الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية شيماء القصل 33

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

مع فتاة لا حول لها ولا قوة ذنبها الوحيد هو عشقها لسليله !!! زفر پغضب وأردف بنفاذ صبر مصدقا على حديثه 
كل كلامك صح وحقك أكيد تقلق عليهم منه أنا كأني بتعامل مع واحد غريب عني و لا أخو حضرتي ولا غيره هو كان عمل حساب لأخوة ولا قام بدوره كأب شوف يابني عايز تتصرف إزاي وأنا معاك ومتقلقش على سديم أنا مش هسيبها أبدا لحد ما تخلص من أزمتها زي ماهي عملت معايا دا حقها عليا مش تفضل مني ! أما نيرة فأنا شايف إنها محتاجة تبعد عن تعب الأعصاب دا أنا قولت لسديم هجيب شنطة نورهان تقعد معاها كام يوم عشان وحشاها ونيرة تتشغل معاها الفترة دي و سديم هتلاقيهم مشغولين ببعض و تهدا شوية من ناحية مسؤولية نيرة!
أعجبته الفكرة و أثنى عليها قائلا بحماس وامتنان 
أنا مش عارف أقولك إيه !!! فكرة حلوة فعلا خليهم مع بعض و كمان نيرة تهدا من ناحية عيلتكم لأنها بدأت تكره العيلة كلها بصراحة !
ابتسم عاصم لعفويته وهز رأسه بيأس ثم رفع هاتفه و بدأ مكالماته ليرتب ما قاله للتو أما بالداخل و على بعد أمتار من مجلسهم كانت تجلس فوق أرضية كابينة الاستحمام الصلبة تضم ساقيها إلى صدرها و تستند بذقنها إلى ركبتيها تاركة دموع عينيها تتحرك بحرية تامة و تختلط بالمياه التي تنهمر فوق رأسها بعد أن تأكدت من تغطية صوت المياة على صوت شهقاتها المتتالية وقد بدأ جسدها ينتفض من فرط انفعالها دون أن تستكمل مخططها القانوني واتفاقها مع الضابط و لكنها تخلصت من زواجها في نفس اللحظة !!!
أغمضت عينيها ووضعت يديها فوق وجهها تواصل رثاء ما آلت إليه أمورها كل مارغبت به حياة سوية مثل جميع الفتايات و السيدات الصغيرات بعمرها !!! تمنته هو فقط من حياة قاسېة سلبتها جميع أمنياتها واحدة تلو الأخرى وصڤعتها بقسۏة الحرمان و الفراق ثم صڤعتها من جديد ومنحتها شعور الأمان اللحظي لتسلبه هو أيضا منها و كأنها تتلذ بعذاب روحها و إذاقتها الألم !!! خرج صوتها پألم و أردفت بأنين وقد تسارعت وتيرة تنفسها من فرط اختناق روحها و بكائها ياريتني ماقابلتلك !
أشد أنواع الألم هو الخذلان يهوى بنا فوق أرض الواقع الصلبة و يسلبنا عنوة من عالم أحلامنا الوردي و نستيقظ على كابوس النصل يسمى الأحبة فنتمنى حينها أن نعود إلى حالتنا الأولى ليس حالة ما قبل الهجر بل أقصد حالة ما قبل اللقاء !!!!!
لا تصدق أنها أصبحت مجرد قطعة بالية بالنسبة له أيضا !!! ألم يشتاق إلى رؤيتها لمرة واحدة تبخرت العهود والوعود و ترك المحامي و ابن عمه الذي اقسم لها أنه بالخارج و قلق حيال أمرها بل و ينتظر خروجها سالمة  عن أي قلق يتحدث هذا الأبله و عن أي انتظار!!!! ألا يعلم أن ماتمنته بتلك اللحظة هو رؤيته حولها فقط  لقد كانت على يقين أن خروجها من مأزقها أمر محتوم لكن تواجده أمر مرغوب كيف تذهب و تخبره جميع حقائق عائلته وهو كل ما يجيد فعله في جميع أزماتهما الهرب تكاد تصرخ بالعالم أنها ما تمنت منه سوى أن يرويها عشقا في لحظات ظمأ روحها الذابلة فتعود ثقتها بالعالم و تخبره جميع أسرارها دون خوف من فراقه و لكنه منحها إشارة واضحة أن ما تفعله هو الصواب !!!
أرواحنا مثل الورود إن قطفت

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات