قطرات الحب
في مساندته قال
حاسس بيك يا ريان وعلشان كده كان لازم تاخد موقف جاد بس مش التهريج اللي عملته كده ضيعت حقك وفهمتهم إنك ندل وسبتها علشان فرصة الخلفة ضعيفة!
هتف معللا
دا كمان من ضمن أسبابي محترمتش تي في إن يكون ليا ولاد كمان ماما متضايقة بس سكتت علشان بنت أخوها ومدخلتش من حقي يكون عندي ولاد زي بقية الناس ليه تحرمني!
طيب دلوقتي هتعمل أيه عاوزها ټندم ماهوش باين لأنها هتتجوز أول ما العدة تخلص
رد بثقة
مش هتتجوز مستحيل ماريان بتحبني ولو روحتلها وقولتلها نرجع هتوافق
قال معتز بتهكم
واستفدت أيه من لعبتك كانت كلام فاضي!
لا مش كلام فاضي استفدت إني قدامها حاولت أرجع كرامتي ومرضاش باللي بتعمله معايا أنا خدت موقف يا بابا
المهم قبل ما تنتهي العدة تكون مطلق البنت اللي اتجوزها وسيبني أنا أحل الموضوع دا بطريقة الناس الكبار !!
أخبره محاميه بكل ما حدث بالتفصيل حين هاتفه زين من تليفون الفندق فرد على المحامي بانزعاج
يعني أيه طلعت بكفالة دي قضية !
قال المحامي باطلاع
قريبها مسكتش ودفعلها كفالة كبيرة قوي بس ضمن وجودها في كل التحقيقات ودا برضوه في صالحنا
والزفت التاني اتقبض عليه!
أيوة وهيفضل مح أسبوع كده لحد التحليل ما يخلص
حذره زين بشدة
محدش يعرف بمكاني أنا قريب وهنزل وعاوزك تمسكلي القضية وخليك واثق إنهم مذنبين يعني مش بلاغ كاذب
بدا الحوار به شد وجذب حتى أنهى زين المكالمة مغتما رغم فرحته من نتيجة تحاليله وليزيد من قساوته على من خدعته اعتزم أن يعجل بانجابه ولذلك دعا سمر للخروج سويا ليس فقط للتنزه بل حضر لها مفاجأة سيخبرها بها حين تأتي إليه ثم جلس ينتظرها بفارغ الصبر
حين لمحته وقد تأهبت لسهرة رائعة معه وذلك واضح على ملابسها الأنيقة ووجها المزين قالت
هتوديني فين!
نهض زين وهو يبتسم باتساع ثم أمسك بكلتا يديها بين يديه قال
الحمد لله ربنا وقف معايا وطلعت الدكتورة في مصر باين غلطانة فأنا قررت بالمرة وإحنا هنا نعمل عملية حقن هنا أحسن والمكان نضيف!
شرقت سمر من مفاجأته ثم سعلت كثيرا فسألها زين بقلق
سعلت بقوة وقالت
أنا بخير!
رد عليها متحمسا
أنا كلمت الدكتور وطلب مني تحليل وشوية حاجات كده علشان العملية هنروح نعملها وبعدين نخرج نسهر
ثم جعلها تتأبط ذراعه وكان يمشي بها كأنه يجرها كانت سمر تمشي بتقاعس ولم ينتبه زين فهو جاهل لما تحمله من نوايا خداعة وحين ركبت معه السيارة المستأجرة ذابت قواها واندثرت أحلامها فإن علم سيتركها وستضحى منبوذة مخادعة في أعين الجميع ت بالبكاء والصړاخ وكونها صغيرة لم تفكر بعقلانية وتذبذبت أرادت والدتها بجانبها فها هي وحيدة ستواجه بمفردها وتوقف عقلها عن وجود حل تعرضه عليه نظرت له وهو يتهيأ للقيادة بأعين مجفلة هي تحبه ولن توافق على تركه لها وكانت ترتعش بشدة ومتوترة للغاية وعادت تتذكر حادثتها التي أودت بها إلى ما هي عليه وتملك منها شيطانيها لتعيد الماضي وتنهي كل ما يحدث الآن بتكراره ثم ابتسمت پضياع وحالة من الجنون ثم أن يتحرك بالسيارة خاطبته بنبرة محببة
نظر زين لها لبعض الوقت متفاجئا لكنه رحب بشدة وقال
تعالي!
ثم ترجل ليتبادلا الأماكن فجلست سمر خلف عجلة القيادة وهي تمسك بها قال زين وهو يغلق الباب بجانبه
وريني شطارتك!
