايه رايك بقى 
فلم يجد حازم الا من تدخل مندفعة نحوه تسدد له ضربات في ساقه هاتفة پغضب 
_ابعد عن بابا ..ملكش دعوة بيه ..والا هجيب عنتر ياكلك ويريحنا منك بقى ..كل شوية تزعق له كدة لحد ما تعب ...
ادهم بتعب 
_عيب يا هدى ..عمو حازم ميقصدش يزعق 
هدى وهي تصعد للفراش وتتعلق بعنق ادهم هاتفة 
_لا يا بابا انا سمعته بيزعق ..متخافش انا هحميك منه هجيبله عنتر او هخلي ماما تحطه في السچن مع الناس الوحشين يمكن ياكلوه 
ضحك كل من بالغرفة الا سلمى التي خرجت من الغرفة شاردة مشتتة تفكر عندما كانت تزورها ذكريات ماضيها اللعېن ذاك كانت تنفصل عما حولها لايام حتى تستطيع اعادتها لغياهب عقلها والعودة لحياتها من جديد ولكن اليوم لم تسيطر عليها تلك الذكريات الا دقائق قليلة واختفت بعدها عندما انشغلت بادهم ....ولكن كيف وصلت لتلك المرحلة التي حاولت معها طبيبتها مرارا ولم تفلح كيف استطاع ادهم السيطرة عليها هكذا 
افكار كثيرة تصارعت في عقلها فغابت في الصالون تفكر ولم تتابع ما يحدث داخل الغرفة وهو بالطبع نقار ومشاكسة هدى المعتادة مع حازم ولا تعرف هدى ان مصيرها ارتبط بحازم هو الاخر مع ادهم 
ونعود لحازم الذي نال اليوم من هدى ووالدتها كفايته فالټفت لادهم هاتفا بغيظ 
_هي العيلة دي كلها مجانين كدة مفيش فيها حد عاقل ابدا 
فاشار ادهم بعينه للبابا فالټفت حازم ليجد عبد العزيز امامه فارتبك وتوتر وهتف بتلعثم 
_اهلا ...ازيك يا حاج عبد العزيز منور والله 
فضحك عبد العزيز على حالته هاتفا 
_ده نورك يادكتور ...انا اسف يابني على اللي عملته بنتي وحفيدتي معاك النهاردة 
حازم 
_حصل خير حضرتك 
والټفت حازم لادهم هاتفا وهو يحمل حقيبته 
_انا همشي دلوقتي انا واكرم
لاني اتاخرت على مراتي وابني بسببك وان شاء الله هجيلك الصبح 
ادهم بامتنان 
_متشكر قوي يا حازم ..سلملي على خالد ابنك كتير
حازم 
_يوصل ان شاء الله ..يالا يا اكرم 
وخرجا سويا ودخلت فاطمة تحمل بين يديها ماجعل ادهم يمتعض وينظر لها بتوسل وهو يكاد يبكي وهي تنظر له بصرامة بما معناه لو تقدر اعترض 
ركضت بكامل قوتها لتهرب منها وهي تحاول الاختباء حتى لا تراها ففتحت تلك الغرفة ودخلتها سريعا لتختبئ بما تحمله بين يديها ممن تلاحقها 
ولكنها وجدت نفسها وجها لوجه مع رقية التي كانت تجلس في تلك الغرفة بالذات تسترجع ذكريات ابنائها وهم اطفال فهي غرفة العابهم وعندما صاروا شبابا جعلوها خاصة بالبلاي استيشن وعندما صاروا اطباء كانوا يدخلونها كل فترة ليسترجعوا فقط ذكرياتهم 
اخرجها من ذكرياتها دخول تلك الراكضة وهي تلهث پعنف وڠصب عنها رقية نزلت عيناها لبطنها وكأنها تطمئن على حفيدها بتلك النظرة التي وترت مها كثيرا وهنا انفتح الباب لتدخل الخادمة وهي تطبق على مها هاتفة بها 
_يا ست مها حرام عليكي جرتيني وراكي البيت كله ..ابوس ايدك هاتيه الدكتور احمد لو عرف انك اخدتيه تاني هيبهدلني 
مها وهي تقفز خلف رقية لتحتمي بها 
_طنط بالله عليكي متخلهاش تاخده مني ...انا عاوزاه 
التفتت رقية للخادمة بجدية 
_ايه اللي حصل هي اخدت ايه 
الخادمة 
_برطمان الشطة 
فنظرت رقية لمها بتعجب فهتفت الاخيرة 
_نفسي فيه الله مش كفاية انه منعني من الحاجات التانية اللي كنت عاوزاها 
الخادمة بسخرية 
_اه قصدك الصابون اللي كنتي عاوزة تاكليه ولا معجون السنان 
فانطلقت ضحكات رقية عالية في اللحظة التي هجمت فيها الخادمة على مها تجذب منها البرطمان قبل ان تفتحه ومها تصرخ ففتح الباب 
مها 
_يع لالا سيبلي الشطة او المعجون عشان خاطري نفسي ادوقهم بقى الله 
ضحكت رقية وهتفت ياسمين 
_هاتلها مسحوق غسيل يا احمد يمكن ترضى تسيب الشطة 
مها بتفكير 
_تصدقي صح ..احمد هاتلي مسحوق عشان خاطري وحياتي هاخد معلقة واحدة بس
فانطلقت ضحكات الجميع واحمد يهتف پقهر 
_عوض عليا عوض الصابرين يارب 
ونجح احمد اخيرا في جذب البرطمان منها واعطاؤه للخادمة محذرا اياها ان تطاله مها ثم الټفت لمها التي ركضت خلف رقية هاتفا بها 
_اما انت بقى مش عاوزة مسحوق غسيل يا حبيبتي حااضر انا هجيبلك كلور كمان عشان تبلعي 
فصړخت راكضة لخارج الغرفة وهو يركض خلفها فهتفت به رقية 
_احمد متخلهاش تجري كتير خطړ عليها 
وتابعت ياسمين ضاحكة 
_واوعى تزحلقكك في الكلور والصابون 
فخرج غاضبا وهو يتوعد لمها ان ليلتها لن تمر على خير في حين همس ابراهيم 
_وحشتنا ضحكتك قوي يا رقية 
فماټت ضحكتها ونظرت له بتوهان ثم تركتهم وخرجت لغرفتها فربتت ياسمين على كتف والدها هامسة 
_معلش يابابا كل شيء في اوله صعب ...عشان خاطري متزعلش 
فأومأ براسه موافقا ثم خرج هو الاخر في حين تذكرت ياسمين منذ قليل عندما كانت تتجه لمكتب والدها لتعرض عليه تقارير العمل اليومي وسمعت حواره مع احمد ففتحت الباب ودخلت وتحدثت معهم بطريقة يوسف التي اخبرها بها لتتبعها لتنال رضا امها واخبرتهم انها ستفلح اكيد مع مها فرقية ابدا ليست شريرة هي مجرد ام تبحث عن السعادة لابنائها ولان المستوى الاجتماعي حرمها من سعادتها زمان كانت تريد الا يتعرض ابنائها لذلك مثلها وبعد حوار طويل اعجب فيه جدا احمد وابراهيم برأي يوسف وقناعاته الشخصية التي اذابت الجليد بين ياسمين ورقية قرروا جميعا اتباع نفس الاسلوب حتى انتبهوا على الصياح فركضوا ليروا بوادر خطتهم على الطبيعة 
نظر عبد العزيز الى فاطمة نظرة فهمتها جيدا وسارعت بتنفيذها فوضعت صينية الطعام الخاص بأدهم والذي امتعضت ملامحه بمجرد ان راه

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات