مع أسوأ واحدة ممكن تتخيلها في الأول مكنتش مدركة بيحصل إيه و لما بدأت استوعب و افهم وارفض إني اكمل قالتلي هتبقي السبب في مۏت أبوك !!
تركت دموعها تخذلها وتتحرك فوق خديها و اهتزت نبرتها تواصل حديثها بۏجع أسفل نظراته المترقبة بحزن و دهشة لما ترويه
كانت عارفة إني مش هقدر اسيبه كدا كان كل أمنيتي وقتها اشوفه بيمشي تاني و بيتكلم و بيحضني أو ينزل معايا لآخر مرة نتمشى سوا ويحكيلي ذكرياته مكنتش عايزة غيره وكملت عشان أوفر فلوس علاجه اتنازلت عن مبادئه اللي زرعها جوايا كنت بخاف اشوفه عشان نظراته ليا في الآخر كانت كلها خوف و ألم ولوم كأنه عارف إني بغلط !
ارتعشت شفتيها و أغمضت عينيها حين تذكرت ليلة معرفة والدها بحقيقة عملها المشين و نظراته الأخيرة لها التي لم تتركها داخل أحلامها منذ تلك الليلة حيث فارق والدها الحياة مراقبا إياها بنظرات خيبة الآمال و عتاب على وصم سيرته العطره بالعاړ و تنديس روحها الطاهرة حقيقة واحدة دفعته إلى المۏت وقد كانت كل جهودها من أجل معافاته !!!
وتاني تضحية لنبيلة كانت جوزها !!! اكتشفت إن فلوس العلاج والعمليات اللي كانت بتاخدها من سامح كانت بتتصرف على اشتراكات نوادي و لبس بدأت تخرج وتسيب نيرة مع بابا و أنا طبعا مع سامح و بالصدفة لقيت الفواتير و قبل ما اواجهها روحت للدكتور اللي كان متابع خالة بابا واكتشفت إنها انقطعت عن دي كمان بسبب عدم الدفع وأجلت العملية من تاني وحالته بتتدهور مستحملتش اللي سمعته و جريت على البيت أشوفها واواجهها و ياريتني ما عملت كدا صوتنا علي و عرف أنا بشتغل مع مين و بعمل إيه و لقيت نيرة جاية تجري عليا و تقولي بابا ياسديم و تشاور عليه خرجت معاها من الأوضة لقيت واقع في الأرض و بيخرج أنفاسه الأخيرة و ونظراته ليا بتطاردني لحد دلوقت في أحلامي ماټ في حضڼي بس وهو رافضه ورافضني و حاسس إني غريبة عنه نظراته كانت بتصرخ إني مش بنته مش دي سديم اللي علمتها و ربيتها وكنت بوصيها على أختها مش ده الحصاد للي زرعته حقيقة واحدة ضيعت أغلى انسان في الدنيا !!!
أغمضت عينيها و رفعت كفيها تمسح وجهها مع عودة شقيقتها إلى المكان و أردفت محاولة استعادة نبرتها المتزنة
عرفت ليه بقولك حكم عقلك أنا مقدرش أخد قرار وامنع عنه حقيقة زي دي هتزود وجعه أضعاف بس تخصه و تخص مامته وتخص أقرب الناس ليه باباه !!!
زفرت أنفاسها پاختناق شديد وقد نكست رأسها أرضا
كشف الأسرار ممكن ياخد معاه أرواح ياسليم !!!
تدخلت شقيقتها أخيرا والتي كانت تراقب الوضع بتعاطف صامت وشفقة خاصة تجاه كلا منهما وقد أدركت أن سديم عادت بذاكرتها إلى تلك الليلة المشؤومة
بابا كان زعلان عليك مش منك ياسديم و حالتكم مش متشابهة ابدا دا انسان مريض و أناني خان مراته وبعدها خسرها و ماكتفاش بكدا لا دا بيحاكم الناس على أفعالهم وهو شيطان !!!!
عقد سليم حاجبيه من طريقتها اللاذعة حيث وجدها تنزع رداء اللين رغم رقة ونعومة صوتها الآن أيضا وهذا ما وصفته شقيقتها بدقة هي ليست ناعمة كما يظن بل حين تشعر بالخطړ تجاه الأقرب لها تعلن عن مخالبها الحادة والتي ظهرت الآن على هيئة كلمات خالية من اللطف تجاه الرجل الذي عنفها دون أسباب