زيفت ابتسامة خفيفة ثم تحركت بالسيارة كانت تمشي على مهل حتى وصلا إلى الطريق السريع وبدأت تظهر مهاراتها فتعجب زين من قدرتها على ذلك فسألها
شكلك مش أول مرة تركبي عربية!
اومأت مؤكدة فتأجج انبهاره بها خاصة حين زادت من سرعة السيارة وكأنها تعرف أين تتجه لكنه تريث قائلا
خففي السرعة أحسن!
كأنها لم تسمعه فقط ذهب عقلها ليوم ركبت سيارتها لآخر مرة منذ سنة مضت وساوت سرعتها حينها بسرعتها حاليا وتذكرت مزحها مع أصدقائها الذين لاقوا مصرعهم معها وكانت الناجية من بينهم وليتها ما نجت
تضايق زين من تجاهلها له وهتف
سمر بقولك خففي السرعة!
تحكم خۏفها منها لتزيد السرعة حتى آخرها فصدم زين من طيشها وفطن أنها ليست بخير ربما جنت ثم تدخل ليردعها عن ذلك ويجبرها على التوقف لكنها منعته بشدة فصاح بهلع
وقفي يا مچنونة!!
عرجت بالسيارة لأحد الجوانب المطلة على منحدر عميق لتواجه السيارة الفضاء السحيق وتنقلب بهما !!
الفصل العشرون
قطرات الحب
لأول مرة يخفق قلبها بهذا الشكل المقلق والمضني وامتزج بذلك تفكيرها المتوجس نتيجة غيابة غير المفهومة لتلك اللحظة وكأي أم آلمها غيابه دون أن يعلمها وملأ الوجل كيانها لتشعر بهذه الوخزة العڼيفة تخترق قلبها وفي لحظة انتفضت وهي نائمة تشعر بالخۏف يتملكها فتيقظ حسام إثر ارتعاشها بجانبه ثم اعتدل فورا ليحدق بها مشدوها سألها
مريم! أيه اللي حصلك فجأة!
حين نظرت إليه لاحظ لمعان تعبير غير معلوم وكأنها رأت كابوسا فمسح على رأسها في قلق وقال
مالك يا حبيبتي!
ارتجاف شفتيها حين بادرت لترد عليه أوحى إليه بأنها ترتعد من شيء ما وهنا تسعر فضوله لمعرفة ما بها وانتصب في جلسته ليستمع باهتمام إليها فاستجمعت مريم رباطة جأشها ثم استندت بظهرها على الوسادة قالت
زين!
بدا أكثر اهتماما لفهم مجمل الموضوع منها فأردفت بلمعة حزن ملأها الخۏف
زين ابني قلبي بيقولي إنه مش كويس قلبي مش مطمن وحساه مضايق ومخڼوق!
كونها الأم تفهم مشاعرها ولحظات الخۏف تلك جعلته يقلق هو الآخر فسألها في جهل
هيكون حصله أيه يا مريم ما مراته كمان معاه!
زمجرت بغيظ لتنهض غير متقبلة لما يحدث صاحت
أنا خاېفة عليه ومش هيجيلي نوم غير لما أعرف هو فين ابني بيناديني قلبي وجعني عليه!
ثم تحركت لترتدي روبها متأهبة للخروج من الغرفة وسط دهشته من تغيرها المفاجئ ثم نهض هو الآخر ليتحرك خلفها غير مطمئن لحالتها
أثناء خروجه من الغرفة وجدها تقف وتمسك بهاتفها ثم أخذ يقترب منها غير متفهم ماذا أصابها وحين اقترب هتفت لتحدث أحدهم بحزم
زين تعالى دلوقتي عاوزاك!
اندهش حسام من اندفاعها وما تفعله دون تعليل وانتظر حتى أغلقت الهاتف متضايقا خاطبها بعدم رضى
أيه يا مريم اللي بتعمليه ده حد يكلم حد الساعة أربعة الفجر لا وكمان مش عاملة اعتبار إن معاك جوزك تطلبي منه!
مسكت رأسها بيديها شاعرة بصداع قاټل ثم تحركت لتجلس وبدت حالتها تسوء حين أنت بتعب كاد يفقدها الوعي فانحنى حسام بجزعه يتفقدها هتف
مريم إنت مش طبيعية حصلك أيه!
أحست بدوار شديد وهي ترد في وهن
عاوزة ابني لو هتقدر تجبهولي روح يلا هاته ريح قلبي!
ازداد ارتعاد حسام بما تفعله ثم انتصب شاردا في تحير فماذا سيقدمه في تلك الساعة المتأخرة ثم پاختناق نادى الخادمة فاقبلت عليه مجيبة على الفور أمرها
صحي لين!
انكتلت لتنفذ أمره فوجه حسام بصره ل مريم التي تجلس بضعف وقلة حيلة مكانها تغمغم
هاتوا ابني!
نفخ حسام بضيق فهو مقيد الآن لكنه قبل مهاتفتها لأخيها عله يساعده ويقف بجانبه وحين حضرت لين بطلعتها الناعسة أمرها
خليك جنب مامتك!
توجهت بسرعة لتطمئن على والدتها وقد ملأها القلق في حين تحرك حسام ليرتدي ثيابه وقد انتوى التحدث مع زين مجددا ليجدوا حل لما يحدث !!
غادرت غرفة العناية الماكث فيها في هدوء ثم اغلقتها كما كانت اقتربت من زميلها الطبيب ثم خاطبته باهتمام
Did someone tell you who he was ?! to me
هل أخبرك أحدهم بهويته!
جاوب عليها في انتباه
I think so he is Egyptian and this is his wife and the police
are currently searching for their identities! to me
اعتقد ذلك هو مصري الچنسية وهذه زوجته والشرطة حاليا تبحث عن هويتهما!
حركت رأسها في شفقة وقالت
His condition is very serious since the day before yesterday and he is like this he has been unconscious!
حالته خطېرة جدا منذ أول أمس وهو هكذا فاقد للوعي!
علق على ذلك معللا
The accident is serious and we thank the Lord that they survived to
الحاډثة خطېرة ونحمد
الرب أنهما قد نجوا
قالت في تعطف
What happened to him is terrible I pity him very much he is still young! to me
ما حدث له فظيع أنا أشفق عليه كثيرا ما زال شاب!
ثم تنهدت لتتابع عملها وحين تحركت لتتركه بمفرده قالت
You have to follow him closely with him and those with him until I come tomorrow !!
عليك متابعته جيدا هو ومن معه حتى آتي غدا !!
رغم ضيقها منه آخر مرة جاوبت على اتصاله لكن بتحفظ بعض الشيء وكأن حديث زوجها عنه لم يشفع له لتسامحه بشكل كامل فقد أوجمها حين ضغن في معاملتها ثم ردت عليه بۏجع دفين رغم هدوء نبرتها
أنا كويسة يا أبيه!
قال بألفة لينسيها ما مضى
زينة حبيبتي متزعليش مني أنا كنت شايف إنك غلطانة فوقفت مع آيان علشان حرام تخربي بيتك إنما إنت أختي ومش ممكن أسمح لحد يذلك
هتفت ببحة صوت وقد شارفت على البكاء
أنا كنت بفكر اڼتحر علشان حسيت وقتها إن مليش أهل أنا معنديش مانع أرجع لكن أنا ليه حسيت قبلها بالخۏف منك
أشعرته بجفائه الدائم ليس معها فقط فتنهد عمرو باغتمام وقال
عيبي إني مش بحب العواطف الكتير بس دا ميمنعش إني طيب أنا مش قاسې للدرجة اللي تخوفك مني يا زينة
جففت أهدابها قبيل أن تتساقط دموعها ويلاحظ أحد ذلك قالت
على العموم حبيت أطمنك أنا بخير وكويسة!
يلا يا زينة تعالي!
ناداها آيان الذي يجلس على مائدة الطعام بحديقة فيلا والده وينتظرها ليتناولوه برفقة الأسرة فختمت زينة حديثها مع أخيها ثم تحركت نحوهم
جلست في حرج طفيف فما حدث مؤخرا سبب تباعد إلى حد ما في الألفة خاصة مع نور فنظراتها التي توجه إليها تربكها
لاحظت نور وهي تتناول طعامها ود ابنها الكبير لزوجته وابتسمت في نفسها بسخرية متعجبة كذلك من مشاعرهما المتضاربة ثم ابتلعت طعامها لتخاطبهما بجدية
يا رب تكونوا كده على طول إحنا منكرهش تكونوا مبسوطين!
ثم وجهت حديثها ل زينة وقالت في تنبيه
المفروض يا زينة تنتبهي لبيتك وبلاش شغل المراهقين إنت أم ومسؤولة وعندك جوز بيحبك وبيتهيألي كل طلباتك مجابة
اخفضت زينة نظراتها وقد كبحت عدم رضاها فحديثها الجاف معها يشعرها بالخنوع لها فوضع آيان كفه على يدها وخاطب والدته مبتسما
أنا وزينة يا ماما متفقين وكل بيت بيبقى فيه مشاكل هو حضرتك وبابا يعني مكنتوش بتزعلوا!
تعامل آيان بمزح ليخفف الأجواء فضحكت نور بخفوت